أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-2-2022
1859
التاريخ: 2023-09-10
686
التاريخ: 2023-08-29
958
التاريخ: 1-6-2016
4883
|
سوبر نوفا علي بن رضوان
ولد علي بن رضوان بالقرب من القاهرة وعاش خلال الفترة من 998 حتى 1061 ميلادية وكان يعمل بالدرجة الأولى كطبيب وكان له اهتمامات كبيرة بالفلك وألف مجلد هام أسماه (التعليقات على الكتب الأربع لفلك البطالمة) وكان لهذا المجلد تأثير كبير على عالم القرون الوسطى وكان علي بن رضوان قد شاهد النجم المتفجر سوبر نوفا عام 1006 ميلادية عندما كان عمره ثمان سنوات ومع ذلك اعتمد في تسجيل هذه الظاهرة في مجلده على وصف الأكبر سنا منه الذين شاهدوها عام 1006 ميلادي. ويقول في مجلده :
سوف أوصف الآن المشهد الذي رأيته عند بداية تعلمي. هذا المشهد ظهر في برج العقرب في الاتجاه المعاكس للشمس. كانت الشمس في ذلك اليوم على بعد 15 درجة في برج الثور (أي على بعد 15 درجة من بداية برج الثور على الدائرة الكسوفية) وكان المشهد على بعد 15 درجة من برج العقرب. هذا المشهد كان جسم دائري كبير قطره ما بين 2.5 إلى 3 مرات قطر كوكب الزهرة. وكانت السماء تشع بسبب ضوءه العالي. حيث كان ضوءه يزيد قليلا عن ربع إضاءة القمر. وقد ظل في مكانه إلى أن أصبحت الشمس على بعد ستين درجة منه في برج العذراء (السنبلة) فاختفى. كل ما ذكرته من تجربتي الشخصية وهناك من المهتمين كانوا يتابعون المشهد وقد توصلوا إلى نفس المعتقد (المستخلص) العلمي. وكان مواقع الكواكب كالتالي : الشمس والقمر تقابلا عند 15 درجة من برج الثور، وكان زحل يبعد 11 12o من برج السرطان، وكان المريخ على بعد 19 21o من برج العقرب. والزهرة على بعد 28 12o من برج الجوزاء، وعطارد كان على بعد 11 5o من الثور، وعقدة القمر The moon's node على بعد 28/ 23o من برج القوس. والمشهد حدث عند الدرجة 15o من برج العقـرب. وكان مطلع الاقتران عندما ظهر المشهد في سماء مدينة الفسطاط على بعد 2 4o من برج الأسد. وأيضا العشر (المنزل) لبرج الثور كان يبدأ من 27/ 26o من برج الحمل.
وقد ذكر علي بن رضوان الحروب والمجاعات والكوارث الأخرى التي حدثت بعد ظهور هذا المشهد من برج العقرب. حيث اعتبر أن هذا نذير شؤم للمسلمين. وقد حسبت إحداثيات الأجرام السماوية والكواكب بواسطة علي بن رضوان باستخدام جداول المجسط البطلمي. وكانت عاصمة المسلمين في مصر في ذاك الوقت هي الفسطاط ذات الإحداثيات (خط عرض 30o وخط طول 31.3o) وهي تقع الآن جنوب شرق القاهرة وتعرف باسم "مصر القديمة". في اتجاه الجنوب الغربي ـ جنوب وجنوب شرق القاهرة ـ فإن المنطقة لها مستوى مقبول، لذلك أمكن رؤية النجم المتفجر.
والتعبيرات "Ascendant of Conjunction" و "Beginning of the Tenth House" تحتاج للتوضيح. حيث أن الاثنان لهما لحظة معينة. فمطلع الاقتران هي النقطة على دائرة البروج التي تشرق عند زمن مختار، بينما بداية المنزل العاشر هي اللحظة الخاطفة للصعود الأعلى لدائرة البروج.
وبالرغم من أن يوم الأرصاد غير معلوم، إلا أنه يمكن اشتقاقه من مقارنة حسابات على بن رضوان. فوضع الشمس والقمر والكواكب التي ذكرت بواسطة علي بن رضوان تدل على أن وقت الأرصاد كان يوم 30 إبريل عام 1006 ميلادي. والمواقع التي حسبت بواسطة على بن رضوان قد تمت مقارنتها بتلك التي تم حسابها بالنظريات الحديثة. وقد تمت الحسابات الحديثة على أساس أن الوقت المحلي لمدينة الفسطاط كان 10.83 ساعة في 30 إبريل 1006. والوقت المحلي هنا يعني الوقت المحلي الظاهري حيث أن هذا النظام كان هو المتبع بكثرة في عالم العصور الوسطى حيث تكون الشمس على دائرة الزوال للرصد في الساعة الثانية وعشر تماماً في الظهر. وقد تم هذا بناء على ما دونه علي بن رضوان حول طالع الاقتران "The Ascendant of the Conjuction" وبداية المنزل العاشر. و "Beginning of the Tenth House" وتأخذ طالع الاقتران ومقداره 2 4o في برج الأسد (أي خط الطول 124.03o على الدائرة الكسوفية) فإنه يعطي وقت محلي مقداره 10.84 ساعة يوم 30 إبريل 1006.
وكذلك فإن الوقت المحلي المستنتج من بداية المنزل العاشر كان خط طوله على دائرة الكسوف 27 26o في برج الحمل (أي خط طول مقداره 26.45o على دائرة الكسوف) هو 10.82 ساعة. ولكن لماذا اختيار هذا الوقت في الصباح الباكر ليوم 30 إبريل 1006. وهناك تفسير محتمل وهو أن النجم لم يرى في الليلة السابقة ليلة (29/30 إبريل) ولكن تمت رؤيته في ليلة (30 إبريل / مايو). ولأسباب تنجمية فإن ابن رضوان حدد هذا الوقت لأول ظهور لهذا النجم المنفجر (سوبر نوفا). والجدول التالي يوضح الأرقام المسجلة في كتاب ابن رضوان وتلك التي تم حسابها بفيلم الفلك الحديث يوم 30 إبريل 1006م عند الوقت المحلي 10.83 ساعة.
وعلي بن رضوان قد يكون قد أخطأ عندما ذكر أن النجم المنفجر (الجديد) كان في الاتجاه المعاكس للشمس على دائرة الكسوف أي من منتصف برج العقرب أي بين 224 و225o على الدائرة الكسوفية. حيث لا بد أن يأخذ هذا الرقم ببعض من الحذر. ولكن أهم ملاحظة موجبة هو وصف ابن رضوان للنجم الجديد بأنه ذو طبيعة ثابتة فيقول: " لقد ظل النجم في مكانه ويتحرك يوميا مع برجه على دائرة الكسوف" بمعنى أنه ثابت في موقعه على دائرة الكسوف رغم حركته اليومية الظاهرية فوق الأفق من الشرق إلى الغرب كسائر باقي النجوم.
ويمكن تحديد اليوم الذي اختفى فيه النجم وذلك من معرفة الحركة الظاهرية للشمس على دائرة الكسوف على مدار العام عندما يكون الفرق ما بين خط طول النجم وخط طول الشمس على الدائرة الكسوفية 60 درجة. ويأخذ أن خط طول النجم الجديد هو 224.5o على دائرة الكسوف عندما ظهر لأول مرة فإن الشمس ستكون على خط طول 164.5o على دائرة الكسوف عند اختفاء النجم أي عندما تكون الشمس في دائرة العذراء أي ما بين خطي طول 150o و 180 o على دائرة الكسوف، كما ذكر علي بن رضوان. وهو يقابل تاريخ 2 سبتمبر 1006 ميلادية عند اختفاء النجم الجديد. ويحتمل أن يكون يوم اختفاء النجم الحقيقي هو حول 2 سبتمبر 1006 بأيام قليلة.
ولقد وصف ابن رضوان بأن النجم كان باهر ومتألق وأن السماء كانت مضاءة من شدة لمعانه والتي كانت تقترب من ربع إضاءة القمر.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|