أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-1-2019
1793
التاريخ: 15-1-2019
1789
التاريخ: 14-1-2019
2220
التاريخ: 15-1-2019
1965
|
[جواب الشبهة] :
...أن طريقة القرآن، ونهج الاسلام إنما هو الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن...وأن الأساس والمنطلق هو الحوار الموضوعي المنصف، القائم على قاعدة: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [سبأ: 24] و {مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ} [المائدة: 99] و{فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} [الكهف: 29] وذلك في ظل حرية العقل، وحرية التعبير، وحرية الموقف...
و...أن الرفق، والرضا، والتفاهم، وروح التعاون في البحث الموضوعي النزيه والهادف... هو الجو الطبيعي، الذي يريده الاسلام، ويرى أنه يتهيأ له في ظله تكريس وجوده، وتأكيد واقعيته وأصالته...
إذا عرفنا ذلك كله... فإننا ندرك : أن ما يدينه الاسلام، ويرفضه، ويسعى إلى ازالته، هو حالة تكبيل العقل في قيود الهوى، والعواطف، والشهوات، والمصالح الشخصية، والقبلية، والأهواء والعصبيات...
فهو يرفض ويحارب ظاهرة : «وجحدوا بها» من أجل الحفاظ على بعض الامتيازات الظالمة التي جعلوها لأنفسهم، أو استجابة لدواع غير واقعية ولا أصيلة، أو من أجل الحصول على بعض الملذات الزائلة، والتمتع بها، أو من أجل الحفاظ على مركز اجتماعي، أو على وضع اقتصادي، أو سياسي معين، وإن كان ذلك على حساب «المستضعفين الذين لا يستطيعون حيلة، ولا يهتدون سبيلا»، أو حتى على حساب كل المثل والقيم الانسانية، وكل الضوابط والمعايير والأحكام الإلهية...
هذا... بالإضافة إلى أن أولئك الجاحدين، بموقفهم الجحودي ذلك، إنما يعاندون قناعاتهم، ويضطهدون عقولهم «واستيقنتها أنفسهم» فيجعلون عقولهم ووجدانهم، وفطرتهم، وكل النبضات الانسانية الحية في وجودهم، في سجن تلك الأهواء، والمصالح، ويثقلونها بالقيود، ولتكون نتيجة ذلك هي إلقاءها في سلة المهملات، مع نفايات التاريخ.
فيأتي الاسلام ... ويقف في وجه هذا البغي، ويعمل على تحطيم هذا الطغيان، فيحرر العقل والفطرة من قيد الجمود هذا، لينطلق إلى الحياة باحثا، ومنقبا، وبعد ذلك مستنتجا، وصاحب قرار وتصميم، حينما يستكشف كل معاني السمو، والخير والسعادة، بعيدا عن كل النزوات البهيمية، وصراع الشهوات، ومزالق العواطف غير المتزنة، ولا المسؤولة.
وهذا ما يفسر لنا ما نجده في القرآن من كونه يؤنب أشد التأنيب هذا النوع من الناس، وينعى عليهم ارتكابهم تلك الجريمة النكراء في حق فطرتهم وإنسانيتهم، والأهم من ذلك في حق عقلهم ووجدانهم...
الاسلام.... والدعوة الى التعقل، والبصيرة في الدين :
ولقد كان الاسلام ولا يزال يؤكد ويردد بأساليبه المتنوعة، وفي مختلف المناسبات على دور العقل والفطرة، وعلى أهمية الضمير والوجدان، والفكر والعلم.
ففيما يرتبط بأهمية الفكر والعلم والعقل نجد العشرات، بل المئات من الآيات القرآنية، التي تشير إلى ذلك.. وكمثال على ذلك نشير الى الآيات التالية: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الزمر: 9] ، {وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} [العنكبوت: 43] ، {أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ} [الأنعام: 50] ، {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا } [الأعراف: 184] ، {وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } [آل عمران: 191] ، { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الرعد / 3، والروم / 21 والجاثية / 13] {أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [البقرة / 44 و 76، وآل عمران / 85 والانعام / 32، والاعراف / 169، ويونس / 16، وهود / 51، ويوسف / 109، والانبياء / 10 و 67، والمؤمنون / 80، والقصص / 60، والصافات / 138] {لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [البقرة / 73 و 242 والانعام / 151، ويوسف / 2، والنور / 61، وغافر / 67، والزخرف / 3، والحديد / 17] {لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [البقرة / 164، والرعد / 4، والنحل / 12، والروم / 24]. {وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} [البقرة: 197]. {وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} [البقرة / 269، وآل عمران / 7].
وبالنسبة لعلاقة الدين بالفطرة، فالله سبحانه يقول:
{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [الروم: 30، 31].
التجني .... والافتراء :
وبعد... فإن كل ما تقدم يعطينا أن ما ينتهجه بعض الناس في دعوتهم إلى مذهبهم، من أساليب فظة وجافة، وقاسية، من قبيل التفسيق تارة والتكفير أخرى، والرمي بالشرك أو الزندقة ثالثة، وما إلى ذلك من افتراءات وتهجمات... ناشئة عن عدم فهمهم هم لمعنى الشرك والتوحيد، وخلطهم بين المفاهيم التي هي من أوضح الواضحات، وان كل ذلك لا ينسجم مع روح الاسلام، ولا يلائم تشريعاته، ومناهجه، بل الاسلام من ذلك كله برئ...
ويتضح بعد هذا النهج عن الاسلام، وعن تعاليمه حينما نعلم: أن المسائل التي يطرحونها، ما هي إلا مسائل اجتهادية، يخالفهم فيها كثير، إن لم يكن أكثر علماء الاسلام....
بل إن الحقيقة هي أن ما يدعون إليه، ويعملون على نشره، لا يعدو عن أن يكون مجرد شعارات فارغة، أو تحكمات باطلة، لا تستند إلى دليل، ولا تعتمد على برهان.
بل إن بعضها يخالف صريح القرآن، وما هو المقطوع به من سنة النبي (صلى الله عليه واله) وسيرته، والصحيح الثابت من الصحابة والتابعين، فضلا عن مخالفته لصريح حكم العقل، ومقتضيات الفطرة والجبلة الإنسانية.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|