الجهاز التناسلي للنيماتودا  Reproductive System

تعتبر النيماتودا ديدانا ثنائية المسكن، حيث تتميز الذكور عن الاناث، الا ان هناك حالات قليلة تكون فيها النيماتودا خنثى Hermaphrodites. ويمكن تمييز الذكور عن الاناث بواسطة ما يعرف بالصفات الجنسية الاولية والثانوية. ومن الصفات الجنسية الاولية وجود اعضاء السفاد في الذكر مع ما يصاحبها عادة من تراكيب تناسلية ملحقة (كشوكتي السفاد، والحلمات التناسلية، والجراب التناسلي في بعض الانواع), اما الانثى فتكون الفتحة التناسلية واضحة مميزة. ومن الصفات الجنسية الثانوية، التي لا يعتمد عليها دائما، اختلاف الحجم، فغالبا ما يكون الذكر اصغر حجما من الانثى، وخاصة في نيماتودا النبات، وكذلك اختلاف الشكل بين الانثى والذكر Sexual  Dimorphism، حيث تنتفخ الاناث الكاملة النمو في بعض نيماتودا النبات فتتخذ شكلا كمثريا، او ليمونيا او كرويا او كلويا، بينما يحتفظ الذكر بشكله الاسطواني. وهذا الشكل المنتفخ للأنثى عادة يكون مصحوبا بزيادة في حجم الجهاز التناسلي، خاصة الرحم ومنطقة النمو من المبيض، مما ينتج عنه زيادة كبيرة في انتاج البيض.

يتشابه الجهاز التناسلي كثيرا في كل من الذكر والانثى، اذ يتكون الجهاز اساسا من غدة او غدتين تناسليتين Gonads تختلفان في الشكل والحجم والوضع باختلاف النيماتودا. والغدة التناسلية (او الغدتان) اما ان تكون مستقيمة Straight او منعكسة Reflexed او ملتفة Coiled.

شكل رقم (1) يبين الأشكال المختلفة للجهاز التناسلي في الأنثى:

                          (أ) غدتان تناسليتان متجهتان للأمام ومنعكستان.

                         (ب) غدتان تناسليتان متضادتان في الاتجاه ومنعكستان.

                         (ج) غدتان تناسليتان متضادتان في الاتجاه ومستقيمتان.

                         (د) غدة تناسلية أمامية منعكسة.

                         (هـ) غدة تناسلية أمامية مستقيمة.

.(عن 1971 Hireschmann)

واذا كانت الانثى تحتوي على غدة تناسلية واحدة (كما في الشكل (1) د، هـ) فيطلق على جهازها التناسلي مصطلح Monodelphi، وفي حالة وجود غدتين (شكل (1) أ ، ج) فهو Didelphic، وفي الحالة الاخيرة اما ان تكون الغدتان متضادتين في الوضع (امامية واخرى خلفية) والفتحة التناسلية في الوسط Amphidelphic (شكل (1) ب ، ج)، او تكون كلتا الغدتين متجهتين الى الامام Prodelphic (شكل رقم (1) أ) او الى الخلف Opisthodelphi.

اما الذكور فأما ان يكون لها خصية واحدة متجهة الى الامام (الشكل (2) د،هـ)، وذلك الاكثر شيوعا، وخاصة في نيماتودا النبات، فيطلق على الجهاز التناسلي ، او يكون لها خصيتان Diorchic تكونان عادة متجهتين الى الامام (شكل 2 ج) او متضادتين في الاتجاه (شكل 2 أ ، ب).

الشكل رقم (2). الأشكال المختلفة للجهاز التناسلي في الذكر:

                          (أ، ب) غدتان تناسليتان متضادتان في الاتجاه ومستقيمتان.

                          (ج) غدتان تناسليتان متجهتان إلى الأمام ومنعكستان.

                          (د ) غدة تناسلية أمامية منعكسة.

                          (هـ) غدة تناسلية أمامية مستقيمة.

.(عن 1971 Hirachmann)

وتعتبر الغدة التناسلية في معظم انواع النيماتودا من نوع Tologonic ، حيث يتم تكاثر الخلايا الجرثومية في الطرف النهائي للغدة. وتبطن الغدة التناسلية في كلا الجنسين بطبقة من الخلايا الطلائية التي تغطي الخلايا الجرثومية وتشكل قنوات الغدة.

أولا: الجهاز التناسلي في الأنثى  Female Reproductive System

تتكون الغدة التناسلية في الانثى من مناطق متميزة (شكل رقم 3) وتتألف، حسب ترتيبها من الطرف النهائي، من الاتي:

١- المبيض Ovary

وهو غدة اسطوانية تقوم بإنتاج البيض ويمكن تقسيمها الى منطقتين:

أ) المنطقة الجرثومية: Germinal Zone  وهي قسم قصير يحتل الطرف النهائي من المبيض، تحتوي على خلايا جنسية صغيرة الحجم تسمى في هذه المرحلة بالبويضات الاولية Oogonia يحدث لها انقسامات سريعة.

ب) منطقة النمو  Growth Zone: وهي منطقة طويلة نوعا ما (قد تكون اطول من جسم النيماتودا في بعض الانواع)، وفيها يزداد تدريجيا حجم الخلايا الجنسية والتي تسمى في هذه المرحلة بالخلايا البيضية Oocytes.

شكل رقم (3). تركيب الجهاز التناسلي في الأنثى.

.(عن 1980 Ayoub)

٢- قناة المبيض Oviduct

وهي انبوبة ضيقة تقع بين المبيض والرحم، وتتميز بجدار سميك يتكون من خلايا طلائية عمودية ، ويختلف طولها كثيرا باختلاف النيماتودا.

وفي بعض الانواع ينتفخ الجزء الواقع بين قناة المبيض والرحم ليشكل قابلة منوية Spermatotheca (or seminal receptacle) ، حيث تخزن اعداد كبيرة من الحيوانات المنوية وفيها يتم الاخصاب، واذا لم يكن هناك قابلة منوية قام الجزء الامامي من الرحم (المتاخم لقناة المبيض) بوظيفتها.

٣-الرحم  Uterus

عبارة عن انبوبة عريضة مبطنة بنسيج طلائي منبسط او مكعبي Cuboid، وقد تكون محاطة بطبقة من الياف عضلية، الا ان هذه العضلات تكون بضعيفة التكوين في نيماتودا النبات. ويقوم الجزء الامامي من الرحم بوظيفة القابلة المنوية في حالة عدم وجودها كما ذكرنا انفا، كما يقوم الرحم بتغليف البيض بعد إخصابه بالقشرة الخراجية.

وللنيماتودا ذات الغدة التناسلية الواحدة Monodelphic كيس رحمي  Postvulvar  Uterine sac، وهو عبارة عن امتداد صغيرة في نهاية الرحم، يستعمل لخزن الحيوانات المنوية.

٤- المهبل  Vagina

ينتهي الرحم او الرحمان في انبوبة واحدة مشتركة هي المهبل. والمهبل انبوبة قصيرة مبطنة من الداخل بالكيوتيكل ومزودة بعضلات لدفع البيض الى الخارج من خلال الفتحة التناسلية.

 ٥- الفتحة التناسلية  Vulva

وهي عبارة عن شق عرضي في الجهة البطنية تقع عادة في الثلث الاوسط من الجسم، او في نهايته بالقرب من فتحة الشرج في حالة الاناث المنتفخة، كاناث نيماتودا تعقد الجذور والحوصلات. والفتحة التناسلية مزودة بتركيب عضلي خاص يتحكم في فتحها عند وضع البيض.

ثانيا: الجهاز التناسلي في الذكر  Male Reproductive System

تتكون الغدة التناسلية في الذكر عادة من المناطق الثلاث التالي (الشكلان رقما 2 و4):

١- الخصية  Testis

وهي غدة اسطوانية تقوم بإنتاج الحيوانات المنوية. ويمكن تقسيم الخصية – كما في المبيض – الى منطقتين: منطقة جرثومية تقع في طرف الخصية، وفيها يحدث انقسام الخلايا الجنسية، تليها منطقة النمو حيث يتم في نهايتها نضج الحيوانات المنوية Spermatozoa.

الشكل رقم (4). تركيب الجهاز التناسلي في الذكر وملحقاته.  (عن Ayoub 1980)

٢-الحوصلة المنوية  Seminal Vesicle

وهي تلي الخصية، وتمثل الجزء الامامي والواسع من قناة الغدة التناسلية، وفيها يتم تخزين الحيوانات المنوية مؤقتا. وقد يوجد في بعض الاجناس، كالإسكارس مثلا، ما يعرف بالوعاء المخرج Vas Efferens، وهو عبارة عن جزء انبوبي يصل منطقة النمو من الخصية بالحوصلة المنوية.

٣- الوعاء الناقل  Vas Deferens

وهو يلي الحوصلة المنوية، ويمثل الجزء الرئيس لقناة الغدة التناسلية، ويتكون عادة من منطقتين: انبوبية وغدية. ويكون مزودا بعضلات تشمل كامل الوعاء او جزءه الخلفي فقط، وفي هذه الحالة الاخيرة يزود هذا الجزء بقناة قاذفة Ejaculatory Duct تفتح في المجمع وتعمل على قذف الحيوانات المنوية اليه. وقد تكون هذه القناة مزودة بغدد قاذفة تفرز مواد لاصقة خلال عملية السفاد. وتتحد نهاية الوعاء الناقل مع نهاية القناة الهضمية – كما ذكرنا انفا – وتتكون بذلك قناة المجمع التي تفتح في فتحة المجمع.

تتميز ذكور نيماتودا النبات في طائفة Secernentea بوجود خصية واحدة، ما عدا ذكور نيماتودا تعقد الجذور التي تمتلك خصية او خصيتين متجهتين الى الامام ومشتركتين في وعاء ناقل واحد. وتتكون حالة الخصيتين هذه نتيجة لعملية التحول الجنسي Sex Reversal التي تحدث تحت تأثير ظروف بيئية غير ملائمة تمر بها النيماتودا في اثناء نموها. اما ذكور نيماتودا النبات في طائفة Adenophorea فهي تمتلك خصيتين في اتجاهين متعاكسين تشتركان في وعاء ناقل واحد، ويستثني من ذلك نيماتودا تقصف الجذور التي تمتلك خصية واحدة فقط.

وبلحق بالجهاز التناسلي في الذكر عدد من التراكيب الخصة (الشكل رقم 4) التي تساعد في عملية السفاد وهذه الملحقات تشمل الاتي:

أ) شوكتا السفاد  Spicules: يختلف شكلهما وحجمهما باختلاف النوع، الا انهما تتكونان من الداخل من لب سيتوبلازمي يحيط به من الخارج طبقة من الكيوتيكل المتصلب (الشكل رقم 5). وشوكتا السفاد مزودتان بعدد من العضلات والاعصاب الخاصة، ويعتقد ان الشوكتين تعملان على اتساع الفتحة التناسلية والمهبل في الانثى اثناء عملية السفاد، وليس لهما دور في نقل الحيوانات المنوية.

الشكل رقم (5). صورة بالمجهر الإلكتروني الماسح (SEM) توضح شوكتي السفاد في ذكر نيماتودا تعقد الجذور وهما بارزتان إلى الخارج من خلال فتحة المجمع.

.(عن 1981 (Wergin

ب) الجسم المرشد  Gubernaculum: يصاحب شوكتي السفادة عادة، وهو عبارة عن تصلب في الجدار الظهري لجيب الشوكتين (شكل رقم 4)، ويقوم بتوجيه حركة الشوكتين، ولذلك فهو يحمي جدار المجمع منهما.
ج) الجراب التناسلي (غشاء السفاد) Bursa: يوجد في ذكور بعض الانواع، وهو عبارة عن تحور في طبقة الكيوتيكل في منطقة الذيل (الشكل رقم 4)، ويقوم بالمساعدة اثناء عملية السفاد (الشكل رقم 6).

الشكل رقم (6 ). صورة بالمجهر الإلكتروني الماسح (SEM) توضح التصاق وإحاطة الجراب التناسلي لذكر نيماتودا sp Oesophagostomum من رتبة (Strongylida) حول جسم الأنثى أثناء عملية السفاد.

.(عن 1983Poinar)