المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

Antibiotic Pharmacodynamics
24-3-2016
كم هو عدد العوائل الحشرية؟
6-1-2021
فيلهلم كونراد رونتجن
1-2-2023
الربيع بن خثيم
14-8-2017
المخبّل السعدي
27-09-2015
نصيب
19-12-2021


التربية في ظل العدل والحرية  
  
2229   01:33 مساءً   التاريخ: 29-1-2017
المؤلف : ام زهراء السعيدي
الكتاب أو المصدر : التربية من منظور اسلامي
الجزء والصفحة : ص39-44
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-1-2017 2329
التاريخ: 9/11/2022 1872
التاريخ: 2023-06-03 1150
التاريخ: 2023-09-09 1301

قال الله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران:159].

إن القوانين التربوية هي اولى القوانين التي تحكم فينا، ولما كانت هذه القوانين تعدنا لنكون مواطنين صالحين فعلى كل اسرة ان تدار وفق المنهج العام الذي يدار به المجتمع. ولذلك فان قوانين التربية تختلف بحسب اقسام الحكومات.

وان التربية في ظل النظام الاسلامي تقوم على العدل والحرية، وتنمية حب التسامي والتكامل في نفوس الاطفال. كما يقول الامام علي (عليه السلام) لولده الحسن: (ولا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حرا)(1) وبهذه الجملة القصيرة يزرع الاب العظيم اعظم ثورة للشخصية في نفس ولده، ويعوده على الحرية الفكرية.

وان المربي القدير هو الذي يستفيد من غريزة حب الكمال والتعالي عند الطفل ويقيم قسما كبيرا من اساليبه التربوية على هذا الاساس.

والجدير بالملاحظة ان الارضاء الصحيح لغريزة حب التفوق والوصول الى الكمال الحقيقي يمكن أن يتحقق في ظل الحرية والعوامل المساعدة فقط، وبدونها لا يكون نيل الكمال الواقعي ميسراً.

إن زهرة صغيرة اذا لاقت عوامل مساعدة، وجوا طليقا وغذاء كافي تنفتح اكمامها ويفوح عطرها.. وكذلك تكون الاستعدادات الداخلية عند الانسان، فأنها تزدهر وتنمو في الظروف المساعدة وتعود عليه بالفوائد العديدة. وان من اهم شروط التعالي والتكامل للأطفال والكبار هو كون الجو الذي يعيشون فيه حراً، فعندما يسود المجتمع الظلم والاستبداد والضغط الشديد.. وحيث يحل اليأس محل الامل، والظلم محل العدل، والاستهتار والفوضى بدل القانون، والخوف بدل الهدوء... فمن المحتم ان ينقطع السبيل الى التكامل في ذلك المجتمع. والذين يعيشون في امثال هذه المجتمعات لا يقدرون على اخراج استعداداتهم الخفية وذخائرهم المعنوية من مرحلة القوة الى حيز الوجود والفعلية بالشكل المناسب، ولا ينالون الترقي والتكامل اللذين يصبون اليهما، والاسرة هي مهد تربية الاطفال، والوطن الواسع هو البيئة التربوية للكبار.

والدولة تشبه أسرة كبيرة واسعة، وان جميع افراد تلك الدولة من رجال ونساء واطفال. انما هم اعضاء في تلك الاسرة الكبيرة.. واحيانا يكون الخلاف حيث القوانين العادلة القائمة على اساس الحق والفضيلة والحرية والمحبة.. وكذلك في الاسرة فقد يحكمها اب حاد المزاج فاقد الايمان، وام متهاونة سيئة الاخلاق ..ويفرض كل منهما ارادته على اعضاء أسرته عن طريق الشدة والخشونة التي لا تطاق ويحملون على القيام بواجباتهم بالتهديد والتخويف.. و قد يكون الامر على خلاف من ذلك، اذا تتعاضد الفضيلة الاخلاقية والايمان للاب مع الحب والحنان العقلائيين للام في ايجاد جو مقدس وسعيد للأسرة مما يحتفظ لأعضاء الاسرة بطراوتهم وحيويتهم ويؤدي كل منهم واجبه برغبة نفسية ووازع ذاتي، فقد عد الاسلام ان ادارة الدولة عن طريق الاستبداد والتعنت والركون الى وسائل القمع والارهاب اسلوب فاشل تماما وحكموا بان الحياة في ظل نظام كهذا لابد ان تصبح جحيماً لا يطاق. وكذلك ادارة الاسرة عن طريق الظلم والتعدي وبواسطة الخشونة والشدة في الاخلاق تعتبر فاشلة وعاجزة عن ان تصبح اساسا للسعادة ومهدا لتربية الاطفال تربية سليمة.

وان لأسلوب الهيأة الحاكمة دخلا كبير في الشؤون الاخلاقية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية (وجميع الجهات المادية والمعنوية بعبارة موجزة) بصورة مباشرة.. حيث يمكن معرفة الاوضاع الظاهرية والمعنوية لأمة ما عن طريق سلوك الهيأة الحكامة. وفي هذا يقول الامام علي (عليه السلام): (الناس بأمرائهم اشبه منه بآبائهم)(2) فيخضع افراد كل دولة الى عاملين اساسيين ويقعون تحت تأثير قوتين منفصلتين.

1ـ محيط الاسرة وقدرة الاباء على تربية ابنائهم.

2- محيط الدولة وسلوك الهيأة الحاكمة، ولكن الامام امير المؤمنين (عليه السلام) يرى ان تأثير الهيأة الحاكمة في بناء المجتمع ابلغ من تأثير الاسرة والقدرة التربوية عند الاباء.

وتختلف الدولة التي تدار على اساس العدل والقانون وفي ظل الحرية والمحبة عن الدولة التي يحكمها الاستبداد والتعنت ويسودها الارهاب والقمع اختلافا كبيرا، وسنحاول ذكر بعض موارد الاختلاف ونتائجها بين هذين النوعين من الدول. ثم نقارن ذلك بكيفية ادارة الاسرة، ومن هذه المقارنة نستطيع ان نسلط الاضواء الى حد بعيد على مقياس سلامة جو الاسرة او فساده ومن المؤمل ان يدرك الاباء- وهم ابناء الاسرة الكبيرة والدولة - اسس هذه المقارنة كي يفهموا مسؤوليتهم تجاه ابنائهم بصورة اوضح، ويقيموا ادارة الاسرة على اساس اقوى ويراعوا واجباتهم الثقيلة في تربية اطفالهم سائرين على منهج الشرع الحنيف. يعد الهدوء النفسي والامن من الخوف، الشرط الاول لسعادة الإنسان، ففي المجتمع الذي لا يأمن افراده على ادائهم وتكون حياتهم مقترنة بالاضطراب والقلق لا مجال للسعادة الحقيقية والكمال الواقعي اليه. فالعدالة الاجتماعية هي القوة الوحيدة التي تستطيع ان تبعث الاطمئنان والهدوء الى النفوس وتهب الاشخاص الامن والسكينة، والبيئة الصحيحة للإنسانية تكون في الدولة التي يسودها القانون والعدالة.

الدولة التي رسمت حدود اختصاصات المسؤولية والشعب فيها بموجب القوانين العادلة.

في الدولة التي يكون المسؤولون انفسهم فيها مطيعين للقانون، ويسلكون سبيل العدالة في احكامهم ولا يسمحون لأنفسهم بأقل انحراف او تجاوز على صفوف الاخرين... هناك يحس جميع الافراد في داخل انفسهم بالهدوء والامان. فلا وحشية ولا قلق، ولا ظلم يصيب المواطنين من المسؤولين والمسيطرين على زمام الحكم، في دولة كهذه يكون طريق التكامل والتسامي مفتوحاً امام جميع الناس وباستطاعة كل فرد ان يعمل لسعادته بارتياح واطمئنان، ويستفيد من نتائجها المهمة.

اما الدولة التي يسيطر عليها الاستبداد والتعنت، ولا يحترم فيها القانون والعدالة اصلا ويفقد الحق والانصاف معناهما فيها.. فلا حرية هناك، بل يسود سماء الامة قلق واضطراب، ويفقد الافراد هدوءهم، فيقضون ليلهم ونهارهم في الخوف او يكونون عبيداً لا ارادة لهم قبال اسيادهم، وفي كل لحظة يمكن ان يسيء الحاكم الى شخص او اشخاص من افراده ويحمل كالحيوان المفترس عليهم ويهجم على كرامتهم ووجودهم بلا قيد او شرط.. فينتهي بذلك نظام حياتهم.

فالحياة في دولة كهذه لا تعني الا الشقاء والحرمان، وهناك يستحيل على الافراد الوصول الى الكمال اللائق بهم كبشر وينغلق الطريق امامهم نحو السعادة.. في مثل هذه الدول يحترم الافراد حاكميهم بواقع من الخوف والامن والضرر، ويطيعون اوامرهم صوناً لدمائهم... ولكنهم في الواقع يصيبون سيل اللعنات عليهم.(3) وكما ورد عنه (صلى الله عليه واله) في حديث آخر (ويل لمن تزكيه الناس مخافة شره، ويل لمن اطيع مخافة جوره، ويل لمن اكرم مخافة شره)(4)، فكذلك الاسرة اذا حكمها اب جاهل منحرف لا يتقيد بالواجبات الدينية ولا يطيع الانظمة العلمية والعقلية. ولأجل ان يكون الحاكم المطاع في جو الاسرة تنفذ اوامره بلا استفسار او انتقاد، يفرض ارادته بالحفش والعربدة والكلمات الركيكة. ويعامل زوجته واطفاله معاملة اشد من معاملة الحيوانات فيذيقهم الامرين من السوط والعصا والضرب والتجويع. محولا جو الاسرة الى سجن لا يطاق! في اسرة كهذه تنعدم السعادة ولا يوجد الهدوء الفكري واطمئنان الخاطر، حيث يسيطر الخوف والقلق على جميع انحاء البيت. وهؤلاء الاباء يجرون على انفسهم وعوائلهم والمجتمع الذي يربي الاطفال فيه الى نتائج وخيمة... وهؤلاء مسؤولون ـ طبق الموازين الاسلامية - امام كل ضربة او كلمة بذيئة صادرة منهم تجاه عوائلهم.. واذا كانت طاعة الزوجة والاولاد معلولة للخوف من الشدة والقسوة والظلم، فان هؤلاء الاباء مشمولون بالاحاديث السابقة التي ترى ان من يطاع خشية شره لهو شر الناس.

ان على هؤلاء الاباء ان يحكّموا وجدانهم وان يكرهوا لغيرهم ما يكرهونه لأنفسهم ـ فكما انهم انفسهم - ينفرون من الحياة في ظل الاستبداد والتعنت والظلم والقسوة عليهم ان لا يرضوا ذلك لعوائلهم؛ لان احسن وارق الحكومات العالمية المعاصرة هي الحكومة التي تسيطر على القوانين العادلة على جميع شؤونهم. ويعيش جميع افراد تلك الدولة ـ من أي طبقة او منزلة كانوا - امنين في ظل العدالة والقانون بأرواح ملؤها الرخاء والسعادة والهدوء.. ولقــد عمل قائد الاسلام العظيم (صلى الله عليه واله)، قبل اربعة عشر قرنا. على ارساء قواعد النظام الاجتماعي في حكومته على هذا الاساس. فقد منح العدل والامن الروحي والهدوء النفسي للناس جميعا وازال الخوف والاضطراب اللذين كانا يحكمان العصر الجاهلي من جراء استبداد الحكام واضطهادهم فاصبح الفرد المسلم يخاف من ذنبه فقط وكان النبي (صلى الله عليه واله) جادا تماما في مقام تنفيذ القوانين وعقاب المجرمين، ولهذا فقد كان الناس يخافون من ارتكاب الجرائم. ولكنه في المعاشرات الاجتماعية كان ابا عطوفاً. لا يخافه احد ، واذا صادف ان احدا كانت تأخذه الهيبة من محادثته. فانه (صلى الله عليه واله) كان يحطم ذلك الشعور في نفس المخاطب. (عن ابن مسعود، قال: اتى النبي (صلى الله عليه واله) رجل يكلمه فارعد. فقال: هون عليك فلست بملك)(5).

لقد كانت صلاة النبي (صلى الله عليه واله) مع المسلمين لينة هادئة الى درجة ان بعض الاشخاص كانوا يتمازحون بالمزاح الذي يصعب قبوله من قبل الافراد العاديين، نهى (صلى الله عليه واله) ابا هريرة عن مزاح العرب فسرق نعل النبي ورهنه بالتمر وجلس بحذائه يأكل.. فقال (صلى الله عليه واله) يا ابا هريرة ما تأكل فقال : نعل رسول الله (6) أي حاكم يجرأ على ممازحته فرد عادي. فيرهن حذاءه عند بقال لقاء شيء من التمر؟ لقد عد الله هذه الفضيلة الخلقية للرسول الاعظم (صلى الله عليه واله) من مراتب رحمته وعنايته: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ} [آل عمران: 159].

اما الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) فهو اعظم تلميذ من تلامذة الاسلام. تعلم درس الحرية والانسانية من الرسول الاعظم (صلى الله عليه واله) ولذلك فقد كانت علاقاته مع الناس متصفة بالعطف والرحمة، اما في مقام اقامة العدالة فكان صريحا وجدياً.

______________

1ـ نهج البلاغة ص450.

2ـ بحار الانوار :ج 17، ص129.

3ـ الكافي ج2 ، ص307.

4ـ مجموعة ورام ج2 ، ص115.

5ـ بحار الانوار ج6 ، ص152.

6ـ بحار الانوار ج6 ، ص166.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.