أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-18
![]()
التاريخ: 21-11-2019
![]()
التاريخ: 19-2-2021
![]()
التاريخ: 2-2-2017
![]() |
العرب والرومان:
انتهز حكام "رومة" فرصة ضعف خلفاء الإسكندر، وانحلال المملكة العظيمة التي كونها ذلك الفاتح، فاستولوا على مقاطعة "مقدونية" Macedonia وعلى جزر اليونان وآسية الصغرى وبلاد الشام وإفريقية وفي ضمنها مصر، فأصبحوا بذلك كما كان شأن البطالمة على اتصال بالعرب مباشر. وبهذا الاتصال بدأت علاقات العرب بالرومان.
وقد كان العرب يقيمون في لبنان وفي سورية قبل الميلاد بزمن طويل. وقد اشتغل قسم منهم بالزراعة وتحولوا إلى مزارعين مستوطنين، وتولى قسم منهم حماية الطرق وحراسة القوافل ولا سيما القوافل التي تجتاز طريق الشام - تدمر - العراق. وقد أشير إلى العرب "السكونيين"، أي سكان الخيام Arabes Skynitai الذين كانوا ينزلون البوادي وهم من الأعراب الشماليين.
استطاع "بومبيوس" Pompeius القائد والقيصر إن يضم بلاد الشام إلى الأملاك التي استولت عليها روما، ويجعلها مقاطعة من المقاطعات الرومانية، فكان من نتيجة ذلك اتصال الرومان بالعرب، وبالأعراب الذين كانوا قوة لا يستهان بها على أطراف الشام. وقد وجد الرومانيون بعد استيلائهم على الشام ما شجعهم على الزحف إلى فلسطين، انتهازاً لفرصة النزاع الداخلي الذي كان بين "هركانوس الثاني" Hyrkanus II وأخيه "أرسطو بولس الثاني" Aristobulus II. وكان "هيركانوس" قد ذهب إلى "الحارث" Aretas ملك العرب، أي النبط، فاراً من أخيه، ليحميه وليساعده مقابل تنازله عن بعض الأرضين وعن المدن الإثنتي عشرة التي كان "الإسكندر ينايس" Alexander Jennaeus "104- 78 ق. م." قد استولى عليها. كما ذكرت من قبل، فرأى الرومان في هذه الفوضى فرصة مواتية للتوسع نحو الجنوب.
وقبل إن يجتاز "سكورس" Scaurus بجيوشه حدود أرض "يهوذا"، ومهلت إليه رسل "أرسطو بولس" Aristobulus تطلب منه مساعدة صاحبهم وتمكينه من أخيه، كما وصلا إليه رسل "هيركانوس" Hyrkanus لترجو منه معاونته لصاحبهم، ومساعدته على شقيقه. فتعهد كل طرف من الطرفين بتقديم ما قدمه الآخر. ووافق "سكورس" على تأييد "أرسطو بولس" فكتب إلى "الحارث" ملك العرب، يخيره من البقاء في القدس والدفاع عنها وعداوة الرومان و بين تركها وترك الدفاع عنها و صداقة القائد. فرأى "الحارث" Aretas الارتحال عنها، وفي أثناء ارتداده حصلت مناوشات بن أتباع الأخوين قرب الأردن، كان النجاح فيها حليف "أرسطوبولس".
وفي سنة "64 ق. م." شخص "بومبيوس" نفسه إلى سورية للإشراف على إخضاع جميع أجزائها، وقد طلب منه الإخوان إن يتدخل في حل هذا النزاع، وأن يكون حكماً بينهما، وقدما له هدايا ثمينة حملته على التفكير في احتلال فلسطين. وقد حضرا إلى مقره، وأظهرا له من الضعف والضعة ما دعاه إلى الإسراع في إرسال حملة إلى أرض Aretas ملك العرب، الذي قاوم مقاومة عنيفة، وبعد هذه الحملة احتل القدس وأرض يهوذا وسائر فلسطين، وأمر بإلحاقها بالمقاطعة الرومانية السورية، ونصا عليها "سكورس" حاكماً، وانتزع من يهوذا مدناً وقرى ألحقها بهذه المقاطعة. أما مملكة "يهوذا" الصغيرة، فقد أصبحت، من عملها هذا، في حماية الإمبراطورية الرومانية. وأخذ "أرسطوبولس" وأكثر جنوده أسرى، نقلوا إلى "رومة"، وسير بهم في موكب الأسرى الذين جيء بهم من الشرق، للاحتفال بالانتصار العظيم الذي انتصره "بومبيوس"، وذلك في عام "61 ق. م.".
وعقد "سكورس" الحاكم الروماني اتفاقية مع "الحارث"، حسماً للنزاع وحداً لتحرشات العرب بحدود الإمبراطورية، وافق بموجبها "ملك العرب"، أي العرب النبط، على المحافظة على الأمن، وعلى التهاون مع الرومان في هذا الشأن. وقد عثر على نقد ضرب في أيامه، وجدت عليه صورة رمزية تشير إلى هذا الاتفاق.
وقد ساعد العرب "كاسيوس" Cassius في حوالي السنة "53 ق. م."، وساعدوا "كراسوس" Crassus، وذلك في حروبهما مع "الفرث" "البارثيين" Parther.
وقد عيّن "يوليوس قيصر" Julius Caesar في حوالي سنة "47 ق. م." "انتيباتر" Antipater بمنصب Procurator على "اليهودية"، وهو من أصل "أدومي"، والأدوميون عرب في رأي كثير من العلماء. وهو والد الملك "هيرود الكبير" Herod ملك اليهود، ومؤسس أسرة معروفة في تأريخ اليهود، كما عيّن رجلاً اسمه Cypros، وهو عربي من أسرة كبيرة.
وقد استندت سياسة الرومان ثم سياسة الروم من بعدهم إلى قاعدة الاستفادة من العرب في حماية المواضع التي يصعب على الرومان أو الروم حمايتها والدفاع عنها، وذلك مثل تخوم الصحارى، وفي صد هجمات الأعراب المعادين أو الذين يدينون بالولاء للفرس، وفي مهاجمتهم أيضاً ومهاجمة حلفاء أولئك الأعراب المعادين لهم وهم الفرس.
وفي أيام "بومبيوس، "بومبي" كان أحد سادات القبائل العربية متحكماً في البادية المتاخمة لبلاد الشام. وقد ذكر "سترابون" إن اسمه هو Alchaidamos وجعله ملكاً على قبيلة دعاها باسم Rhambaei. وقد كان من حلفاء الرومان ثم انقض عليهم وعبر إلى العراق، وذلك لإهانة لحقته من الحاكم الروماني أو من القواد الرومان. ويظهر إنه اجتاز الفرات في سنة "46 ق. م." والتجأ إلى "البارثيين". وقد ذكر بعض المؤرخين إنه كان في السنة "53" قبل الميلاد فيما بين النهرين، وأنه كان يقوم بغارات على حدود بلاد الشام. ويظهر أسمه ترك البارثيين بعد ذلك وعاد إلى خلفائه الرومان. وقد نعته "ديوكاسيوس" Dio Cassius بالتذبذب وبالانتهازية، وقال عنه إنه كان يتنقل دائماً إلى الجانب ا لقوي.
وكان "الخديموس"، قد استولى على مدينة "أريتوسه" Arethusa، وهي مدينة "الرستن"، وجعلها مقراً لحكمه، وتقع على نهر "الميماس"، وهو نهر "العاصي"، ويسمى ب Orontes عند الكتبة اليونان والرومان. ولا ندري اليوم منى دخلت في حكمه، ويظهر إن حكمه دام طويلاً إذ كان لا يزال في الحكم في الفترة الواقعة فيما بين السنة "46" والسنة "43" قبل الميلاد. وذكر أنه كان هذا الملك ولد اسمه "ايامبليخوس" Iamblichos=Jamblichus وكان عاملاً على شعب Emesener. وقصد "سترابو" بشعب "ايميسنر"، الناس الساكنين في أطراف المدينة. أي أطراف مدينة Emesa: Emessa ؛ وهي حمص.
وقد ساعد "ايامبيليخوس" "المتوفى سنة 31 ق. م."، حكام "رومة" ضد "البارثيين "البرث" "الفرث" Parther كل فقدم لهم مساعدات مهمة، ولا سيما بالنسبة إلى "أوكتافيوس أغسطس" Octavianus Augustus.
وقد ساعد الملك "اكبروس" "أكبر" Acbarus الذي حكم "حمص" بعد هذا الملك بأمد، الرومان أيضاً في كفاحهم للبارثيين، و ذلك سنة "49" بعد الميلاد. ولم يكن لهؤلاء الملوك من خيار في سياستهم سوى الانحياز إلى الرومان لأنهم كانوا أقوياء، وقد هيمنوا على بلاد الشام.
ولا نعرف في الوقت الحاضر شيئاً عن الملك "الخديموس"، ولا عن قبيله Rhambaei. أما عن اسم الملك فيظهر إنه محرف عن أصل عربي هو "الخدم" أو "جديمة" أو "خضم" أو "الخضم"، وهي من الأسماء المعروفة التي ترد في كتب أهل الأخبار. أو "الخطيم"، وهو اسم معروف أيضاً، ورد في أسماء العرب، أو اسماً عربياً آخر ابتدأ ب "ال" أداة التعريف? وأما عن اسم Rhambaei ، فيظهر إنه محرف عن تسمية عربية هي: "رحبة"، أو "رحاب" أو ما شاكل ذلك، وترد لفظة "رحبة" كثيراً في العربية اسم موضع من المواضع، فلعل هذه القبيلة كانت تقيم في موضع اسمه "رحبة" فعرفت به.
ويظهر من هذا الخبر إن القبيلة المذكورة كانت في جملة القبائل العربية التي كانت قد زحفت قبل الميلاد إلى بلاد الشام، واستوطنت في أطراف "حمص"، وتقدمت بعضها نزلت في أماكن أبعد من هذا المكان إلى الشمال، حيث المراعي والكلأ والماء، وكانت كلما وجدت ضعفاً في الحكومات الحاكمة لبلاد الشام، انتهزت فرصته فتقدمت إلى مواضع أخرى في الشمال، حيث يكون العشب والماء. وأنقذ العربُ "يوليوس قيصر" Julius Caesar من المأزق الحرج الذي وقع فيه، وهو يهم بالقبض على ناصية الحال في الإسكندرية عام "47 ق. م."، إذ أرسل الملك "مالك" Malchu، وهو "مالك الأول بن عبادة"، نجدة مهمة، ساعدته على إنقاذه من الوضع الحرج الذي كان فيه، كما أنجدوا "هيركانوس" الذي فر من القدس إلى "بطرا" حينما ظهرت أمام العاصمة طلائع الفرثيين.
ولما استولى "أغسطس" على مصر، وجعلها تابعة لحكم قياصرة "رومة"، أمر بإصلاح ما كان قد فسد بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية السيئة التي حدثت في أيام البطالسة، فأصلحت الطرق، وطهرت القناة، وعني بالتجارة البحرية وبمياه البحر الأحمر التي غصت بلصوص البحر، وأوعز إلى حاكم مصر "أوليوس غالوس" Aelius بغزو جزيرة العرب، للاستيلاء عليها و على ثروتها العظيمة التي اشتهرت بها من الاتجار بالمر واللبان والبخور والأفاويه، وللقضاء أيضاً على لصوص البحر الذين كانوا يحتمون بسواحل الحجاز واليمن، وللهيمنة على البحر. وقد أمر بوضع حراس على ظهر السفن التي تجتاز البحر الأحمر، للحماية من أولئك اللصوص.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|