المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6763 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

حروف الجر
20-10-2014
Bond Order
10-5-2019
المال الكثير من البلاء !
17-7-2017
الشيخ محمد جواد مغنية.
28-1-2018
مفهوم مقياس رسم الخريطة وانواعه - المقياس الخطي Bar Scale
26-3-2022
SN2 مقابل SN1vs.SN2 : SN1
15-2-2017


الهة شبه الجزيرة العربية قبل الاسلام  
  
4875   04:30 مساءً   التاريخ: 18-1-2017
المؤلف : أنمار نزار عبد اللطيف سعود الحديثي
الكتاب أو المصدر : الديانة الوضعية عند العرب قبل الاسلام
الجزء والصفحة : ص53-90
القسم : التاريخ / احوال العرب قبل الاسلام / عرب قبل الاسلام /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-11-2016 3055
التاريخ: 18-1-2017 3065
التاريخ: 2024-01-23 1216
التاريخ: 17-8-2018 9518

أولاً: التوزيع الجغرافي للآلهة :

(1) آلهة غرب الجزيرة:

يعني غرب الجزيرة الأراضي الواقعة بين اليمن بدءاً من مدينة جرش إلى تخوم بلاد الشام بقسميه تهامة والحجاز (1) . ويشمل المناطق التي فيها الطائف ومكة والمدينة وحواضر وادي القرى وتبوك ، كان معظم هذه المنطقة حيزاً تمدد فيه نفوذ العراق بدءاً من الحملات الآشورية في عهد توكلتي ننورتا (890-884 ق. م)  وخلفائه في العهد الوسيط (2) وتجلات بلاصر الثالث (859-824 ق. م) وخلفائه (3) ، حتى سقوط الدولة البابلية سنة (539 ق. م) (4) وقد عاصرت هذا النفوذ قبيلتا ثمود ولحيان وأتاح انحسار نفوذ العراق الفرصة لامتداد نفوذ اليمن فيما بعد وتضعنا الروايات أمام تسميات لا نعرف شيئاً عن صلتها بسابقتها مثل جرهم وقضاعة والازد وانتشار قبائلها مثل خزاعة في مكة وبنو قيلة (الأوس والخزرج) في يثرب .

تشكل الرقم الطينية والنقوش الأخرى مصدر معلوماتنا عن قبائل هذه المنطقة في مدة النفوذ البابلي فيها في حين تُعَد روايات النسابة والإخباريين التي أوردها المؤرخون مصدرنا فيما يتعلق بنفوذ اليمن في غرب الجزيرة وإلى حد ما بعض النقوش المعينية والسبئية .

ذكرت الرقم الآشورية آلهة عامة عبدها العرب ومنها عتر سماين (عثتر سمين) ودبلات ودايا (دية) ونوهيا (نهيا) (نهي) وأبيريلو وعثتر قرميه (عثر قرمي) (5) كما ذكرت النقوش اللحيانية أسماء آلهة أخرى  ليست لها صلة بما ورد في الرقم الآشورية (6) ، وفيما عدا هذا لم ترد إشارة إلى إله لقبيلة قبل خزاعة في مكة ، فليس لدينا على وجه الدقة اسم لإله عبدته جرهم أو إله ارتبط بمكة قبل خزاعة (7) .

اختص غرب شبه الجزيرة بعبادة (21) إله بينما اشترك مع اليمن في (12) إله ومع شرق شبه الجزيرة في (6) آلهة . ويعكس هذا الوضع حيوية الحياة في المنطقة وعمق الحراك البشري فيها والذي وضعها في تمازج مع اليمن ومع شرق شبه الجزيرة (8) .

يمكننا القول أن المعتقدات الدينية في المنطقة تعود إلى تصورات سكان المنطقة القدماء بالتأكيد كون المنطقة جزءاً من  شبه جزيرة العرب التي لها نمط حضاري واضح ومحدد يحكم نظرتها إلى الكون والحياة ، بقي مؤثراً في تطور معتقداتها الدينية . لكن لا يمكن إغفال ما حملته القبائل معها في أثناء انتقالها أو أدخلته الدول التي مدت نفوذها السياسي في المنطقة أو جاءت به التجارة التي ارتبطت طرقها بين الشمال والجنوب بهذه المنطقة منذ أقدم العصور . وأقدم إشارة في هذا المجال هي نزول نبونائيد الملك البابلي في أواخر عهده (550-539 ق. م) في تيماء ، وعبادته الإله القمر سين (9) . والذي وصل إلينا في العبادات المتأخرة بأسماء عديدة (10) ، لهذا من الصعب تحديد أي الآلهة مصنوع من أهل المنطقة وأيها منقول لها من الخارج .

 (2) آلهة اليمن:

اختص اليمن بعبادة (17) إله حسب الجدول رقم (2) وهو رقم جيد إذا أخذنا في الحسبان موقعه في جنوب شبه الجزيرة العربية وانفتاحه على شمال غرب شبه الجزيرة وشمال شرقها فقط مما يعطي انطباعاً عن تقدم النشاط الحضاري في اليمن والنشأة الخاصة للمعتقدات الدينية فيه . ويظهر أبرز تفاعل بين اليمن وغرب الجزيرة حيث اشتركا في (12) إله بينما لا يظهر تفاعلا مع شرق الجزيرة حيث لم تشترك اليمن معها إلا في إله واحد ويفسر هذا ان اتجاه أهل اليمن كان عبر غرب شبه الجزيرة نحو الشمال الأكثر انفتاحاً فيما يخلص فقر شرق الجزيرة وطبيعته عازلاً أمام هذا التوجه فضلاً عن قوة العراق وتأثيره في اتجاهات الحراك البشري ويفسر أيضاً بأن شرق الجزيرة كان له تطوره الخاص الذي أفاد من عدم وجود عوامل إغراء لمزيد من الحراك البشري نحوه . وتدلل المعلومات المحصلة من الحقبة الأقرب إلى الإسلام خلو شرق الجزيرة من الأصنام فيبدو ان ضعف النشاط المادي للإنسان في المنطقة أدّى دوراً في اتجاه الاعتقاد الديني وهو ما سنعرض له لاحقاً .

  تتسم آلهة اليمن بوضوحها فهي أسرة كوكبية وجميع الدلالات الأخرى ذات صلة بها وهذا يعكس فكرة وحدة الحياة إلى حد ما في الأقل بالنسبة لأهل اليمن الذين عبروا عن تجاوزهم نظرة الكوكب (السيد أو المتسيد) إلى الأسرة الكوكبية فهم يحتاجون إلى القمر والشمس والزهرة لأن هذه الأسرة على صلة بالخصب والراحة والأمان والاطمئنان وعدم التيه .

(3) آلهة شرق شبه الجزيرة:

يكشف الجدول رقم (2) فقر الحياة الدينية في شرق شبه الجزيرة فقد اختص بسبعة آلهة واشترك مع غرب الجزيرة في ست آلهة ومع اليمن باله واحد ويبدو ان عدم وجود عوامل أخرى مادية في المنطقة أثر في اتجاهات الحراك البشري نحو المنطقة ويكشف انتشار القبائل كما عرضه البكري عن ضعف التوجه نحو شرق شبه الجزيرة . وتكشف المعلومات المحصلة عن الحقبة الأقرب إلى الإسلام خلو شرق شبه الجزيرة من الأصنام ، ومع أن الحديثي (11) قد استعرض في رسالته عن اليمامة الحياة الدينية في المنطقة عموماً وثبت وجود الصنم كثرى الذي عبدته طسم وجديس وكُسر في أول الإسلام إلا أن الإشارة تبدو مفردة حتى مع الوعي برواية أبي رجاء العطاردي عن عبادة الحجر (12) ، ويعتمد الحديثي رواية جروهمان (13) عن شيوع عبادة آلهة الخصب في المنطقة في منتصف الألف الثالث قبل الميلاد ، وقد لاحظ اشتراك شرق شبه الجزيرة مع العربية الجنوبية بعبادة آلهة الينابيع ويفسر هذا ما ورد في رواية أبي رجاء العطاردي : " إذا لم نجد حجراً جمعنا حثية من تراب ثم جئنا بغنم فحلبناها عليه ثم طفنا به " (14) . وثمة ملاحظة جديرة بالاهتمام فالآلهة التي نسبت إلى شرق شبه الجزيرة اتسمت بغياب المعلومات عنها في الروايات وانها ذكرت مجردة من أي معلومات تفيد في فهم طبيعتها أو صفاتها وتمكن من تصنيفها .

ثانياً : التوزيع القبلي للإلهة :

(1) آلهة القحطانيين :

ارتبطت القبائل في اليمن بالدول خاصة القبائل القديمة التي يصح تسميتها بالقبيلة الدولة فحملت أسماءها مثل معين وسبأ حمير وهمدان وحضرموت وقتبان وأوسان على عكس شمال الجزيرة حيث لم يظهر هذا الارتباط بين الدولة والقبيلة . وذكرت الروايات قبائل لم ترتبط  بالدول لأنها ظهرت منفصلة عن تلك الدول . غير ان المعلومات التي ترتبط ببعض تلك القبائل كالأسماء مثلاً تؤشر مراحل تطور اجتماعي أقدم حتى من قبائل الدول فقضاعة مثلا لم ترتبط بدولة غير أن أسماء الجيل السابع عشر من قضاعة يعكس مرحلة مبكرة من النظام الاجتماعي كان الحيوان أساس في حياة الإنسان وربما يصح القول بأنها مرحلة الصيد (جمع القوت) (15) . بل ان احتكاك بعض القبائل بأقوام معروفة لدينا يوازي الزمن الذي حدد للدول . فالمصادر الكلاسية ذكرت قضاعة وطي بوقت مواز لدول اليمن المعروفة (16) . ومعلوماتنا عن هذه القبائل تبدأ منذ زمن خروجها من اليمن أو بأوضاعها خارج اليمن مثل قضاعة والأزد وطي  حتى ان غياب المعلومات عن حياة بعضها في اليمن مثل طي وقضاعة جعلت أصولها موضع خلاف بين النسابة . ويكاد يتفق الباحثون أن قضاعة هي الكتلة الأقدم فيما عرف بالقبائل القحطانية (17) . كما أن تطور بنية القبيلة يؤشر أدواراً تاريخية موغلة في القدم (18) . ويظهر أن هذه القبيلة تشترك مع الأزد وطي بعبادة الإله باجر (19) وربما نشأ هذا الاشتراك أيام كانت قضاعة في اليمن قبل خروجها فالإله ارتبط بالاسم الأكبر للقبيلة قبل خروجها وتفرقها إلى قبائل وبطون تباعدت مساكنها . أصبحت القبيلة على تماس بالقبائل البدوية الأخرى في حافات اليمن  مثل قبائل كهلان وبعض بطون قيس عيلان . وظهر أثر هذه الحقبة في اشتراك قضاعة مع قبائل يمانية مثل كهلان ولخم وجذام وعاملة وقبائل عدنانية من قيس عيلان مثل غطفان وهوازن في عبادة الإله الاقيصر (20) . وعندما استقرت قضاعة في الحجاز قبل خروج الأزد نتج عن هذا الاستقرار اشتراكها مع قبائل الأزد اليمانية ومع قبيلة ربيعة العدنانية في عبادة الإله سعيدة (21) . ويبدو ان هذا الاشتراك تمّ في وقت ليس بعيد من زمن خروجها وانها كانت لا تزال على اتصال بموطنها القديم، لأن اشتراك الأزد معها في عبادة هذا الإله يعطي هذا الانطباع . أما في المرحلة الأخيرة من استقرار قضاعة في الحجاز وبعد خروج الأزد من اليمن وانتشارهم في الجزيرة وتسيد خزاعة على مكة فقد أصبحت (مناة) إلهاً مشتركاً بين قبائل قحطانية وعدنانية وبضمنها قضاعة وطي (22) وانتشرت عبادته في جميع أنحاء الجزيرة العربية خلا شرقها وربما يكون هذا الاشتراك ناتجا عن مجاورة جمعت الأجيال الأولى من هذه القبائل أو مصاهرة أدت إلى انتشار عبادة هذا الإله بينها فلّما تفرقت حملت معها الإله مناة . أو ربما هو اشتراك ناجم عن قيام خزاعة بقيادة عمرو بن لحي تنظيم عبادة القبائل العربية ويرجح هذا الاحتمال اشتراك مازن من غسان وأزد شنوءة والأوس والخزرج وخزاعة من قحطان ومضر وربيعة وهذيل من عدنان في عبادة مناة .

الراجح ان الماء يأتي في مقدمة أسباب خروج الأزد من اليمن (23) هو المياه سواء كان ذلك ناجماً عن انهيار سد مأرب أو تغيرات مناخية ترتب عليها اندثار التحضر في المنطقة التي كانت من قبل مقراً لنشاط اقتصادي زراعي . واختلفت الروايات في تحديد تاريخ ذلك الخروج ، ولعل كل ما ذكر بهذا الخصوص بقي في حدود الفرضيات والنظريات التي وضعها الرواة الأوائل وتابعهم فيها المؤرخون المحدثون (24) . لكن المهم ان هذه القبيلة كانت في مراحلها الأولى في اليمن تشكل كتلة قبلية كبيرة ارتبطت بعبادة إلهين هما باجر وهو الإله الأقدم الموروث عن زمن سابق بدليل اشتراكها مع قضاعة وطيء في عبادته ثم الإله سعيدة مع قضاعة وربيعة . والأرجح أن هذه الشراكة تعود إلى مرحلة كانت فيها الأزد مجاورة لبني معد أول خروجها من اليمن مع اننا نجهل مكان هذه المجاورة .

أما الآلهة الأخرى التي عبدتها قبيلة الازد فيبدو ان عبادتها تعود إلى  تفرّق هذه الكتلة القبلية الكبيرة وانتشارها . فقبيلة تنوخ وفيها بطن من الأزد تشترك مع ملوك الحيرة في الاله ضيزن وانتشرت عبادة الإله مناة في بطون من الأزد مثل أزد شنوءة وخزاعة والأوس والخزرج ومازن من غسان من الأزد مع كل من مضر وربيعة وهذيل من عدنان وقضاعة وسعد هذيم من قضاعة وتميز من بطون الأزد أزد السراة الذين عبدوا ثلاثة الهه من دون قبائل الآزد اثنان منها تفردوا  بعبادتها وهما عائم وذو شرى الذي بقيت دوس (25) على عبادته من دون ازد السراة في زمن لاحق أما الاله ذو الخلصة فقد اشتركت في عبادته قبائل ازد السراة مع قبائل عدنانية مثل غوث بن مر بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر وهوازن من قيس عيلان وهلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن ويبدو ان هذا الاشتراك له طبيعة تحالفية نتجت عن خروج الكتلة الأكبر للقبيلة من اليمن فكان لأزد السراة حاجة لمثل هذا التحالف بعد استقرارهم في السراة عندما صعدت قبائل الآزد شمالاً لتضمن استقرارها أمام أطماع ساكنين آخرين لهذه المنطقة ، وقد لا يكون مستبعداً ان هذا التحالف حدث أيام تسيد خزاعة على مكة .

أما قبيلة طيء التي لم يكن نصيبها من المعلومات كثيراً لا فيما يخص وجودها في اليمن أو خروجها منه . فأن عبادتها للإله باجر يؤشر أثر مرحلة مجاورتها المبكرة لقبائل قضاعة والأزد (26) بيد ان عبادة طيء للإله يغوث مع أختها مذحج وأهل جرش يرتبط بمرحلة مجهولة من مراحل إقامة طيء في اليمن علماً اننا لا نستطيع معرفة ما إذا بقي بعض من القبيلة في اليمن فعبدوا هذا الإله أم هو اله قديم عبدته طيء مع مذحج وأهل جرش لأن هناك رواية تشير إلى أن عمرو بن لحي قد دفع هذا الإله إلى مذحج فانتشرت عبادته بينهم (27) وجيل عمرو هو الجيل العشرون أما مذحج فهي في الجيل (الحادي عشر) وليس لدينا إشارة في أي جيل خرجت طيء من اليمن ، ومع ذلك فهذه الرواية تتحدث عن علاقة خزاعة بمذحج وعلاقة لقبيلة طيء بمذحج  وخزاعة نجهل ظروفها . خرجت طيء من اليمن وكانت على ما يبدو على علاقة مع قبيلة تميم في بادئ الأمر نجهل طبيعتها بدليل اشتراكهما في عبادة الإله عبد رضى . ثم عبدت طيء الإله ود في مرحلة لاحقة مع قبائل قحطانية مثل لخم من كهلان والخزرج من الأزد وكلب بن وبرة من قضاعة وقبائل عدنانية مثل هذيل بن مدركة بن الياس فضلاً عن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن الياس (28). ثم عبدت القبيلة الإله فلس والإله يعبوب وهما الهان انفردت بعبادتها وهي عبادة تعكس لنا مرحلة متأخرة من مراحل تحرك القبيلة واستقرارها وابتعادها عن الكتلة الأم والقبائل الأخرى دفعتها إلى الانفراد بعبادة  آله محلي أو قبلي وهي حالة جديدة في حياة القبيلة تعكس مرحلة تناثر أوجدت تعدد آلهة  .

تثير المرحلة الجديدة في حياة طيء سؤالاً عن الموضع الذي حصل فيه هذا التطور ؟ فهذه القبيلة كانت عند ظهور الإسلام في (أجا وسلمى) جبلي طيء وامتدت شرقاً إلى شرق الجزيرة لتجاور تميم وتحل محلها في الكثير من الأراضي وتغلبت على نطاق من الأرض يقع بين غرب الجزيرة وشرقها من طرفها الشمالي ، ويبدو انه كان ممراً للطريق التجاري بين جرها في الخليج العربي واللحيانين على ساحل البحر الأحمر الشمالي (29) ، وكان لقبيلة طي وقبيلة تميم استقرار قديم وخفارة لطريق التجارة وربما يكون التطور في المعتقدات الدينية للقبيلتين تطوراً متناغماً يعكس حالة تعايش مشترك على الطريق يرجع إلى ذلك الزمن المبكر فعبدت القبيلتين الإله (عبد رضى)  وهو إله شمالي ورد في النقوش الثمودية والصفائية (30).

ومن الكتل القبلية القحطانية قبيلة الأزد وتهمنا من هذه الكتلة قبيلة خزاعة ، فقد كان لها وضع خاص . فعلى الرغم من انها جزء من كتلة الأزد الأكبر إلا انها تميزت بخصوصية ربما لأنها سكنت مكة وربما لسبب نجهله ولكن يبدو لاختيارها السكن في مكة أثره في تطور القبيلة فسيطرتها على مكة وضعت بيدها مسؤولية ولاية البيت وحجابته ، غير ان مصالحها في مكة دفعتها لتطوير وضع مكة من خلال تطوير دورها الديني . لقد كانت مكة بيت إبراهيم الخليل وابنه إسماعيل، وهي مركز عبادة التوحيد حسب الرواية الدينية عندما دخلتها خزاعة وانتزعت السيطرة عليها من جرهم بمساعدة أبناء إسماعيل الذين كانوا يطمحون إلى إقصاء أخوالهم جرهم الذين انفردوا بمكة وأخلوا باتفاقهم مع هاجر (31) . ومعلوماتنا عن عبادة هذه القبيلة فيها نظر فهي لم تشترك مع الكتلة الأم (الأزد) في عبادة أي اله ولدينا إشارة واحدة إلى اشتراكها مع دوس في عبادة الإله ذو الكفين ودوس قبيلة من ازد شنوءة من الجيل العشرين وهو جيل عمرو بن لحي الخزاعي والأرجح ان هذه المشاركة تعود إلى مدة استقرارها في سراة الأزد . وعلى العكس من علاقتها بالأزد نجد خزاعة تشترك مع قريش في عبادة أساف ونائلة وهما إلهان موروثان عن جرهم أيام كانت في مكة (32) غير أن وضع خزاعة لا يُناقش على أساس انها قبيلة شأنها شأن قبائل العرب فخزاعة في عهد سيدها عمرو بن لحي أدخلت عبادة الأصنام إلى مكة حسب الروايات (33) ، ومن ثم فأيا تكون أهداف عمرو من هذا الأجراء فانه يدعونا إلى ان ننظر لخزاعة من خلال كل الأصنام التي أدخلتها والوقوف على دوافعها من هذا الإجراء ، فعملية الجمع هذه كانت تهدف أساساً إلى تعظيم نفوذ مكة وزيادة أهميتها وجعلها مثابة مشتركة لكل العرب تستخدم أساساً لتأسيس نظام عربي واحسن عناصر هذا التأسيس هو الدين ، وتطوير أهمية مكة من وجهة نظر عمرو بن لحي يتم بجعلها بيت الله وبيت لإلهة العرب في آن معاً . وهو إجراء  ربما يذكّر بوحدة الجوهر في عبادة هذه الإلهة التي يغلب عليها طابع الصفات أكثر من كونها آلهة مستقلة أدخل عمرو بن لحي عبادة هبل وحسب الروايات جاء به من مآب في أرض البلقاء وقيل غير ذلك (34) . وحسب رواية ابن إسحاق في الأزرقي وزع الأصنام الأخرى على القبائل ومنها مناة (35) . غير ان الواقع التأريخي شيء آخر فمناة ظهر لدى مضر وربيعة ابني نزار بن معد بن عدنان في الجيل الحادي عشر ومازن من الأزد وقضاعة في نفس الجيل وانتشر في هذيل المضرية في الجيل الرابع عشر ثم في الجيل السابع عشر ظهر عند خزاعة وسعد هذيم ثم الأوس والخزرج فجميع القبائل عرفت عبادته قبل ظهور خزاعة (36) . كما ان الإله هبل حسب الروايات يعود لخزيمة بن مدركة وهو من الجيل الرابع عشر بينما خزاعة من الجيل السابع عشر (37) .

عبدت خزاعة آلهة مشتركة مع قبائل متعددة قحطانية وعدنانية وهو ما يرجح الاحتمال بأنها ناتجة عن متغيرات مستجدة في حياة خزاعة بعد تفرق الأزد واسـتيلائها على مكة وخير مثال على ذلك مناة  والعزى اللذان انتشرت عبادتهما في قبائل الأزد (مازن ، شنوءة) وقضاعة ومضر وربيعة وهذيل والأوس والخزرج ولخم وكنانة وقريش وغطفان وباهلة وسليم وسعد وثقيف وجشم ونصر (38) . ولم تظهر لنا آلهة خاصة بخزاعة تربطها بالأزد خلا ذو الكفين الذي اشتركت في عبادته مع دوس (أزد شنوءة) وأغلب الظن انه يعود لزمن استقرارها في مكة حيث أصبحت ترتبط مع دوس في ديار أزد شنوءة أي السراة في نوع معين من المصالح ذات الطابع الاقتصادي السياسي . ان عدم وجود آلهة تربط خزاعة بالأزد ربما يكون معززاً أيضاً للرأي القائل أنها تنتسب إلى أبناء إسماعيل وهي قضية لا يمكن بحثها الآن وأكتفي بما توصل له الدكتور الجميلي (39) .                 

أما نهم فهو إله عبدته مزينة ومساكنها بين يثرب ومكة وعبدته أيضاً بجيلة وهي من أزد السراة جنوب مكة ، كما عبدته خزاعة وهو إله حلف تجاري على أكثر تقدير لأن كلا القبلتين تقعان على الطريق المؤدية إلى مكة (40).

(2) آلهة العدنانيين:

ينتسب عرب الشمال أو العدنانيون إلى النبي إسماعيل بن إبراهيم الخليل فهم  موحدون يدينون بدين أبيهم إسماعيل وجدهم إبراهيم عليهما السلام ويسكنون حول مثابة عُرفت فيما بعد (مكة) . غير ان هذا لا يفسر تطور المعتقدات الدينية لهذه المجموعة فرواية ابن اسحاق تشير إلى ان أبناء إسماعيل استبدلوا بمرور الزمن دين الأباء بعبادة الحجارة التي كانوا يحملونها معهم من الحرم في صنعتهم والتماسهم البلدان ، من دون ان يمنعهم ذلك من تعظيم بقايا دين الآباء مما كانوا يتمسكون به (تعظيم البيت والطواف به والحج والعمرة والوقوف على عرفه والمزدلفة وهدي البدن والاهلال بالمناسك) (41) . وأول إشارة لأقدم صنم عبدهُ أبناء إسماعيل ارتبطت بخزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان (42) وكان يعبد هبل (43) . غير ان هذا لا يفيد في تحديد تطور المعتقدات الدينية للمجموعة الشمالية من القبائل العربية . فالتوزيع القبلي للآلهة يظهر لهذه القبائل معتقدات أقدم . وان فهم هذه المعتقدات يحتاج إلى الوقوف على التطور التأريخي لهذه القبائل وتحديد مكان نشأتها والحيز الجغرافي الذي تحركت فيه .

لقد رفض المسلمون روايات النسابة عما قبل عدنان التزاماً بحديث شريف (44) . وما زالت معلوماتنا عن أبناء عدنان تعتمد على الروايات على الرغم من ورود ذكر لأبناء عدنان في النقوش مثل معد ونزار (45)، إلا أن عدنان نفسه لم نجد له نقشاً يعزز رواية وجوده ، وحتى النظام القرابي لأبناء عدنان غير واضح والروايات المتوفرة لا تخدم هذا الهيكل العمودي لنسب العدنانيين .

أثر المصاهرة على نقل الالهة:

أثبت النسابة من أولاد أدد بن زيد بن عدنان ونبت (الأشعر) (46) . ومن عدنان اهتم النسابة بولديه معد والديث (47) . ومن معد اهتموا بنزار بن معد وحيدة وسنام والقحم (48) . ثم ركز النسابة اهتمامهم بأولاد نزار وأخذت قاعدة  معلوماتهم تتسع حيث تابعوا عمود النسب في مضر من ولديه الناس (قيس عيلان) والياس (خندف) وفيهم يبدأ التفرع الواسع إلى قبيلتين كبيرتين ومن عدنان إلى قصي ذكر النسابة سبعة عشر جيلاً وأوردوا روايات عن زيجاتهم يظهر منها أن أبناء عدنان كانوا على صلة بقبيلة جرهم حيث تزوج أبناء القبيلة من الأجيال الثاني والرابع والعاشر نساء جرهميات . كما تظهر مجاورة القبيلة مع عك حيث ظهرت زيجتان مبكرتان في الجيل الثالث والجيل الخامس من أولاد عدنان وجميع هذه الزيجات في خط معد بن عدنان الذي يتفرع إلى ثلاثة تفرعات بقيت متقاربة بدليل زواج مضر بن نزار من الجيل الرابع من الرباب بنت حيدة بن معد بن عدنان من الجيل الرابع أيضاً (49) . أما بعد ذلك فتبقى المجاورة قائمة بين تفرعات ذرية معد الثلاثة ولكن المجاورة الأقوى كانت مع قضاعة وهي قبيلة من خارج النسب العام حيث ظهرت زيجتان من قضاعة فرع الحاف . فتزوج الياس بن مضر وابنه مدركة بن الياس وهما في الجيل الخامس والسادس من ذرية عدنان من نساء قضاعيات (50)

وتظهر ثلاث زيجات في الجيل السابع أحدها فرع من فروع قضاعة عندما تزوج

لوحة رقم (1):

(1) معد: زوجته معانة بنت جوشم ابن جلهمة بن عامر بن عوف بن عدي بن دب بن جرهم .

(2) نزار: زوجته سودة بنت عك بن الديث بن عدنان .

(3) مضر: زوجته الرباب بنت حيدة بن معد .

(4) ربيعة: زوجته أُم الأسبع بنت الحاف من قضاعة .

(5) الياس: زوجته خندف وهي ليلى بنت حلوان القضاعية .

(6) أسد: زوجته مريهة بنت عمران بن الحاف القضاعية .

(7) مدركة: زوجنه سلمى بنت أسلم بن الحاف القضاعية أُم خزيمة وهذيل .

(8) عمرو: زوجته جديلة بنت مر بن أد .

(9) هذيل: زوجته ليلى بنت فران بن بلي القضاعية .

(10) خزيمة: زوجته عوانة بنت سعد بن قيس عيلان وقيل هند بنت عمرو بن قيس عيلان .

(11) كنانة: زوجته فكيهة بنت هني بن بلي القضاعية .

(12) النضر: زوجته عكرشة بنت عدوان وهو الحارث بن عمرو بن قيس عيلان .

(13) تميم: زوجته صفية بنت القين بن جسر القضاعية .

(14) زيد مناة: زوجته رقاش بنت كبير القضاعية .

(15) مالك: زوجته جندلة بنت عامر بن الحارث بن مضاض الجرهمي .

(16) محارب: زوجته ليلى بنت عدي بن عمرو بن ربيعة من خزاعة .

(17) غالب: زوجته عاتكة بنت يخلد بن النضر وقيل سلمى بنت عمرو بن ربيعة بن حارثة بن خزاعة .

(18) حنظلة: زوجته أُسية بنت عمرو من بني وبرة من قضاعة .

(19) شيبان: زوجته دعد بنت منقذ بن غاضرة بن حبيشة بن كعب بن خزاعة .

كنانة بن خزيمة من فكيهة بنت هني بن بلي (51) ، وتستمر الزيجات من قضاعة فتزوج أسد بن خزيمة وهو من (الجيل الثامن) من قضاعة وتزوج زيد مناة بن تميم وهو من (الجيل العاشر) من قضاعة وتزوج ابنه حنظلة وهو من (الجيل الثالث عشر) من قضاعة أيضاً وتزوج لؤي بن غالب وهو من (الجيل الثالث عشر) من امرأة قضاعية من فرع وبرة بن تغلب (52) .   

تفرع أبناء مضر إلى قبيلتين كبيرتين هما خندف (مدركة وطابخة وقمعة) بنو الياس بن مضر. وقيس عيلان بن مضر ويبدو ان هذا الانقسام لم يظهر في شكل تباعد جغرافي حتى الجيل التاسع . فقد تزوج خزيمة بن مدركة من (الجيل السابع) والنظر بن كنانة من (الجيل التاسع) من نساء من قيس عيلان (53) . بيد ان التباعد الجغرافي حدث بعد الجيل التاسع حيث اختفت الزيجات المتبادلة وبدءً من كنانة تبدأ الزيجات في أبناءه من نساء من خندف لا سيما من بنات مر بن أد وهذيل بن مدركة بن الياس (54).

تظهر بدءً من الجيل الثاني عشر زيجات من إحدى كتل الازد الكبيرة (خزاعة) . فقد تزوج بنو الحارث ومحارب ابني فهر من نساء خزاعيات قبل نزول خزاعة في مكة . وتظهر الزيجات في الجيل السادس عشر من الكتلة الأم (الأزد) أي ان التماس بين قريش وخزاعة سبق التماس بينهما وبين الكتلة الأم (الأزد) كما أنه سبق زيجة قصي وأخيه زهرة من خزاعة (55), ولنا أن نفترض ان ذلك سبق نزول خزاعة في مكة مما يضعنا أمام مسؤولية البحث عن مكان آخر للمجاورة بين القبيلتين .

تطرح هذه العلاقات تساؤلات كثيرة لعل أهمها ما يتعلق بالجوار بين قريش والقبائل القحطانية لا سيما وان قبائل خندف الثلاثة بقيت متجاورة إلى مدة طويلة حتى الجيل التاسع بدليل الزيجات . فقد تزوج خزيمة برة بنت مر ثم خلف عليها كنانة بن خزيمة وولدت له النظر ومالك وملكان (57). كما تزوج عمرو بن قيس عيلان من جديلة بنت مر(56) . أما بعد ذلك فتختفي هذه العلاقة والراجح ان ذلك يعود إلى تفرق هذه الكتلة ، وظاهرة بنات مر الخمس ملفتة للنظر فقد تزوجن في كنانة وفي وائل وانجبن بكر وتغلب (58) . وفي قيس عيلان وأنجبن غطفان واعصر (59) . وفي خصفة وأنجبن سليم وسلامان (60) . وفي قيس عيلان وأنجبن فهم وعدوان ابني عمرو بن قيس (61) وفي قضاعة وأنجبن سعد هذيم (62) والراجح ان هذه الزيجات تعكس مجاورة سبقت تفرق هذه القبائل أيضاً .

يمكن القول أن دراسة الزيجات تصلح كمحاولة لمعرفة ما إذا كانت المصاهرة تعكس مجاورة جغرافية أو نظاماً اجتماعياً لم نعرفه حتى الآن ولأن هذه المصاهرات قد تفيد في انتقال الآلهة وشيوع عبادتها فاننا سوف نركز على ديانة قضاعة وعلاقاتها ببنات قضاعة اللواتي تزوجن في معد .

تمتلك قضاعة ستة آلهة ، منها مناة وسعيدة . والزيجات توضح الكيفية التي انتقلت بها عبادة هذه الإلهة إلى القبائل الأخرى . فعبادة الإله (سعيدة) ظهرت في الجيل العاشر من قحطان وقضاعة من الجيل الحادي عشر وهو انتشار طبيعي ناجم عن المجاورة واستمرار عبادته في بني سعد هذيم أمر طبيعي لأنه من أبناء قضاعة فهو سعد بن زيد بن ليث بن سود بن اسلم بن قضاعة (63) . لكن انتشاره في ربيعة العدنانية التي تقابل في نسبها الجيل الحادي عشر من قحطان هو الأمر الغامض فكيف انتقل هذا الإله إلى ربيعة ؟ تكشف الزيجات أن ربيعة تزوج من أم الاسبع بنت الحاف بن قضاعة (64) وربما هذه هي الطريقة المحتملة لانتقال عبادة الإله سعيدة إلى ربيعة وهو تعزيز لأواصر مجاورة أو قد تكون محالفة على أكثر تقدير (65) .

أما انتشار عبادة مناة فتعطي صورة أوضح فإذا استثنينا مازن من الأزد المجاورة لقضاعة نجد انتشار عبادة مناة في ربيعة العدنانية الذي تزوج أم الأسبع بنت الحاف بن قضاعة من الجيل الحادي عشر من قحطان ومضر أخو ربيعة . واستمرت عبادته في خط نسب مضر إلى هذيل بن مدركة بن الياس بن مضر وأمه هي سلمى بنت أسلم بن الحاف بن قضاعة وهي من الجيل الرابع عشر من قحطان وتزوج من ليلى بنت فران بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة (66)  من الجيل السادس عشر واستمرت عبادة هذا الإله في سعد هذيم من الجيل السابع عشر من قضاعة ثم في الجيل التاسع عشر عند الأوس والخزرج وأمهم قيلة ابنة كاهل بن عذرة بن سعد بن هذيم من قضاعة (67) . ان مثل هذا الارتباط بين عبادة إله ما وزيجات بين قبائل عدنانية وقحطانية ذات علاقة أساسها المصاهرة يُعطي فكرة واضحة  لكيفية انتقال المعتقدات الدينية وتأثيرها في نواحي الحياة الأخرى .

أما الإله باجر الذي عبدته قضاعة والأزد وطيء ، فالروايات عن الزواج تشير إلى أن طيء تزوج من عدية بنت مرة بن حيدان  بن عمرو بن الحاف بن

لوحة رقم (2):

(1) الازد: لم ترد إشارة عن زوجته وأمه .

(2) قضاعة: أمه معانة بنت جوشن بن جلهمة بن عمرو بن عوف بن عدي بن دب بن جرهم . تزوج من مليكة بنت الأشعر بن أدد بن زيد بن يشجب وعزمد بنت الغافق بنت الشاهد بن عك بن عدنان .

(3) ربيعة: أمه الجذالة بنت وعلان بن الجوشن بن جلهمة بن عمرو بن عدي بن دب بن جرهم . تزوج من أم الاسبع بنت الحاف بن قضاعة .

(4) سعد هذيم: أمه عاتكة بن مر بن اد بن طابخة بن الياس بن مضر . 

قضاعة (67) ، فهل يمكن ان تكون عبادته انتقلت بين القبيلتين عن طريق الزواج رغم ان هذا حسب الأجيال يعد مستحيلاً فعدية من الجيل التاسع عشر بينها وبين طيء تسعة أجيال بمعنى ان هناك فرق مائة وثمانون سنة (68) بين طيء وعدية كذلك الإله ود فطيء أول من انتشرت فيها عبادة هذا الاله وهو إله قضاعي على ما يبدو واستمر في نسل قضاعة في قبيلة كلب بن وبرة وانتقل إلى هذيل بسبب أمه وزوجته القضاعيتان ثم انتشر في الخزرج وأمه أيضاً قضاعية وتستثنى لخم من هذه القاعدة إذ ليست لها علاقة زواج من قضاعة . يعطي الإله ود فكرة عن آلهة  اندثرت عبادتها في القبيلة الأم واستمرت في أحد فروعها لكن الزيجات أعطتنا فكرة عن عبادة مثل هذا الإله في القبيلة الأم وربما الإله ود أيضاً انتقل إلى تميم خاصة إذا عرفنا أن أُم تميم وهي صفية بنت القين بن جسر بن شيع الله بن اسد بن وبرة من قضاعة (69) . ويعطي سواع صورة أوضح للموضوع فقد انتشرت عبادته لدى همدان القحطانية أما انتشاره في القبائل العدنانية فهو أمر ملفت للنظر ويبدو أنه إله قضاعي انتشر في هذيل بسبب علاقة هذيل بقضاعة وانتشر في كنانة وهو زوج الذفراء القضاعية وانتشر في مزينة وزوجته قضاعية بنت كلب بن وبرة (70) ، وانتشر بزواج داخلي بين أبناء عدنان في عمرو وسليم من قيس عيلان وكلاهما تزوج من بنات مر بن أد وهو أخو مزينة وزوجة مزينة قضاعية  (71). وتكشف هذه الروايات كيف ان الإله سواع إله قضاعي اندثرت عبادته في الكتلة الأم استمر في القبائل العدنانية وهي حالة تكشف نوعاً من التأثير الناتج عن مجاورة في زمن معين من حياة هذه القبائل قد تكون مجاورة جغرافية وقد تكون بسبب حلف وقد تكون بسبب مصاهرة وهي الفرضية التي لها سندها في واقع هذه القبائل .

لقد دفع عمرو بن لحي بسواع إلى الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل من الجيل السادس عشر   (72)، وهي إشارة تحدد مكانة القبيلة في سياسة عمرو بن لحي . ولاحظنا كيف اشترك في عبادته مع هذيل أبناء عمومتهم كنانة ، وشاعت عبادة هذا الإله في أولاد مضر خارج الحرم وهم مزينة وسليم وعمرو بن قيس عيلان (73) . لكن يبقى السؤال لماذا اشتركت همدان مع القبائل العدنانية في الإله سواع . ويطرح السؤال نفسه في حالة اشتراك هذيل مع قبائل عدنانية وقحطانية في عبادة ود ومناة .

وبعيداً عن أثر المجاورة امتلكت كنانة خمسة معبودات واحد خاص بمالك وملكان ابني كنانة وهو الإله سعد الذي ظهر في اسماء بني معد من الجيل السابع وحتى الجيل السابع عشر من بني عدنان مبتدئاً بفرع مضر في الجيل السابع ثم في الجيل التاسع في فرعي أياد وربيعة وهذا الاله له علاقة بالقدر وقد ظهر مرتبطاً به في اسم سعد مناة بن مالك بن باهلة وهو في الجيل العاشر من العدنانية فرع قيس بن عيلان بن مضر . ويطلق على أربعة منازل ينزل بها القمر . ان قدم هذا الإله يحدد ظهوره في بني معد بن عدنان نتيجة مجاورة لعك بن عدنان على الأرجح حيث تزوج نزار بن معد بنات عك سودة وشقيقة . أما أهم معبودات كنانة فهو الإله هبل الذي يعود إلى خزيمة بن مدركة الذي انتشرت عبادته بين أولاد ابنه كنانة مالك وملكان وبكر بن عبد مناة بن كنانة وقريش بن مالك بن النظر بن كنانة واختصوا به (74) .واشتركت كنانة شأنها شأن جميع أولاد مضر في العزى فظهر في الجيل الخامس عشر عند كنانة وغطفان بن سعد بن قيس عيلان. وانتشرت عبادته في ست قبائل يرجع نسبها إلـى قيس عيلان وهم كل من باهلة وسليم في الجيل السابع عشر وسعد في الجيل التاسع عشر وثقيف وجشم نصر في الجيـل العشرين واسـتمر في أولاد كنانة متمثلاً بقريش في الجيل الثامن عشـر

لوحة رقم (3):

 (1) اوسلة همدان: لم ترد إشارة عن زوجته وأمه .

(2) عمرو: أمه غمرة بنت الياس بن مضر . تزوج من جديلة بنت مر بن أد .

(3) هذيل: أمه سلمى بنت أسلم بن الحاف بن قضاعة . تزوج من ليلى بنت فران بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة .

(4) كنانة: أمه عوانة بنت سعد بن قيس وقيل هند بنت عمرو بن قيس بن عيلان . تزوج من برة بنت مر أخت تميم بن مر والذفراء وهي فكيهة بنت هني بن عمرو بن الحاف بن قضاعة .

(5) مزينة: وهو عمرو . تزوج من مزينة بنت كلب بن وبرة .

(6) سليم: أمه تكمة بنت مر بن أد . تزوج من العصماء بنت بهثة بن غنم بن غني . 

بالاشتراك مع خزاعة (75) . أما الإله يعوق فاشتركت كنانة في عبادته مع كل من قبيلة همدان وخولان وهو تفسير منطقي لمجاورة كنانة لهذه القبائل .

ومن الكتل القبلية الشمالية كتلة مر بن أد وقد لاحظنا أثر بنات مر الخمس في القبائل من خلال زيجاتهم التي تعكس طوراً تأريخياً في تطور النظام الاجتماعي ليس من السهل تفسيره فإذا أردنا أن نتقمص طبيعة الزمن الذي نشأت فيه هذه الزيجات فهي تشبه طبيعة عائلة من عدد من الأزواج تزوجوا من بنات عائلة قريبة لهم غير أن الصورة معكوسة . فبنات عائلة معينة هن اللاتي تزوجن من أشخاص نجهل علاقاتهم القرابية بدقة نموا وأصبحوا فيما بعد قبائل جمعها النسابة في أب واحد (تميم بن أو بنت مر) ليصبح جد لقبيلة كبيرة فالمجاورة في طورها الأول هي بيئة التأثير في حالة وجوده وهو ما يجب أن نبحث عنه أما الأخ الوحيد لهؤلاء الأخوات فهو أو (هي) جد لكتلة قبلية هي تميم التي اختلف النسابة في جنسها فقالوا تميم بن مر وقالوا بنت مر ودلالته اللغوية التعوذ من  الآفات وقيل الإجابة إلى الشيء وقيل هي اسم ليلة من ليالي الشتاء يكون فيه الليل أطول ما يكون حتى تظهر فيه كل النجوم وكان الرسول يوليه اهتماماً أكثر من غيره وقيل طولها ثلاث عشرة إلى خمس عشرة ساعة حيث يتم فيها القمر(76) ، وتميم  قبيلة من الجيل التاسع من بني عدنان (77) ، لم يدرس تطورها التأريخي فهي في الأصل تفرعت من مر بن اد وأباه اد بن طابخة من خندف وقيل ان تميم كانت تعرف في القديم جؤثة (78) وإذا أخذنا هذه الروايات في الحسبان فأنها تؤشر مراحل تطور في حياة القبيلة إلى أن انفصلت واستقلت باسمها ويغلب على أسماء المراحل  الأساسية في تطورها طابع ديني فاد بن طابخة اشتق اسمه من الإله (أد)

لوحة رقم (4):

(1) مضر: أمه سودة بنت عك بنت الديث بن عدنان تزوج من رباب بنت حيدة بن معد بن عدنان .

(2) لخم : أمه رقاش بنت همدان . لم ترد إشارة إلى زوجته .

(3) كنانة: أمه عوانة بنت سعد بن قيس وقيل هند بن عمرو بن قيس عيلان. تزوج من برة بنت مر أخت تميم بن مر و الذفراء وهي فكيهة بنت هني بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة

(4) غطفان: أمه تكمة بنت مر. تزوج من أسيلة بنت عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل

(5) باهلة: وهو مالك أمه باهلة بنت صعب بن سعد العشيرة . تزوج من هند بنت شباب بن عبد الله بن غطفان .

(6) سليم: أمه تكمة بنت مر بن أد . تزوج من العصاء بنت بهثة بن غنم بن غني .  

(7) قريش: أمه جندلة بنت عامر بن الحارث بن مضاض الجرهمي . تزوج من ليلى بنت الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة  .

(8) عمرو: أمه غمرة بنت الياس بن مضر . تزوج من جديلة بنت مر بن اد .

(9) سعد: أمه بنت عوذ مناة بن يقدم بن أفصى بن دعمي بن أياد . تزوج من بنت عامر بن الضرب .

(10) ثقيف: أمه أميمة بنت سعد بن هذيل . تزوج من زينب وأميمة بنتي عامر بن الضرب العدواني .

(11) جشم: أمه مليكة بنت جشم بن حبيب بن عمرو بن تغلب بن وائل. لم ترد إشارة عن زوجته .

(12) نصر: أمه رقاش بنت ناقم وهو عامر بن جدان بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار . تزوج من بنت عامر بن الضرب .

أو (أدد) كما ان أحد أبرز معبوداتها هو الإله (تيم) والتيم الاستعباد ومنه اشتق تيم الله اسم لحي من بكر وهو تيم الله بن ثُعلبة بن عكابة ، وتيم الله في النمر بن قاسط وتيم في قريش وتيم بن غالب بن فهر وتيم بن عبد مناة بن اد بن طابخة وتيم بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة وتيم بن ضبة وتيم اللات في ضبة وفي الخزرج وفي طي واللات اسم للشمس والشمس أبرز آلهة تميم عبدته منذ كانت في نجد (79) عبدت تميم أربعة آلهة ارتبطت بجد الكتلة نقلتها معها إلى شرق الجزيرة فأدخلت في المنطقة متغيراً رفع عدد آلهة المنطقة إلى ثلاثة عشر . بمعنى آخر أن قرابة الربع من الإلهة في شرق الجزيرة مصدرها تميم . وألهتها تقدم بعض المعلومات عن تطور بنية القبيلة التي انتقلت من نجد إلى شرق الجزيرة . ففي موطنها الأول (نجد) كان إله الكتلة الأم (تميم) معبودهم القبلي شمس . والإله شمس هو أول إله يعبد من قبل هذه القبيلة ، فجميع من عبده كان من أولاد أد بن طابخة . وانتشرت عبادته بين الجيل الخامس عشر إلى الجيل التاسع عشر من هذه الكتلة (80) . تحركت تميم من نجد إلى شرق الجزيرة وهنا تأثرت القبيلة بعبادة موروثة عن القبائل الصفائية أو الثمودية التي كانت تعبد الإله عبد رضي (81) . وعندما جاورت طي منازل تميم تأثرت بعبادة هذا الإله أيضاً واشتركت مع تميم في عبادة ود. وتبدو المجاورة بين تلك القبيلتين قد حملت أثار مرحلة كان الصفائيون والثموديون يتجاورون بين جرها على الخليج العربي وبين البحر الأحمر وكان الطريق الذي يربط المنطقتين مباشرةً يمر بأعالي نجد  .

لوحة رقم (5):

(1) ضبة: تزوج من ليلى بنت لحيان بن مدركة . لم ترد إشارة عن أمه .

(2) تميم: تزوج من صفية بنت القين بن جسر و سلمى بنت كعب بن عمرو أخت الحارث بن كعب ويقال الزوفاء بنت ضبة بن اد .

(3) و(4) عدي وثور: أمهما سلمى بنت نهد بن زيد من قضاعة وقيل انها مغداة بنت ثعلبة بن دودان وأمها هي سلمى بنت نهد . لم ترد إشارة عن زوجاتهما .

(5) عكل (عوف): أمه بنت ذب اللحية من حمير وحضنته عكل أمة له

فغلبت عليه .

لوحة رقم (6):

(1) طيء: تزوج من عدية بنت الامري بن مهرة وهو مرة بن حيدان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة .

(2) لخم: أمه رقاش بنت همدان .

(3) هذيل: أمه سلمى بنت اسلم بن الحاف بن قضاعة . تزوج من ليلى بنت فران بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة .

(4) تميم: تزوج من صفية بنت القين بن جسر وسلمى بنت كعب بن عمرو اخت الحارثة بن كعب ويقال الزوفاء بنت ضبة بن أد .

(5) كلب: أمه أم الاسبع أسماء بنت دريم بن القين بن أهود بن بهراء بن عمرو بن الحاف بن قضاعة . تزوج من حبة بنت أبي عرم بن كوكلان بن زهر بن عاملة .

(6) الخزرج: أمه قيلة بنت الارقم بن عمر بن جفنة بن عمرو بن عامر ويقال قيلة بنت كاهل بن عذرة بن سعد هذيم بن قضاعة . تزوج من بنت عامر الغطريف الازدي وبنت علي بن قيس الغساني .

وأخيراً انفردت قبيلة تميم بعبادة الإله تيم وهو إله محلي يمثل انقطاع هذه القبيلة عن الكتلة الأم (بني أد) ومحاولة التميز في العبادة يمثل استقلالية القبيلة وربما يكون تسمية هذا الإله قد استوحى من اسم جد القبيلة تميم أو نتيجة تطور بنيوي داخل القبيلة غير معروف .

______________

(1) انظر الجدول رقم (1) ، الآلهة تسلسل 3 ، 16 ، 17 ، 33 ، 41 ، 67 ، 68 ، 74 .     

(2) المصدر نفسه ، الآلهة تسلسل 14، 23، 42، 47، 50، 54، 58، 66،  72، 78.

(3) المصدر نفسه ، الإله تسلسل 72 . 

(4) المصدر نفسه ، الإله تسلسل  17 .

(5) الحديثي ، أهل ، ص 37 . اعتبر جرش الحد الحضاري والبشري لليمن قبيل الإسلام .

(6)  باقر ، مقدمة ، ص 181-184 .

(7)  المصدر نفسه ، ص 186-199 .

(8)  تتحدث الروايات عن قيام بخت نصر (يرجح نبوخذ نصر) بحملة تأديبية في جزيرة العرب الذي لدينا فقط حسب الرقم الطينية البابلية هو دخول نبونائيد ملك بابل إلى   تيماء واستقراره فيها قرابة عشر سنوات ؛ علي ، المفصل ، 607 وما بعدها ؛الهاشمي، العرب ، ص 661- 662 .

(9) علي ، المفصل ، 1/ 592 ؛ الهاشمي ، العرب ، ص 650 .

(10) علي ، المفصل ، 2/ 256 – 257 ، 6/314 وما بعدها .

(11) ذكرت الروايات ان هبل كان إله خزيمة بن مدركة وهي روايات غير ذات قيمة حقيقة لأننا لا نعرف أين كان يسكن خزيمة بن مدركة في ذلك الوقت ؛ انظر الكلبي ،

الأصنام  ، ص 28 ؛ أبو الفوز محمد أمين البغدادي السويدي ، سبائك  الذهب في معرفة قبائل وأنساب وتاريخ العرب ، (الموصل : مطبعة الزهراء الحديثة ، 1984) ، ص 104 .

(12) جدول رقم (2) .

(13) باقر ، مقدمة ، 1/ 371 .

(14) مثلاً في اليمن وحدها سمي المقة ، وعم ، وكهل ، وتألب ريام ، وود الذي شاعت عبادته في الجزيرة العربية بهذا الاسم ؛ انظر الجرو ، الفكر ، ص 221 وما بعدها .

(15)نزار عبد اللطيف ، اليمامة وردة مسيلمة ، رسالة ماجستير ، (كلية الآداب – جامعة بغداد ، 1971 ) ، ص 106 وما بعدها .

(16)  المصدر نفسه ، ص 107 نقلا عن ابن قيم الجوزيه ، زاد المعاد في هدى خير العباد ، (حيدر آباد – الدكن : المطبعة النظامية ، 1880) ، 1 / 309 .

(17)  المصدر نفسه ، ص 108 نقلاً عن

Grohmann, kulturgeschichte , p. 269 .

(18) الحديثي ، اليمامة ، ص 107 نقلاً عن البخاري وابن قيم الجوزية . 

(19)   انظر نسب كلب بن وبرة وأبناءه الأحد عشر في الجيل السابع عشر وجميع أسمائهم هي أسماء حيوانات ؛ ابن حزم ، جمهرة ، ص 452  ؛ لوحة رقم (8) .

(20)  علي ، المفصل ، 1/31-32 .

(21)  المصدر نفسه ، 4/ 415 ، 419 وما بعدها .

(22)  خضير عباس فياض الجميلي ، قبيلة الازد ودورها في شبه جزيرة العرب ، رسالة دكتوراه ، (كلية التربية ، الجامعة المستنصرية ، 1996)  ، ص 45 . يذكر خروج قضاعة منذ أيام ملوك حمير .

(23)  انظر الجدول رقم (1) ، تسلسل (6) .

(24)  كانت منازل غطفان بنجد مما يلي وادي القرى وجبل طي ، أما منازل هوازن فكانت  في نجد مما يلي اليمن ، البكري ، معجم ، 12/ 78 ؛ عمر رضا كحالة ، معجم قبائل العرب، (بيروت: مؤسسة الرسالة ،1997) ، 3 / 888 . 

(25)  انظر الجدول رقم (1) ، تسلسل (32) .

(26)  انظر الجدول رقم (1) ، تسلسل (68) .

(27)  خضير عباس فياض الجميلي ، دور قريش قبل الإسلام ، رسالة ماجستير ،(معهد الدراسات القومية والاشتراكية – الجامعة المستنصرية ، 1986) ، ص 47 وما بعدها حيث قدم أحدث متابعة تحليلية مبررة عن خروج الأزد .

(28) المصدر نفسه ، ص 56 وما بعدها .

(29)كانت دوس تسكن في السراة أيضاً ؛ البكري ، معجم ، 1/ 58 ؛ كحالة ، معجم ،1/ 394 .

(30) كحالة ، معجم ، 1/ 15 وما بعدها .

(31)  انظر الجدول رقم (1) ، تسلسل  (77) . 

(32)  كحالة ، معجم ، 2 / 689 .

(33) البشاشة ، الإله ، ص 24 – 27 .

(34) الأزرقي ، تاريخ ، 1 / 96 - 100 .

(35) محمود سليم الحوت ، في الطريق إلى المثيولوجيا (بحث مسهب في المعتقدات والأساطير العربية قبل الإسلام) ، ط2 ، (بيروت : دار النهار ، 1979) ، ص 54 .

(36)   أبو محمد عبد الملك بن هشام المعافري (ت 213هـ) ، السيرة النبوية ، تقديم

طه عبد الرؤوف سعد ، (القاهرة : شركة الطباعة المتحدة ، 1971) ، 1/100 .

(37)  ابن هشام ، السيرة ، 1 / 101 .

(38)  انظر الجدول رقم (1) ، تسلسل 68 ، 48 .

(39)  الجميلي ، الأزد ، ص 11 هامش (5) ، ص12 هامش (2) .

(40)  انظر الجدول رقم (1) ، تسلسل (73) .

(41)  انظر الجدول رقم (1) ، تسلسل (73) .

(42)  ابن هشام ، السيرة ، 1 / 101 .

(43)  خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان . أمه سلمى بنت   أسلم بن الحاف بن قضاعة وقيل بنت السيد بن الحاف وزوجته عوانه بنت سعد بن  قيس عيلان ويقال هند بنت عمرو بن قيس عيلان وكانت منازلهم في تهامة وما والاها من البلاد ؛ انظر ابن الكلبي  ، نسب ، 1/ 6 ؛ البكري ، معجم ، 1/ 88 .

(44)   ابن الكلبي ، الأصنام ، ص 28  .

(45)   أخبرنا محمد بن حبيب عن هشام بن محمد بن السائب عن أبيه عن أبي صالح عن   ابن عباس قال : " كان رسول الله إذ انتهى في النسب إلى معد بن عدنان امسك ثم قال وكذب النسابون". وقرأ:(وقروناً بين ذلك كثيراً)؛ابن الكلبي ،جمهرة ،1 / 1 ؛ خليفة بن خياط العصفري البصري (240هـ)  ، الطبقات ، تحقيق سهيل  زكار ، ( دمشق : مطابع وزارة الثقافة والسياحة والارشاد القومي ، 1966 ) ،1/ 8 ؛ القلقشندي ، نهاية ، ص 352  ؛ عبد الملك بن حسين بن عبد الملك العاصمي الشافعي المكي (ت 1111هـ) ، سمط  النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي ، تحقيق  الشيخين أحمد عبد الموجود وعلي محمد عوض ، (بيروت : دار الكتب العلمية ، 1998) ، 1/194 ؛ فاضل الربيعي ، شقيقات قريش (الأنساب ومائدة الطعام والزواج عند العرب)، جريدة القدس العربي، لندن، (العدد 4070 ،18/6/2002)،ص 13 .

(46) علي، المفصل، 4/ 539 .

(47) هناك اختلاف في نسب الأشعر وقد نسب إلى القحطانية؛ ابن حزم، جمهرة،ص397 ؛القلقشندي، نهاية،ص41، 168 .

(48)  ولد الديث الحارث وهو عك ؛ ابن الكلبي ، جمهرة ، 1/ 2 .

(49) ابن الكلبي، الأصنام، 1/ 4 ؛ انظر لوحة رقم (3) .

(50) انظر لوحة رقم (3).

(51) زوجة الياس خندف وهي ليلى بنت حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة وزوجة مدركة سلمى بنت أسلم بن الحاف بن قضاعة وليلى بنت السيد بن الحاف بن قضاعة . ابن الكلبي ، جمهرة ، 1 / 5 – 6 .

(52) وتزوج أد بن طابخة من قضاعة وتزوج خصفة بن قيس عيلان من ريطة بنت وبرة أخت كلب  وهي من قضاعة . ابن الكلبي ، جمهرة ، 1 / 271 ، 2 / 1 .

(53) انظر لوحة رقم (3).

(54) زوجة خزيمة عوانة بنت سعد بن قيس عيلان وزوجة النظر بن كنانة عكرشة بنت عدوان وهو الحارث بن عمرو بن قيس عيلان . ابن الكلبي ، جمهرة ، 1/ 6 ، 8  .

(55)  ابن الكلبي ، جمهرة ، 1 / 7 ، 9 .

(56) الجميلي ، قريش ، ص 219 . (ملحق 5) .

(57)  ابن الكلبي ، جمهرة ، 1 / 7 .

(58)  المصدر نفسه ، 2 / 107 .

(59)  المصدر نفسه ، 2 / 193 .

(60)  المصدر نفسه ، 2 / 107 .

(61)  المصدر نفسه ، 2 / 1 .

(62)  المصدر نفسه ، 2 / 182 .

(63)  ابن الكلبي ، نسب ، 3 / 15 .

(64)  ابن الكلبي ، نسب ، 3 / 15 .

(65)  ابن الكلبي ، جمهرة ، 2 / 192 .

(66)  لوحة رقم (4) .

(67)  ابن الكلبي ، جمهرة  ، 1 / 6 ، 188 .

(68)  ابن الكلبي ، نسب ، 2 / 8 .

(69)  ابن الكلبي ، نسب ، 1 / 179 .

(70)  بحساب الجيل 20 سنة .

(71)  ابن حزم ، جمهرة ، ص 453 – 454 .

(72)  ابن الكلبي ، جمهرة ، 1 / 401 .

(73)  المصدر نفسه .

(74)  ابن الكلبي ، الأصنام ، ص 57.

(75)  انظر اللوحة  رقم (5) .

(76)  انظر اللوحة رقم (2) .

(77)  انظر اللوحة رقم (6) .

(78)  ابن منظور ، لسان ، 12 / 67 – 71 .

(79)  لوحة رقم (3) .

(80)  ابن منظور ، لسان ، 2 / 126 . 

(81)  ابن منظور ، لسان ، 12 / 75 .

 

 

 

 

 

 

 

 




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).