المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4880 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

استحباب تليين اصابع الميت
22-12-2015
Bonding Clues: Electrolytes and Nonelectrolytes
3-1-2017
صناعة الشعر
1-04-2015
Vowel systems horsES
2024-04-16
آداب التمشُّط
2024-08-31
دُثُور annihilation
6-11-2017


ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﺍﻟﻘﺒﺢ  
  
1095   09:46 صباحاً   التاريخ: 20-11-2014
المؤلف : ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﺍﻟﻤﻘﺪﺍﺩ ﺍﻟﺴﻴﻮﺭﻱ
الكتاب أو المصدر : النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر
الجزء والصفحة : .....
القسم : العقائد الاسلامية / العدل / الحسن و القبح /

 ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻗﺎﺽ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺣﺴﻦ ﻛﺮﺩ ﺍﻟﻮﺩﻳﻌﺔ ﻭﺍﻻﺣﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺼﺪﻕ ﺍﻟﻨﺎﻓﻊ، ﻭﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻗﺒﻴﺢ ﻛﺎﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻟﻜﺬﺏ ﺍﻟﻀﺎﺭ (1).

ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺣﻜﻢ ﺑﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﻧﻔﻰ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ ﻛﺎﻟﻤﻼﺣﺪﺓ (2)، ﻭﺣﻜﻤﺎﺀ ﺍﻟﻬﻨﺪ ﻭﻷﻧﻬﻤﺎ ﻟﻮ ﺍﻧﺘﻔﻴﺎ ﻋﻘﻼ ﻻﻧﺘﻔﻴﺎ ﺳﻤﻌﺎ ﻻﻧﺘﻔﺎﺀ ﻗﺒﺢ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ.

ﺃﻗﻮﻝ: ﻟﻤﺎ ﻓﺮﻍ ﻣﻦ ﻣﺒﺎﺣﺚ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺷﺮﻉ ﻓﻲ ﻣﺒﺎﺣﺚ ﺍﻟﻌﺪﻝ (3) ، ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﻫﻮ ﺗﻨﺰﻳﻪ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ، ﺍﻻﺧﻼﻝ ﺑﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﻭﻟﻤﺎ ﺗﻮﻗﻒ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﺍﻟﻘﺒﺢ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﻴﻦ ﻗﺪﻡ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻨﻪ. ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺿﺮﻭﺭﻱ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭ، ﻭﻫﻮ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻭﺻﻒ ﺯﺍﺋﺪ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻭﺛﻪ ﺃﻭﻻ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻛﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺴﺎﻫﻲ ﻭﺍﻟﻨﺎﺋﻢ، ﻭﺍﻷﻭﻝ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﺮ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪ ﺃﻭ ﻻ، ﻭﺍﻷﻭﻝ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻨﻔﺮ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻣﻨﻪ، ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺘﺴﺎﻭﻯ ﻓﻌﻠﻪ ﻭﺗﺮﻛﻪ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﺒﺎﺡ، ﺃﻭ ﻻ ﻳﺘﺴﺎﻭﻯ ﻓﺈﻥ ﺗﺮﺟﺢ ﺗﺮﻛﻪ ﻓﻬﻮ ﺇﻣﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻘﻴﺾ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﻭﺇﻻ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻤﻜﺮﻭﻩ ﻭﺇﻥ ﺗﺮﺟﺢ ﻓﻌﻠﻪ ﻓﺈﻣﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻪ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺃﻭ ﻣﻊ ﺟﻮﺍﺯ ﺗﺮﻛﻪ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻤﻨﺪﻭﺏ.

 

ﺇﺫﺍ ﺗﻘﺮﺭ ﻫﺬﺍ ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﺍﻟﻘﺒﺢ ﻳﻘﺎﻻﻥ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻌﺎﻥ:

ﺍﻷﻭﻝ: ﻛﻮﻥ ﺍﻟﺸﺊ ﺻﻔﺔ ﻛﻤﺎﻝ ﻛﻘﻮﻟﻨﺎ: ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺣﺴﻦ، ﺃﻭ ﺻﻔﺔ ﻧﻘﺺ ﻛﻘﻮﻟﻨﺎ: ﺍﻟﺠﻬﻞ ﻗﺒﻴﺢ.

ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻛﻮﻥ ﺍﻟﺸﺊ ﻣﻼﺋﻤﺎ ﻟﻠﻄﺒﻊ ﻛﺎﻟﻤﺴﺘﻠﺬﺍﺕ، ﺃﻭ ﻣﻨﺎﻓﻴﺎ ﻟﻪ ﻛﺎﻵﻻﻡ.

ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﻛﻮﻥ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﻪ ﺍﻟﻤﺪﺡ، ﻋﺎﺟﻼ ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﺁﺟﻼ، ﻭﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﻪ ﺍﻟﺬﻡ ﻋﺎﺟﻼ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺁﺟﻼ. ﻭﻻ ﺧﻼﻑ ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻬﻤﺎ ﻋﻘﻠﻴﻴﻦ ﺑﺎﻻﻋﺘﺒﺎﺭﻳﻦ ﺍﻷﻭﻟﻴﻦ. ﻭﺃﻣﺎ ﺑﺎﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﺎﺧﺘﻠﻒ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﻷﺷﺎﻋﺮﺓ: ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻣﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﺍﻟﻘﺒﺢ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ، ﺑﻞ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻓﻤﺎ ﺣﺴﻨﻪ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺤﺴﻦ، ﻭﻣﺎ ﻗﺒﺤﻪ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ. ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﻭﺍﻹﻣﺎﻣﻴﺔ: ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻣﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﻟﺤﺴﻦ ﺣﺴﻦ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻗﺒﻴﺢ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ، ﺳﻮﺍﺀ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻭ ﻻ، ﻭﻧﺒﻬﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺑﻮﺟﻮﻩ:

ﺍﻷﻭﻝ: ﺇﻧﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺣﺴﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻛﺎﻟﺼﺪﻕ ﺍﻟﻨﺎﻓﻊ، ﻭﺍﻻﺗﺼﺎﻑ، ﻭﺍﻻﺣﺴﺎﻥ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﻮﺩﻳﻌﺔ، ﻭﺇﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﻬﻠﻜﻰ، ﻭﺃﻣﺜﺎﻝ ﺫﻟﻚ، ﻭﻗﺒﺢ ﺑﻌﺾ ﻛﺎﻟﻜﺬﺏ ﺍﻟﻀﺎﺭ، ﻭﺍﻟﻈﻠﻢ، ﻭﺍﻹﺳﺎﺀﺓ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻘﺔ، ﻭﺃﻣﺜﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺨﺎﻟﺠﺔ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ. ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻣﺮﻛﻮﺯﺍ ﻓﻲ ﺟﺒﻠﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﺈﻧﺎ ﺇﺫﺍ ﻗﻠﻨﺎ ﻟﺸﺨﺺ: ﺇﻥ ﺻﺪﻗﺖ ﻓﻠﻚ ﺩﻳﻨﺎﺭ، ﻭﺇﻥ ﻛﺬﺑﺖ ﻓﻠﻚ ﺩﻳﻨﺎﺭ، ﻭﺍﺳﺘﻮﻯ ﺍﻷﻣﺮﺍﻥ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﺈﻧﻪ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﻋﻘﻠﻪ ﻳﻤﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﺪﻕ.

ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﺪﺭﻙ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﺍﻟﻘﺒﺢ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻻ ﻏﻴﺮ، ﻟﺰﻡ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺘﺤﻘﻘﺎ ﺑﺪﻭﻧﻪ، ﻭﺍﻟﻼﺯﻡ ﺑﺎﻃﻞ ﻓﺎﻟﻤﻠﺰﻭﻡ ﻣﺜﻠﻪ. ﺃﻣﺎ ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻠﺰﻭﻡ: ﻓﻼﻣﺘﻨﺎﻉ ﺗﺤﻘﻖ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻁ ﺑﺪﻭﻥ ﺷﺮﻃﻪ ﺿﺮﻭﺭﺓ. ﻭﺃﻣﺎ ﺑﻴﺎﻥ ﺑﻄﻼﻥ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﻓﻸﻥ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﻻ ﻳﺤﻜﻢ ﺑﻪ ﻛﺎﻟﻤﻼﺣﺪﺓ، ﻭﺣﻜﻤﺎﺀ ﺍﻟﻬﻨﺪ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺣﺴﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ، ﻭﻗﺒﺢ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺗﻮﻗﻒ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﻤﺎ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﺸﺮﻉ ﻟﻤﺎ ﺣﻜﻢ ﺑﻪ ﻫﺆﻻﺀ.

ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﺍﻧﺘﻔﻰ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﺍﻟﻘﺒﺢ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺎﻥ ﺍﻧﺘﻔﻰ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﻘﺒﺢ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺎﻥ، ﻭﺍﻟﻼﺯﻡ ﺑﺎﻃﻞ ﺍﺗﻔﺎﻗﺎ ﻓﻜﺬﺍ ﺍﻟﻤﻠﺰﻭﻡ. ﻭﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻼﺯﻣﺔ: ﺑﺎﻧﺘﻔﺎﺀ ﻗﺒﺢ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺇﺫ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻟﻢ ﻳﺤﻜﻢ ﺑﻘﺒﺤﻪ، ﻭﻫﻮ ﻟﻢ ﻳﺤﻜﻢ ﺑﻘﺒﺢ ﻛﺬﺏ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﺇﺫﺍ ﺍﻧﺘﻔﻰ ﻗﺒﺢ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻣﻨﻪ ﺍﻧﺘﻔﻰ ﺍﻟﻮﺛﻮﻕ ﺑﺤﺴﻦ ﻣﺎ ﻳﺨﺒﺮﻧﺎ ﺑﺤﺴﻨﻪ، ﻭﻗﺒﺢ ﻣﺎ ﻳﺨﺒﺮﻧﺎ ﺑﻘﺒﺤﻪ.

_________________

(1) ﺍﻹﻣﺎﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﺫﻫﺒﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ [ﻣﺎ ﻫﻮ] ﻣﻨﻬﺎ ﺣﺴﻦ ﺩﻭﻥ ﺗﺠﺮﺩ ﻣﻦ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻗﺒﻴﺢ ﻛﺬﻟﻚ، ﻟﻜﻦ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺪﺭﻛﻪ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻛﺤﺴﻦ ﺍﻻﺣﺴﺎﻥ ﻭﻗﺒﺢ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺪﺭﻙ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻛﺤﺴﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ ﻭﻗﺒﺢ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻭﻛﻤﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﺑﻘﺒﺢ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﺍﻟﻀﺎﺭ ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺍﻟﻨﺎﻓﻊ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﻘﻞ ﺑﺈﺩﺭﺍﻛﻪ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻻ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻭﻻ ﻧﻈﺮﺍ ﻛﺤﺴﻦ ﺻﻮﻡ ﺁﺧﺮ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﻗﺒﺢ ﺻﻮﻡ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﻴﻪ، ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻛﺎﺷﻔﺎ ﻋﻨﻪ، ﻓﺎﻷﻣﺮ ﻛﺎﺷﻒ ﻋﻦ ﺣﺴﻨﻪ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻛﺎﺷﻒ ﻋﻦ ﻗﺒﺤﻪ، ﻭﺫﻫﺒﺖ ﺍﻷﺷﺎﻋﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺣﺴﻦ ﻭﻻ ﻗﺒﺢ ﺃﺻﻼ ﻭﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻓﻤﺎ ﺣﺴﻨﻪ ﻓﻬﻮ ﺣﺴﻦ ﻭﻣﺎ ﻗﺒﺤﻪ ﻓﻬﻮ ﻗﺒﻴﺢ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺴﻘﻮﻁ (ﺱ. ﻃﺮﻳﺤﻲ).

(2) ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺑﺎﻟﻤﻠﺤﺪﺓ ﺍﻹﺳﻤﺎﻋﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺑﺎﻟﺸﺮﻉ ﻣﻊ ﻏﻴﺒﺔ ﺍﻹﻣﺎﻡ، ﻭﺑﺎﻟﻬﻨﺪ ﻫﻢ [ﺃﻫﻞ] ﺍﻟﻬﻨﺪ ﻛﺎﻟﺒﺮﺍﻫﻤﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺑﺎﻟﺸﺮﻉ ﻭﻻ ﻳﺤﺴﻨﻮﻥ ﺑﻌﺜﺔ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﻫﺬﺍﻥ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﺎﻥ ﻳﺤﻜﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﺤﺴﻦ ﻭﺍﻟﻘﺒﺢ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﻴﻦ (ﻣﺠﻤﻊ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ) ﻭﻗﺎﻝ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻠﺤﺪﻭﻥ ﻓﻲ ﺃﺳﻤﺎﺋﻪ ﺃﻱ ﻳﻤﻴﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﻣﺎ ﻭﺻﻒ ﺑﻪ ﻧﻔﺴﻪ.

(3) ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻟﻐﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﺴﻮﻳﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﻴﺌﻴﻦ ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻤﻴﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺘﻨﺰﻳﻪ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﻋﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻭﺍﻻﺧﻼﻝ ﺑﺎﻟﻮﺍﺟﺐ(ﻡ ﻥ).




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.