أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-11-2014
1303
التاريخ: 7-08-2015
925
التاريخ: 6-08-2015
1029
التاريخ: 5-07-2015
1139
|
[إن الله] ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺣﻜﻴﻢ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﻗﺒﻴﺤﺎ ﻭﻻ ﻳﺨﻞ ﺑﻮﺍﺟﺐ [و] ﺇﻧﻚ ﻟﺘﻌﻠﻢ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺑﺎﻟﻘﺒﺢ ﻛﺎﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺑﺎﻟﻮﺟﻮﺏ ﻛﺮﺩ ﺍﻟﻮﺩﻳﻌﺔ ﻭﻗﻀﺎﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺑﺎﻟﺤﺴﻦ ﻛﺎﻟﺼﺪﻗﺔ ﻭﺇﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﻀﺎﻝ. ﻭﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺇﻧﻤﺎ ﻗﺒﺢ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻛﺬﺑﺎ ﻻ ﻷﻣﺮ ﺳﻮﻯ ﺫﻟﻚ ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺇﻧﻤﺎ ﻭﺟﺐ ﺭﺩ ﺍﻟﻮﺩﻳﻌﺔ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﺭﺩﺍ ﻟﻠﻮﺩﻳﻌﺔ، ﺗﻌﻠﻢ ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺑﺎﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻴﻦ، ﺑﻞ ﻤﻦ وﻗﻮﻉ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻴﺤﺎ ﻟﺤﺼﻮﻝ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﻤﻘﺘﻀﻲ ﻗﺒﺤﻪ.
ﻭﺇﺫﺍ ﺗﻘﺮﺭ ﺫﻟﻚ ﻭﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﻗﺒﻴﺤﺎ ﻭﻻ ﻳﺨﻞ ﺑﻮﺍﺟﺐ، ﻷﻥ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻻ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺇﻻ ﺟﺎﻫﻞ ﺑﻘﺒﺤﻪ ﺃﻭ ﻣﻌﺘﻘﺪ ﻻﺣﺘﻴﺎﺟﻪ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺍﻷﻣﺮﺍﻥ ﻣﻨﻔﻴﺎﻥ ﻋﻨﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ. ... [و] ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻓﺎﻋﻞ ﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺗﻪ، ﻷﻧﻪ ﻳﺠﺪ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ - ﻭﺟﺪﺍﻧﺎ ﺿﺮﻭﺭﻳﺎ - ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻳﻤﻨﺔ ﻭﻳﺴﺮﺓ، ﻭﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻛﺎﻟﻤﻠﺠﺄ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻉ، ﻭﻷﻧﻪ ﻳﺬﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻣﻦ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻭﻳﻤﺪﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻣﻨﻬﺎ، ﻓﻠﻮ ﻟﻢ ﻳﻤﻜﻦ ﻓﻌﻼ ﻟﻪ ﻟﻤﺎ ﺣﺴﻦ ﺫﻣﻪ، ﻛﻤﺎ ﻻ ﻳﺤﺴﻦ ﺫﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻘﺘﻪ ﻭﺻﻮﺭﺗﻪ، ﻭﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﻴﻦ ﺃﻓﻌﺎﻻ ﻟﻠﻪ ﻟﺒﻄﻞ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻭﺍﻟﻮﻋﺪ ﻭﺍﻟﻮﻋﻴﺪ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺒﻌﺜﺔ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺷﺮﻉ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻭﺇﻧﺰﺍﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﺎﺋﺪﺓ، ﻭﺫﻟﻚ ﻫﺪﻡ ﻟﻠﺪﻳﻦ ﻭﻣﺼﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻤﻠﺤﺪﻳﻦ.
... ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻗﺒﻴﺤﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﺬﻡ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﺮﻳﺪ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻔﺎﻋﻠﻪ. ﻭﺇﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﺫﻟﻚ ﻭﺛﺒﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ، ﺛﺒﺖ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ، ﻭﻗﻮﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ: " ﻣﺎ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﻭﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺸﺄ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ " ﻳﻌﻨﻮﻥ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﺧﺎﺻﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﻴﻦ. ﻭﻳﺸﻬﺪ ﻟﺬﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ} [البقرة: 205] ﻭﻗﻮﻟﻪ: {وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ} [غافر: 31]
ﻭﺇﺫﺍ ﺗﺤﻘﻖ ﺫﻟﻚ ﻋﺮﻑ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺣﺴﻦ ﺳﻮﺍﺀ ﻋﻠﻢ ﻭﺟﻪ ﺣﺴﻨﻪ ﺃﻭ ﺟﻬﻞ، ﻣﺜﻞ ﻓﻌﻞ ﺍﻵﻻﻡ ﻭﺧﻠﻖ ﺍﻟﻤﺆﺫﻳﺎﺕ، ﻓﺈﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻠﻄﻒ ﻭﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ [والاختيار]، ﻭﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻵﻻﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻮﺍﺽ ﻣﺎ ﻳﺨﺮﺟﻬﺎ ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻇﻠﻤﺎ.
ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ، ﺍﻟﻠﻄﻒ ﻟﻠﻤﻜﻠﻔﻴﻦ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﻣﻌﻬﻢ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻣﺤﺮﻙ ﻟﺪﻭﺍﻋﻴﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ، ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻟﻜﺎﻥ ﻧﺎﻗﻀﺎ ﻟﻐﺮﺿﻪ، ﺇﺫ ﻻ ﻣﺸﻘﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻓﻌﻠﻪ ﻭﻫﻮ ﻣﻔﺾ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﺿﻪ. ﻭﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻤﻮﻟﻤﻴﻦ ﻭﺛﻮﺍﺏ ﺍﻟﻤﻄﻴﻌﻴﻦ ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻟﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻪ ﻇﻠﻤﺎ، ﻭﻷﻥ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﺷﺎﻕ، ﻭﻗﺪ ﺃﻟﺰﻣﻨﺎ ﺇﻳﺎﻩ ﻣﻊ ﺇﻣﻜﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻏﻴﺮ ﺷﺎﻕ، ﻓﻠﻮ ﻟﻢ ﻳﺜﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﻇﻠﻤﺎ ﻭﻋﺒﺜﺎ. ﻭﺇﺫﺍ ﻋﺮﻓﺖ ﺫﻟﻚ ﻓﺜﻮﺍﺏ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺩﺍﺋﻢ ﻭﻋﻘﺎﺏ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﻐﻴﺮ ﺧﻼﻑ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻔﺎﺳﻖ [ﺃﻱ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﻔﺎﺳﻖ] ﻓﺈﻥ ﻋﻘﺎﺑﻪ ﻣﻨﻘﻄﻊ، ﻷﻧﻪ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﺑﺈﻳﻤﺎﻧﻪ، ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﻋﻘﺎﺑﻪ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻻﺟﺘﻤﻊ ﻟﻪ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻗﺎﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﻣﺤﺎﻝ. ﻭﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻌﻔﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﻋﻘﺎﺑﻪ، ﻭﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﺴﻘﻂ ﺑﺸﻔﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻟﻪ ﺷﻔﺎﻋﺔ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ، ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﻳﺤﺼﻞ ﺷﺊ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻗﺘﺺ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻨﻪ ﺑﻘﺪﺭ ﺫﻧﺒﻪ، ﺛﻢ ﻣﺂﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|