المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4880 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

THE FURNACE BLACK PROCESS
6-8-2017
أشخاص الخصومة في دعوى التعهد بنقل ملكية عقار
8-8-2022
End Labelling of DNA Molecules
7-11-2020
غير من عاداتك السيئة
7-4-2022
Phenazines
1-8-2019
الاسمنت وخصائصه الكيميائية
11-1-2023


التحسين والتقبيح العقلي  
  
837   10:11 صباحاً   التاريخ: 20-11-2014
المؤلف : المحقق الحلي
الكتاب أو المصدر : المسلك في اصول الدين وتليه الرسالة الماتعية
الجزء والصفحة : ص 299
القسم : العقائد الاسلامية / العدل / الحسن و القبح /

 [إن الله] ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺣﻜﻴﻢ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﻗﺒﻴﺤﺎ ﻭﻻ ﻳﺨﻞ ﺑﻮﺍﺟﺐ [و] ﺇﻧﻚ ﻟﺘﻌﻠﻢ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺑﺎﻟﻘﺒﺢ ﻛﺎﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺑﺎﻟﻮﺟﻮﺏ ﻛﺮﺩ ﺍﻟﻮﺩﻳﻌﺔ ﻭﻗﻀﺎﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺑﺎﻟﺤﺴﻦ ﻛﺎﻟﺼﺪﻗﺔ ﻭﺇﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﻀﺎﻝ. ﻭﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﺇﻧﻤﺎ ﻗﺒﺢ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻛﺬﺑﺎ ﻻ ﻷﻣﺮ ﺳﻮﻯ ﺫﻟﻚ ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺇﻧﻤﺎ ﻭﺟﺐ ﺭﺩ ﺍﻟﻮﺩﻳﻌﺔ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﺭﺩﺍ ﻟﻠﻮﺩﻳﻌﺔ، ﺗﻌﻠﻢ ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺑﺎﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻴﻦ، ﺑﻞ ﻤﻦ وﻗﻮﻉ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻴﺤﺎ ﻟﺤﺼﻮﻝ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﻤﻘﺘﻀﻲ ﻗﺒﺤﻪ.

ﻭﺇﺫﺍ ﺗﻘﺮﺭ ﺫﻟﻚ ﻭﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﻗﺒﻴﺤﺎ ﻭﻻ ﻳﺨﻞ ﺑﻮﺍﺟﺐ، ﻷﻥ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻻ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺇﻻ ﺟﺎﻫﻞ ﺑﻘﺒﺤﻪ ﺃﻭ ﻣﻌﺘﻘﺪ ﻻﺣﺘﻴﺎﺟﻪ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺍﻷﻣﺮﺍﻥ ﻣﻨﻔﻴﺎﻥ ﻋﻨﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ. ... [و] ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻓﺎﻋﻞ ﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺗﻪ، ﻷﻧﻪ ﻳﺠﺪ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ - ﻭﺟﺪﺍﻧﺎ ﺿﺮﻭﺭﻳﺎ - ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻳﻤﻨﺔ ﻭﻳﺴﺮﺓ، ﻭﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻛﺎﻟﻤﻠﺠﺄ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻉ، ﻭﻷﻧﻪ ﻳﺬﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻣﻦ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻭﻳﻤﺪﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻣﻨﻬﺎ، ﻓﻠﻮ ﻟﻢ ﻳﻤﻜﻦ ﻓﻌﻼ ﻟﻪ ﻟﻤﺎ ﺣﺴﻦ ﺫﻣﻪ، ﻛﻤﺎ ﻻ ﻳﺤﺴﻦ ﺫﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻘﺘﻪ ﻭﺻﻮﺭﺗﻪ، ﻭﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﻴﻦ ﺃﻓﻌﺎﻻ ﻟﻠﻪ ﻟﺒﻄﻞ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻭﺍﻟﻮﻋﺪ ﻭﺍﻟﻮﻋﻴﺪ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺒﻌﺜﺔ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺷﺮﻉ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻭﺇﻧﺰﺍﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﺎﺋﺪﺓ، ﻭﺫﻟﻚ ﻫﺪﻡ ﻟﻠﺪﻳﻦ ﻭﻣﺼﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻤﻠﺤﺪﻳﻦ.

... ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻗﺒﻴﺤﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﺬﻡ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﺮﻳﺪ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻔﺎﻋﻠﻪ. ﻭﺇﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﺫﻟﻚ ﻭﺛﺒﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ، ﺛﺒﺖ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ، ﻭﻗﻮﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ: " ﻣﺎ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﻭﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺸﺄ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ " ﻳﻌﻨﻮﻥ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﺧﺎﺻﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﻴﻦ. ﻭﻳﺸﻬﺪ ﻟﺬﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ} [البقرة: 205] ﻭﻗﻮﻟﻪ: {وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ} [غافر: 31]

ﻭﺇﺫﺍ ﺗﺤﻘﻖ ﺫﻟﻚ ﻋﺮﻑ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺣﺴﻦ ﺳﻮﺍﺀ ﻋﻠﻢ ﻭﺟﻪ ﺣﺴﻨﻪ ﺃﻭ ﺟﻬﻞ، ﻣﺜﻞ ﻓﻌﻞ ﺍﻵﻻﻡ ﻭﺧﻠﻖ ﺍﻟﻤﺆﺫﻳﺎﺕ، ﻓﺈﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻠﻄﻒ ﻭﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ [والاختيار]، ﻭﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻵﻻﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻮﺍﺽ ﻣﺎ ﻳﺨﺮﺟﻬﺎ ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻇﻠﻤﺎ.

ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ، ﺍﻟﻠﻄﻒ ﻟﻠﻤﻜﻠﻔﻴﻦ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﻣﻌﻬﻢ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻣﺤﺮﻙ ﻟﺪﻭﺍﻋﻴﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ، ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻟﻜﺎﻥ ﻧﺎﻗﻀﺎ ﻟﻐﺮﺿﻪ، ﺇﺫ ﻻ ﻣﺸﻘﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻓﻌﻠﻪ ﻭﻫﻮ ﻣﻔﺾ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﺿﻪ. ﻭﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻤﻮﻟﻤﻴﻦ ﻭﺛﻮﺍﺏ ﺍﻟﻤﻄﻴﻌﻴﻦ ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻟﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻪ ﻇﻠﻤﺎ، ﻭﻷﻥ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﺷﺎﻕ، ﻭﻗﺪ ﺃﻟﺰﻣﻨﺎ ﺇﻳﺎﻩ ﻣﻊ ﺇﻣﻜﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻏﻴﺮ ﺷﺎﻕ، ﻓﻠﻮ ﻟﻢ ﻳﺜﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﻇﻠﻤﺎ ﻭﻋﺒﺜﺎ. ﻭﺇﺫﺍ ﻋﺮﻓﺖ ﺫﻟﻚ ﻓﺜﻮﺍﺏ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺩﺍﺋﻢ ﻭﻋﻘﺎﺏ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﻐﻴﺮ ﺧﻼﻑ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻔﺎﺳﻖ [ﺃﻱ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﻔﺎﺳﻖ] ﻓﺈﻥ ﻋﻘﺎﺑﻪ ﻣﻨﻘﻄﻊ، ﻷﻧﻪ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﺑﺈﻳﻤﺎﻧﻪ، ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﻋﻘﺎﺑﻪ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻻﺟﺘﻤﻊ ﻟﻪ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻗﺎﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﻣﺤﺎﻝ. ﻭﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻌﻔﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﻋﻘﺎﺑﻪ، ﻭﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﺴﻘﻂ ﺑﺸﻔﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻟﻪ ﺷﻔﺎﻋﺔ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ، ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﻳﺤﺼﻞ ﺷﺊ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻗﺘﺺ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻨﻪ ﺑﻘﺪﺭ ﺫﻧﺒﻪ، ﺛﻢ ﻣﺂﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.