أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-12-2016
1956
التاريخ: 25-7-2016
2347
التاريخ: 1-10-2021
2216
التاريخ: 2024-02-10
1873
|
ولد نيلسون مانديلا في 18 يوليو عام 1918م، في احد الاكواخ الطينية بمنطقة ترانسكاي في جنوب افريقيا، ومنذ ولادته بدأ يعاني من التمييز العنصري بين البيض والسود، الذي كان السمة الرئيسة لهذه البلد في تلك الايام، وكونك اسود في هذه البلاد يعني انك سوف تسكن في مناطق لا يسكن فيها سوى السود، وسوف تركب مواصلات لا يركبها سوى السود، وسوف تذهب الى مدرسة لا يذهب اليها سوى السود، واذا كبرت واصبحت رجلا سوف تقف في طابور الحصول على عمل لا يقف فيه ايضا سوى السود، واذا تجولت ليلا او نهارا، فستجد من يوقفك، ويأمرك بإخراج تصريح مرورك، والا تعرضت للاعتقال، وانك مواطن من الدرجة الثالثة او الرابعة في هذه البلد، التي تعيش فيها والتي هي بلدك اصلا، انها بلدك ولكنك لا تستطيع ان تتملك فيه، او تدخل برلمانه، او يكون لك دور في المشاركة في وزارته : لأنك اسود.
ولد نيلسون مانديلا في هذه الاجواء، وعندما بلغ سن السابعة، الحقه والده بإحدى المدارس، وبعد عامين مات ابوه، فأخذته امه الى احد اقارب الاب، الذي كان بمثابة نائب ملك شعب الثيميو، الزعيم جونجينتابا، وقد تربى مانديلا في رعايته.
وتبلورت رسالة ورؤية مانديلا في نفسه وعقله بعد حفل الختان الجماعي، الذي كان يتم وفق طقوس وعادات قبلية لجميع ذكور القبيلة، الذين اتموا السادسة عشرة، وفي هذه الحفلة وقف احد الزعماء المعروفين في القبيلة يتحدث الى رجال المستقبل، وقد تكلم بكلمات الهبت نار التحدي في نفس مانديلا بعد ذلك لأكثر من خمسين عاما ، حيث قال الرجل : (ها انتم تجلسون يا اولادنا الشباب الاصحاء، زهرة امتنا وفخرنا ورجاءها، ورغم الآمال الكبيرة التي تشعرون بها، وانتم على اعتاب الرجولة، فأنها امال خاوية وهمية، ولن تتحقق ابدا، حيث ان شعبنا وجميع الشعوب السوداء في جنوب افريقيا شعب مهزوم، اننا عبيد في اوطاننا، مستأجرون في املاكنا واراضينا، وليست لدينا القوة او السلطة، ولا نسيطر على اقدارنا في الارض التي انجبتنا، ان اجسادنا وارواحنا تضيع في المناجم والحقول : كي ينعم الرجل الابيض بالصحة والرخاء، ولذلك سوف تتلاشى امالكم وطموحاتكم؛ حيث اننا لا نستطيع منحكم افضل الهبات، وهي الحرية والاستقلال).
وبالرغم من الذهول الذي اصاب مانديلا من جراء هذه الكلمات، الا انها كانت كالبذرة التي سرعان ما اخذت تنمو في وجدانه، فلقد اصبحت رسالته في الحياة هي تحقيق الحرية، واوضحت رؤيته ان يرى بلده بلدا دون تمييز عنصري، يتمتع فيها الرجل الابيض والاسود بحقوقهما على السواء، وبدا يسير في خطة مرحلية؛ لتحقيق هذه الرؤية، على خطوات وهي :
الخطوة الاولى – الى جوهانسبرج :
وبدا السير الفعلي في خطته، حينما هاجر الى جوهانسبرج عاصمة جنوب افريقيا، وهناك بدأ الخطوة الاولى، وهي استكمال تعليمه الجامعي، وحتى يتمكن من ذلك، فقد عمل في وظيفة كتابية في احدى الشركات، وفي الوقت ذاته استكمل تعليمه الجامعي، فحصل على شهادة الليسانس في القانون 1942م.
الخطوة الثانية – مناهضة العنصرية :
وهي المرحلة التي انضم الى المؤتمر الوطني الافريقي، وهو اقدم تجمع وطني افريقي ينص دستوره على المعارضة العنصرية.
ثم بدا الممارسة الفعلية للمعارضة ضد العنصرية، وكانت بداية ذلك في اغسطس عام 1943م، حينما شارك لأول مرة في حياته في مسيرة ضمت عشرة الاف افريقي : احتجاجا على زيادة سعر ركوب السيارات العامة المخصصة للإفريقيين، وبعد مقاطعة هذه السيارات لتسعة ايام متواصلة، اضطرت الشركة المالكة الى خفض الاسعار : مما جعل مانديلا يتأثر تأثرا شديدا بهذه المسيرة.
الخطوة الثالثة – المشارك في العمل السياسي :
وهي مرحلة التهيؤ للتميز في العمل السياسي ،حيث التحق بجامعة ويتووتر سراند :للحصول على شهادة تؤهله للعمل في المحاماة ،وفي هذه المرحلة ايضا اصبح لمانديلا دورا بارزا في العمل السياسي، وصار له شأنا كبيرا في المؤتمر الوطني الافريقي، حيث اصبح احد اربعة نواب لرئيس الحزب، وبالإضافة لعمله السياسي كان يدافع عن قضايا الافريقيين امام محاكم البيض.
الخطوة الرابعة – المقاومة الايجابية ضد الاحتلال :
وبدأت عندما استولى البيض على مدينة صوفيا تاون احدى المدن المخصصة للسود طبقا لقوانين الفصل العنصري، حتى تم القبض عليه في ديسمبر 1956م، ثم اطلق سراحه نظرا لعدم توافر الادلة على ادانته، ثم خضع مانديلا لاتهامات عديدة، والتي انتهت الى الحكم عليه عام 1964م بالسجن مدى الحياة، هو وسبعة اخرين؛ ليبدأ مرحلة جديدة، وهي مرحلة الصمود، وفي جزيرة روبن البعيدة امضى مانديلا 18 سنة في تقطيع الاحجار، وفي عام 1982م تم نقله الى سجن بولز مور في مدينة كيب تاون.
وكانت الاغراءات قد بدأت تمارس دورها معه؛ للإفراج عنه مقابل اعلانه نبذ العنف وبراءته من اعمال المؤتمر الوطني الافريقي، وفي الوقت الذي انهار زملاء له امام هذه الاغراءات، رفض مانديلا التنازل عن مبادئه، وما اعلنه امام المحكمة من استعداده للموت في سبيل تحقيق هدفه، وهو ميلاد جنوب افريقيا حرة خالية من نظام الفصل العنصري.
وبدلا من ان يكون سجن مانديلا راحة للرجال البيض، فقد تحول الى كابوس بالنسبة لهم ففي 18 يوليو من كل عام في ذكرى مولده، يجتمع ملايين السود للتظاهر في انحاء البلاد في الوقت الذي يشاركهم كل السود في انحاء العالم، وهكذا اصبح مانديلا رمزا للحرية في جنوب افريقيا، وانتشر اسمه في انحاء العالم رغم ان صورته لم يعد يراها احد منذ عام 1964م.
الخطوة الاخيرة – الاصرار والصبر :
واحتاج الامر الى 28 عاما امضاها مانديلا وراء القضبان قبل ان يخرج ويرى نور الحياة، وفي عام 1990م تم الافراج عنه، وكان التصور انه سيخرج بقلب مليء بالكراهية والحقد، والتطلع للثأر، ولكن العالم فوجئ بوجهه الطيب وكلماته، حيث كان قد دخل في مرحلته الاخيرة؛ لتحقيق رؤيته الا وهي جمع الشعب على التوحيد، لقد كان البيض يراهنون على فشل السود الذين تعددت أحزابهم في التوحد، وعلى ان خلافاتهم ورغباتهم في التزعم سوف تمزقهم، ولكنهم فوجئوا باتفاق 26 رئيس حزب في جنوب افريقيا على اجراء الانتخابات يوم 27 أبريل 1994م،ولأول مرة في تاريخ جنوب افريقيا، يدخل رجل اسود في اللجنة الانتخابية؛ ليدلي برأيه، وكان الفائز كما كان متوقعا هو نيلسون مانديلا، الذي اصبح رمزا واسطورة يعرفها
الملايين في انحاء الدنيا.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|