أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-1-2021
2931
التاريخ: 17-9-2016
5132
التاريخ: 22-9-2016
1965
التاريخ: 20-9-2019
1458
|
دولة بابل الثالثة او الدولة الكاشية:
سبقت الاشارة الى قيام الدولة الكاشية او دولة بابل الثالثة من العناصر التي قدمت من شرق دجلة ، واغلبهم من العناصر الهندو اوربية .
وربما كان اسمهم مشتقا من اسم معبودهم القومي كاش شو ، او من اسم اقليم في شمال عيلام يسمى كاش شن (1) . وقد ساد الكاشيون جزءاً كبيرا من العراق طوال ما يقرب من خمسة قرون ، حيث اخذوا يوسعون نطاق نفوذهم نحو الجنوب عندما استقرت لهم الامور ، وهزموا دولة البحر. وبذلك استطاعوا لن يسيطروا على كل البلاد العراق القديم جنوبه وشماله. ومؤسس هذه الاسرة هو جنداش Gandash طبقا لقوائم الملوك .
وطبقا لنسخة من العهد الكاشي والبابلي ، كما يشير الى جنداش بلقب ملك الانحاء الاربعة ، وملك سومر وأكد (2) .
وقد تولى الحكم بعد جنداش ابنه اجوم Agum . وبعد حوالي 22 سنة انتزع منه العرش كاشتلياش kashtiliash وكان الام بورياش Ulam-Buriash شقيق كاشتلياش هو الذي هزم دولة البحر ، واطق على نفسه لقب ملك بلاد البحر (3) وقد كان لكاشتلياش اكثر من ابن اصغرهم هو اجوم ، الذي عاود غزو القطر البحر (بعد ثورته ضد الام بورياش وهزم مدينة دور ايا Dur-Ea وحطم معبداي اجارا اوروبا فقد خلف اباه على عرش بابل . ونرى العرش بعد ذلك ينتقل الى ابن آخر لكشتلياش يدعى ابى رتاش Abi-Rattash . وفي عهد هذا الاخير ، تم توحيد السيطرة على كل البلاد واتخذوا من بابل في اول الامر عاصمة لهم ، ثم انتقلوا في منتصف العهد الى عاصمة جديدة انشأها ملك منهم يدعى كوريجالزو Korigalzo ، وسميت المدينة دوركوريجالزو، اي مدينة أو حصن كوريجالزو . واثناء قيام هذه الدولة الكاشية ، بدأ الاشوريين وقعوا تحت ضغط المتيانيين . ولكن سرعان ما تغير الحال واشتد بأس الاشوريين عندما تخلصوا من ضغط المتانيين ، فنازعوا الكاشيين على زعامة العراق ، وبدأت الدائرة على الكاشيين . وفي تلك الاثناء ، استطاع العيلاميون توجيه غزوه قوية ، قضت على الكيان السياسي للكاشيين ، عندما قام الملك العيلامي شوترك ناخونتي بتوجيه ضربة قوية لبابل في عهد ملكها البابا شوم ادين Ilbaba-Shum Iddin . وقد نهب العيلاميون غنائم كثيرة من بينها وثائق هامة مثل مسلة سرجون الاكدي ولوح الملك نرامسن ، واللوح الذي نقشت عليه شريعة حمورابي (4) ، وغيرها من الاثار الفنية التي نقلوها الى سوسة . ولكن بابل تحفزت للانتقام من العيلاميين ، فقامت نهضة بابلية جاهدت في سبيل تحرير البلاد وعرفت باسم الاسرة البابلية الرابعة . ومن أشهر ملوكها نبو خذ نصر الاول(1146- 1123ق.م) Nabouchood Nasser I الذي حاول ان ينتقم من العيلاميين شرقا ، ومن بقايا الاموريين وحلفائهم غربا .
فقد سير حملات الى عيلام بفرض الانتقام منها ومن قبائل ال لوللوبو . ولكن هذه الجهود لم تأت بالنتيجة المرجوة ، حيث تعرضت بابل مرة أخرى لقوة أشور التي أخذت تتدخل في شؤون بابل ، وتفرض سلطانها على سلالتها الحاكمة . وقد استطاع الاشوريون بقيادة اشور رش ايشى Ashur-resh ishl (1127-1116 ق . م .) من هزيمة نبوخذ نصر ، واسر قائد جيشه .
وأخذت بابل بعد ذلك في الضعف . ففي عهد انليل نادن ابلى(1122- 1117ق.م) Enlil-nadin-apli ، احتفظت بابل باستقلالها الاداري . واما في عهد مردوك نادن اخى Marduk-nadin (1116-1101 ق . م .)
فقد تلقت بابل هزيمة اخرى من اشور (5) في عهد ملكها تجلات بالاسر الاول (حوالي 1114 ق . م) الذي تمكن من الاستيلاء على بابل ، ومدن الشمال الرئيسية ، مثل دوركوريجالزو ، و " سيبار شمش " " وسيبار انونيتوم " و " أويس " . وبعدها تتم الهدنة بين اشور وبابل في عهد ابنه اشور بيل كلا Ashur-belkala خليفة تجلات بلاسر والملك البابلي مردوك شابك زرمانى Marduk-Shapik Zermati . ثم تتم مصاهرة بين البيتيين في عهد الملك البابلي ادد ابلو ادينا (6) Adad-aphu-iddina وبعد ذلك تعرضت بابل لهجمات بعض السلالات السامية "سوتو " (*) Sutu في عهد ملكها ادد ابلو ادينا ، مما انهك قواها واسرع بنهايتها .
ومما تجدر الاشارة اليه ، ان معالم الحضارة الكاشية قد تميزت باقتباسها للحضارة البابلية ، واستعمال لغتها ، واعتناق ديانتها وتقديس المعبودات البابلية بجانب معبوداتهم القومية . بل ان ملوكهم تسموا بأسماء بابلية .
ويبدأ العمل في تاريخ الاحداث بسنى حكم ملوكهم ، بعد أن كان المتبع منذ العصر الاكدي اعطاء كل سنة اسما تبعا لحادث معين يستحق التخليد فيها . واما قبل العصر الاكدي ، فقد كان يشار الى سنوات كل حكم برقم بسيط على لوحات الحساب . كما قلدوا الفن البابلي سواء ما يتصل منه بالعمارة او النحت او النقش . وعلى ذلك ففي الامكان القول ، بأنهم لم يدخلوا جديد في حضارة العراق القديم ، سوى الصناعات الحديدية وتربية انواع جديدة من الخيول . كما استخدموا وحدات جديدة في المقاييس والاوزان ، واستخدموا العقيق (**) في صناعة الاختام الاسطوانية ، كانوا يسجلون على تلك الاختام الادعية الدينية بدلا من صور الاشياء او الاشخاص .
انهيار الاسرات البابلية : قامت اسرة بابل الرابعة في ايسين حيث حكمها احدى عشر ملكا ، ومن عهد آخر ملوك الاسرة البابلية الرابعة نبو شوم ليبور ، توجد اشارة الى التطورات التي انهت عصر هذه الاسرة ، واعقب ذلك تأسيس الاسرة البابلية الخامسة على يد سيماش شيباك Simmash-Shipak الذي جاء من دولة البحر ، وخلفه ايام وكين زر Ea-mukin-Zer الذي لم يدم عهده سوى خمسة شهور . وانتهت هذه الاسرة في عصر كاش شو نادين اخى kashshu-nad'n-akhi .
ثم اعقب ذلك بداية عصر الاسرة البابلية السادسة التي تأسست على يد اي اولماش شاكين شوم E. Ulmash Shkin Shum الذي خلفه نينيب كودور اوصر Ninib-kudur-Usur وشيلا نوم شوكامونا Shilanum Shukamuna. اما الاسرة البابلية السابعة فلم يتعدى حكمها سوى ست سنوات في عصر الملك العيلامي اي ابلو اوصر Ae-aplu-usur وبالنسبة للأسرة البابلية الثامنة التي أسسها نابو موكين ايلى Nabumukin apli ، فقد قاومت الغزاة (قبائل ارامية) وسيطرت على بابل وبورسيبا Borsippa وفي عصر هذه الاسرة تجدد الخطر الأشوري مرة اخرى وانتهى بانتصار اشورناصربال الثاني وابنه شلمنصر الثالث . وقد تعاصر هذا العصر الاشوري زمنيا مع عصر شماش موداميك Shamash-mudammik . وقد أعقب شماش موداميك نابوشوم اشكون الاول Nabu-Shmishkun الذي تغلب عليه ادد تراري الثالث ، وجرت بينه وبين نابو شوم اشكون فيما بعد مصاهرة ملكية . الا ان الغزوات الاشورية ضد بابل لم تنقطع . وعندما جلس تجلات بلاسر الرابع على العرش ، بدأ التوسع الاشوري يبلغ مداه واصبحت بابل مجرد مقاطعة في الامبراطورية الاشورية منذ نهاية الاسرة البابلية التاسعة . وفي الاسرة العاشرة البابلية ، كان حكامها من الاشوريين واتباعهم (7) . وقد تولى عرش بابل نابو موكين زر Nabu-mukin zer ولم يستمر في الحكم سوى ثلاث سنوات وبعدها اجتاح تجلات بلاسر الثالث بابل ، وأسر نابو موكين زر واعتلى عرش بابل . وخلفه على الحكم شلمنصر الخامس . وبعد وفاة الاخير خلفه على العرش سرجون الثاني . وفي عهده ظهر مروداخ بلادان Merodach-baladan وادعى احقيته في حكم بابل وساندته عيلام . وتقدم الملك العيلامي خمبانيجاش khumbanigash وهزم سرجون ، واعترف بمروداخ بلادان ملكا على بابل ، واستمر كشوكة في جانب اشور . ولكن سرجون استطاع في نهاية الامر ان يهزم مروداخ بلادان ، وان يتولى وخلفائه تصريف شؤون بابل . وبعد وفاة سرجون عاود مروداخ بلادان الظهور بمساعدة العيلاميين مرة اخرى فتصدى له سنا خريب وهزمه . ثم عاودت بابل التخلص من الحكم الاشوري ، ولكن سنا خريب في نهاية الامر قضى على بابل نهائيا وظلت بابل تحت حكم الاشوريين فترة طويلة .
________
(1) . نجيب ميخائل ابراهيم ، المرجع السابق ص 209 .
(2). King, L.W., Op. Cit, P. 216.
(3). King, L. W., Ibid. p. 217.
(4). Wisemmr, D.J. Asseyria and Babylonia, C. 1200-1000 B.C., (in). C.A.H., Vol. 11. «Part 2 A, The middle East and me Aegean Region C. 1800-1380 B.C., Cambridge, 1975, P. 446.
(5). King, L.W., Op. Cit, P. 256.
(6). King, L.W., Ibid. P. 256.
(*) قبائل سامية وفدت من خلف الفرات.
(**) حجر شيه كريم .
(7). King, L.W., Ibid. p. 268.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|