أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-1-2020
1332
التاريخ: 8-10-2018
1394
التاريخ: 29-9-2016
1136
التاريخ: 29-9-2016
2526
|
حكمة الأذان :
الأذان في اللغة، الإعلام، و في الشريعة، أذكار مخصوصة تشير إلى دخول وقت الصلاة، و تعلن أهم شعار من شعائر الإسلام و المسلمين، و به يعرفون عن غيرهم، فأية طائفة تنسب نفسها إلى الإسلام، و لا تعلن من على المآذن نداء لا إله إلّا اللّه، محمد رسول اللّه، فهي كاذبة في دعواها.
و عن جماعة من علماء المسلمين القدامى: أن الأذان على قلة ألفاظه يشتمل على مسائل العقيدة الإسلامية، لأنه بدأ باللّه أكبر، و هو يتضمن وجود اللّه و كماله، و ثنى بلا إله إلّا اللّه، و هو إقرار بالتوحيد و نفي الشرك، ثم ثلّث بأن محمّدا رسول اللّه، و هو اعتراف له بالرسالة، ثم بحي على الصلاة، و هو دعوة إلى عامود الدين، ثم الدعوة إلى الهداية و الفلاح، ثم الحث على الأعمال الخيّرة، و أكد ذلك بالتكرار.
تشريع الأذان:
شرع الأذان في السنة الأولى من هجرة الرسول (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) ، و هو على قسمين:
أذان الإعلام بدخول الوقت، و أذان للصلاة اليومية المفروضة، و الأول لا يشترط فيه نية القربة و لا الطهارة أيضا، و لا بد في الثاني من نية القربة. و قد جرت السيرة، و استمر العمل على الإتيان به بعد الوضوء، و حين ارادة الشروع بالصلاة.
و جاء في سبب تشريعه طريقان: أحدهما للسنة، و هو أن عبد اللّه بن زيد رأى صورة الأذان في المنام، و نقلها إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) ، و أقرها الرسول (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) كما رآها عبد اللّه في منامه (فتح الباري بشرح البخاري لابن حجر العسقلاني: ج 2، ص 218، طبعة 1959).
الطريق الثاني للشيعة، و هو أن اللّه أوحى الأذان و فصوله إلى نبيه بواسطة جبريل، تماما كما أوحى إليه بصورة الصلاة و غيرها من العبادات و الأحكام، و قالوا: أمّا أخذ الأذان من رؤيا عبد اللّه بن زيد فلا ريب في بطلانه، لأن الأمور الشرعية مستفادة من الوحي، بخاصة المهم منها، كالأذان. و قال الإمام الصادق (عليه السّلام) مستنكرا: ينزل الوحي على نبيكم، فتزعمون أنّه أخذ الأذان من عبد اللّه بن زيد!!
صورة الأذان:
ثبت بالإجماع أن الإمام الصادق (عليه السّلام) كان يؤذن هكذا:
اللّه أكبر، اللّه أكبر، اللّه أكبر، اللّه أكبر.
أشهد أن لا إله إلّا اللّه، أشهد أن لا إله إلّا اللّه.
أشهد أن محمّدا رسول اللّه، أشهد أن محمّدا رسول اللّه.
حي على الصلاة، حي على الصلاة.
حي على الفلاح، حي على الفلاح.
حي على خير العمل، حي على خير العمل.
اللّه أكبر، اللّه أكبر.
لا إله إلّا اللّه، لا إله إلّا اللّه.
و اتفقوا جميعا على أن قول: « أشهد أن عليا ولي اللّه » ليس من فصول الأذان، و أجزائه، و ان من أتى به بنية أنّه من الأذان فقد أبدع في الدين، و أدخل فيه ما هو خارج عنه، و من أحب أن يطلع على أقوال كبار العلماء، و إنكارهم ذلك، فعليه بالجزء الرابع من مستمسك الحكيم «فصل الأذان و الإقامة» فإنه نقل منها طرفا غير يسير، و نكتفي نحن بما جاء في اللمعة الدمشقية و شرحها للشهيدين، و هذا هو بنصه الحرفي:
«لا يجوز اعتقاد شرعية غير هذه الفصول في الأذان و الإقامة، كالشهادة بالولاية لعلي (عليه السّلام)، و ان محمدا و آله خير البرية، أو خير البشر، و ان كان الواقع كذلك، فما كل واقع حقا يجوز إدخاله في العبادات الموظفة شرعا المحدودة من اللّه تعالى، فيكون إدخال ذلك بدعة و تشريعا، كما لو زاد في الصلاة ركعة، أو تشهدا، و نحو ذلك من العبادات، و بالجملة فذلك من أحكام الايمان، لا من فصول الأذان، قال الصدوق: ان ذلك من وضع المفوضة، و هم طائفة من الغلاة».
صورة الإقامة :
أجمعوا على أن صورة الإقامة هكذا :
اللّه أكبر، اللّه أكبر.
أشهد أن لا إله إلّا اللّه، أشهد أن لا إله إلّا اللّه.
أشهد أن محمّدا رسول اللّه، أشهد أن محمّدا رسول اللّه.
حي على الصلاة، حي على الصلاة.
حي على الفلاح، حي على الفلاح.
حي على خير العمل، حي على خير العمل.
قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة.
لا إله إلّا اللّه (1).
و أجمعوا كلمة واحدة أن الأذان و الإقامة لا يجوزان و لا يشرعان إلّا للفرائض اليومية الخمس، دون غيرها من الصلوات، واجبة كصلاة الآيات، أو مستحبة كأية صلاة يرجح فعلها و يجوز تركها، و انهما يستحبان مؤكدا بخاصة الإقامة، للمكتوبة اليومية، قضاء و أداء، للرجل و المرأة، و المنفرد و الجماعة، إلّا للجماعة الثانية، ان لم تتفرق الاولى، و إلّا للمنفرد إذا جاء، و صفوف الجماعة لم تنفض أيضا، فإنه يصلي بلا أذان و إقامة.
و لا يجوز الأذان إلّا بعد دخول الوقت، سوى أذان الصبح، فقد رخص أهل البيت (عليهم السّلام) تقديمه على الوقت في رمضان و غير رمضان، و لكن يستحب إعادته عند الوقت.
و يصح الاعتماد في دخول الوقت على أذان المؤذن العارف، شيعيا كان أم سنيا، فقد سئل الإمام الصادق (عليه السّلام) عن أذان السنة ؟ فقال: صل بأذانهم، فإنهم أشد شيء مواظبة على الوقت. و قال أمير المؤمنين علي (عليه السّلام ): المؤذن مؤتمن، و الإمام مؤتمن.
شروط الأذان و الإقامة:
و يشترط فيهما نية التقرب إلى اللّه سبحانه، لأنّهما عبادة ما عدا أذان الإعلام و العقل و الإسلام، و الفورية و الموالاة بين الفصول و الأجزاء، و تقديم الأذان على الإقامة، و اللغة العربية، و دخول الوقت ما عدا أذان الفجر، أما الوضوء فهو شرط في الإقامة دون الأذان، لقول الإمام الصادق (عليه السّلام) : لا بأس أن يؤذن الرجل من غير وضوء، و لا يقيم إلّا و هو على وضوء.
______________________________
(1) هذه الصورة للإقامة لم ترد بالنص الحرفي في كلمات أهل البيت (عليهم السّلام ) كما هي الحال في الأذان، و لكن الفقهاء استخرجوها من روايات شتى بخاصة رواية الجعفي.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|