أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-3-2017
1438
التاريخ: 12-3-2018
2076
التاريخ: 30-7-2015
1088
التاريخ: 12-4-2017
1436
|
بطلان مذهب غير الإماميّة ـ القائلين بالأئمّة الاثني عشر من عليّ عليه السلام إلى محمّد بن الحسن ـ من فرق الشيعة القائلين بخلافة عليّ بن أبي طالب عليه السلام بلا فصل أيضا من دون الانتهاء إلى الإمام الثاني عشر محمّد بن الحسن عجّل الله فرجه :
كالكيسانيّة وهم القائلون بخلافة محمّد بن الحنفيّة ، ولعلّ وجه التسمية أنّ محمّدا كان في حجر عليّ وهو طفل ، فقال : « يا كيّس » أو أنّ المختار الملقّب بـ « كيسان » لمّا رأى أنّ عليّ بن الحسين عليه السلام لا يأذنه في الانتقام من قتلة أبيه ودعا الناس إلى محمّد ليأذنه فنسبوا إليه.
والزيديّة وهم القائلون بخلافة زيد بن الإمام زين العابدين عليه السلام.
والناووسيّة وهم القائلون بالإمامة إلى الصادق عليه السلام الواقفون عليه القائلون بأنّه سيرجع إلى الدنيا ويملأها عدلا كما ملئت جورا ، وهم منسوبون إلى عبد الله بن ناووس من أهل البصرة.
والفطحيّة وهم القائلون بإمامة عبد الله بن جعفر عليه السلام وسمّوا بذلك ؛ لكون عبد الله أفطح الرأس أو الرجلين ، أو لكون رئيسهم عبد الله بن أفطح.
والإسماعيليّة وهم القائلون بإمامة إسماعيل بن جعفر عليه السلام.
والواقفيّة وهم القائلون بالإمامة إلى موسى الكاظم عليه السلام وواقفون عليه بإضلال وكيلين له بالكوفة ، طمعا لزكاة أتوها له عليه السلام قائلين : إنّه لا يموت ، إنّه القائم فاعتمد عليه طائفة وانتشر قولهما حتّى كان عند موتهما أوصيا بدفع المال إلى ورثة موسى عليه السلام وذلك لثبوت موت كلّ من ذلك ، وامتناع خلوّ الزمان عن المعصوم عليه السلام وعدم كون بعض من ذكر معصوما مع ورود الأخبار المتكاثرة المتظافرة على خلافها.
وظهر أيضا أنّ محاربي عليّ وغاصبي حقّه كفّار كما يدلّ عليه قوله : « يا علي ، حربك حربي وسلمك سلمي » (1) ؛ لأنّ دفع الإمامة في الحقيقة راجع إلى دفع النبوّة ، فلعن الله بني أميّة قاطبة وبرّأنا الله منهم إلى موالينا الأئمّة الاثني عشر.
والحاصل : أنّ الإمام بعد عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام ابنه الحسن عليه السلام، ثمّ الحسين عليه السلام ، ثمّ عليّ بن الحسين عليه السلام عليه السلام ، ثمّ محمّد بن عليّ الباقر عليه السلام ، ثمّ جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام ، ثمّ موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام ، ثمّ عليّ بن موسى الرضا عليه السلام ، ثمّ محمّد بن عليّ التقيّ عليه السلام ، ثمّ عليّ بن محمّد النقيّ عليه السلام ، ثمّ الحسن بن عليّ العسكريّ عليه السلام ، ثمّ محمّد بن الحسن صاحب الزمان ردّا على طوائف من الشيعة : كالكيسانيّة ، والزيديّة ، والناووسيّة ، والفطحيّة ، والإسماعيليّة ، والواقفيّة.
والدليل على ذلك أوّلا : أنّ ذلك لطف واجب ، وخلاف ذلك ترك اللطف الواجب.
مضافا إلى ترجيح المرجوح بالنسبة إلى بعض العقائد من جهة القول بترجيح ابن الحنفيّة وزيد وعبد الله وإسماعيل ؛ وذلك لعصمة الأئمّة : المذكورين ، وأعلميّتهم.
مضافا إلى النصّ فيهم يتمّ الهداية والحجّة ويحصل الغرض دون غيرهم.
وثانيا : النقل فعن الرضا عليه السلام : « إنّ الله لم يقبض نبيّه حتّى أكمل له الدين ، وأنزل عليه القرآن تبيان كلّ شيء ، بيّن فيه الحلال والحرام والحدود والأحكام وجميع ما يحتاج إليه الناس كملا فقال عزّ وجلّ : {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام: 38]، وأنزل في حجّة الوداع ـ وهي آخر عمره صلى الله عليه وآله ـ : {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] ، وأمر الأمّة من تمام الدين ولم يمض حتّى بيّن عليه السلام لأمّته معالم دينهم وأوضح لهم سبيلهم وتركهم على قصد سبيل الحقّ ، وأقام لهم عليّا علما وإماما ، وما ترك شيئا تحتاج إليه الأمّة إلاّ بيّنه ، فمن زعم أنّ الله عزّ وجلّ لم يكمل دينه فقد ردّ كتاب الله فهو كافر ـ إلى أن قال بعد ذكر قدر الإمامة وكونها بعد النبوّة ـ فقلّدها رسول الله صلى الله عليه وآله عليّا بأمر الله على اسم ما فرض الله فصارت في ذرّيّته الأصفياء الذين آتاهم العلم والإيمان ـ إلى أن قال : ـ إنّ الإمامة خلافة الله وخلافة الرسول صلى الله عليه وآله ومقام أمير المؤمنين عليه السلام وميراث الحسن والحسين عليهما السلام ـ إلى أن قال : ـ الإمام عالم لا يجهل وداع لا ينكل ، معدن القدس والطهارة والنسك والزهادة والعلم والعبادة ، مخصوص بدعوة الرسول ونسل المطهّرة البتول لا مغمز فيه من نسب ولا يدانيه ذو حسب ». الحديث (2).
وعن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال : « إنّ الله عزّ وجلّ أوضح بأئمّة الهدى من أهل بيت نبيّنا عن دينه ـ إلى أن قال : ـ فلم يزل الله ـ تبارك وتعالى ـ يختارهم لخلقه من ولد الحسين عليه السلام من عقب كلّ إمام » الحديث (3).
ونحو ذلك ممّا يدلّ على أنّ الإمامة مخصوصة بمن علم من جهته الاتّصاف بالقدس.
مضافا إلى ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال في وصيّة لابنه الحسن : « يا بنيّ ، أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله أن أوصي إليك ، وأن أدفع إليك كتبي وسلاحي كما أوصى إليّ رسول الله صلى الله عليه وآله ودفع إليّ كتبه وسلاحه ، وأمرني أن آمرك إذا حضرك الموت أن تدفعها إلى أخيك الحسين عليه السلام » ، ثمّ أقبل على ابنه الحسين عليه السلام فقال له : « وأمرك رسول الله صلى الله عليه وآله أن تدفعها إلى ابنك هذا ، ثمّ أخذ بيد عليّ بن الحسين عليه السلام ، ثمّ قال لعليّ بن الحسين : وأمرك رسول الله صلى الله عليه وآله أن تدفعها إلى ابنك محمّد بن عليّ وأقرئه من رسول الله صلى الله عليه وآله السّلام » (4).
وعن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال : سئل عن القائم فضرب بيده على أبي عبد الله عليه السلام فقال : « والله هذا قائم آل محمّد صلى الله عليه وآله ». قال عيينة : فلمّا قبض أبو جعفر عليه السلام دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فأخبرته بذلك فقال : « صدق أبو جعفر » ، ثمّ قال : « لعلّكم ترون أن ليس كلّ إمام هو القائم بعد الإمام الذي كان قبله » (5).
وعن أبي عبد الله أنّه دعا أبا الحسن عليه السلام يوما فقال لنا : « عليكم بهذا والله صاحبكم بعدي » (6).
وعن أبي الحسن عليه السلام أنّه قال : « إنّ ابني عليّا أكبر ولدي وأبرّهم عندي وأحبّهم إليّ وهو ينظر معي في الجفر ، ولم ينظر فيه إلاّ نبيّ أو وصيّ نبيّ » (7).
وعن محمد بن إسحاق بن عمّار أنّه قال : قلت لأبي الحسن الأوّل : ألا تدلّني إلى من آخذ عنه ديني؟ فقال : « هذا ابني عليّ » (8) ، وعن معمر بن خلاّد ، قال : سمعت الرضا 7 وذكر شيئا ، فقال : « ما حاجتكم إلى ذلك هذا أبو جعفر قد أجلسته مجلسي وصيّرته مكاني ـ وقال ـ : إنّا أهل البيت يتوارث أصاغرنا عن أكابرنا القذّة بالقذّة » (9).
وعن الخيراني ، عن أبيه أنّه قال : كنت واقفا عند أبي الحسن بخراسان ، فقال قائل له يا سيّدي! إن كان كون فإلى من؟ قال : « إلى أبي جعفر عليه السلام ابني » ، فكأنّ القائل استصغر سنّ أبي جعفر عليه السلام فقال أبو الحسن عليه السلام : « إنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ بعث عيسى بن مريم رسولا نبيّا صاحب شريعة مبتدؤه في أصغر من السنّ الذي فيه أبو جعفر عليه السلام» (10).
وعن إسماعيل بن مهران أنّه قال : لمّا خرج أبو جعفر بن محمّد عليه السلام من المدينة إلى بغداد في الدفعة الأولى من خروجه ، فقلت له : جعلت فداك إنّي أخاف عليك في هذا الوجه فإلى من الأمر بعدك ، فكرّ بوجهه إليّ ضاحكا وقال : « ليس الغيبة حيث ظننت في هذه السنة » ، فلمّا أخرج به الثانية إلى المعتصم جزت إليه ، فقلت : جعلت فداك أنت خارج فإلى من هذا الأمر من بعدك؟ فبكى حتّى اخضلّت لحيته من الدموع ، ثمّ التفت إليّ فقال : « عند هذه يخاف عليّ ، الأمر من بعدي إلى ابني عليّ عليه السلام » (11).
وعن عليّ بن عمر النوفل قال : كنت مع أبي الحسن عليه السلام في صحن داره ، فمرّ بنا محمّد ابنه عليه السلام فقلت له : جعلت فداك هذا صاحبنا بعدك؟ فقال : « لا ، صاحبكم بعدي الحسن » (12).
وعن عمرو الأهوازي قال : أراني أبو محمّد ابنه قال : « هذا صاحبكم بعدي » (13).
إلى غير ذلك من الأخبار المتكاثرة.
وإلى مثل ما ذكرنا أشار المصنّف مع شرح الشارح القوشجي بقوله : « ( والنقل المتواتر دلّ على الأحد عشر ولوجوب العصمة وانتفائها من غيرهم ووجوب الكمالات فيهم ).
ذهب الإماميّة إلى أنّ الإمام الحقّ بعد الرسول صلى الله عليه وآله هو عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، ثمّ الحسن والحسين ، ثمّ ابنه زين العابدين عليه السلام ، ثمّ ابنه محمّد القائم المنتظر المهدي ، وتدّعون أنه ثبت بالتواتر نصّ كلّ من السابقين على من بعده ، ويروون عن النبيّ صلى الله عليه وآله أنّه قال للحسين عليه السلام : ابني هذا إمام ابن إمام أخو إمام أبو أئمّة تسعة تاسعهم قائمهم (14).
وعن مسروق أنّه قال : بينا نحن عند عبد الله بن مسعود إذ يقول لنا شابّ : هل عهد إليكم نبيّكم كم يكون من بعده خليفة؟ قال : إنّك لحدث السنّ وإنّ هذا شيء ما سألني عنه أحد ، نعم عهد إلينا نبيّنا ـ عليه الصلاة والسّلام ـ أن يكون بعده اثنا عشر خليفة عدد نقباء بني إسرائيل (15).
ويتشبّثون تارة بأنّه يجب أن يكون في الإمام العصمة وغير هؤلاء ليسوا معصومين إجماعا فتعيّنت العصمة لهم ، وإلاّ لزم خلوّ الزمان عن المعصوم عليه السلام وقد بيّنّا استحالته.
وأخرى بأنّ الكمالات النفسانيّة والبدنيّة بأجمعها موجودة في كلّ واحد منهم فهو أفضل أهل زمانه فتعيّنت الإمامة ؛ لأنّه يقبح عقلا رئاسة المفضول على الفاضل.
ولا يخفى على المتأمّل ما فيه بعد الاطّلاع على ما سبق. ( ومحاربو عليّ كفرة ) لقوله صلى الله عليه وآله : « حربك حربي يا عليّ » (16) ، ولا شكّ أنّ محارب رسول الله صلى الله عليه وآله كافر ( ومخالفوه فسقة ) ؛ لأنّ حقّيّة إمامته واضحة فمتابعته واجبة ، فمن خالفه يكون مخالفا لسبيل المؤمنين {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا } [النساء: 115].
والحقّ أنّ محارب عليّ عليه السلام يكون مخطئا ظاهرا فيكون من الفئة الباغية إن كانت محاربته عن شبهة ، وكذا محارب كلّ واحد من الخلفاء الراشدين.
وأمّا مخالفته فلا تخلو : إمّا أن تكون عن اجتهاد أو لا ، فإن كان الأوّل فالظاهر أنّ خطأه لا ينتهي إلى التفسيق ؛ لأنّه مجتهد ، والمخطئ في الاجتهاد لا يكون فاسقا.
وإن كان الثاني فلا شكّ في فسقه ، وكذا مخالفة سائر الخلفاء الراشدين » (17).
أقول : لا يخفى أنّه يكفي في ردّ المخالفين ما ورد في صحيح البخاري في مناقب فاطمة عليها السلام ما مضمونه أنّه قال النبيّ صلى الله عليه وآله في حقّها : « إنّ فاطمة عليها السلام بضعة منّي فمن آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله فقد كفر » (18).
________________
(1) « الأمالي » للطوسي : 364 ، المجلس 13 ، الرقم 763 / 14 ؛ « بشارة المصطفى » : 180 ؛ « بحار الأنوار » 40 : 43.
(2) « معاني الأخبار » : 96 ـ 101 ، ح 2 ؛ « الأمالي » للصدوق : 536 ـ 540 ، المجلس 97 ، ح 1 ؛ « كمال الدين وتمام النعمة » : 675 ـ 681 ، ح 31.
(3) « الكافي » 1 : 203 ـ 205 ، باب نوادر جامع في فضل الإمام وصفاته ، ح 2.
(4) المصدر السابق 1 : 297 ـ 298 ، باب الإشارة والنصّ على الحسن بن عليّ ، ح 1.
(5) المصدر السابق 1 : 307 ، باب الإشارة والنصّ على أبي عبد الله جعفر بن محمّد ، ح 7.
(6) المصدر السابق : 310 ، باب الإشارة والنصّ على أبي الحسن موسى ، ح 12.
(7) المصدر السابق : 311 ، باب الإشارة والنصّ على أبي الحسن الرضا ، ح 2.
(8) المصدر السابق : 312 ، باب الإشارة والنصّ على أبي الحسن الرضا ، ح 4.
(9) المصدر السابق : 320 ، باب الإشارة والنصّ على أبي جعفر الثاني ، ح 2.
(10) المصدر السابق 1 : 322 ، باب الإشارة والنصّ على أبي جعفر الثاني ، ح 13.
(11) المصدر السابق 1 : 323 ، باب الإشارة والنصّ على أبي الحسن الثالث ، ح 1.
(12) المصدر السابق : 325 ، باب الإشارة والنصّ على أبي محمّد ، ح 2.
(13) المصدر السابق : 328 ، باب الإشارة والنصّ إلى صاحب الدار ، ح 3.
(14) « بحار الأنوار » 36 : 372.
(15) « عيون أخبار الرضا » 1 : 48 ـ 49 باب 6 ، ح 10 ؛ « كمال الدين وتمام النعمة » 1 : 270 ـ 271 ، ح 16 ؛ « الأمالي » للصدوق : 254 ، المجلس 51 ، ح 4 ؛ « الخصال» 2 : 466 ـ 467 ، ح 6.
(16) تقدّم في ص 435.
(17) « شرح تجريد العقائد » للقوشجي : 380.
(18) « صحيح البخاري » 3 : 1361 باب مناقب قرابة رسول الله ... الرقم 3510.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|