المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17751 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24



صلاحية المفسر  
  
2057   04:24 مساءاً   التاريخ: 16-11-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب
الجزء والصفحة : ج1 ، ص49-53 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / مناهج التفسير / مواضيع عامة في المناهج /

قال الراغب : اختلف الناس في تفسير القرآن ، هل يجوز لكل ذي علم الخوض فيه ؟ فبعض تشدد في ذلك ، وقال : لا يجوز لاحد تفسير شيء من القرآن ، وان كان عالما اديبا ، متسعا في معرفة الادلة والفقه والنحو والاخبار والاثار وانما له ان ينتهي الى ما روي عن النبي (صلى الله عليه واله) ، وعن الذين شهدوا التنزيل من الصحابة ، والذين اخذوا عنهم من التابعين واحتجوا في ذلك بما روي عنه (عليه السلام ) : (من فسر القرآن برايه فليتبوا مقعده من النار) ، وقوله : (من فسر القرآن برايه فأصاب فقد اخطأ) وفي خبر : (من قال في القرآن برايه فقد كفر).

قال : وذكر آخرون ان من كان ذا ادب وسيع ، فموسع له ان يفسره ، فالعقلاء الادباء فوضى فضا في معرفة الاغراض واحتجوا في ذلك بقوله تعالى : {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص : 29] .

وذكر بعض المحققين ان المذهبين هما : الغلو والتقصير ، فمن اقتصر على المنقول اليه فقد ترك كثيرا مما يحتاج اليه ، ومن اجاز لكل احد الخوض فيه فقد عرضه للتخليط ، ولم يعتبر حقيقة قوله تعالى : (ليدبروا آياته وليتذكر اولوا الا لباب).

قال : والواجب ان يبين اولا ما ينطوي عليه القرآن ، وما يحتاج اليه من العلوم ، فنقول وباللّه التوفيق .

ان جميع شرائط الايمان والاسلام التي دعينا اليها واشتمل القرآن عليها ضربان : علم غايته الاعتقاد ، وهو الايمان باللّه وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وعلم غايته العمل ، وهو معرفة احكام الدين والعمل بها.

والعلم مبدا ، والعمل تمام ولا يتم العلم من دون عمل ، ولا يخلص العمل دون العلم ، ولذلك لم يفرد تعالى احدهما من الاخر في عامة القرآن ، نحو قوله : {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا} [التغابن : 9] ، {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ} [النحل : 97] {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ} [الرعد : 29].

ولا يمكن تحصيل هذين (العلم والعمل ) الا بعلوم لفظية ، وعقلية ، وموهبية : .

فالأول : معرفة الالفاظ ، وهو علم اللغة .

والثاني : مناسبة بعض الالفاظ الى بعض ، وهو علم الاشتقاق .

والثالث : معرفة احكام ما يعرض الالفاظ من الابنية والتصاريف والاعراب ، وهو النحو.

والرابع : ما يتعلق بذات التنزيل ، وهو معرفة القراءات .

والخامس : ما يتعلق بالأسباب التي نزلت عندها الآيات ، وشرح الاقاصيص التي تنطوي عليها السور ، من ذكر الانبياء(عليه السلام)و القرون الماضية ، وهو علم الاثار والاخبار.

والسادس : ذكر السنن المنقولة عن النبي (صلى الله عليه واله)و عمن شهد الوحي ، وما اتفقوا عليه وما اختلفوا فيه ، مما هو بيان لمجمل ، او تفسير لمبهم المنبأ عنه بقوله تعالى : {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل : 44] وبقوله : {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ } [الأنعام : 90] ، وذلك علم السنن .

والسابع : معرفة الناسخ والمنسوخ ، والعموم والخصوص ، والاجماع والاختلاف ، و المجمل والمفسر ، والقياسات الشرعية ، والمواضع التي يصح فيها القياس ، والتي لا يصح ، وهو علم اصول الفقه .

والثامن : احكام الدين وآدابه ، وآداب السياسات الثلاث التي هي سياسة النفس والاقارب والرعية ، مع التمسك بالعدالة فيها ، وهو علم الفقه والزهد.

والتاسع : معرفة الادلة العقلية ، والبراهين الحقيقية ، والتقسيم والتحديد ، والفرق بين المعقولات والمظنونات وغير ذلك ، وهو علم الكلام .

والعاشر : وهو علم الموهبة ، وذلك علم يورثه اللّه من عمل بما علم قال امير المؤمنين (عليه السلام ) : قالت الحكمة : من ارادني فليعمل بأحسن ما علم ، ثم تلا {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} [الزمر : 18] وروي عنه (عليه السلام)حيث سئل : هل عندك علم عن النبي لم يقع الى غيرك ؟ قال : (لا ، الا كتاب اللّه ، وما في صحيفتي ، وفهم يؤتيه اللّه من يشاء). وهذا هو التذكر الذي رجانا اللّه تعالى ادراكه بفعل الصالحات ، حيث قال : {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل : 90] ، وهو الهداية المزيدة للمهتدي في قوله : {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى} [محمد : 17] ، وهو الطيب من القول المذكور : {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ } [الحج : 24] .

فجملة العلوم التي هي كالالة للمفسر ، ولا تتم صناعته الا بها ، هي هذه العشرة : علم اللغة ، والاشتقاق ، والنحو ، والقراءات ، والسير ، والحديث ، واصول الفقه ، وعلم الاحكام ، وعلم الكلام ، وعلم الموهبة .

فمن تكاملت فيه هذه العشرة واستعملها ، خرج عن كونه مفسرا للقرآن برايه ومن نقص عن بعض ذلك مما ليس بواجب معرفته في تفسير القرآن ، واحس من نفسه في ذلك بنقصه ، واستعان بأربابه ، واقتبس منهم ، واستضاء بأقوالهم ، لم يكن ـ ان شاء اللّه ـ من المفسرين برايهم .

واخيرا قال : ومن حق من تصدى للتفسير ان يكون مستشعرا لتقوى اللّه ، مستعيذا من شرور نفسه والاعجاب بها ، فالإعجاب اس كل فساد وان يكون اتهامه لفهمه اكثر من اتهامه لفهم اسلافه الذين عاشروا الرسول وشاهدوا التنزيل وباللّه التوفيق (1) .

ولقد احسن واجاد فيما افاد ، وادى الكلام حقه في بيان الشرائط التي يجب توفرها في كل مفسر ، حتى يخرج عن كونه مفسرا برايه ، وبشرط ان يراعي تقوى اللّه ، فلا يقول في شيء بغير علم ولا كتاب منير.  قال جلال الدين السيوطي : ولعلك تستشكل علم الموهبة ، وتقول : هذا شيء ليس في قدرة الانسان وليس كما ظننت من الاشكال ، والطريق في تحصيله ارتكاب الاسباب الموجبة له من العمل والزهد قال الامام بدرالدين الزركشي : اعلم انه لا يحصل للناظر فهم معاني الوحي ، ولا يظهر له اسراره ، وفي قلبه بدعة او كبر او هوى او حب الدنيا ، او هو مصر على ذنب ، او غير متحقق بالأيمان ، او ضعيف التحقيق ، او يعتمد على قول مفسر ليس عنده علم ، او راجع الى معقوله وهذه كلها حجب وموانع بعضها آكد من البعض قال السيوطي : وفي هذا المعنى قوله تعالى : {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} [الأعراف : 146] قال سفيان بن عيينة : يقول تعالى : انزع عنهم فهم القرآن (2) .

قلت : وهكذا قوله تعالى : {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ } [الواقعة : 77 - 79] فلا تتجلى حقائق القرآن ومعارفه الرشيدة الا لمن خلص باطنه وزكت نفسه عن الادناس والارجاس .

قال الامام امير المؤمنين (عليه السلام)ـ في خطبة خطبها بذي قار ـ : (ان علم القرآن ليس يعلم ما هو الا من ذاق طعمه ، فعلم بالعلم جهله ، وبصر به عماه ، وسمع به صممه ، وادرك به علم ما فات ، وحيي به بعد اذ مات ، واثبت به عند اللّه الحسنات ، ومحا به السيئات ، وادرك به رضوانا من اللّه تبارك وتعالى ، فاطلبوا ذلك من عند اهله خاصة ) (3) .

وقال ـ في حديث آخر ـ : (ان اللّه قسم كلامه ثلاثة اقسام ، فجعل قسما منه يعرفه العالم والجاهل ، وقسما لا يعرفه الا من صفا ذهنه ولطف حسه وصح تمييزه ، ممن شرح اللّه صدره للإسلام ، وقسما لا يعلمه الا اللّه وامناؤه والراسخون في العلم ) (4) .

قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا} [الأنفال : 29] ، وقال : {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ} [البقرة : 282].
___________________________
1- مقدمته في التفسير ، ص 93 ـ 97.

2- اخرجه ابن ابي حاتم ، الاتقان ، ج4 ، ص 188.

3- الوسائل ، ج18 ، ص 137 ، رقم 26 عن روضة الكافي ، ج8 ، ص 390 ـ 391 ، رقم586 .

4- الوسائل ، ج18 ، ص 143 ، رقم44 عن كتاب الاحتجاج ، ج1 ، ص 376.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .