أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-11-2016
395
التاريخ: 20-11-2016
345
التاريخ: 19-11-2016
618
التاريخ: 20-11-2016
443
|
[في خطاب بين زيد بن علي رضوان الله عليه وهشام بن عبد الملك] ، قال له هشام: قد بلغني أنك تذكر الخلافة وتتمناها وليست هناك أنت ابن أمة، فقال: إن لك يا أمير المؤمنين جواباً، قال: فتكلم، قال: ليس أحد أولى بالله من نبي ابتعثه، وقد كان إسماعيل من خير الأنبياء، وكان ابن أمة.
وخرج فجعلت الشيعة تختلف إلى زيد[عليه السلام] وتأمره بالخروج، ويقولون: إنا لنرجو أن تكون المنصور، وأن يكون هذا الزمان الذي يهلك فيه بنو أمية، فأقام بالكوفة، وكتب هشام إلى يوسف: أشخص زيداً إلى بلده فإنه لا يقيم ببلد فيدعو أهله إلا أجابوه، فإنه جدل لسن حلو الكلام، فإن أعاره القوم أسماعهم فحشاها من لين لفظه مع ما يدلي به من قرابة رسول الله صلى الله عليه و[آله و]سلم - مالوا إليه، فجعل يوسف بن عمر يسأل عنه، فيقال: هو هاهنا، فيبعث إليه: أن أشخص، فيقول: نعم، ويعتل بالوجع، ويبلغ يوسف أن الشيعة تختلف إلى زيد[عليه السلام]، فسأل عنه بعد مدة، فقيل: لم يبرح، وكان قد أقام نحو خمسة عشر شهراً، فبعث إليه يستحثه، وكان يوسف بالحيرة، وإنما كان يكتب إلى عامله بالكوفة، فتهيأ زيد[عليه السلام] وخرج، فلحقته الشيعة فقالوا: أين تذهب ومعك مائة ألف راجل من أهل الكوفة يضربون دونك بأسيافهم غداً، وليس قبلك من أهل الشام إلا عدة قليلة، لو أن قبيلة من قبائلنا نصبت لهم لكفتهم بإذن الله، فننشدك الله لما رجعت. فلم يزالوا به حتى ردوه إلى الكوفة.
وفي رواية: أن جماعة من وجوه الكوفة بايعوه حين كان بالكوفة منهم سلمة بن كهيل، ونصر بن خزيمة، وحجية بن الأجلح، ثم أن سلمة أشار على زيد[عليه السلام] ألا يخرج، فلما رأى ذلك داود بن علي قال له: يا ابن عم، لا يغرنك هؤلاء من نفسك ففي أهل بيتك لك عبرة، وفي خذلان هؤلاء إياهم، فقال: يا داود، إن بني أمية قد عتوا. فلم يزل به داود حتى شخص إلى القادسية، فتبعه أهل الكوفة فقالوا: نحن أربعون ألفاً فإن رجعت إلى الكوفة لم يتخلف عنك أحد، وأعطوه المواثيق والأيمان المغلظة، فجعل يقول: إني أخاف أن تخذلوني وتسلموني كفعلكم بابي وجدي، فيحلفون له فيقول داود بن علي: يا ابن عم، إن هؤلاء يغرونك، أليس قد خذلوا من كان أعز منك عليهم، جدك علي بن أبي طالب [عليه السلام] حتى قتل، والحسن[عليه السلام] بعده بايعوه ثم وثبوا عليه فانتهبوا فسطاطه وجرحوه، أو ليس قد أخرجوا جدك الحسين[عليه السلام] ، وحلفوا له ثم خذلوه، ثم لم يرضوا بذلك حتى قتلوه، فلا تفعل ولا ترجع معهم، فقالوا له: إن هذا لا يريد أن تظهر، ويزعم أنه وأهل بيته أحق بهذا الأمر.
فمضى داود إلى المدينة، ورجع زيد[عليه السلام] إلى الكوفة فاستخفى فأقبلت الشيعة تختلف إليه وتبايعه حتى أحصى ديوانه خمسة عشر ألف رجل، فأرسل إلى السواد وأهل الموصل رجالاً يدعون إليه.
وتزوج بالكوفة، فكان ينزل تارة في دار امرأته في دار أصهاره، ومرة عند نصر بن خزيمة، ثم تحول إلى دار معاوية بن إسحاق، وكانت بيعته التي بايع الناس: ندعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه، وجهاد الظالمين، والدفع عن المستضعفين، وإعطاء المحرومين، وقسم هذا الفيء بين أهل بالسواد، ورد المظالم، ونصرنا أهل البيت على من نصب لنا. فإذا قال القائل: نعم، وضع يده على يده، وقال: عليك عهد الله وميثاقه وذمة الله وذمة رسوله لتفين بيعتي ولتقاتلن عدوي ولتنصحن في السر والعلانية؟ فإذا قال: نعم، مسح يده على يده ثم قال: اللهم أشهد.
فمكث كذلك بضعة عشر شهراً، فلما دنا خروجه أمر أصحابه بالاستعداد والتهيؤ، فشاه أمره في الناس، فلما عزم على الخروج أمر أصحابه بالتأهب، فانطلق سليمان بن سراقة البارقي إلى يوسف بن عمر فأخبره خبره، فبعث يوسف في طلب زيد[عليه السلام] فلم يجده، فلما رأى الناس الذين بايعوه أن يوسف بن عمر يستبحث عن أمره اجتمع إليه جماعة من رؤسائهم، فقالوا له: رحمك الله، ما تقول في أبي بكر وعمر؟ قال: رحمهما الله ورضي عنهما، ما سمعت أحداً من أهل بيتي يتبرأ منهما ولا يقول فيهما إلا خيراً، قالوا: فلم تطلب إذاً بدم أهل هذا البيت، إلا أنهما وثبا على سلطانكم فنزعاه من أيديكم، فقال زيد[عليه السلام]: لو قلنا إنهم استأثروا علينا لم يبلغ ذلك بهم كفراً، قد والله ولّوا فعدلوا، قالوا: فإذا كان أولئك لم يظلموكم فلم تدعونا إلى قتال هؤلاء، فقال: إن هؤلاء ظالمون لكم ولأنفسهم، وإنما ندعوكم إلى كتاب الله وإلى السنن أن تحيى، وإلى البدع أن تطفأ. ففارقوه ونكثوا بيعته وقالوا: سبق الإمام - وكانوا يزعمون أن أبا جعفر محمد بن علي[عليه السلام] أخا زيد[عليه السلام] بن علي هو الإمام، وكان قد هلك يومئذ - وكان ابنه جعفر بن محمد حياً، فقالوا: جعفر إمامنا اليوم بعد أبيه وهو أحق بالأمر ولا نتبع زيد[عليه السلام]اً وليس بإمام، فسماهم زيد[عليه السلام] الرافضة.
ثم استتب لزيد[عليه السلام] خروجه، فواعد أصحابه ليلة الأربعاء أول ليلة من صفر سنة اثنتين وعشرين، وبلغ يوسف بن عمر، فبعث إلى الحكم بن الصلت وهو يومئذ على الكوفة، فأمره أن يجمع أهل الكوفة في المسجد الأعظم ويحصرهم فيه. فجمع الناس في المسجد يوم الثلاثاء قبل خروج زيد[عليه السلام] بيوم، وطلب زيد[عليه السلام] فخرج ليلاً، ورفع أصحابه هرادي النار ونادوا: زيد[عليه السلام] يا منصور. ومر الحكم بن الصلت بدروب السوق فغلقت وأغلقوا أبواب المسجد على أهل الكوفة، وكان جميع من وافى زيد[عليه السلام]اً في تلك الليلة مائتي رجل وثمانية عشر رجلاً، فقال زيد[عليه السلام]: سبحان الله ، أين الناس؟ فقيل له: هم في المسجد الأعظم محصورون.
فذهب زيد[عليه السلام] إلى الكناسة، فإذا بها جمع من جموع أهل الشام فهزمهم، ثم خرج إلى الجبانة، وخرج يوسف بن عمر، فنزل على تل قريب من الحيرة ومعه أشراف الناس، ثم عاد زيد[عليه السلام] فدخل الكوفة فقصد المسجد، فجعل أصحابه يقولون: يا أهل المسجد اخرجوا. واقتتل هو وأهل الشام.
فما كانت غداة الخميس بعث يوسف بن عمر جنداً فلقوا زيداً [عليه السلام] فاقتتلوا فهزمهم زيد[عليه السلام]، وقتل من أهل الشام نحواً من سبعين، فانصرفوا وهم بشر حال. ثم عبأهم يوسف بن عمر وسرحهم، فالتقوا بأصحاب زيد[عليه السلام] فحمل عليهم زيد[عليه السلام] وأصحابه، فكشفهم وقاتل معاوية بن إسحاق الأنصاري بين يدي زيد[عليه السلام]، فقتل وثبت زيد[عليه السلام] حتى إذا جاء الليل رُمي بسهم فأصاب جبهته، فثبت في الدماغ، فأدخل إلى بيت، وجيء بالطبيب فانتزع السهم فجعل يضج حتى مات. فقال القوم: أين ندفنه؟ فقال بعض أصحابه: نلبسه درعه ونطرحه في الماء، وقال آخر: بل نحتز رأسه ونطرحه بين القتلى، فقال ابنه لا والله لا تأكل لحم أبي الكلاب. فجاءوا به إلى نهر فسكروا الماء وحفروا له فدفنوه وأجروا عليه الماء، وتصدع الناس، وتوارى ولده يحيى بن يزيد[عليه السلام].
فلما سكن الطلب خرج في نفر من الزيدية [عليه السلام] إلى خراسان، ثم دل القوم على قبر زيد[عليه السلام]، فاستخرجوه وقطعوا رأسه وصلبوا جسده، وبعث برأسه إلى هشام، فأمر به فنصب على باب دمشق، ثم أرسل به إلى المدينة فصلب بها، ومكث البدن مصلوباً حتى مات هشام، فأمر به الوليد فأنزل وأحرق، فلما ظهر ولد العباس عمد عبد الله بن علي إلى هشام بن عبد الملك، فأخرجه من قبره وصلبه بما فعل بزيد[عليه السلام].
وذكر أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن محمود البلخي في كتاب المقالات: أن زيد بن علي[عليه السلام] لما خرج قتل في المعركة ودفنه أصحابه، فعلم به يوسف بن عمر، فنبشه وصلبه ثم كتب هشام يأمر بحرقه ونسف رماده في الفرات.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|