المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4880 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

أساس الإلزام في القانون الدولي
22-3-2017
رعمسيس الثاني ومعبد (جرف حسين)
2024-08-04
الشكورية
15-4-2018
كيف تدير الحوار ؟
24-5-2017
يسعى النشاط الإعلاني لتغير سلوك المستهلكين
27-6-2022
السياحة المهتمة بأعراق الأجناس البشرية (Ethnic Tourism)
6-3-2021


إمكانية الوصول الى النظام الامثل بالتجارب الانسانية  
  
702   11:15 صباحاً   التاريخ: 20-11-2016
المؤلف : محمد حسن آل ياسين
الكتاب أو المصدر : أصول الدين
الجزء والصفحة : ص197-200
القسم : العقائد الاسلامية / شبهات و ردود / مواضيع عامة /

الشبهة :

لماذا يفرض الله على البشرية نظام حياتها و منهج سلوكها، و لا يترك للإنسان حريته الكاملة في التشريع و التقنين معتمدا في ذلك على فكره و نظره و مستفيدا من تجاربه و خبرته، خطأ و صوابا و حذفا و اصلاحا و استمرارا في التعديل و التبديل، حتى يصل في نهاية الشوط الى النظام الامثل والمنهج الافضل؟

والجواب على ذلك:

أولا: ان وضع النظام و التشريع انما هو من حق «مصدر السلطات» بمفرده و من دون ان يشاركه فيه أحد غيره.

وهذا هو ما اجتمعت عليه كلمة علماء القانون والسياسة في عالم اليوم.

ولما كنا نعتقد- كما أسلفنا- ان الله تعالى هو مصدر السلطات و انه الحاكم الواقعي والقانوني الذي لا ينازعه منازع كان لا بد من القول بأنه صاحب القول الفصل في وضع القانون و اختيار النظام. {قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى} [البقرة: 120].

و ثانيا:

اننا نعتقد ان العقل البشري مهما اوتي من قوة الابداع و الابتكار و النفاذ لن يستطيع ادراك المصالح البعيدة المدى لمشاكل الانسانية المعذبة و حلولها الصحيحة الا بعد لأي طويل تتعدد فيه التجارب و يكثر التخبط و الخطأ و الاشتباه، و قد لا ينتهي المطاف به- على رغم كل ذلك- للحل الصائب و النتيجة المطلوبة، {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ} [النحل: 64].

وثالثا:

ان وضع النظام من قبل البشر لن يخلو من تحكيم للمآرب الخاصة وايثار للامتيازات الكبرى، و انعكاس للمشاعر الذاتية و الطبقية لواضعي النظام، أيا كانوا والى أي طبقة انتسبوا.

ومن هنا كان لابد لإنقاذ الانسانية من عذاب التخبط والجهل والتجارب الخاطئة ان يضع نظامها العام من يعلم حاجاتها و تطلعاتها، و يدرك مشاكلها في يومها وغدها، و يميز بين ما ينفعها و يضرها، و يساوي بين سائر افرادها، بدون تمييز بين فئة وفئة، وطبقة واخرى، وفرد وغيره، وعنصر وسواه، وبلد وما عداه.

وليس في الكون من تجتمع فيه هذه الصفات سوى الله تعالى.

وليست أنظمته و تشريعاته سوى تلك الرسالات التي حملها انبياؤه و رسله الى الارض لتسعد الانسانية و تخرج الانسان من الظلمات الى النور.

وهذا هو معنى «اللطف» الذي عناه علماء الكلام باستنادهم إليه في القول بوجوب النبوة و ضرورة استمرارها في الارض ما دامت الحياة و ما بقي الاحياء.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.