أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-11-2016
1382
التاريخ: 18-11-2016
600
التاريخ: 14-12-2018
1974
التاريخ: 18-11-2016
498
|
لما تم للوليد بن عبد الملك تسع سنين وستة أشهر حضرته الوفاة، فأسند الملك إلى أخيه سليمان بن عبد الملك.
فبويع سليمان في جمادي الآخرة سنة ست وتسعين، وسليمان يومئذ من أبناء سبع وثلاثين سنة.
فملك سليمان سنتين وثمانية أشهر، ثم مرض مرضته التي مات فيها.
فلما ثقل كتب كتابا، وختمه، ولم يدر أحد ما كتب فيه، ثم قال لصاحب شرطه: (اجمع إليك إخوتي، وعمومتي، وجميع أهل بيتي، وعظماء أجناد الشام، وأحملهم على البيعة لمن سميت في هذا الكتاب، فمن أبى منهم أن يبايع، فاضرب عنقه)، ففعل.
فلما اجتمعوا في المسجد أمرهم بما أمر به سليمان.
فقالوا: أخبرنا من هو ؟ لنبايعه على بصيرة.
فقال: والله ما أدري من هو، وقد أمرني أن أضرب عنق من أبى.
قال رجاء بن حيوة: فدخلت على سليمان، فأكببت عليه، وقلت: يا أمير المؤمنين، من صاحب الكتاب الذي أمرتنا بمبايعته ؟ فقال: إن أخوي يزيد وهشاما لم يبلغا أن يؤتمنا على الأمة، فجعلتها للرجل الصالح، عمر بن عبد العزيز، فإذا توفي عمر رجع الأمر إليهما.
فخرج رجاء بن حيوة، فأخبر يزيد وهشاما بذلك، فرضيا، وسلما، وبايعا، ثم بايع بعدهما جميع الناس.
وكان أكبر ولده يومئذ محمد بن سليمان، فكانت له اثنتا عشرة سنة.
وجعل يقول، وهو يجود بنفسه:
إن بني صبية صيفيون أفلح من كان له ربعيون
وذكر عن الكلبي أنه قال: بعث إلى سليمان بن عبد الملك، فدخلت عليه، وقد انتفخ سحري (1)، فسلمت عليه بالخلافة، فرد علي السلام.
ثم أومأ إلي، فجلست، فسكت عني حتى إذا سكن جأشي، قال لي: يا كلبي، إن ابني محمدا قرة عيني وثمرة قلبي، وقد رجوت أن يبلغ الله به أفضل ما بلغ رجلا من أهل بيته، وقد وليتك تأديبه، فعلمه القرآن، وروه الأشعار، فإن الشعر ديوان العرب، وفهمه أيام الناس، وخذه بعلم الفرائض، وفهمه السنن، ولا تفتر عنه ليلا ونهارا، فإذا أخطأ بكلمة، أو زل بحرف، أو هفا بقول، فلا تؤنبه بين يدي جلسائه، ولكن إذا خلا لك مجلسك، لئلا تمحكه، (2) وإذا دخل عليه الناس للتسليم، فخذه بألطافهم وإظهار برهم، وإذا حيوة فليحيهم بأحسن منها، وأطيبا لمن حضر بمائدتكما الطعام، وأحمله على طلاقة الوجه، وحسن البشر، وكظم الغيظ، وقلة القذر، والتثبت في المنطق، والوفاء بالعهد، وتنكب الكذب، ولا يركبن فرسا مخذوفا (3)، ولا مهلوبا (4) ولا يركبن بسرج صغير، فتبدو أليتاه منه).
قال: فلم يلبث سليمان بعد ذلك إلا قليلا حتى مات.
__________
(1) السحر: الرئة، ونتفخ سحره عدا طوره وجاوز تدره.
(2) حتى لا تغضبه، والمحك: اللجج.
(3) الفرس المخذوفة التي تحرك جنبيها في مشيها.
(4) الفرس المهلوب التي تتابع الجري.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|