المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4880 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



علي (عليه السلام) قال إنا دخلنا على رسول الله (صلى الله عليه واله) فقلنا استخلف فقال لا، اخاف ان تفرقوا عنه وان وصية علي (عليه السلام) للحسن وصية اخلاقية روحية  
  
1489   09:06 صباحاً   التاريخ: 17-11-2016
المؤلف : السيد سامي البدري
الكتاب أو المصدر : شبهات وردود
الجزء والصفحة : ج3 , ص 79 - 85
القسم : العقائد الاسلامية / شبهات و ردود / إمامة الائمـــــــة الاثني عشر /

[هذا الرد من المؤلف على كتاب احمد الكاتب الذي طبعه في لندن سنة 1997 باسم (تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى ... الى ولاية الفقيه) وطرح فيه شبهات حو الشيعة].

نص الشبهة :

قال [احمد الكاتب] :

"ويتجلى ايمان الامام علي بالشورى دستورا للمسلمين بصورة واضحة، في عملية خلافة الامام الحسن، حيث دخل عليه المسلمون، بعد ما ضربه عبد الرحمن بن ملجم، و طلبوا منه ان يستخلف ابنه الحسن، فقال: لا، انا دخلنا على رسول الله فقلنا: استخلف، فقال: لا: اخاف ان تفرقوا عنه كما تفرقت بنو اسرائيل عن، ولكن ان يعلم الله في قلوبكم خيرا يختر لكم ...

الرد على الشبهة :

اقول ان الرواية التي أوردها و نسبها إلى الشافي رواية عامية رواها القاضي عبد الجبار المعتزلي في كتابه (المغني)، و قد أورد القاضي المعتزلي رواية أخرى رواها عن أبي وائل شقيق بن سلمة و الحكم عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) انه قيل له ألا توصي. قال: ما أوصى رسول الله (صلى الله عليه واله) فأوصي، و لكن ان أراد الله بالناس خيرا فسيجمعهم على خيرهم كما جمعهم بعد نبيهم على‏ خيرهم) الشافي ج 3/ 91 نقلا عن المغني و قد أجاب عنهما السيد المرتضى بقوله :

(ان الخبر الذي رواه عن أمير المؤمنين، لما قيل له ألا توصي فقال: (ما أوصى رسول الله (صلى الله عليه واله) فأوصي، و لكن ان أراد الله تعالى بالناس خيرا فسيجمعهم على خيرهم كما جمعهم بعد نبيهم على خيرهم)، فمتضمن لما يكاد يعلم بطلانه ضرورةً.

و الظاهر من أحوال أمير المؤمنين، و المشهور من اقواله و أفعاله جملةً و تفصيلًا يقتضي انه كان يقدم نفسه على أبي بكر و غيره من الصحابة، و انه كان لا يعترف لأحدهم بالتقدم عليه.

ومن تصفح الأخبار و السير، و لم تمل به العصبية و الهوى، يعلم هذا من حاله على وجه لا يدخل فيه شك.

ولا اعتبار بمن دفع هذا ممن يفضِّل عليه لأنه بين أمرين.

إما ان يكون عاميا أو مقلِّداً لم يتصفح الأخبار و السير و ما روي من أقواله و أفعاله و لم يختلط بأهل النقل، فلا يعلم ذلك.

أو يكون متأملا متصفحاً إلا ان العصبية قد استولت عليه، و الهوى قد ملكه و استرقه، فهو يدفع ذلك عناداً، و إلا فالشبهة مع الإنصاف زائلة في هذا الموضع.

على انه لا يجوز ان يقول هذا من قال رسول الله (صلى الله عليه واله) فيه باتفاق‏ (اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر) (1) فجاء عليه السلام من بين الجماعة فأكل معه.

ولا من يقول النبي (صلى الله عليه واله) لابنته فاطمة (عليها السلام) (ان الله عز و جل اطلع على أهل الأرض اطلاعة فاختار منها رجلين جعل احدهما أباك و الآخر بعلك) (2).

وقال صلى الله عليه و آله فيه (علي سيد العرب) (3).

و(خير أمتي) (4) .

و(خير من اخلف بعدي) (5).

ولا يجوز ان يقول هذا من تظاهر الخبر عنه بقوله صلوات الله‏ عليه و قد جرى بينه و بين عثمان كلام فقال له: أبو بكر و عمر خير منك، فقال (أنا خير منك و منهما عبدت الله قبلهما و عبدته بعدهما (6).

ومن قال: (نحن أهل بيت لا يقاس بنا أحد) (7).

وروى عن عائشة في قصة الخوارج لما سألها مسروق فقال لها بالله يا أمه لا يمنعك ما بينك و بين علي ان تقولي ما سمعت من رسول الله (صلى الله عليه واله) فيه و فيهم قالت سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول: (هم شر الخلق و الخليقة يقتلهم خير الخلق و الخليقة).

إلى غير ذلك من أقواله (صلى الله عليه واله) فيه التي لو ذكرناها اجمع لاحتجنا إلى مثل جميع كتابنا ان لم يزد على ذلك.

وكل هذه الأخبار التي ذكرناها فهي مشهورة معروفة، قد رواها الخاصة و العامة بخلاف ما ادعاه مما يتفرد به بعض الأمة ويدفعه باقيها.

وبعد، فبإزاء هذين الخبرين الشاذين اللذين رواهما في ان أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يوص كما لم يوص رسول الله (صلى الله عليه واله) الأخبار التي ترويها الشيعة من جهات عدة، طرق مختلفة المتضمنة انه عليه السلام وصّى‏ إلى الحسن ابنه، و أشار إليه و استخلفه، و ارشد إلى طاعته من بعده، و هي اكثر من ان نعدها و نوردها.

فمنها، ما رواه أبو الجارود عن أبي جعفر (عليه السلام) ان أمير المؤمنين لما ان حضره الذي حضره قال لأبي الحسن (عليه السلام): (ادن مني حتى اسر إليك ما اسر إلي رسول الله (صلى الله عليه واله)، و ائتمنك على ما ائتمنني عليه).

وروى حماد بن عيسى عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: (أوصى أمير المؤمنين عليه السلام إلى الحسن عليه السلام و اشهد على وصيته الحسين ومحمداً عليهما السلام و جميع ولده و رؤساء شيعته وأهل بيته، ثمّ دفع إليه الكتب والسلاح) في خبر طويل يتضمن الأمر بالوصية في واحد بعد واحد إلى أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي عليهم السلام و أخبار وصية أمير المؤمنين عليه السلام إلى ابنه الحسن عليه السلام و استخلافه له ظاهرة مشهورة بين الشيعة واقل أحوالها و اخفض مراتبها ان يعارض ما رواه و يخلص ما استدللنا به‏ (8) .

__________________

(1) حديث الطير رواه جماعة من العلماء كالترمذي ج 2/ 229 و النسائي في خصائصه ص 5 والحاكم في مستدركه ص/ 130 و 131 و ابو نعيم في حليته 6/ 339، و الخطيب في تاريخه 3/ 171، و المتقي في كنزه 6/ 406 و الهيثمي في مجمعه 9/ 125 و 126.

(2) انظر كنز العمال 6/ 153 و مستدرك الحاكم 3/ 129، و في مسند احمد 5/ 26( و أما ترضين ان زوجتك خير امتي).

(3) مستدرك الحاكم 3/ 124، حلية الاولياء 1/ 63 و 5/ 38 و فيهما( فقالت عائشة الست سيد العرب؟ قال: انا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب).

(4) مسند الامام احمد.

(5) كنز العمال 6/ 154.

(6) شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد 20/ 262.

(7) كنز العمال 6/ 218.

(8) الشافي ج 3/ 10299.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.