أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-2-2017
3131
التاريخ: 6-2-2017
2299
التاريخ: 8-11-2016
2362
التاريخ: 8-11-2016
2058
|
وهم ولد إِسماعيل بن إبراهيم الخليل صلوات اللّه عليهما، وقيل لهم العرب المستعربة لأن إِسماعيل لم تكن لغته عربية، بل عبرانية، ثم دخل في العربية، فلذلك سمي ولده العرب المستعربة، وقد تقدم عند ذكر إِبراهيم الخليل عليه السلام، سبب سكنى إِسماعيل وأمه هاجر مكة، وأن ذلك كان بسبب غيرة سارة رضي الله عنها من هاجر وابنها إسماعيل. وأنّ الله تعالى أمره أن يطيع سارة، وأن يخرج إِسماعيل عنها، وأن الله تعالى يتكفله، فخرج إِبراهيم من الشام بإِسماعيل وأمه هاجر، وقدم بهما إِلى مكة وأنزلهما بموضع الحجر وقال: " رب إِني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع " " إبراهيم: 37 " وأنزلهما إِبراهيم هناك وعاد إِلى الشام، من كتب اليهود وكان عمر إسماعيل إِذ ذاك نحو أربع عشرة سنة، وذلك لمضي مائة سنة من عمر إِبراهيم الخليل عليه السلام، فمن سكنى إِسماعيل عليه السلام مكة إِلى الهجرة ألفان وسبعمائة وثلاث وتسعون سنة.
وكان هناك قبائل جرهم، فتزوج إِسماعيل منهم امرأة، وولدت له اثني عشر ولداً ذكراً، منهم: قيذار وماتت هاجر ودفنت بالحجر، ثم لما مات ابنها إِسماعيل بمكة دفن معها بالحجر أيضاً.
وقد اختلف المؤرخون اختلافاً كثيراً في أمر الملك على الحجاز بين جرهم وبين إِسماعيل، فمن قائل كان الملك على الحجاز في جرهم، ومفتاح الكعبة وسدانتها في يد ولد إِسماعيل، ومن قائِل إِن قيذار توجته أخواله جرهم، وعقدوا له الملك عليهم بالحجاز، وأما سدانة البيت الحرام ومفاتيحه فكانت مع بني إِسماعيل بغير خلاف حتى انتهى ذلك إِلى نابت من ولد إِسماعيل، فصارت السدانة بعده لجرهم، ويدل على ذلك قول عامر بن الحارث الجرهمي من قصيدته التي منها:
وكنا ولاة البيت من بعد نابت... نطوف بذاك البيت والأمر ظاهر
ومنها:
كأن لم يكن بين الحجون إِلى الصفا ... أنيس ولم يسمر بمكة سامر
إلى نحن كنا أهلها فأبادنا... صروف الليالي والجدود العواثر
ثم ولد لقيذار ابنه حمل بن قيذار، ثم ولد لحمل نبت بن حمل، ويقال له نابت، وقيل نبت بن قيذار، وقيل نبت بن إِسماعيل وفي ذلك خلاف كثير، ثم ولد لنبت سلامان بن نبت، ثم ولد لسلامان الهميسع بن سلامان بن نبت، ثم ولد للهميسع اليسع بن الهميسع، ثم ولد لليسع أدد بن اليسع بن الهميسع، ثم ولد لأدد ابنه أد بن أدد، ثم ولد لأد ابنه عدنان بن أد بن أدد، وقيل عدنان بن أدد، ثم ولد لعدنان معد، ثم ولد لمعد نزار، ثم ولد لنزار أربعة منهم مضر على عمود النسب النبوي وثلاثة خارجون عن عمود النسب، أولهم إِياد، وكان أكبر من مضر، وإلى إِياد بن نزار المذكور يرجع كل إِيادي من بني معد، وفارق إِياد الحجاز وسار بأهله إِلى أطراف العراق، فمن بني إِياد كعب بن مامة الإيادي، وكان يضرب بجوده المثل، وقيس بن ساعدة الإيادي، وكان يضرب بفصاحته المثل.
والثاني من بني نزار ربيعة بن نزار، ويعرف بربيعة الفرس، لأنه ورث الخيل من ماله أبيه، وولد لربيعة المذكور أسد وضبيعة ابنا ربيعة، فولد لأسد جديلة وعنزة، ومن جديلة وائل، ومن وائل بكر وتغلب ابنا وائِل، فمن تغلب كليب ملك بني وائِل الذي قتله جساس، فهاجت بسبب قتله الحرب بين بني وائِل وبين بني بكر وبين بني تغلب ، ومن بكر بن وائل بنو شيبان، ومن رجالهم مرة وابنه جساس قاتل كليب، وطرفة بن العبد الشاعر، ومن بكر أيضاً المرقشان الأكبر والأصغر، ومن بكر بن وائل أيضاً بنو حنيفة، ومنهم مسيلمة الكذاب.
وأما عنزة بن أسد بن ربيعة المذكور، فمنه بنو عنزة، وهم أهل خيبر، ومن بني عنزة القارظان.
وأما ضبيعة بن ربيعة فمن ولده المتلمس الشاعر، ومن قبائِل ربيعة النمر ولجيم والعجل وبنو عبد القيس، وهو من ولد أسد بن ربيعة، ومن بني ربيعة سدوس واللهازم.
والثالث أنمار بن نزار، ومضى أنمار إلى اليمن فتناسل بنوه بتلك الجهات، وحسبوا من العرب اليمانية، ثم ولد لمضر المقدم الذكر إِلياس بن مضر على عمود النسب، وولد له خارجاً عن عمود النسب قيس عيلان بن مضر، ويقال: قيس بن عيلان بن مضر، وعيلان بالعين المهملة، قيل إِن عيلان فرسه، وقيل كلبه، وقيل بل عيلان هو أخو إِلياس، واسم عيلان إِلياس بن مضر، وولد لعيلان قيس بن عيلان، وقد جعل الله تعالى لقيس المذكور من الكثرة أمراً عظيماً، فمن ولده: قبائل هوازن ومن هوازن بنو سعد بن بكر بن هوازن الذين كان فيهم رسول الله صلى الله عليه و[آله و]سلم رضيعاً، ومن قبائل قيس بنو كلاب وصار منهم أصحاب حلب، وكان أولهم صالح بن مرداس، ومن قيس قبائل عقيل الذين كان منهم ملوك المَوْصِل، المقلد وقرواش وغيرهما، ومن ولد قيس أيضاً بنو عامر وصعصعة وخفاجة، وما زالت لخفاجة إِمرة العراق من قديم وإلى الآن، ومن هوازن أيضاً بنو ربيعة بن عامر بن صَعْصَعة بن معاوية بنٍ بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان. ومن هوازن أيضاً جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن، ومن جشم دريد ابن الصمة، ومن قيس أيضاً بكر وبنو هلال وثقيف، واسم ثقيف عمرو بن منبه بن بكر بن هوازن، وقد قيل: إِن ثقيفاً من إِياد، وقيل من بقايا ثمود، وهم هل الطائف.
ومن قيس أيضاً بنو نمير وبأهلة ومازن وغطفان، وهو ابن سعد بن قيس عيلان، ومن قيس أيضاً بنو عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان، وكان بين عبس وذبيان حرب داحس ، ومن بني عبس أيضاً عنترة العبسي ودعاه أبوه شداد بعد الكبر، ومن قيس أشجع، وهم أيضاً من ولد غطفان. ومن قيس أيضاً قبائل سليم، ومن قيس أيضاً بنو ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان. ومن بني ذبيان المذكورين بنو فزارة، فمنهم حصن بن حذيفة بن بدر الذي يمدحه زهير بقوله شعر:
تراه إِذا ما جئته متهللا... كأنك تعطيه الذي أنت سائله
وأسلم حصن، ثم نافق، وكان بين بني ذبيان وبين عبس الحرب المشهورة بحرب داحس، وهو اسم حصان تسابقوا به واختلفوا بسبب السباق، فثارت الحرب بينهم أربعين عاماً، ومن بني ذبيان أيضاً النابغة الذبياني الشاعر المشهور. ومن قبائل قيس عدوان بن عمرو بن قيس عيلان، وكانوا ينزلون الطائف قبل ثقيف، ومنهَم ذو الإصبع العدواني الشاعر.
انتهى الكلام على قيس بن مضر الخارج عن عمود النسب.
ولنرجع إلى ذكر إلياس بن مضر. وولد لإلياس مدركة على عمود النسب، وولد له خارجاً عن عمود النسب طابخة بن إِلياس، وبعضهم ينسب مدركة وطابخة إِلى أمهما خندف، واسمها ليلى بنت حلوان بن عمران بن إِلحاف بن قضاعة، وجميع ولد إلياس من خندف المذكورة، وإليها ينسبون دون أبيهم، فيقولون بنو خندف، ولا يذكرون إِلياس بن مضر، وصار من طابخة الخارج عن عمود النسب عدة قبائل، فمنهم بنو تميم بن طابخة والرباب وبنو ضبة وبنو مزينة، وهم بنو عمرو بن إِد بن طابخة، نسبوا إِلى أمهم مزينة ابنة كلب بن وبرة، ثم ولد لمدركة ابن إِلياس المذكور خزيمة بن مدركة على عمود النسب، وولد لمدركة خارجاً عن عمود النسب هذيل بن مدركة، ومن هذيل المذكور جميع قبائل الهذليين. فمنهم عبد الله بن مسعود صاحب رسول الله صلى الله عليه و[آله و]سلم، وأبو ذؤيب الهذلي الشاعر، وغيره، ثم ولد لخزيمة بن مدركة المذكور كنانة بن خزيمة على عمود النسب، وولد له خارجاً عن عمود النسب الهون وأسد ابنا خزيمة، فمن الهون عضل وهي قبيلة أبوهم عضل بن الهون بن خزيمة، ومنه أيضاً الديش بن الهون، وهو أخو عضل، ويقال لهاتين القبيلتين وهما عضل والديش القارة. وأما أسد بن خزيمة فمنه الكاهلية ودودان وغيرهما، وإليه يرجع كل أسدي، ثم ولد لكنانة بن خزيمة المذكور النضر بن كنانة على عمود النسب، وكان للنضر المذكور عدة أخوة ليسوا على عمود النسب، وهم ملكان وعبد مناة وعمرو وعامر ومالك أولاد كنانة، فصار من ملكان بنو ملكان، وصار من عبد مناة عدة بطون وهم: بنو غفار رهط أبي ذر. وبنو بكر، ومن بني بكر الدئل رهط أبي الأسود الدؤلي، ومن بطون عبد مناة أيضاً بنو ليث وبنو الحارثة وبنو مدلج وبنو ضمرة، وصار من عمرو بن كنانة العمريون.
ومن أخيث عامر العامريون. ومن مالك ين كنانة بنو فراس. ومن بطون كنانة الأحابيش، وكان الحليس بن عمرو ريس الأحابيش نوبة أحد، ومن لم يقف على ذلك، إِذا سمع ذكر الأحابيش في نوبة أحد، ظن أنهم من الحبشة، وليس كذلك، بل هم عرب من بني كنانة، كذا ذكره في العقد، وهؤلاء أخوة النضر بن كنانة، وولدهم، وأما النضر المذكور فقد قيل إِنه قريش، والصحيح أن قريشاً هم بنو فهر الذي سنذكره، وولد لنضر المذكور مالك بن النضر على عمود النسب، ولم يشتهر له ولد غيره، ثم ولد لمالك فهر بن مالك على عمود النسب. وفهر المذكور هو قريش، فكل من كان من ولده فهو قرشي، ومن لم يكن من ولده فليس قرشياً، وقيل سمي قريشاً لشدته، تشبيهاً له بدابة من دواب البحر، يقال لها القرش، تأكل دواب البحر وتقهرهم، وقيل إِن قصي بن كلاب لما استولى على البيت وجمع أشتات بني فهر سموا قُرَيشاً، لأنه قرش بني فهر أي جمعهم حول الحرم، فقيل لهم قريش. - كذا نقله ابن سعيد المغربي - فعلى هذا يكون لفظة قريش، اسماً لبني فهر، لا لفهر نفسه، ولم يولد لمالك غير فهر المذكور على عمود النسب، وولد لفهر غالب على عمود النسب، وولد له خارجاً عن عمود النسب ولدان وهما محارب والحارث ابنا فهر، فمن محارب بنو محارب، ومن الحارث بنو الخلج، ومنهم أبو عبيدة بن الجراح أحد العشرة، ثم ولد لغالب لؤي على عمود النسب، وولد له خارجاً عن عمود النسب تيم الأدرم، والأدرم الناقص الذقن. ومن تيم المذكور بنو الأدرم، ثم ولد للؤي المذكور ستة أولاد، وهم كعب على عمود النسب، وأخوته الخمسة خارجون عن عمود النسب، وهم سعد وخزيمة والحارث وعامر وأسامة، أولاد لؤي بن غالب، ولكل منهم ولد ينسبون إِليه خلا الحارث منهم، ومن ولد عامر بن لؤي عمرو بن عبد ود فارس العرب الذي قتله علي بن أبي طالب[عليه السلام]، ثم ولد لكعب مرة على عمود النسب، وولد له خارجاً عن عمود النسب، هصيص وعدي ابنا كعب، فمن هصيص بنو جمح ومن مشاهيرهم أمية بن خلف عدو رسول الله صلى الله عليه و[آله و]سلم، وأخوه أبي بن خلف، وكان مثله في العداوة. ومن هصيص أيضاً بنو سهم. ومن بني سهم عمرو بن العاص، ومن عدي بن كعب بنو عدي. ومنهم عمر بن الخطاب، وسعيد بن زيد، ثم ولد لمرة على عمود النسب كلاب، وولد له خارجاً عن عمود النسب، تيم ويقظة ابنا مرة، فمن تيم بنو تيم، ومنهم أبو بكر الصديق، وطلحة، ومن يقظة بنو مخزوم، نسب خالد بن الوليد ، واسمه عمرو وبن هشامٍ المخزومي، ثم ولد لكلاب قصي بن كلاب على عمود النسب، وولد له خارجاً عن عمود النسب زهرة بن كلاب، ومنه بنو زهرة، ونسب سعد بن أبي وقاص أحد العشرة ونسب آمنة أم رسول الله صلى الله عليه و[آله و]سلم، ونسب عبد الرحمن بن عوف، وقصي المذكور كان عظيماً في قريش، وهو الذي ارتجع مفاتيح الكعبة من خزاعة حسبما تقدم ذكر ذلك، وهو الذي جمع قريشاً وأثل مجدهم، ثم ولد لقصي المذكور عبد مناف بن قصي على عمود النسب، وولد له خارجاً عن عمود النسب عبد الدار وعبد العزى ابنا قصي فمن عبد الدار: بنو شيبة الحجبة. ومن ولد عبد الدار النضر بن الحارث، وكان شديد العداوة لرسول الله صلى الله عليه و[آله و]سلم، وقتله رسول الله صلى الله عليه و[آله و]سلم صبراً، يوم بدر، ومن ولد عبد العزى بن قصي الزبير بن العوام أحد العشرة، ومن ولد عبد العزى أيضاً خديجة بنت خويلد زوج النبي صلى الله عليه و[آله و]سلم، ومن بني عبد العزى أيضاً ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي، وولد لعبد مناف هاشم على عمود النسب، وولد له خارجاً عن عمود النسب عبد شمس والمطلب ونوفل أولاد عبد مناف، فمن عبد شمس أمية ومنه بنو أمية، ومنهم عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس. ومعاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية، وسعيد بن العاص بن أمية، وعقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية، وعتبة بن ربيعة بن عبد شمس، وبنت عتبة المذكور هند أم معاوية، وقتل رسول الله صلى الله عليه و[آله و]سلم عقبة صبراً يوم بدر، ومن المطلب بن عبد مناف المطلبيون، ومنهم الإِمام الشافعي رحمه الله تعالى. ومن نوفل النوفليون، ثم ولد لهاشم عبد المطلب على عمود النسب، ولم يعلم لهاشم ولد غيره، وولد لعبد المطلب عبد الله على عمود لنسب، وولد له خارجاً عن عمود النسب جميع أعمام رسول الله صلى الله عليه و[آله و]سلم، وهم حمزة والعباس وأبو طالب وأبو لهب والغيداق، ومنهم من يقول هو حجل الذي سنذكره. والحارث وحجل والمقوم وضرار والزبير وقثم، درج صغيراً وعبد الكعبة، ومنهم من يقول: إِن عبد الكعبة هو المقوم، ثم ولد لعبد الله محمد رسول الله صلى الله عليه و[آله و]سلم، في عام الفيل.
ولنذكر أولاً قصة الفيل، ثم مولده صلى الله عليه و[آله و]سلم. من الكامل لابن الأثير قال: إِنّ الحبشة ملكوا اليمن بعد حمير، فلما صار الملك إِلى أبرهة منهم بنى كنيسة عظيمة، وقصد أن يصرف حج العرب إِليها ويبطل الكعبة الحرام، فجاء شخص من العرب وأحدث في تلك الكنيسة، فغضب أبرهة لذلك، وسار بجيشه ومعه الفيل، وقيل كان معه ثلاثة عشر فيلاً ليهدم الكعبة، فلما وصل إِلى الطائف، بعث الأسود بن مقصود إِلى مكة، فساق أموال أهلها وأحضرها إِلى أبرهة، وأرسل أبرهة إِلى قريش وقال لهم: لست أقصد الحرب، بل جئت لأهدم الكعبة، فقال عبد المطلب: والله ما نريد حربه، هذا بيت الله، فإِن منع عنه فهو بيته وحرمه، وإن خلا بينه وبينه، فوالله ما عندنا من دفع، ثم انطلق عبد المطلب مع رسول أبرهة إليه، فلما استؤذن لعبد المطلب قالوا لأبرهة: هذا سيد قريش، فأذن له أبرهة وأكرمه، ونزل عن سريره وجلس معه، وسأله في حاجته، فذكر عبد المطلب أباعره التي أخذت له، فقال أبرهة: إِني كنت أظن أنك تطلب مني أن لا أخرب الكعبة التي هي دينك: فقال عبد المطلب: أنا رب الأباعر فأطلبها، وللبيت رب يمنعه فأمر أبرهة برد أباعره عليه، فأخذها عبد المطلب وانصرف إِلى قريش، ولما قارب أبرهة مكة وتهيأ لدخولها، بقي كلما أقبل فيله مكة، وكان اسم الفيل محموداً ينام ويرمي بنفسه إِلى الأرض، ولم يسر، فإِذا أقبلوه غير مكة قام يهرول، وبينما هم كذلك إذ أرسل الله عليهم طيراً أبابيل، أمثال الخطاطيف، مع كل طائر ثلاثة أحجار في منقاره ورجليه فقذفتهم بها، وهي مثل الحمص والعدس، فلم يصب أحداً منهم، إلا هلك. وليس كلهم أصابت، ثم أرسل الله تعالى سيلاً، فألقاهم في البحر، والذي سلم منهم ولى هارباً مع أبرهة إِلى اليمن يبتدر الطريقَ، وصاروا يتساقطون بكل منهل وأصيب أبرهة في جسده وسقطت أعضاؤه، ووصل إِلى صنعاء كذلك ومات، ولما جرى ذلك خرجت قريش إلى منازلهم، وغنموا من أموالهم شيئاً كثيراً، ولما هلك أبرهة، ملك بعده ابنه يكسوم، ثم أخوه مسروق بن أبرهة، ومنه أخذت العجم اليمن.
.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|