أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-11-23
130
التاريخ: 2024-11-27
47
التاريخ: 2023-11-21
1200
التاريخ: 3/9/2022
1446
|
قال تعالى : {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا } [المزمل : 4] .
قد عرفت الموسيقى الباطنة للقرآن ، وصياغته المنتظمة على أنغام صوتية وألحان شعرية ساحرة ، فاعلم أنّه قد ورد في دستور تلاوته الترغيب في تحسين الصوت ومدّه وترقيقه ، والترجيع بقراءته ومراعاة أنغامه وألحانه ، وفيما يلي قائمة نموذجية من روايات وردت بهذا الشأن :
قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ( لكلّ شيء حُلية ، وحُلية القرآن الصوتُ الحسن ) .
وقال : ( إنّ من أجمل الجمال الشعرَ الحسن ، ونغمةَ الصوت الحسن ) .
وقال : ( اقرأوا القرآنَ بألحان العرب وأصواتها ، وإيّاكم ولحون أهل الفسوق والكبائر ) (1) .
وقال : ( إنّ حسنَ الصوت زينة للقرآن ) .
وقال : ( حسّنوا القرآن بأصواتكم ، فإنّ الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً ) .
وقال : ( زيّنوا القرآن بأصواتكم ) .
وقال الصادق ( عليه السلام ) في تفسير الآية : ( هو أن تتمكّث فيه ، وتُحسّن به صوتَك ) (2) .
وقال أبو جعفر الباقر ( عليه السلام ) : ( ورجّع بالقرآن صوتك فإنّ الله عزّ وجلّ يُحبّ الصوت الحسن يُرجّعُ فيه ترجيعاً ) (3) .
قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ( إنّ القرآن نزل بالحزن فإذا قرأتموه فابكوا ، فإن لم تبكوا فتباكوا ، وتغنّوا به ، فمَن لم يتغنَّ بالقرآن فليس منّا ) .
وقال : ( ليس منّا مَن لم يتغنَّ بالقرآن ) (4) .
وقال الصادق ( عليه السلام ) : ( إنّ القرآن نزل بالحزن فاقرأُوه بالحزن ) (5) .
قال الصدوق ( رحمه الله ) : معنى التغنّي بالقرآن هو الاستغناء به لِما رُوي أنّ قراءة القرآن غنىً لا فقر بعده (6) .
لكن الاعتبار بالقرائن الحافّة بالكلام دون غيرها ، وهذا كلامٌ صادر عقيب القول بأنّ القرآن نزل بالحزن ، فكانت نتيجة مترتّبة عليه .. فالتناسب بين الصدر والذيل هو الملحوظ في الكلام الواحد المتّصل بعضه ببعض .ويُؤكّد هذا المعنى ـ الذي ذكرنا ـ ما ذكره الثقات بشأن صدور هذا الدستور من النبيّ الأكرم ( صلّى الله عليه وآله ) .
قال ابن الأعرابي (7) : كانت العرب تتغنّى بالرُكبانيّ (8) إذا رَكبت وإذا جلست في الأفنية وعلى أكثر أحوالها ، فلمّا نزل القرآن أحبّ النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) أن تكون هِجِّيراهم (9) بالقرآن مكان التغنّي بالرُكباني (10) .
قال الزمخشري : كانت هِجّيري العرب التغنّي بالرُكباني ـ وهو نشيد بالمدّ والتمطيط ـ إذا ركبوا الإبل وإذا انبطحوا على الأرض ، وإذا قعدوا في أفنيتهم ، وفي عامّة أحوالهم ، فأحبّ الرسول أن تكون قراءة القرآن هِجّيراهم ، فقال ذلك ... يعني : ( ليس منّا مَن لم يضع القرآن موضع الركباني في اللّهج به والطرب عليه ... ) (11) .
قال الفيروز آبادي : غنّاه الشعرُ وغنّى به تغنيةً : تغنّى به .
قال الشاعر :
تـغنَّ بـالشِعرِ إمّـا كنتَ iiقائلَه إنّ الغناءَ بهذا الشِّعر مضمارُ (12)
قال الزبيدي : وعليه حُمل قوله ( صلّى الله عليه وآله ) : ما أذن الله لشيء كإذنه لنبيّ يتغنّى بالقرآن يجهر به .
قال الأزهري : أخبرني عبد الملك البغوي عن الربيع عن الشافعي : أنّ معناه ( تحزين القراءة وترقيقها ) (13) ، ويشهد له الحديث الآخر : ( زيّنوا القرآن بأصواتكم ) .
قال : وبه قال أبو عبيد (14) .
وهكذا دأب الأئمة من أهل البيت ( عليهم السلام ) على ترتيل القرآن ورفع الصوت به وتجويده حيث أحسن الأصوات .
روى محمّد بن علي بن محبوب الأشعري في كتابه بالإسناد إلى معاوية بن عمّار ، قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : الرجل لا يرى أنّه صنع شيئاً في الدعاء وفي القراءة حتى يرفع صوته ؟ فقال : ( لا بأس ، إنّ علي بن الحسين ( عليه السلام ) كان أحسن الناس صوتاً بالقرآن ، فكان يرفع صوته حتى يسمعه أهلُ الدار ، وإنّ أبا جعفر ( عليه السلام ) كان أحسن الناس صوتاً بالقرآن ، وكان إذا قام من الليل وقرأ رفع به صوته ، فيمرّ به مارّ الطريق من السقّائين وغيرهم ، فيقومون فيتسمعون إلى قراءته ) (15) .
ورُوي أنّ موسى بن جعفر ( عليه السلام ) كان حَسِن الصوت حَسِن القراءة ، وقال يوماً من الأيّام : ( إنّ علي بن الحسين ( عليه السلام ) كان يقرأ القرآن ، فربّما مرّ به المارّ فصُعق من حسن صوته ، وإنّ الإمام لو أظهر في ذلك شيئاً لَما احتمله الناس . قيل له : أَلم يكن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) يصلّي بالناس ويرفع صوته بالقرآن ؟ فقال : إنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) كان يُحمّل مَن خلفه ما يطيقون ) (16) .
كما ورد عن الإمام علي بن موسى الرضا عن آبائه عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) قال : ( حسّنوا القرآن بأصواتكم ، فإنّ الصوت الحسن يَزيد القرآن حسناً ) ، وقرأ : ( يزيد في الخلق ما يشاء ) (17) .
( ملحوظة ) وممّا يجدر التنبّه له أنّ لترجيع الصوت مدخلاً في وصف الصوت بالحسن ، وأنّ الصوت لا يكون حسناً إلاّ إذا ترجّع فيه ، فيتّحد حينذاك بين الأمر بالتغنّي بالقرآن ، وبين الأمر بقراءته بالصوت الحسن ، أو قولهم ( عليهم السلام ) : ( حسّنوا القرآنَ بأصواتكم فإنّ الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً ) ... وأمثاله من تعابير .
____________________________
(1) الكافي الشريف : ج2 ص614 ـ 616 رقم 9 و8 و3 .
(2) بحار الأنوار : ج89 كتاب القرآن رقم 21 ص 190 ـ 195 .
(3) الكافي الشريف : ج2 ص616 رقم 13 .
(4) بحار الأنوار : ج89 ص191 .
(5) الكافي الشريف : ج2 ص614 رقم 2 .
(6) معاني القرآن : ص 264 ، طبع النجف الأشرف .
(7) هو أبو عبد الله محمد بن زياد الكوفي ، مولى بني هاشم ، أحد العالمينَ باللغة والمشهورين بمعرفتها ، كان يحضر مجلسه خَلقٌ كثير ، وكان رأساً في الكلام الغريب ، وربّما كان متقدماً على أبي عبيدة والأصمعي في ذلك ، وُلد في رجب سنة 150 وتُوفي في شعبان سنة 231 هـ . ( الكنى والألقاب للقمي : ج1 ، ص215 ) .
(8) هو نشيد بالمدّ والتمطيط .
(9) الهجّيراء : زمزمة الغناء ورنّته .
(10) نهاية ابن الأثير : ج3 ص 319 .
(11) الفائق : ج2 ص36 في ( رثث ) .
(12) قال ابن منظور : أراد أنّ التغنّي ... فوضع الاسم موضع المصدر .
(13) في اللسان : ج15 ص136 : ( تحسين القراءة وترقيقها ) .
(14) تاج العروس في شرح القاموس : ج10 ص272 .
(15) مستطرفات السرائر : ص484 .
(16) كتاب الاحتجاج : ج2 ص170 .
(18) عيون أخبار الرضا : ج2 ص68 رقم 222 ، والآية 1 من سورة فاطر .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|