ان قارة اوربا تقع بي دائرتي عرض 36، 71 تقريبا شمال خط الاستواء، وبذلك تقع معظم اراضي القارة في نطاق العروض الوسطى المعتدلة، يستثنى من ذلك اطرافها الشمالية الواقعة داخل النطاق البارد (شمال دائرة عرض 30 و 77 شمالا)، لذلك يلاحظ ميل درجات الحرارة السائدة في القارة الى الانخفاض بصورة عامة بالاتجاه من الجنوب صوب الشمال بعيدا عن العروض الدفيئة، فبينما يبلغ متوسط درجة الحرارة خلال شهر يوليو 27م في مدينة تارمينا بشمالي صقلية، ينخفض هذا المتوسط بالاتجاه شمالا ليبلغ 26م في روما، 25م في ميلانو، 17م في شمالي المانيا، 4 و 16م في مدينة لوند جنوبي السويد، 1، 13م في مدينة كاريمسوندو شمالي السويد.

وتقع معظم اراضي قارة اوربا وخاصة نطاقاتها الغربية تحت تأثير الرياح الغربية (العكسية) الهابة من ناحية المحيط الاطلسي والمتجهة صوب الاجزاء الداخلية من القارة، وهي رياح تساعد على تلطيف درجات الحرارة السائدة مما يعني سيادة المؤثرات البحرية التي تقلل من المدى الحراري سواء اليومي او السنوي في النطاقات الغربية من القارة فبينما يبلغ المدى الحراري السنوي 12م فقط في كورونا المطلة على المحيط الاطلسي في اقصى شمال غربي اسبانيا، يصل هذا المدى الى 30م في موسكو بأقصى شرقي قارة اوربا.

ونظرا لوقوع القارة الى الغرب مباشرة من قارة اسيا فان مناخ نطاقاتها الشرقية يتصف بالتطرف وسيادة صفة القارية لبعدها عن المؤثرات البحرية التي تسود النطاقات الغربية من اوربا، وساعد على قارية مناخ شرقي القارة قربها المكاني من النطاق الاوسط لقارة اسيا والذي يتصف بالبرودة الشديدة بصورة لا يوجد مثيل لها في اية قارة اخرى بالعالم، وقد اسهم في ذلك عدة عوامل منها الارتفاع الكبير لمنسوب سطح الارض، والامتداد العرضي للمرتفعات الوسطى في قارة اسيا مما حال دون تأثرها بالتيارات الهوائية الدفيئة الهابة من الجنوب وخضوعها الكامل للرياح القطبية شديدة البرودة التي تهب عليه طول العام، لذا يعرف النطاق الاوسط من اسيا باسم (ثلاجة العالم) وهو نطاق اسهم في الانخفاض الشديد لدرجة حرارة النطاقات الشرقية من اوربا وميل الحرارة الى الارتفاع التدريجي بالاتجاه صوب الغرب حيث تسود المؤثرات البحرية.