‏الوقاية من النشاط الاشعاعي

‏الخطر الاشعاعي موضوع يطرح غالبا من وجهة نظر انفعالية جدا ، ربما لأنه لا يمكن كشف الاشعاع بالأحاسيس الانسانية العادية . والوقاية من الاشعاع ممكنة بالعزل ( ثخانة الكونكريت ، الخ ) ، تماما كما نفعل في الوقت الحاضر من اجل انابيب البخار الحار او وسائل التوصيل الكهربائي الخطرة . الاشعاع موجود دائما ( بعيدا عن الانظار) وينطلق بكمية هامة بعمليات مثل احرق الفحم والتعدين العادي . تعلق وكالة الطاقة الذرية الدولية (IAEA) بانه لم تحدث اصابة خطيرة او مينة محرضة بالإشعاع في اي مصنع للطاقة النووية منذ حدث الاشكال في اول مفاعل نووي للطاقة عام 1956 . وهذا سجل هام يضع في اعتباره ان 274 ‏مفاعلا نوويا ، تمثل سنوات تجربة تشغيل 2500 ‏مفاعلا ، كانت قيد العمل في عام 1982 .

‏ان العمل في تعدين الفحم ، او حتى الركوب في سيارة ، هو اكثر خطرا من العمل في مؤسسة نووية . وهناك اكثر من 800 ‏منشأة نووية في انحاء العالم عتدت اتفاقيات للوقاية مع IAEA . يمثل هذا الرقم 98 ‏% من المنشآت النووية خارج نطاق دول الاسلحة النووية .

‏يحتمل التلوث بالغازات ، والسوائل ، والمواد الصلبة عن طريق مواد تطلق اشعة الفا ، وبيتا ، وغاما ، وبجب اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة . الحجب بجزء من الانش فقط من مادة عادية يصد جزيئات الفا وبيتا ، ولكن الحجب ضد اشعة غاما وضد النيوترونات يحتاج الى كميات ضخمة من المواد الكثيفة كالبيتون الثقيل ، او الرصاص ، او الفولاذ ، او زجاج سليكات البورون ، او حوالي 7 ‏م من الماء العادي . والحجب لس هو المشكلة الوحيدة ، بل يجب ايضا وضع التلوث في الاعتبار . يجب ان لا يسمح للغازات بالإفلات ، كما يجب ان تبقى المواد النشطة معزولة خلف حجب فعالة . ⁹⁰Sr و ¹³⁷Cs ( شظايا الانشطار ) مزعجان بسبب اعتدال عمرهما النصفي ( 28 ‏و30 ‏سنة ، على التوالي ) . وسبب هذا ان المتعضيات الحية تميل الى تركيز هذه النظائر انتقائيا من المحاليل المخففة . ومالم تستبعد هذه المواد من التفريغ في المياه العامة ، فإنها قد تدخل في سلسلة المواد الغذائية . وهذه الظاهرة ليست مقصورة على النظائر النووية ، فقد كان التركيز البيولوجي للزئبق سببا في داء ميناماتا Minamata disease الذي ادى الى حظر تصنيع الصود الكاوية في الخلايا الزئبقية في اليابان .

‏على الرغم من هذه المشاكل ، فان الحلول الصالحة الموثوقة لمشكلة التلوث موجودة ، وقد توصل مؤتمر السلامة الجديد الى استنتاج مفاده " ليس هناك من عامل وثيق الصلة بمسألة السلامة ويحد من تطوير الطاقة النووية " .