أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-6-2021
1928
التاريخ: 18-6-2021
2250
التاريخ:
1519
التاريخ: 20-6-2021
2303
|
التنمية البشرية و تنمية الموارد البشرية: الكثير يخلط بين مفهومي التنمية البشرية و تنمية الموارد البشرية ، إلا انه هناك اختلاف كبير بين المصطلحين، فتنمية الموارد البشرية كما عرفها الدكتور احمد منصور هي:
تمثل احد المقومات الأساسية في تحريك و صقل و صيانة و تنمية القدرات و الكفاءات البشرية في جوانبها العلمية و العملية و كذا الفنية و السلوكية ، و من ثم فهي وسيلة تعليمية تمد الإنسان بمعارف معلومات نظريات مبادئ قيم وفلسفات تزيد من طاقته على العمل و الإنتاج ، وهي أيضا وسيلة تكوينية تعطيه الطرق العلمية الحديثة و الأساليب الفنية المتطورة و المسالك المتباينة في الأداء الأمثل في العمل و الإنتاج وهي كذلك وسيلة فنية تمنح الإنسان خبرات إضافية ومهارات ذاتية تعيد صقل قدراته ومهاراته العقلية أو اليدوية(1).
ففي هذا التعريف نجد أن تنمية الموارد البشرية تركز على تنمية و صقل القدرات بطريقة علمية وفعالة، بهدف إكساب الفرد مهارات و قدرات إضافية.
كما تعبر تنمية الموارد البشرية كذلك عن :التنمية الكلية للعنصر البشري على مستوى المجتمع، وتشمل جميع مراحل التعليم و الرعاية الصحية و الاجتماعية و الأخلاقية و غيرها التي تسبق العمل، و كذلك التطوير و التدريب في مرحلة العمل(2).
كما أن تنمية الموارد البشرية تركز على التدريب الذي يمثل احد أهم قواعدها فالتدريب :يمثل العملية المنظمة التي يتم من خلالها تغيير السلوكيات و المعارف و الدافعية ، للموظفين العاملين من اجل تحسين عملية التوافق بين خصائص و قدرات الموظف و بين متطلبات الوظيفة(3). وبناءً على ذلك نجد أن(4). التدريب يساعد العاملين للقيام بواجباتهم ووظائفهم و يمدهم بالجديد الذي يطور حياتهم الوظيفية ويساهم في رسم مسارهم المهني، في حين تركز التنمية على تناول الفكر الحديث، وتنمي من استعداد الفرد لتقبل المسؤوليات المستقبلية مع اهتمام وتركيز اقل بواجبات الوظيفة. فتنمية الموارد البشرية تدرس هنا من حيث إنها الوسيلة الضرورية لتعظيم منفعة الموارد البشرية بحيث تجعل كل نشاطاتها أكثر إنتاجية ، وتقوم بتنمية وافية لمعارف ومهارات قوة العمل والتي لها علاقة بهذه النشاطات ، بحيث تزيد من رفاهية الفرد ،وتكفل توزيع مخرجاته بعدالة بين جميع المواطنين، وقد تبين انه هناك خمسة نشاطات رئيسية تساهم بشكل فعّال في تحقيق تنمية الموارد البشرية (5).
1. تعميم الخدمات الصحية بشكل عام ، والتي تضم كل الإنفاقان التي تؤثر على توقعات الحياة والقوة والنشاط والحيوية وقدرة الاحتمال لدى الأشخاص .
2. التدريب من خلال العمل .
3. التعليم الرسمي النظامي في المراحل الابتدائية والثانوية والمستويات العليا .
4. البرامج التعليمية للكبار والتي لا تتم عن طريق الشركات والمؤسسات الخاصة .
5. هجرة الأفراد والعائلات للحصول على فرص وظيفية أفضل تؤدي إلى تحسين دخولهم.
وبالتالي تكمن العلاقة بين مفهومي التنمية البشرية وتنمية الموارد البشرية في (6). أن المفهوم الأول هو مفهوم اقتصادي قابل للقياس بينما المفهوم الثاني يعترض عن ذلك، وذلك باعتبار أن الإنسان هو المورد والمبدع ، فهو صانع للتمويل في الموارد الأخرى وموظف لها وانه الغاية والهدف من استثمار وتشغيل تلك الموارد ، فلا يصح أن تقتصر أهميته باعتباره موردا اقتصاديا في العملية الإنتاجية كما أن الطاقات الإنسانية لا يمكن اختزالها في مفهوم الإنسان اقتصادي منتج ومستهلك. ومن ثم فمفهوم التنمية البشرية يتماشى مع مقولة أن الإنسان هو صانع التنمية كما ينبغي أن يكون هدفا في الوقت نفسه ، فمفهوم تنمية الموارد البشرية ينظر إلى التعليم والتدريب والرعاية الصحية من حيث هي عملية استثمار تتحول فيها قدرة الإنسان إلى عنصر من عناصر الإنتاج ، مما يعني تحول البشر إلى مدخلات ومخرجات ، بينما مفهوم التنمية البشرية يركز على زيادة وعي الإنسان بقيمته كقوة فاعلة في هذا الركن للارتقاء بوجوده .كما تكمن العلاقة بين المفهومين في (7). أن مفهوم التنمية البشرية اشمل وأوسع من مفهوم تنمية الموارد البشرية فبالرغم من العلاقة الوثيقة بين المفهومين إلا أن تنمية الموارد البشرية تركز على رأس المال البشري فقط ، أي أن البشر عنصر من عناصر الإنتاج لا غير والاهتمام الأكبر هو تعظيم الناتج الذي يقدمه الفرد في عملية النمو الاقتصادي . فهذا المفهوم يركز على البشر في مرحلة العمر الإنتاجي فقط ، بينما التنمية البشرية تركز على المراحل المختلفة لحياة الإنسان وعلى الأبعاد الاجتماعية والإنسانية المرتبطة بحياتهم ، ولا تركز فقط على البعد الإنتاجي فمفهوم الحاجات الأساسية يعبر على متطلبات الإنسان بعيدا عن الخيارات وينظر إلى رفاهية الفرد كمنتج وليس كمشارك ، وبالتالي فالتنمية البشرية هي اشمل من مفهوم تنمية الموارد البشرية والحاجات الأساسية . فالتنمية البشرية لا تنتهي عند تكوين القدرات البشرية كتحسين الصحة وتطوير المهارات والمعرفة ، بل تمتد إلى المساهمة الفاعلة في النشاطات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية وبذلك أصبحت التنمية البشرية توجها إنسانيا للتنمية الشاملة المتكاملة ترتبط بجودة حياة البشر ككل .
_____________________________________________________________________________________
1- . نوري منير، تسيير الموارد البشرية، ديوان المطبوعات الجامعية، الج ا زئر 2010 ، ص ، 328
2- حبيب الصحاف، معجم إدارة الموارد البشرية و شؤون العاملين مكتبة لبنان ناشرون ،الطبعة الأولى ، بيروت، 2007 ، ص 51
3- عبد الحميد عبد الفتاح المغربي، دليل الإدارة الذكية لتنمية الموارد البشرية في المنظمات المعاصرة، الطبعة الأولى ،المكتبة. العصرية للنشر والتوزيع مصر ، 2007 ، ص ، 141
4- نفس المرجع السابق ، ص 14
5- إبراهيم م ا رد الدعمة ، مرجع سبق ذكره ، ص ، 105
6- علي عبد الله ، موقع التنمية البشرية ضمن الإصلاح الهيكلي ، مجلة الباحث ، العدد 2/ 2003 ، ص ، 104
7- بوحنيه قوي ، تنمية الموارد البشرية في ظل العولمة ومجتمع المعلومات ، الطبعة الأولى ، مركز الكتاب الأكاديمي عمان، 2008 ص ، 128
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|