المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6779 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

Stereochemistry of hydroboration
17-7-2019
مدى التعويض عن الضرر في العقد
2024-08-12
3- العصر الحجري الحديث (النيوليت)
24-9-2016
الدرهم والدينار
16-11-2017
بهاء الزواج بذرية طيبة
16-10-2020
معنى كلمة خصم
4-06-2015


ملوك الاخمينيون وابرز اعمالهم  
  
385   10:10 صباحاً   التاريخ: 16-10-2016
المؤلف : حسين محمد محيي الدين السعدي
الكتاب أو المصدر : تاريخ الشرق الادنى القديم العراق – إيران – آسيا الصغرى
الجزء والصفحة : ج2, ص255-275
القسم : التاريخ / العهود الاجنبية القديمة في العراق / الاخمينيون /

سوف نعرض قائمة تسلسل حكام ملوك الفرس الاخمينيون قبل الخوض في سرد الاحداث التاريخية المتعلقة بهم. وهي على النحو التالي :

اخمينيس

اربارامنس

ارساميس

هيستامييس

قورش الأول

قميز الأول

قورش الثاني (559-530 ق.م.)

دار الأول (521 – 486 ق.م.)

قمييز الثاني (529 – 522 ق.م.)

سمر ديس (522 ق.م.)

كسركسيس الأول (485-465 ق.م.)

دارا

كسركيس الثاني (424 ق.م.)

سوجديانوس (424 ق.م.)

دار الثاني (423 – 405 ق.م.)

ارتاكسيركيس الثاني (404 – 359 ق.م.)

ارتاكسيركيس الثالث (358 – 338 ق.م.)

ارسيس (337 – 336 ق.م.)

قورش

أوستانس

أرسانس

دار الثالث (335-330 ق.م.)

ولقد نجح تيسبس الملقب بملك انشان في السيطرة على المنطقة الواقعة شمال غرب بارسوماش. كما استغل الصراع الاشوري العيلامي ليشق عصا الطاعة عن عيلام، وان خضع اسميا لملك الميديين، خشاتريتا. ثم نفض عن نفسه هذا الخضوع بعد مقتله، ليوسع نطاق ملكه بضم اقليم بارسواش (فارس) الذي جعل ابنه حاكما عليها.

ولقد خضع ملوك هذه الاسرة لآشور بانيبال ابان صراعه مع عيلام، حتى ان قورش حاكم فارس قد أظهر ولاءه لآشور بدفع ابنه كرهينة ضمانا لهذا الولاء. ثم سرعان ما تحول ولاءه نحو الميديين بعد دحرهم لآشور.

والجدير بالذكر، ان حكم هذه المملكة الناشئة بعد وفاة تيسيس، كان منقسما بين ولديه. الذي حمل كل منهما لقب الملك العظيم، ملكل الملوك، ثم اسم المنطقة التي يحكمها. الا ان قميز الأول بن قورش الأول قد أعاد توحيد المملكة مع احتفاظه بأبناء عمه كحكام تابعين له على الاقاليم الفارسية اذ ساعده في بلوغ هذه الغاية حليفه ملك ميديا استياجس الذي زوجه ابنته أيضاً، ام خليفته على عرش فارس قروش الثاني.

يعد قورش الثاني (559 – 530 ق.م.) المؤسس الحقيقي للإمبراطورية الاخمينية الفارسية. اذ جمع بين الكفاءة العسكرية والحنكة السياسية، تسانده في ذلك جماعة من المقاتلين المتمرسين سواء من المشاة الرماة او الفرسان المهاجمين، واللذين استفادوا جميعهم من القدرة العسكرية لجنود اشور.

ولقد حيكت حوله شخصه العديد من الاساطير وان كانت نصوص عهده تشير إلى انه حد خلفاء ملوك أنشان، وعندما تولى العرش كانت مملكته خاضعة للميديين. الا ان الصراع الذي كان بين ملك ميديا استياجس وملك بابل نابوئيد ولجوئه لمحالفة هروشن، قد منح هذا الأخير فرصة لمقاتلة الميديين.

وقد سجل نابوئيد هذا الصراع الذي استمرت حلقاته حتى تعرض الملك الميدي لتمرد وثورة على يد قادة جيشه اقتلعته من سدة الحكم وسلمته لقورش حوالي عام 550 ق.م. ولقد زحف بعدها قورش إلى همدان حيث استولى على كنوزها وعاد بها إلى انشان. ليضم بذلك ميديا إلى حظيرة ملكه الذي اصبح يمتد من حدود ليديا حتى الهضبة الايرانية.

ولقد اوغر نصر قورش الثاني صدر بابل فتحالفت بدورها مع كرويسوس ملك ليديا ومصر وبعض المدن الاغريقية لمواجهة هذا الخطر الفارسي. وقد وجدها قورش ذريعة فهاجم ليديا ونجح بعد عدة معارك بدأت في فتريا وانتهت في العاصمة الليدية سارديس حيث استولى عليها حوالي عام 547 ق.م لتصبح بدورها مقاطعة فارسية.

اما الأعوام التي تلت فتح ليديا فقد قامت القوات الفارسية تحت قيادة القادة العسكريون الميديون الذين انضموا لقورش بمهاجمة المدن اليونانية الساحلية وجزر ايونيا وكاريا وليكيا، ونجح بالفعل في دحرها جميعا عدا ميلتوس التي استعضت عليه. وما من شك ان الاستيلاء على المدن اليونانية كان معناه الضمان لزيادة ثراء الامبراطورية الفارسية الناشئة فضلا عن عمالتها الفنية المدرية وجندها المرتزقة المدربين. وقد قام قورشن بعد هذا النصر بتقسيم ممتلكاته في آسيا الصغرى اداريا إلى قسمين ضم الأول الأقليم الايواني إلى سارديس، وضم الثاني اقليم البحر الاسود الذي عرف باسم (اقليم البحر).

اما المرحلة التالية من فتوحاته فقد وجهها قورش الثاني إلى حدوده الشرقية، حيث نجح في الاستيلاء على ولاياتها الواحدة تلو الاخرى بالشكل الذي كفل له السيطرة على كل الهضبة الايرانية بعدما امتد نفوذه إلى وادي السند شرقا وبحر ارال الذي اصبح يمثل الحد الشمالي الشرقي لإمبراطورتيه. وقد أقام التحصينات اللازمة بتلك المدن ضمانات لصد هجمات بدو وسط اسيا.

بيد ان المهمة الكبرى في سياسة قورش الثاني تمثلت في الحد الغربي، حيث توج إلى بابل في اخريات عام 539 ق.م. ، نجح في هزيمة جيشها عند اوييس. ثم استولى على سيبار ومنها زحف إلى بابل تحت قيادة اوجيارا القائد الفارسي ذو الاصل الجوتي. وتم محاصرة معبد مردوخ حماية لاستمرار عبادته، كما تم اسر نابوئيد الذي عينه قورش حاكما على منطقة كرمانيا جنوب ايران، كعادته مع حكام الاقاليم المفتوحة، كما اعاد كل تماثيل الالهة التي استولى عليها نابوئيد إلى مقاصيرها في المعابد البابلية المختلفة.

ولم يكتف قورش بإعادة تماثيل الالهة من منفاها  إلى موطنها، بل اعاد اليهود المنفيين في بابل واشور وميديا إلى اورشليم، وارجع معهم كل ما استلب منهم من غنائم وسمح لهم باعادة بناء معبدهم هناك. وقد تناولنا سلفا طبيعة العلاقة بين اليهود وقورش الذي عد فيما بينهم بطلا قوميا. كما عد اليونان حاكما مثاليا. ولا غرو في ذلك قفد حيكت حول سلوكه الحضاري في غزواته العديد من الروايات، وهو ما عززه الابقاء على خصومه واكرامهم وتعيينهم حكاما تابعين له في الولايات الفارسية. وليس بخاف بالطبع المردود السياسي لتلك الدعايات على توطيد دعائم حكمه.

والجدير بالذكر، ان توسع قورش الثاني في فتوحاته قد استلزم بناء عاصمة جديدة أنشأها في بازار جادة على يد العمال الميديين الاكفاء، حيث بنى معبدا للديانة الزراديشتية الذي تعاصر قورش مع داعيها الاكبر.

ولقد كان قورش بعد العدة لغزو مصر حتى يستكمل بها فتوحاته، الا ان تمردا قد وقع بين قبائل وسط آسيا حيث بلغ من حرص قورش على دحره ان ذهب بنفسه فناله في القتال سهما اودى بحياته عام 530 ق.م. بعدما اسس امبراطورية مترامية الاطراف حق لها معها ان يلقب بقورش العظيم.

خلف قمبيز والده على عرش البلاد، حيث كان قد تمرس على الحرب والسياسة على عهد والده وصاحبه في حملة بابل وشاركه حفل رأس السنة البابلي عام 538 ق.م. وقد كوفئ بلقب ملك بابل في حين عين اخوه برديا حاكما على الاقاليم الشرقية.

ولقد امتد حكم قمييز لحوالي ثمانية أعوام (529 – 522 ق.م.)، كانت فيها حملته على مصر اعظم انجازاته بعد سيطرته على الاوضاع في العاصمة اذ زحف إلى مصر فوصل إلى غزة، حيث انضمت إليه احدى الفرق المرتزقة من اليونانيين، فساعدوه على اجتياز سيناء والوصول إلى (بلوزيوم) في القوت الذي كان الملك المصري احمس قد توفي وحل محله ابسماتيك الثالث الذي لم ينجح في صد الغزو الفارسي ولتدخل مصر بهزيمتها خطيرة النفوذ الفارسي عام 525 ق.م. بعد القضاء على الاسرة السادسة والعشرين الوطنية.

اعتبر قمبيز مؤسسا للأسرة السابعة والعشرين الحاكمة بمصر، وحاول السير على نهج والده في معاملة اهل البلاد معاملة طيبة والتزام الاحترام لمعبوداتهم، ومشاعرهم الدينية، حيث قام بتقليد الحكام الوطنيين في القيام بواجباتهم الدينية. الا ان تخفيضه لمخصصات المعابد والكهان قد جعلته يلقى معارضة قوية من قبل رجال الدين.

ولقد حاول قمبيز ان يجعل من مصر قاعدة لاستكمال سيطرته على العالم القديم وذلك بأرسال ثلاث حملات تتجه الأولى إلى قرطاج، إلا أنها باءت بالفشل لاعتماده على الاسطول الفينيقي الذي رفض قادته محاربة بني جلدتهم اما الثانية فكانت موجهة إلى واحدة سيوة حيث مقر وحى الاله امون، في محاولة منه لتأديب كهانه الذين افتأتو عليه ووعدوه بسوء المصير غضبا من الاله آمون عليه لعدم حصول على ما يليق به من مخصصات. ومن ثم فقد كان لهذه الحملة خصوصية تفردت بها عن غيرها حيث قاد فيها قمبيز خمسين الفا من جنده الذين فنوا عن اخرهم في الطريق من الواحات الخارجة وقبل الوصول إلى سيوة. ولم يعثر لهذه الحملة بالفعل على اثر حيث يراها بعض الباحثين احد أسرار الصحراء الغربية، وان كان هيرودوت يذكر ان كهان امون قد وصفوا ما آل إليه مصير الحملة إلى كونه غضبه الهيه من الاله امون انتقاما من قمبيز وجنده الذين عدهم اعداءه. ولقد كان لهذه الحملة نتائج بعيدة المدى حيث وجه قمبيز سخطه على الشعب والهته فهدم المعابد وانتهك الحرمات والمقدسات لا سيما في منف. كما كان من نتائجها ان قام الاسكندر باسترضاء كهانة امون في سيوة عند فتحه لمصر، مستفيدا بذلك من درس التاريخ. اما الحملة الثالثة فقد حاول قمبيز بها غزو بلاد كوش في جنوب مصر والتي كانت تحت السيطرة المروية، الا ان عدم دراية جيشه بالطريق الذي استدرجتهم فيه قوات كوش قد اهلك معظمه وجعل ينسحب إلى مصر جاراً أذيال الفشل.

وهكذا كانت اخر اعوام قمبيز الثلاثة وبالا عليه، زادها التمرد الذي حيك ضده في العاصمة واضطره إلى مغادرة مصر. بعد ما ادعى احد المتمردين – مستغلا قرب شبهه من اخي قمبيز – نفسه حاكما على الولايات الفارسية الا انه توفي اما متأثرا بمرضه او منتحرا بمنطقة شمال فلسطين، وهو في طريقه إلى فارس.

ويبدو ان قصة اعتلاء قمبيز العرش ثم وفاته قد حظيت بشهرة واسعة على يد خلفه دارا الأول الذي قام بنسخ عدة نسخ منها وترجمتها وتوزيعها في عدة مناطق منها بابل واليفانتين. وملخصها ان قمبيز اعتلى العرش بعد ما قتل اخيه سمرديس، الا ان غيابه في مصر جعل ماجوس (أحد كهنة الفرس ويدعى أيضاً جوماتا المتمرد) يعتلي العرش مستغلا شبهه بأخيه المقتول. وظل الوضع حتى بعد وفاة قمبيز، الا ان دارا بمساعدة ستة من القادة نجحوا في القبض على المتمرد وذبحه في ذات العام 522 ق.م. ويبدو أن القصة ملفقة لخدمة الوضع الجديد لدارا كحاكم، اذ ان واقع الأمر يشير إلى احتمال ان المتمرد كان بالفعل سمرديس وليس شبيهه وان اخيه قمبيز قد انتحر عندما علم باستيلائه على عرش فارس اثناء غيابه بمصر. الا ان دارا قد انقلب عليه ونجح في اقصائه واعتلى العرش بمساعدة اولئك القادة من نبلاء فارس.

ومما يؤكد هذا الزعم، ان دارا كان اول حاكم يتولى عرش الامبراطورية الاخمينية من الفرع الاخر لأبناء تيسبس، وهم خلفاء آريامنس. اي انه لم يكن الوريث الشرعي لعرش الامبراطورية. في قضية تستدعي استجلاؤها دراسة نقوش بازار جادة وبيسوتون ورواية هيرودوت.

وعلى أية حال فقد اعتلى دارا الأول عرش فارس لخمس وثلاثين عاما (521 – 486 ق.م) حيث واجه الثورات التي اندلعت ضده في اقاليم فارس، وعيلام وميديا، واشور ومصر وباراثيا ومارجيانا وستاجيديا وسكيثيا، ونجح بالفعل ان يقضي على هذه الثورات في خلال عامه الأول. فقد سجل نقش بيسوتون في احد الممرات الجبلية بين كرمنشاه وهمدان ان دارا قد احرز نصرا ضد حوالي عشرة من المتمردين الذين ادعوا الملك. وحتى يضمن توطد ملكه بعد هذا الكم من التمرد لم يكتف دارا باحترام الكيان الثقافي والاجتماعي والعقيدي للولايات بل قام بعدد من الزيجات السياسية من بنات خصومه المحليين فضلا عن ابنتي قورش وحفيدته.

 

وبعد أن اطمأن لتوطيد عرشه والقضاء على معظم التمردات ضده، سعى لتوسيع حدود امبراطوريته فهاجم الاسكيثيون بعدما عبر نهر الدانوب. كما سيطر على شبه الجزيرة الهندية. هذا بالإضافة لسبق قمعه لبعض الثورات في الاقاليم الشرقية، وكذا تمرد نائبه في مصر الذي استدعى ذهابه إليها عام 517 ق.م. حيث اتبع سياسة مخالفة لسياسة سلفه حيال المقدسات والمعتقدات الدينية في مصر كما نجح في اعادة احياء قناة نكاو التي كانت تربط بين البحر الأحمر والبحر المتوسط.

وتعد تنظيمات دار الأول الإدارية من أهم انجازاته اذ قسم ولاياته إلى عشرين ولاية Strapies وعلى رأس كل منها حاكم يتصل بصلة القربى للملك. ويحكمها نظام محدد في جمع الضرائب والجزى يتفق والطبيعة الاصلاحية القانونية لهذه التدابير التي ساعد على نجاحها نظام جيد من وسائل الاتصال يشبه نظام البريد السريع الذي اعتمدت عليه كثير من حكومات الرافدين.

ويبدو أن دارا قد حكم عليه الا ينعم بالاستقرار في الحكم، اذ لم يحل عام 499 ق.م حتى تحالفت المدن اليونانية التابعة للفرس في قبرص والمدن الساحلية لبحر إيجة ضد دارا الأول حيث نجحوا في مهاجمة سارديس وتدميرها. الا ان دارا نجح في قمع قبرص مستعينا بالفينيقيين، في حين اخذ قمع المدن الايجية مدة اطول حتى حسم الأمر في موقعه بجزيرة لأدى قرب ميلتوس قرب نهاية عام 494 ق.م. الا انه اضطر ثانية لاستخدام اسطول من 600 سفينة ساعده فيه الفينيقيون والمصريون والكليكيون والقبارصة لحسم الصراع الداخلي الذي دار بين اليونانيين انفسهم بعدما انقسموا بين مؤيد للحكم الفارسي عليهم ومعارض وقد بدأ في حسم هذا الصراع بالقضاء على اية معارضة للمدن اليونانية في آسيا الصغرى ثم اتجه السيطرة على الجانب الاخر من بحر ايجه. بيد ان الأمر لم يكن بهذه السهولة اذ تحالف الفرقاء اليونان امام الخطر الفارسي حيث نجح الاثينيون في الحاق هزيمة نكراء بالأسطول الفارسي في ماراثون، ودفعوه للتقهقر متخذا طريق الساحل.

ولقد اغرى هذا النصر اليوناني على الاسطول الفارسي عام 490 ق.م. المصريين الذي تمردوا على الحكم الفارسي الذي اثقل كاهلهم بالجزية والضرائب. وحاول دارا ان يعد العدة لقمع اليونانيين والمصريين الذين تمردوا عليه الا ان المنية عاجلته عام 486 ق.م. تاركا هذه المهمة لمن سيخلفه.

بيد أنه قبل الانتقال إلى عهد خليفة دارا الأول ينبغي الاشارة إلى اسهامات هذا الملك الانشائية التي لم تشغله عنها تلك السلسلة المتواصلة من الحروب. فعلى الرغم من قصوره المتعددة في بابل وهمدان وفارس الا انه وقع اختياره على سوسه العاصمة القديمة لعيلام ليتخذها عاصمة له، فأعاد بناءها واسس بها قصرا له على مساحة 250 متر مربع وجمع فيه بين انماط عمارة القصور في بابل وبارز جادة وميديا.

كما بنى مقرا ملكيا على مبعده 40 كم جنوب غرب بازار جادة اطلق عليه الفرس اسم بارسا، وهي مدينة برسيوليس الحالية في مساحة 450 متر طول، و300 متر عرض زخرت بالعديد من القصور. واستمر العمل فيها على عهد ابنه وحفيده وقد جلب من اجل سوسة وبرسبوليس مواد بناء وعمال من كل ارجاء امبراطوريته، نظرا لعدم دراية الفرس ببناء القصور. كما استلهم الانماط الفنية والمعمارية لابنيته من عدة اقاليم لاسيما مصر واليونان وبلاد الرافدين.

 

وعلى اية حال، فقد اعتلى كسركسيس الأول عرش فارس خلفا لوالده، اما امه فكانت ابنة قورش التي اشرنا لزواجه منها والتي كانت زوجا مبلة لكل من الاخوين قمبيز وسمرديس. وبشير هيرودوت إلى منزلتها وتأثيرها على دارا بحيث نجحت في الظفر بالعرش لانها رغم انه لم يكن اكبر ابناء دارا، وانما كانت اول الابناء الذين انجبهم ابعد اعتلائه عرش فارس.

حكم كسر كسيس الأول في الفترة من 480 – 460 ق.م نجح خلالها في قمع ثورتين قامتا بعد وفاة والده. الأولى في بابل والاخرى في مصر، حيث تعامل معهما بمنتهى القسوة معيدا للأذهان ايام قمبيز. كما حاول غزو اليونان التي اعد لها العدة حسبما يذكر هيرودوت لسنوات عدة، حيث قاد جيشا من مليونين من الجند سار به عبر الدردنيل فوق معابر صنعتها السفن ذاتها. وحتى لا يكرر ما حدث للأسطول الفارسي ابان صراع والده مع اليونان وتعرض الاسطول للغرض بسبب عاصفة مدمرة، قام بحفر قناة عبر رأس جسر بحري. ولقد بدأ زحفه جنوبا، حيث نجح في دحر الاسبارطيون عند ثرموبيلاي، ثم استولى على اثينا، الا ان اسطوله تعرض لهزيمة على يد اليونان عند سلاميس. الا انه بحلول الشتاء هجر الجيش الفارسي اثينا متجها لشمال اليونان في حين عاد كسر كيس ادراجه شرقا تاركا مهمة استمرار الصراع مع اليونان لقائده ماردونيوس.

ولقد نجح هذا الاخير في بداية معاركه من استعادة اثنيا. الا انه هزم في معركة تالية عند بلاتيا حيث لقى حتفه. وقد شجع هذا النصر اليونان عام 479 ق.م. على استمرار الضغط على الجيش الفارسي وملاحقته عند ميكال على الطريق الرئيسي المقابل لجزيرة ساموس، ليجهضوا وبذلك كل خطط الفرس في غزو اليونان.

والواقع فلقد مثلت هذه الانتصارات اليونانية نقطة تحول بين اليونان والفرس حيث اصبحت لليونان الكلمة العليا على البحار، واستعادت المدن اليونانية غرب تركيا في العقود التالية استقلالها عن الحكم الفارسي. وكانت هذه الأمور، رغم استقرار بقية مناطق الامبراطورية ارهاصا ببداية الانهيار.

والجدير بالذكر ان نهاية عهد كسركيس الأول قد شهدت نهاية مأساوية، حيث يذكر احد الاطباء اليونان الذين خدموا بعد 60 عاما من وفاة كسركيس الأول (عام 456 ق.م.) أنه قتل على يد ثلاثة من كبار خلصائه منهم الوزير الأعظم، والحاجب حيث اغروا احد ابنائه ويدعى ارتاكسركيس الأول لقتل أخيه دارا وتولي العرش، حيث استمرت مدة حكمه زهاء عشرين عاما. نجح فيها في قمع ثورة المصريين ضده، كما فتح الباب امام شعبه للاستقرار في بلاد الرافدين، واتبع سياسة متسامحة مع بابل في مقابل ذلك. كما تميز عهده بازدياد نفوذ اليهود في بلاطه، حيث نجحوا في تأسيس العديد من الجاليات التجارية في الولايات الفارسية فضلا عن إعادة اعمار اورشليم.

وعندما مات ارتاكسركيس الأول تصارع ثلاثة من ابنائه على العرش الذي تعاقبوا عليه بشكل سريع. حيث لقي اثنان منهما حتفهما بعد عدة شهور من اعتلاء العرش، ليتولى الثالث ويدعى اوخوس؛ العرش حيث اتخذ لنفسه اسم دارا الثاني.

حكم دارا الثاني في الفترة من (423 – 405 ق.م.) واشرك معه زوجته باريساتيس ابنة ارتاكسركسيس من احدى محظياته في سابقة تعد الأولى من نوعها في محاولة منه لأقصاء كل معارض داخل القصر. وقد تميز عهده بالفساد والمؤامرات التي امتد اثرها إلى بلاد اليونان ظنا منه انه باغداق الأموال يمكنه زعزعة استقرار المدن اليونانية السياسي بما يمكن معه استعادة مجد امبراطوريته الزائل هناك. بيد ان هذه السياسة كانت قد استنفدت اغراضها.

ولقد كان ولده المفضل من زوجته باريستاتيس هو ارساكيس الذي كان حاكما على سارديس وعندما مات والده اصبح ملكا واتخذ لنفسه اسم ارتاكسركيس الثاني. وقد امتدت فترة حمكه لحوالي خمسة واربعين عاما من 404 – 359 ق.م. وقد حصلت مصر على عهده على استقلالها من السيطرة الفارسية، في الوقت الذي انشغل فيه بصراعه مع اخيه قورش. وقد قام هذا الاخير عام 401 ق.م على رأس جيش من عشرة الاف مقاتل من المرتزقة الاغريق بالزحف عبر تركيا، حيث كان واليا على آسيا الصغرى، ومنها إلى الفرات في محاولة لمناوئة ملك اخيه ارتاكسركسيس الثاني. على الرغم من تجاوز هذا الاخير عن محاولة قورش لاغتياله عندما تولى العرش.

ومن هنا كان لزاما عليه ان يضع حدا لما يثيره من قلاقل، حيث الحق به هزيمة في معركة كوناكسا شمال بابل، ولقي حتفه. اما جنده بقيادة كزينوفون فقد عادوا ادراجهم في زحف طويل عبر شور وارمينيا إلى البحر الاسود ومنها إلى اليونان.

ولقد اشتهر ارتاكسيركسيس الثاني بكثرة  زيجاته التي بلغت 360 زيجة، خلف منها 115 ابنا. ولقد تآمر عليه ابنه الاكبر فلقي حتفه، اما الثاني فقد انتحر بتناول السم بعد ما ادخل اخوه اوخوس في روعه ان والده غير راض عنه. وبالفعل خلت مدة الحكم لاخوس عند وفاة والده عام 359 ق.م.، ليحكم خلفا لأبيه متخذا اسم ارتاكسركسيس الثالث.

ولقد استمر حكمه لعشرين عاما. استهله بقتل كل اقاربه ممن يمكن ان يتولوا العرش او يدعوا احقيتهم بالملك منه. كما واجه سلسلة من الثورات في الغرب، فضلا عن محاولته اعادة الكرة لغزو مصر عام 343 ق.م. بعد فشل محاولته الأولى لتحالفها مع المدن الفينيقية وصيدا، حيث انتقم من المتحالفين جميعهم شر انتقام. الا ان الدوائر قد دارت عليه بعد خمس سنوات اي عام 338 ق.م. حيث لقي مصرعه على يد قائد قواته باجواس الذي نصب ابنه ارسيس خلفا له على عرش فارس. ولقد حاول هذا الاخير التخلص من باجواس، الا انه هو نفسه قد قتل بالسم بعد ما استمر حاكما لمدة عامين (337 – 336 ق.م.). ليضيف حلقة جديدة في السلسلة الدامية التي صبغت عهود حكام الاسرة الاخمينية منذ قرابة قرن من الزمان.

ولقد اعتلى من بعده العرش ابن عمه دارا الثالث، بعد سلسلة من الاقتتال بين كل الاقارب الطامعين في العرش. حيث قام بالتخلص من باجواس بإجباره على تناول السم. ليخلو له عرش فارس خمس سنوات، بدأها عام 335 ق.م. بغزو مصر لقمع تمردها بعد وفاة ارتاكسركسيس الثالث الا ان ظروف الامبراطورية وعدم قدرتها على متابعة مستعمراتها حالت دون تحقيق مبتغاة. وفي ذات الوقت ظهر على الساحة شابا طموحا اعتلى عرش مقدونيا هو الاسكندر، الذي زحف بعد عامين من توليه العرش لقتال دارا الثالث. وكان كلما استقطع جزء من الامبراطورية الفارسية يدفعه طموحه للحصول على المزيد. لا سيما وأنه ألحق بجبين دار الثالث ثلاث هزائم في ثلاثة معارك رئيسية هي جراتيكوس عام 334 ق.م. وايسوس في العام التالي ثم اخيرا في جوجميلا بالقرب من نينوى عام 331 ق.م. وهذه الاخيرة خاضعها بعد فتحه لمصر وانهاء حكم الاسرات بها.

ولقد فر دارا الثالث بعد موقعة جوجميلا تاركا للإسكندر حرية الحركة في الحصول على كنوز بابل وسوسة وبرسبوليس وهمذان. ولقد كان تدمير برسبوليس تحديدا بمثابة الحدث الذي عين نهاية الشرق الادنى القديم وبزوغ الحضارة الغربية القديمة على يد اليونان. اما دارا نفسه فقد لقي حتفه على يد احد اتباعه، بعد ان رأى غريمه الاسكندر الاكبر يمد نفوذه على المقاطعات الشرقية للإمبراطورية الفارسية، قبل عودته لبابل حيث وافته المنية هو الآخر عام 332 ق.م.

وهكذا كانت نهاية عهد دارا الثالث نهاية لعهد الامبراطورية الاخمينية الفارسية التي دامت لحوالي ثلاث قرون مرت فيها بالمراحل التقليدية للوحدات الحضارية الكبرى، بدءا من مجرد دويلة صغيرة او مملكة تابعة ثم امبراطورية مترامية الاطراف ثم اخيرا دولة مفككة الاوصال تنتظر قدرها في الافول والزوال وهو الأمر الذي تحقق على يد الاسكندر المقدوني.




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).