أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-8-2020
2150
التاريخ: 23-3-2022
2068
التاريخ: 6-10-2016
1678
التاريخ: 23-9-2021
1799
|
هو مخالفة السر و العلن ، سواء كان في الايمان أو في الطاعات أو في المعاشرات مع الناس و سواء قصد به طلب الجاه و المال أم لا , و على هذا فهو أعم من الرياء مطلقا ، و ان خص بمخالفة القلب و اللسان أو بمخالفة الظاهر و الباطن في معاملة الناس و مصاحبتهم ، فبينهما عموم و خصوص من وجه , و على التقادير، إن كان باعثه الجبن فهو من رذائل قوة الغضب من جانب التفريط ، و ان كان باعثه طلب الجاه فهو من رذائلها من جانب الإفراط و إن كان منشأه تحصيل مال أو منكح فهو من رداءة قوة الشهوة و لا ريب في أنه من المهلكات العظيمة وقد تعاضدت الآيات و الأخبار على ذمه , و أشد أنواع النفاق - بعد كفر النفاق - كون الرجل ذا وجهين و لسانين ، بأن يمدح أخاه المسلم في حضوره و يظهر له المحبة و النصيحة ، و يذمه في غيبته و يؤذيه بالسب و السعاية إلى الظالمين و هتك عرضه و اتلاف ماله و غير ذلك ، و بأن يتردد بين متعاديين و يتكلم لكل واحد بكلام يوافقه و يحسن لكل واحد منهما ما هو عليه من المعاداة مع صاحبه و يمدحه على ذلك ، أو يعد كل واحد منهما أنه ينصره ، أو ينقل كلام كل واحد الى الآخر.
وهذا شر من النميمة التي هي النقل من أحد الجانبين , و بالجملة هو بجميع أقسامه مذموم محرم قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) «من كان له وجهان في الدنيا ، كان له لسانان من نار يوم القيامة» .
وقال (صلى اللّه عليه و آله): «تجدون من شر عباد اللّه يوم القيامة ذا الوجهين : الذي يأتي هؤلاء بوجه و هؤلاء بوجه» , و قال (صلى اللّه عليه و آله) : «يجيء يوم القيامة ذو الوجهين دالعا لسانه في قفاه و آخر من قدامه يلتهبان نارا حتى يلتهبان خده ، ثم يقال : هذا الذي كان في الدنيا ذا وجهين و ذا لسانين ، يعرف بذلك يوم القيامة» , و ورد في التوراة «بطلت الأمانة و الرجل مع صاحبه بشفتين مختلفتين ، يهلك اللّه يوم القيامة كل شفتين مختلفتين», وعن علي بن اسباط ، عن عبد الرحمن بن حماد ، رفعه قال : قال اللّه تبارك و تعالى لعيسى : «يا عيسى ليكن لسانك في السر و العلانية لسانا واحد ، و كذلك قلبك ، إني احذرك نفسك ، و كفى بي خبيرا! لا يصلح لسانان في فم واحد ، و لا سيفان في غمد واحد ، و لا قلبان في صدر واحد و كذلك الاذهان!» , و قال الباقر (عليه السلام) : «لبئس العبد عبد يكون ذا وجهين و ذا لسانين يطرى أخاه شاهدا و يأكله غائبا ، إن أعطى حسده و ان ابتلى خذله».
ثم لا يخفى أن الدخول على المعتادين و المجاملة مع كل منهما قولا و فعلا لا يوجب كونه منافقا ولا ذا لسانين إذا كان صادقا ، إذ الواحد قد يصادق متعاديين ، و لكن صداقة ضعيفة ، إذ الصداقة التامة تقتضى معاداة الأعداء و كذا من ابتلى بذي شر يخاف شره ، يجوز أن يجامله و يتقيه و يظهر له في حضوره من المدح و المحبة ما لم يعتقد به قلبه ، و هو معنى المداراة ، و هو وان كان نفاقا إلا أنه جائز شرعا للعذر، قال اللّه سبحانه : {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ} [المؤمنون : 96].
وروى : «أنه استأذن رجل على رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) فقال : ائذنوا له فبئس رجل العشيرة , فلما دخل ألان له القول ، حتى ظن أن له عنده منزلة , فلما خرج ، قيل له : لما دخل قلت الذي قلت ثم ألنت له القول؟! فقال : إن شر الناس منزلة عند اللّه يوم القيامة من اكرمه الناس اتقاء لشره» , و يدل على جواز ذلك جميع أخبار التقية و اخبار المداراة , و في خبر: «ما وقى المرء به عرضه فهو له صدقة».
وقال بعض الصحابة : «كنا نبشر في وجوه أقوام نلعنهم بقلوبنا» , ثم جواز ذلك انما إذا اضطر إلى الدخول على ذي الشر و مدحه مظنة الضرر أما لو كان مستغنيا عن الدخول و الثناء أو عن أحدهما ، و مع ذلك أبدى بلسانه ما ليس في قلبه من المدح ، فهو نفاق محرم.
ثم ضد النفاق استواء السر و العلانية ، أو كون الباطن خيرا من الظاهر، و هو من شرائف الصفات ، و كان الاتصاف به و الاجتناب من النفاق أهم مقاصد المؤمنين من الصدر الأول , و من تأمل في ما ورد في ذم النفاق و في مدح موافقة الباطن مع الظاهر، و تقدم الروية في كل قول و فعل لم يصعب عليه أن يحافظ نفسه من رذيلة النفاق.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|