أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-2-2022
2095
التاريخ: 28-9-2016
1671
التاريخ: 28-9-2016
1386
التاريخ: 15-5-2020
1903
|
[قال الفيض الكاشاني : اعلم أنّ الصغيرة قد تكبر باسباب منها :] الاصرار و المواظبة قال الصّادق (عليه السلام): «لا صغيرة مع الاصرار و لا كبيرة مع الاستغفار»(1) مثال ذلك قطرات من الماء تقع على الحجر على توالي فتؤثر فيه ، و ذلك القدر من الماء لو صبّ عليه دفعة لم يؤثر ، و قال الباقر (عليه السلام) في قوله تعالى : {وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ } [آل عمران : 135] , قال : «الاصرار أن يذنب الذّنب فلا يستغفر و لا يحدث نفسه بتوبة فذلك الاصرار»(2).
و منها أن يستصغر الذّنب فان العبد كلّما استعظمه من نفسه صغر عند اللّه و كلّما استصغره كبر عند اللّه لان استعظامه يصدر عن نفور(3) , القلب عنه و كراهيته له و ذلك النّفور يمنع من شدة تأثره به و استصغاره يصدر من الالف به و ذلك يوجب شدة الاثر في القلب و القلب هو المطلوب تنويره بالطاعات و المحذور تسويده بالسيئآت ، و لذلك لا يؤخذ بما يجري عليه في الغفلة.
قال الصّادق (عليه السلام) : «قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله) : اتقوا المحقرات من الذنوب فانّها لا تغفر قيل : و ما المحقرات؟ , قال : الرّجل يذنب الذنب فيقول طوبى لي لو لم يكن غير ذلك»(4).
و قال (عليه السلام): «إنّ اللّه يحب العبد أن يطلب إليه في الجرم العظيم و يبغض العبد أن يستخف بالجرم اليسير»(5).
و قال الكاظم (عليه السلام): «لا تستكثروا كثير الخير و لا تستقلوا قليل الذنوب فان الذنوب تجتمع حتى تكون كثيرا و خافوا اللّه في السّر حتى تعطوا من أنفسكم النّصف»(6).
و منها السّرور بالصّغيرة و التبجح بها و اعتداد التمكن من ذلك نعمة و الغفلة عن كونه سبب الشقاوة فكلما غلبت حلاوة الصغيرة عند العبد كبرت الصّغيرة و عظم أثرها في تسويد قلبه فان الذنوب مهلكات و إذا دفع العبد إليها و ظفر الشيطان به في الحمد عليها فينبغي أن يكون في مصيبة و تأسّف بسبب غلبة العدوّ عليه و بسبب بعده من اللّه.
و منها أن يتهاون بستر اللّه عليه و حلمه عنه و إمهاله إياه و لا يدري أنه إنما يمهل مقتا ليزداد بالامهال إثما فيظن أن تمكّنه من المعاصي عناية من اللّه به ، فيكون ذلك لأمنه من مكر اللّه و جهله بمكامن الغرور باللّه كما قال اللّه تعالى : { وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ } [المجادلة : 8].
ومنها أن يأتي الذّنب و يظهره بأن يذكره بعد إتيانه أو يأتي به في مشهد غيره فان ذلك جناية منه على ستر اللّه الذي أسدله عليه و تحريك لرغبة الشر فيمن أسمعه ذنبه أو أشهده فعله ، فهما جنايتان انضمتا إلى جنايته فتغلّظت به ، فان انضاف إلى ذلك الترغيب للغير فيه و الحمل عليه و تهيئة الأسباب له صارت جناية رابعة و تفاحش الأمر ، و هذا لأن من صفات اللّه سبحانه و نعمه أنه يظهر الجميع و يستر القبيح و لا يهتك السّتر فالاظهار كفران لهذه النعمة.
قال الرّضا (عليه السلام) : قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله): «المستتر بالحسنة يعدل سبعين حسنة و المذيع بالسيئة مخذول ، و المستتر بها مغفور له»(7).
وقال الصّادق (عليه السلام): «من جاءنا يلتمس الفقه و القرآن و تفسيره فدعوه ، و من جاءنا يبدي عورة قد سترها اللّه عليه فنحوه»(8).
ومنها أن يكون المذنب عالما يقتدى به فاذا فعله بحيث يرى ذلك منه كبر ذنبه ، كلبس العالم الابريسم و الذهب و أخذه مال الشبهة و إطلاق اللسان في الاعراض و نحو ذلك فهذه ذنوب يتبع العلم عليها فيموت و يبقى شرّه مستطيرا في العالم فطوبى لمن إذا مات ماتت معه ذنوبه ، فعلى العالم وظيفتان أحدهما ترك الذنب و الاخرى اخفاؤه و كما يتضاعف أوزاره فكذلك يتضاعف ثوابه على الحسنات إذا اتبع.
___________________
1- الكافي : ج 2 , ص 288.
2- الكافي : ج 2 , ص 288.
3- نفر نفورا الظبى و غيره : شردوا بعد المنجد.
4- الكافي : ج 2 , ص 287.
5- الكافي : ج 2 , ص 427.
6- الكافي : ج 2 , ص 287.
7- الكافي : ج 2 , ص 428.
8- امالي : المفيد : ص 12 , و الكافي : ج 2 , ص 442.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|