أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-9-2016
1493
التاريخ: 22-9-2016
2389
التاريخ: 22-4-2019
1494
التاريخ: 22-9-2016
1671
|
السر في إيجاب الزكاة ، بل فضيلة مطلق إنفاق المال ، ثلاثة أمور : الأول - أن التوحيد العام ألا يبقى للموحد محبوب سوى الواحد الفرد ، إذ المحبة لا تقبل الشركة ، و التوحيد باللسان قليل الجدوى ، و إنما تمتحن درجة الحب بمفارقة سائر المحاب ، و الأموال محبوبة عند الناس لأنها آلة تمتعهم بالدنيا ، ولأجلها يأنسون بهذا العالم ، ويخافون من الموت و يتوحشون منه مع أن فيه لقاء المحبوب ، فامتحنوا في صدق دعواهم الحب التام للّه تعالى بمفارقتهم عن بعض محابهم ، أعني المال ، و لذلك قال اللّه سبحانه : { إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ } [التوبة : 111] , و لفهم هذا السر في بذل الأموال ، انقسم الناس بحسب درجاتهم في التوحيد و المحبة ثلاثة أقسام : (قسم) صدقوا التوحيد و وفوا بعهده ، و لم يجعلوا قلوبهم إلا محلا لحب واحد , فنزلوا عن جميع أموالهم ، و لم يدخروا شيئا من الدرهم و الدينار و غيرهما من أنواع المال ، و لم يتعرضوا لوجوب الزكاة عليهم ، حتى قيل لبعضهم : كم يجب من الزكاة في مائتي درهم؟ , فقال : أما على العوام (بحكم الشرع ) فخمسة دراهم ، و أما نحن ، فيجب علينا بذل الجميع.
وسئل الصادق (عليه السلام) «في كم تجب الزكاة من المال؟ , فقال : أما الزكاة الظاهرة ، ففي كل ألف خمسة و عشرون ، و أما الباطنة ، فلا تستأثر على أخيك بما هو أحوج إليه منك».
و(قسم) درجتهم دون هذا ، وهم الذين أمسكوا أموالهم ، ولكنهم راقبوا مواقيت الحاجات و مراسم الخيرات ، و يكون قصدهم من الإمساك الإنفاق على قدر الحاجة ، دون التنعم ، و صرف الفاضل عن قدر الحاجة إلى وجوه البر.
وهؤلاء لا يقتصرون على إعطاء مجرد ما يجب عليهم من الزكاة و الخمس ، بل يؤدون جميع أنواع البر و المعروف أو أكثرها و (قسم) اقتصروا على أداء الواجب ، فلا يزيدون عليه و لا ينقصون منه , وهو أدون الدرجات وأقل المراتب ، وهو درجة العوام الراغبين إلى المال لجهلهم بحقيقته و فائدته ، و ضعف حبهم للآخرة.
الثاني- تطهير النفس عن رذيلة البخل ، فإنه من المهلكات ، و إنما تزول هذه الرذيلة ببذل المال مرة بعد أخرى حتى يتعود إذ حب الشيء لا ينقطع إلا بقهر النفس على مفارقته ، حتى يصير ذلك اعتيادا.
وعلى هذا ، فالإنفاق يطهر صاحبه من خبث البخل المهلك ، و إنما طهارته بقدر بذله ، و بقدر فرحه بإخراجه و استبشاره بصرفه إلى اللّه تعالى.
الثالث - شكر النعمة ، فإن للّه سبحانه على عبده نعمة في نفسه و نعمة في ماله.
فالعبادات البدنية شكر لنعمة البدن ، و المالية شكر لنعمة المال , وما أقبح بالغني المسلم أن ينظر إلى فقير مسلم ، و قد ضيق الرزق عليه و أحوج إليه ، ثم لا تسمح نفسه بأن يؤدى شكر اللّه تعالى على إغنائه عن السؤال ، و إحواج غيره إليه ، بإعطاء عشر أو ربع عشر من ماله.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|