أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-9-2016
427
التاريخ: 14-9-2016
429
التاريخ: 30-6-2019
358
التاريخ: 14-9-2016
295
|
وهي نظريّة السيّد الصدر رحمه الله في المعاني الحرفيّة ، وحاصل المراد من النسبة التحليليّة يتّضح بهذا البيان :
انّه قد ذكرنا في بحث النسبة انّه عند ملاحظة وجودين خارجيين بينهما نحو ارتباط فإنّه ينخلق في الذهن وجودات ثلاثة ، الأوّل والثالث يكونان من سنخ الوجودات المحموليّة والثاني من سنخ الوجود الرابط ، وفي المثال الذي ذكرناه يكون المنخلق في الذهن هو صورة الطير وصورة الشجرة والربط الواقع بين الصورتين والمعبّر عنها بواقع النسبة.
وهنا نقول : انّ الربط بين الوجودين الاستقلاليين بواقع النسبة يستحيل أن يكون صالحا للحكاية عن النسبة الخارجيّة الواقعة بين الطير والشجرة ، إذ انّ ذلك لا يخلو عن أحد معنيين :
الأوّل : أن يكون الرابط بين الوجودين الذهنيين انّما هو مفهوم النسبة ، وهذا ما قلنا باستحالته في بحث « النسبة » ، وذلك لأنّ مفهوم النسبة ليس نسبة بالحمل الشائع ، إذ انّه مفهوم اسمي ، ومن هنا لا يمكن ايجاد الربط بواسطته.
الثاني : أن يكون الرابط بين الوجودين الذهنيين هو واقع النسبة ، ففي مثالنا يكون الرابط بين الطير والشجرة الذهنيين هو واقع النسبة الاستعلائيّة ، فيكون هناك نسبة استعلائيّة واقعيّة ذهنيّة مسانخة للنسبة الاستعلائيّة الخارجيّة وهو مستحيل ، إذ انّ النسبة الاستعلائيّة الخارجيّة انّما هي من شئون الجسم فلا تصلح للربط بين الصور الذهنيّة باعتبارها أعراض وكيفيّات نفسانيّة ، فلم يبق سوى افتراض أن يكون الرابط بين الوجودين الذهنيين هو نسبة واقعيّة اخرى مناسبة لكون المرتبط بها وجودات ذهنيّة ، وعندئذ يستحيل أن تصلح للحكاية عن النسبة الخارجيّة لعدم التسانخ بين النسبتين.
وبهذا خرج السيّد الصدر رحمه الله بهذه النتيجة وهي انّه لا يوجد في الذهن سوى وجود ذهني واحد ، بمعنى انّ ما يحضر في الذهن عند ملاحظة الوجودين الخارجيين المرتبطين هو وجود واحد يتمّ تحليله في الذهن الى وجودين ذهنيين استقلاليين ووجود رابط ، وهذا الوجود الرابط المعبّر عنه بالنسبة هو المعنى الحرفي وهو جزء المركّب التحليلي الذهني ، فما يفيده الحرف هو النسبة التحليليّة الذهنيّة والتي هي جزء واقعي للوجود الوحداني الذهني المنتزع عن ملاحظة الوجودين الخارجيين المرتبطين ، ويمكن تنظير هذا الوجود الوحداني بماهيّة الإنسان فإنّها وجود وحداني يمكن تحليله الى أجزائه من جنس وفصل.
والمتحصّل : انّ ما يحضر في الذهن عند ملاحظة الطير والشجرة هو وجود واحد ، وهذا الوجود يتمّ تحليله في الذهن الى وجودين ونسبة فتكون النسبة جزء تحليلي للمركّب الذهني وهي التي وضع الحرف بإزائها.
ثمّ انّ السيّد الصدر احتمل انّ هذا المعنى هو ما أراده السيّد الخوئي رحمه الله من دعواه في انّ الحروف موضوعة للتحصيص وقد أوضحنا ذلك في « الجمل الناقصة ».
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|