أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-6-2019
3349
التاريخ: 2023-05-23
1232
التاريخ: 2023-05-13
1124
التاريخ: 2023-08-25
1022
|
الحضارة هي أهم نقطة تحول في تاريخ البشرية، وهي الكلمة التي تختصر وصف عالمنا الحالي الذي يعيش مرحلة من مراحل تطور الحضارة، ولكن ما هي الحضارة؟
يسمع القارئ هذه الكلمة باستمرار ويتمتع أو يعاني من نتائجها بدون أن يعرف تعريفها. إننا لا نتكلم عن الثقافة، التي تعرف بأنها الصفات المشتركة لمجموعة بشرية، فمثلا سكان الكهوف قبل أن يعرفوا الزراعة كانت لهم لغة ودين وعادات وموسيقى وخرافات وفن ونكت وقصص، وهذه مجتمعة من عناصر الثقافة وليست الحضارة التي تمتاز بكونها أرقى من ذلك. إن أهم أسس الحضارة هي المدينة والتوثيق أي الكتابة. فالمدينة تعني وجود تجمع سكاني كبير يطيع سلطة حاكم يفرض القانون عن طريق جهاز شرطة ويدافع عن المدينة بجيش محترف وشديد التنظيم وجنود في زي موحد رسمي مع وجود قضاء ومؤسسات دينية. وأما التوثيق فهو قابلية الإنسان على التسجيل كمرجع للمستقبل مثل، عقود التجارة والزواج والقوانين وقرارات السلطة والرسائل والأدب. وقد يعتبر البعض أن هذا من البديهيات وكم هم مخطئون، فقد عاشت البشرية لمئات السنين بدون هذه (البديهيات) ولا يزال الكثير من الناس حتى الآن غير قادرين على احترام الحضارة.
لقد عاش الإنسان في عهد الظلمات حتى قام السومريون باختراع الحضارة بين 4300 و3500 سنة قبل الميلاد في جنوب العراق، وفي الواقع أنهم كانوا المؤسسين لوادي الرافدين. وقد امتازت حضارتهم بجميع الميزات الحضارية الحديثة، مع اختلاف المستوى التكنولوجي، فقد كانت هناك مهن متخصصة مثل، الحدادة والزراعة والقضاء وظهرت المدارس ومشاريع حكومية للطرق والزراعة، وامتاز السومريون بالانضباط الشديد وشغف بالمعرفة وبعض اهتماماتهم لم تكن ذات فائدة عملية، مما يدل على حبهم للمعرفة من أجل المعرفة ويمثل هذا مرحلة متقدمة من التطور الحضاري، وقد عرف عن السومريون شغفهم بالتوثيق وكتبوا تقريبا عن كل شيء، وما وصلنا منهم كان أصليا فقد كتبوه بأنفسهم. وقام ملوكهم بإصدار أول القوانين في التاريخ وأشهرهم أورنامو (لم يكن حمورابي البابلي أول من أصدر القوانين) وبنوا الصرح الدينية التي أشهرها الزقورات التي كانت بنايات ضخمة يعتقد العلماء انها استعملت أيضا لأغراض علمية وعسكرية، وكلمة الزقورة مقتبسة من كلمة سومرية تعني البناء عاليا، وكان تقليد بنائها قد بدأ مع بداية الحضارة السومرية. وقد تمتع السومريون بعلاقات تجارية مع مناطق بعيدة جدا، بعضها في قارات أخرى. ومما هو جدير بالذكر أن أول ملكة في التاريخ كانت سومرية وهي الملكة بأوبي (2600 ق.م.) التي وجد في قبرها مواد مصدرها موزمبيق في افريقيا. وأما الكتابة السومرية فقد أصبحت القياس العالمي لآلاف السنين وقد وجدت في أوكرانيا وهنغاريا بعد أن كانت في البداية طريقة لتسجيل التعاملات التجارية البسيطة، لتتحول إلى اختراع غير التاريخ تغييرا جذريا، وأطلعتنا على الأدب السومري العظيم الذي لا نزال نشاهد بعضه في الأفلام الغربية الحالية. وأعظم قصة ذكرها السومريون كانت بلاشك ملحمة كلكامش. كما امتازت الحضارة السومرية بأول صراع بين السلطة والمؤسسة الدينية الذي انتهى بانتصار السلطة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|