المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

معنى كلمة بسّ‌
21-1-2016
معنى كلمة سلم‌
19-11-2015
الحرية المطلقة
14-6-2022
الإمكان الاحتمالي
10-9-2016
Endocyclic Alkenes
12-7-2019
حديث جابر بن عبد الله عن مولده (عليه السلام)
20-01-2015


رعاية العواطف  
  
2091   11:31 صباحاً   التاريخ: 11-9-2016
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الطفل بين الوراثة والتربية
الجزء والصفحة : ج2. ص115ـ117
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-11-2017 2859
التاريخ: 19-4-2016 2160
التاريخ: 19-4-2016 1902
التاريخ: 2024-10-05 214

ان رعاية عواطف الناس أحد الفصول المهمة في التربية الإسلامية. فهناك مئات الآيات والاحاديث في موضوع الأخلاق الفاضلة والبذئية في الإسلام ، ورعاية عواطف الناس وحب بعضهم لبعض من المسائل التي أكد الأئمة (عليهم السلام) عليها كثيراً. فعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (يحق على المسلمين الاجتهاد في التواصل والتعاون على التعاطف، والمواساة لأهل الحاجة، وتعاطف بعضهم على بعض) (1). وفي حديث آخر عن عبدالله بن يحيى الكاهلي قال: (سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)  يقول : تواصلوا ، وتبارّوا ، وتراحموا ، وتعاطفوا ) (2) .

هناك ميول مختلفة مودعة في قوام الإنسان : روحه وجسده ، ولكل منها دور فعال في ضمان سعادته. ومن الضروري أن تلبّى جميع الميول بالصورة الصحيحة حتى يصل الإنسان إلى الكمال اللائق به. إنه لا ينبغي حصر الإنسان في واحد أو طائفة من الميول الخاصة ، وتجاهل سائر الإحتياجات الفطرية. الإنسان يميل طبيعياً إلى الغذاء ويجب إشباع هذا الميل ولكن سعادة الإنسان لا تنحصر في الغذاء، ... ، والإنسان يملك ثروة العقل العظيمة ويجب تنميتها وصيانتها عن طريق التفكير والتعلم ولكن الإنسان ليس عقلاً فقط ، وكذلك العواطف والمشاعر فإنها من الثروات الفطرية للإنسان ، ورعايتها بالصورة الصحيحة من أهم أسس سعادته ، ولكن ليس الإنسان مكوناً من العواطف والمشاعر فقط.

( إن هدف الحياة هو أن يصنع من كل فرد نموذجاً صالحاً للإنسانية ، ويجب أن تنمّي جميع الإمكانات الجسدية والفكرية والمعنوية في سبيل القيام بالواجبات الإنسانية. إن قمة تكامل الفرد والأمة تكون عند التعالي النفسي الحاصل ، إذن فنحن مدعوون الى تنمية جميع نشاطاتنا الجسدية والروحية وهذا واجب مفروض على الجميع ، وعلى الفقير والغني ، المريض والسالم ، الرجل والمرأة ، الكبير والصغير اتباع ذلك. لكل فرد ـ مهما كان جنسه وعمره ومنزلته الاجتماعية ـ حاجات عاطفية وفكرية وجسدية يعتبر ارضاؤها ضرورياً لأداء واجبه ).

بالرغم من أن كلا من الثروات الفطرية والميول الطبيعية المودعة في باطن كل انسان ، يلعب دوراً خاصاً في التخطيط لسعادة الانسان وشقائه فإن ما لا مجال لشك فيه هو أنها ليست متساوية الأثر في تحقيق السعادة أو الشقاء ، إذ قد تختلف الآثار الطيبة أو الشريرة لكل منها.

ان العواطف والمشاعر من الأمور الفطرية التي تتسع دائرة تأثيرها في حياة الانسان وتكون لنتائجها الخيرة أو الشريرة أهمية فائقة، ذلك أن اعظم القوى المحركة في عالم الإنسان، وأقوى العوامل المحفزة للفرد والمجتمع عبارة عن العواطف والمشاعر. ان اكثر الحوادث العظيمة التي وقعت في العالم على مر القرون تعود في جذورها الى مشاعر الناس، فالحروب الدامية والمطاحنات المتواصلة، والجرائم المذهلة، والأعمال اللاإنسانية تنبع من المشاعر في الغالب. وكذلك تضحيات الأبطال والمخلصين في سبيل أهدافهم ومظاهر الإحسان والكرم، ومساعدة الفقراء، ورعاية الأيتام تملك جذوراً عاطفية أيضاً.

______________

1ـ الكافي لثقة الإسلام الكليني ج2،ص175.

2ـ نفس المصدر.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.