أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-15
189
التاريخ: 20-1-2018
1682
التاريخ: 1-3-2022
1965
التاريخ: 28-1-2016
1640
|
على الرغم من حالة (التوتر) الفطرية الكامنة في الطفل، إلا أننا في حاجة إلى رعاية تلك الحالة، مخافة الزيغ والانحراف، أو النكوص والتضاؤل، أو الإفراط.
والتوتر الذي نعنيه هنا هو لون من التوقد أو الحماس، تحتويه النفس، ويدفعها إلى الرغبة في العمل والنمو والإبداع، أو بتعبير آخر الرغبة في الطموح، وتحقيق الذات، وأن يحلم الإنسان الطفل بالكمال الأمثل، ... (التوازن النفسي) لدى الطفل، .. نحاول ترجمة هذا التوازن إلى فعل إيجابي، وعاطفة مشدودة نحو الخير والفضيلة والنمو والإنتاج.
والإيمان فكر وعاطفة ، وبالتالي فإن العبادات والجهاد، والعمل على التمكين للدعوة، والمشاركة في خدمة المجتمع، وتبني القيم العالية، والتصدي للشر والرذيلة، وغير ذلك من الأمور الأساسية في حياة الفرد، تحتاج دائماً إلى عنصري الفكر والعاطفة، والتأثير متبادل بين العنصرين، ولا يغني أحدهما عن الآخر، بل يرى الكثيرون أن الفطرة أقرب إلى العاطفة منها إلى العقل، وإن كانا متلازمين بنسبٍ متفاوتة.
والإسلام في شموله، حرَّض على تنقية العواطف من الأدران، وشفائها من الأسقام، وتوجيهها الوجهة الإيجابية البناءة، ويلعب الفن الجميل دوراً أساسياً في إنضاج العاطفة وحراستها والحفاظ على اشتعالها وتوهجها، ومن هنا كان حرصنا على أن يعي الذين يكتبون للأطفال هذه الأمور الهامة في تكوين الطفل وتربيته نفسياً وفكرياً وعاطفياً، لا بقصد إيجاد التوازن فحسب، ولكن لشحن الطاقات، وتحريك الأعضاء، وتشكيل السلوك.
ولقد تناول مفكرو الإسلام هذه الناحية بطرائق عدة، ويكادون يجمعون على أهمية القدوة والعبادة والرياضة النفسية، وعدم الامتلاء الجسدي، أو الشبع المادي، والحرص الشديد على الالتزام بالقيم والمبادئ الإسلامية، والتقرب بالنوافل، والاستمتاع بالقناعة والإيثار والتضحية، وجعل الغاية رضا الله ، والتسابق الدؤوب في ذلك المجال (وفي ذلك فليتنافس المتنافسُون)، والإيقان التام بأن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، وبأننا خير أمة أخرجت للناس، وذلك ليس من باب التعالي الأجوف، أو العنصرية المقيتة ـ حاشا لله ـ ولكن استناداً لما في الإسلام من مبادئ إلهية، تسمو فوق تشريعات الأرض، وتصورات الفلاسفة، ومزاعم محرفي الكتب السماوية، فالطفل المسلم يجب أن يعتز ويفخر بانتمائه لهذا الدين العظيم، وهذه الأمة الفاضلة، التي تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتؤمن بالله، وتتحرك تحت راية التوحيد، فهي بذاك وغيره خير أمة...
ويجب ألا نغضب أو نثور ونحن نرى أطفالنا يتفجرون نشاطاً وحماسة، فهذه حالة صحية، وإنما المهم أن توجه التوجيه السليم، فلا تكبت بالعنف والقهر والعقاب، وإنما تستغل في رواية قصص المغامرات والبطولات الهادفة، وتشجيعهم على ممارسة أنواع معينة من الألعاب الرياضية، وشغل وقتهم بأنشطة علمية وهوايات حرفية، وتشجيعهم على الوفاء بالشعائر الدينية المختلفة طبقاً لمقدرته وسنه، وتنمية حب الكشف والفضول العلمي والبحث.
وعندما يكبر الطفل، سوف يجد لديه الرغبة في ارتياد الآفاق، والشغف بالرحلات، ويحاول أن يكون طياراً أو مهندساً أو عالماً أو طبيباً، أو داعية إسلامياً إلى غير ذلك من صور التكيف الإيجابي للشخصية المتسقة..
وعندما ننظر في تراثنا والتراث العالمي، نجد المفكرين الكبار قد تعرضوا لهذه القضية، فسماها بعضهم (القوة الروحية)، أو (التوتر) أو (العشق المقدس) و (الشعلة المقدسة)، أو (تربية الذات)، إلى غير ذلك من المسميات، لكن الذي يعنينا في هذا المجال، هو انعكاس ذلك التصور على نفس الطفل ووجدانه وسلوكه، بالمقاييس الإسلامية الصحيحة، وبأبسط العبارات نقول إننا نريد من الطفل أن يكون نشطاً، وتوَّاقاً للعمل الجاد، والعلم النافع، والسلوك المستقيم، وحب التضحية والإيثار، والاعتزاز بدينه وقيمه، ولا شك أن الحفاظ على هذه المشاعر أو العواطف قوية متقدة، فعالة متحركة، مسيطرة وواضحة، هو ما نطلق عليه (حالة التوتر) Tension وهو مصطلح نفسي، تترجمه العبارات الجامعة التي ذكرناها آنفاً.
وأول الألوان الأدبية التي يمكن توظيفها في هذا المجال هي القصة التي تقدم للطفل بما فيها من حبكة وموضوع وبيئة زمانية ومكانية وتشخيص وأسلوب ووحدة فنية، وهي العناصر المتفق عليها لفن قصة الأطفال، وكل عنصر من عناصر القصة له دور هام في نجاح الهدف من قراءة القصة أو سماعها، ويمكننا أن نلاحظ ذلك على الطفل بعد أن يشهد تمثيلية في التلفاز أو مسرحية، أو يقرأ قصة، فنراه يندفع قائلاً أريد أن أكون مثل هذا البطل، أو يحاول الطفل تقليد بطله المحبوب في حركاته وأحاديثه، بل يسعى لأن يلبس ملابساً مثل ملابسه، وقد يجمع الطفل أصدقاءه، ويحاول تقديم ما سمعه أو شاهده بأسلوب التمثيلية المبسطة التي يقوم هو فيها بالإخراج وتلقين أصدقائه ما بقي في ذهنه من عبارات، وما أكثر الأطفال الذين يقلدون الإعلانات التجارية وما فيها من .. وحركات.. ويؤدون ذلك بأسلوب ماهر، يبلغ درجة كبيرة من الإتقان، حتى كادت مثل هذه الإعلانات أن تضر بالطفل، أو على حد تعبير (بيير بلفيه) تصيب خياله بالمرض.
وكاتب قصص الأطفال الأمين يستطيع أن يحمي حالة التوتر تلك من التميع والإحباط والانحراف.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|