المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الخاتون آبادي (ت/1161هـ)
17-6-2016
الولايات الإدارية في العصر الاموي
15-6-2018
ظاهرة الإسرائيليّات في التفسير
13-10-2014
السدي الصغير
14-11-2014
Trisecting an angle
13-10-2015
نزاهة الصفات الإلهية من الحدود
2023-04-18


الاساليب التربوية غير الصحيحة  
  
2252   09:45 صباحاً   التاريخ: 11-9-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : .....
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

قال (فيكتور هيغو) من قبل: إن افتتاح مدرسة يؤدي الى إقفال سجن.

لكن بعد مرور قرن على كلامه ذاك نجد أن كلمة (لكن) أخذت لها مكاناً بعد كلامه، ذلك لأن المدارس تزداد يوماً بعد يوم، لكن السجون تزداد معها وبموازاتها. من هنا يبدو ان كلام ذلك العالم والاديب كان يقصد به أمراً آخرا، وهو المدارس ذات المزايا، ولم يقصد أي مدرسة تفتح لتعليم القراءة والكتابة والحساب.

نعم إن المدارس يمكنها ان تكون وسائل لإغلاق السجون إذا كانت قد افتتحت على أُسس محددة، وبرنامج مدروس، مدارس تسير في طريق خدمة البشر، وتسعى الى القضاء على الموانع وحل المشاكل التي تعترض طريق التكامل الإنساني، المدارس التي تسعى نحو هدف إنساني وإلهي، والتي تطبق فيها اساليب بنّاءة..

ـ نظرة الى يومنا هذا :

إذا نظرنا الى وضع أطفالنا ويافعينا وشباننا، بل وحتى كبار السن – ليس في مجتمعنا فحسب – بل في كثير من نقاط العالم، ولو نظرة سطحية؛ لشهدنا مسائل ومصاعب عظيمة في مجال العلاقات والأخلاق الإنسانية، كلها ناشئة عن الاساليب التربوية غير الصحيحة. فوضع العلاقات في العالم يواجه ازمة، بحيث لو ادعينا اننا نواجه في هذا المجال آفة كبرى فإننا لا نبالغ في ذلك.

فالانحرافات والاختلالات والانحطاط الأخلاقي أمور موجودة قطعاً وبشكل واسع، وهي تهدد حاضر هذا الجيل ومستقبل الاجيال القادمة، وإذا كنا لا نسمع نداءات الاستغاثة تتصاعد من المجتمعات الحالية، فإن ذلك يعود الى ان الناس قد اعتادوا على هذا الوضع بشكل تدريجي، ويظنون انه لا بد ان يكون على ما هو عليه!.

فأي جماعة أو مجتمع يعيش أفراده لمدة تحت ظل وضع غير سليم، دون ان ينهض بينهم مصلح يسعى الى اصلاح الوضع، ودون ان يرتفع بينهم صوت معترض، فإن أفراد ذلك المجتمع سيعتادون على ذلك الوضع تدريجياً، بل سيبلغ بهم الأمر الى حد لا يفرقون فيه بين الوضع السليم والوضع السقيم، وقد يظنون أحياناً ان سلامة المجتمع تكمن في العيش في ذلك الوضع وتلك الحالة.

 

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.