المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6779 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

الفضل بن صالح العلوي الحَسَني
22-06-2015
ضرورة التدبر في القرآن الكريم
16-12-2015
إزاحة دوبلر
2023-08-08
أدوات النسخ
27-04-2015
أهمية المحاكم الإدارية الدولية
2024-09-04
عوامل ترابية ( التربة ) وتأثيرها في الغلاف الحيوي
2024-08-18


اسباب الكتابة التاريخية  
  
18828   08:29 صباحاً   التاريخ: 10-9-2016
المؤلف : بـــــان حسين حسن داود الســنجــري
الكتاب أو المصدر : مدرستا البصرة والكوفة في التاريخ في القرن الثالث الهجري
الجزء والصفحة : ص34- 50
القسم : التاريخ / التاريخ والحضارة / التاريخ /

بواعـث ودوافـع الكتابـة التاريخيـة

لقد امتاز العرب من غيرهم بكثرة الحفظ وقوة الذاكرة ولهذا فانهم (قبل عصر التدوين) كانوا يتناقلون المعلومات التاريخية مشافهة كما جاء سلفاً ، واذا استثنينا النقوش التاريخية في جنوب الجزيرة والسجلات التي وجدت في كنائس الحيرة ، فان تدوين الفعاليات التاريخية جاء متأخراً عند العرب ، إما اسباب هذا التأخر فيمكن ايجازها بـ: خوف المسلمين من ظهور انتاج منافس للقرآن (1).

وكذلك اشتهار العرب بكثرة الحفظ وقوة الذاكرة حتى انهم كانوا يتفاخرون فيما بينهم بقوة الذاكرة (2)، وكذلك خوفهم من الوضع والتزوير والانتحال فبسبب عدم الثقة بالكتب المدونة التي بقيت زمنا طويلاً لكثرة الانتحال والوضع فيها فلذلك نتبين انهم كانوا يفضلون الرواية الشفهية على المدونات في تلك الحقبة التي ظهر فيها اعاظم المؤرخين (3).

كما ان نظام الاجازة من الرواية اخر كثيراً من عملية التدوين وذلك لان الدراسة الاولى كانت تعتمد على مفهوم الاجازة الذي بموجبه يمكن للتلميذ ان يروي عن  استاذه (4)، اذ انه متى ما دونت هذه المعلومات استطاع التلاميذ قراءتها في أي مكان وزمان وبهذا ستضيع قيمة واهمية وفائدة الاستاذ الراوية الذي له فائدة واهمية ومنزلة محترمة وبذلك كانت شهرة الرجال تعتمد على ما حفظوه وما تحتفظ به ذاكرتهم لا ما يقيدونه بالتدوين (5)

والعرب في هذا العصر لم يكونوا بحاجة الى التدوين كي يدون لان المشافهة كانت تلبي حاجات تطوره الحضاري ، واستمر الحظر على تدوين الفنون التاريخية الا ما ندر للأسباب التي ذكرت حتى نهاية القرن الاول الهجري .

فمجيء الاسلام في حد ذاته ثورة خلاقة فجرت في العقلية العربية ما كان مخزوناً لديها من ابداعات في مجالات الادب والعلم والسلوك الاجتماعي في سياسة الامم وتبلور لديهم الحس التاريخي تجاه الاحداث وينشأ مثل هذا الوعي التاريخي .. (بين الامم) تحت تأثير عاملين أساسيين :-

الاول: هو وجود دين عام او شبه عام يقدم تفسيراً للحياة ومغزى للوجود يرتبط فيه الماضي بالمستقبل ويتمثل ذلك في وعيها بالتاريخ بوصفه الوعاء الزمني الذي تتحرك فيه هذه الاشياء نحو غاياتها .

الثاني: هو التشكل الاجتماعي او التنظيم السياسي المتماسك الذي يعطي الجماعة وعياً خاصاً بذاتها الحضارية ورسالتها الإنسانية (5).

وبظل هذا الاطار الفلسفي تطور ونضج الحس التاريخي عند العرب المسلمين . فاهتم المسلمون غداة قيام الدولة العربية الاسلامية واستقرارها باستقصاء اخبار الفتوح وكيف نمت المدن وكيف أسست وبنيت ابنيتها الرئيسية (6). فأصبحت هناك حاجة ماسة الى معرفة سيرة أشرف خلق الله النبي(صلى الله عليه وآله) واحواله ، وتوفر رجال على جمع أخبار السيرة وتدوينها فكان ذلك بدء اشتغال اجدادنا العرب في الاسلام بالتاريخ ، واول من كتب في السيرة النبوية الشريفة وكما تؤكد المصادر التاريخية عروة بن الزبير بن العوام (ت94هـ/712م) ، وابان بن عثمان (ت105هـ/723م) ، ووهب بن منبه (ت114هـ/732م) ومن اشهر من كتب في علم السيرة والمغازي محمد بن اسحق (ت حوالي151هـ/768م) والذي اختصر سيرته ابن هشام (ت218هـ/833م) في سيرته المشهورة والتي شرحت واقتصرت اكثر من مرة، وفي تلك الاثناء وبعد انتهاء موجتي التحرير والفتوحات العربية الاسلامية في عصر الخلفاء الراشدين والامويين وبعد امتداد اطراف الدولة العربية الاسلامية(7) ، أهتم المسلمون باستقصاء اخبار الفتوح وتدوين حوادثها فنشأ التاريخ العربي الاسلامي نشأة طبيعية كانت بصورة اكيدة استجابة لحاجة المجتمع العربي الاسلامي . وقد تم تدوين تاريخنا نتيجة ظهور عوامل وبواعث ودوافع حفزت على تدوينه:-

1- تفسيـر القرآن:

كان الاسلام منذ البداية شديد الاهتمام بالتاريخ ولعل القرآن الكريم اكثر الكتب السماوية التفاتا الى تاريخ من سلف. وان كتابة التاريخ عند جماعة او امة كثيراً ما تدل على رغبة هذه الجماعة او الامة في فهم جوهرها ودورها في التاريخ ، لكن الفهم للشيء ينطوي احياناً على التبرير وهذه الحاجة للتبرير التاريخي لازمت كتابة التاريخ عند المسلمين منذ نشأتها (8). وكانت احدى البواعث الرئيسية للكتابة في التاريخ في بادئ الامر هي محاولة المسلمين ربط الاسلام تاريخياً بما سبقه من تاريخ الامم الاخرى .

وقد استلهم علماء المسلمين الآيات القرآنية والاحاديث الشريفة لتحديد وتعريف الإشارات التاريخية التي وردت فيها وربطها بتواريخ الكتب السماوية الاخرى،  فنتج من ذلك علم التاريخ في الاسلام وهو علم جليل غزير المادة غني بمقاصده ومراميه ونظرياته (9).

فجعل تفسير القرآن بعض المعرفة التاريخية أمراً لا يمكن الاستغناء عنه ، فقد كان القرآن معينهم الأول اذ ان فكرة التاريخ تقوم فيه على " ان للتاريخ معنى اخلاقيـاً وروحيـاً  مؤسساً على علاقة الالوهية بالعالم ودور الانسان فيه بوصفه خليفة الله في ارضه " (10) ، وان الهدف من قصص القرآن او فكرة المغزى من الحدث هو الموعظة والاعتبار فهو هدف ديني اخلاقي (11) ، وقد عبر عنها بلفظة العبرة (فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ) (12)، واستخدم كذلك لفظة سنن (سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ) (13)، واحتاج المسلمون في تفسير الآيات القرآنية الى معرفة مناسباتها ، أي سبب نزولها والموضع الذي نزلت فيه والحادثة التي تشير اليها وان معرفة هذه الاشياء تحتاج الى بحث تاريخي في حوادث الاسلام  وهكذا كان التفسير من العوامل التي دعت الى التدوين التاريخي(14) .

وان مدار القصص في القرآن حول انبياء لا ملوك او حكام، فانه حينما يذكر فرعون فمن حيث صلته بموسى ، وهذا يعني ان الدين لا السياسة هو الذي اتخذ المحل الاول من الاختيار ومن ثم الصدارة في التاريخ (15)، وان الرغبة في معرفة تفاصيل ما اجمله القرآن الكريم من تلك القصص فتحت باباً من ابواب المعرفة الدينية دخل منه التاريخ رديفاً دينياً شرعياً لعمليات التفسير القرآني(16) ، وكان للمعلومات التاريخية التي وردت فيه الاثر الكبير في السير بأدب التاريخ عند المسلمين ما ورد فيه من اشارات الى احداث وقعت في الماضي . فكان ذلك احد اعمدة بناء التاريخ الاسلامي الذي ارتبط بالقرآن ، وبقيت صور الاسلوب القراني ومفرداته واوزانه هي التي تسيطر على صور التعبير عن الفكر والحس الاسلاميين (17).

2- تأثير شخصية الرسول (صلى الله عليه وآله):

لقد كان التاريخ يملأ تفكير الرسول (صلى الله عليه وآله) لدرجة كبيرة ، اذ ادرك (صلى الله عليه وآله) الوجود التاريخي العظيم وان العالم سينتهي يوم القيامة وهو حادث ثابت معروف في المستقبل وقد وصفه القرآن الكريم وصفاً دقيقاً ، وقد كان الرسول (صلى الله عليه وآله) نفسه غاية عمليات التاريخ التي بدأت منذ ان خلق الله تعالى العالم ، وقد ظهر الانبياء في ازمنة واقاليم متعددة وانه سيكون خاتم النبيين ورسالته اخر الرسالات وقد كان متصلاً تاريخياً بسلسلة من الانبياء .

وان الانتصارات والانتكاسات في التاريخ كان لها أثر في الرسول (صلى الله عليه وآله) واحواله وان هذه الصورة عن تاريخ الماضي تشمل العالم كله ، كما ارتسم في ذهن الرسول (صلى الله عليه وآله) ، وهكذا اقدم الرسول (صلى الله عليه وآله) صورة كونية لتاريخ الماضي لم يبق لها الا ان تملأ بالحقائق التاريخية الواقعية (18)، وان افكار الرسول التاريخية نشطت دراسة التاريخ نشاطاً لا مزيد عليه ، وان شخصيته كانت خطأ فاصلا واضحاً في كل مجرى التاريخ (19).

حيث ان لظهور لشخصية الرسول محمد (صلى الله عليه وآله) الاثر الواضح في تغيير العرب وواقعهم الديني والسياسي . فضلا عن احاديثه الشريفة التي شجعت المسلمين على تسجيلها وان لجوء المفسرين عندما كان يشكل عليهم فهم بعض احكام القرآن الى احاديث الرسول (صلى الله عليه وآله) لفهم ما التبس عليهم حملهم على الاهتمام بجمع الاحاديث ممن سمعها او رواها عند احد سامعيها بالإسناد المتسلسل (20) ، وكان من هذه الاحاديث جملة وافرة تتعلق بحياة الصحابة فجمعت وكانت اساس كتب السيرة والمغازي فيما بعد .

وبذلك تكون بداية التاليف العلمي في التاريخ عند المسلمين كانت وثيقة الصلة بالحديث والسنة ، فالحديث يشير للقول ، والسنة تشير للعمل (21).

فالتاريخ الاسلامي ارتبط بالحديث في نشأته ارتباطاً وثيقاً منهاجاً وموضوعاً واشخاصاً ، فاما من حيث المنهج فقد تأثر التاريخ بمنهج رجال الحديث في الرواية والاسناد ، اما من حيث الموضوع فعلى الرغم من انه بدأ بما يسمى بالمغازي فلم يكن البدء بغزوات الرسول (صلى الله عليه وآله) وانما بسيرته كرسول ، اما ارتباط التاريخ بالحديث موضوعاً انما يعني انه اذا كان موضوع الحديث اقوال الرسول فان موضوع التاريخ هو افعال الانسان في الزمان والمكان  ولا تنفصل هذه عن تلك، اما من ناحية الاشخاص فان اول من اسهموا في كتابة السير والمغازي كانوا من رجال الحديث.

يظهر بذلك كله تأثير شخصية الرسول (صلى الله عليه وآله) في التدوين ، لإيمان العرب بـان الرسول (صلى الله عليه وآله) باعث نهضتهم وموحد كلمتهم وكان طبيعياً ان تستقطب حياته جل عنايتهم فعنوا بالوقوف على اخباره وجمع احاديثه . وهكذا فان تفسير القرآن وجمع الحديث كانا عوناً على كتابة مغازي الرسول (صلى الله عليه وآله) وسيرته التي يعدها العرب جزءاً اساسياً من تاريخهم ، كما كان لظهور شخصية الرسول (صلى الله عليه وآله) الاثر الواضح في تفسير حياة العرب وواقعهم فأن ما جرى امام اعينهم من احداث ايام حياة الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله) ثم تلاها في الاهمية سيرة اصحاب الذين جاهدوا تحت لوائه وابلوا بلاءاً حسناً في نشر وتوطيد دعوته ، وقد اشار القرآن اليها والتي لا تتعارض مع موقف الرسول (صلى الله عليه وآله) تجاه التاريخ (22)، ومن ثم المعارك الكبرى التي خاضها المسلمون المتمثلة بحركات التوحيد التي شملت شبه جزيرة العرب كلها وما تبعها من حركات التحرير العربي ، كلها مواد تاريخية كافية للتحدث فيها لقرون عدة فجسامة الحدث يفجر طاقات الامة وهذا هو ما حدث للامة العربية بالفعل مع مجيء الاسلام (23).

3- تاريـخ الاقــوام:

ان شمول الدولة العربية الاسلامية للعديد من الشعوب المختلفة ذوات التاريخ دخلت في الاسلام فأخذوا يدخلون تاريخ اممهم ويبثونه بين المسلمين اما عصبية لقومهم او نحو  ذلك (24).  

فكثير من اهل الذمة من اليهود والنصارى اسلموا وهم يعلمون كثيراً من تاريخ اليهودية واخبار الحوادث حسبما روت التوراة والانجيل. وما كانوا يتحدثون به عن دينهم ومعجزات انبيائهم ، مما حدا بالمسلمين للبحث عن حياة الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله) والصحابة (رضى الله عنهم جميعاً ) لمجاراتهم ونشوء التاريخ السيري والمغازي(25) .

ومن هنا نجد انهم كانوا على قدر كاف من الالمام بالمعلومات التي هيأتها لهم التوراة والانجيل عن الامم السالفة فضلاً عن ما جاء به القرآن الكريم من اشارات ومعلومات مكملة وموسعة عن تلك الامم وكانت مهمتهم عرض معلوماتهم القديمة الى جانب ما جاء به القران الكريم من نظرة عالمية الى التاريخ تمثلت بتوالي النبوات وامتدادها الى سيد المرسلين خاتم النبيين (صلى الله عليه وآله) وهي بمجموعها صادرة عن منشأ واحد هو الله (عز وجل) (26).

وبذلك انشأت القصص التاريخية واستفاد منها اهل التفسير وطلاب الاخبار واصحاب الحاجة الى المعرفة التاريخية وهذا لا يمنع من القول ان روايات هؤلاء كانت جزءاً من البذرة الاولى التي شكلت الكتابة التاريخية عند العرب المسلمين (27).

4 - التقويم الهجـري:

كان وضع التقويم الهجري في عهد الخليفة عمر بن الخطاب  ادخل عاملاً مساعداً في توضيح الفكرة التاريخية عند المسلمين وعده عنصراً حيوياً في تعميق وتجذير هذه الفكرة واعطاها عنصر التنظيم الخاص بالإسلام ومنذ ذلك الوقت اصبح توقيت الحوادث او تأريخها العمود الفقري للدراسات التاريخية العربية (28).

فقد كان العرب في عصر ما قبل الاسلام يتخذون من بعض الحوادث المهمة مبدأ للتوقيت كبناء الكعبة او عام الفيل وما الى ذلك (29)، ولما ظهر الاسلام وتأسست الدولة العربية الاسلامية وامتدت الفتوحات اصبحت الحاجة ملحة الى اتخاذ حادثة مهمة لتاريخ رسائلهم وكتبهم وحوادثهم فوقع الاختيار في عهد الخليفة عمر على اتخاذ عام هجرة الرسول (صلى الله عليه وآله) من مكة الى المدينة مبدأ للتاريخ ، واعتبروا (المحرم) اول السنة وتقابل السنة الاولى من الهجرة سنة (622م) من التاريخ الميلادي (30)

ولقد اختلفت الروايات حول السبب الذي جعل الخليفة عمر يؤرخ التاريخ مثلما اختلف مؤرخينا في تفسير كثير من الاحداث ، اذ تقول اكثر الروايات صحة : ان أول من ارخ بعلي بن امية اذ كان باليمن وذلك انه كتب الى الخليفة عمر  كتابا من اليمن مؤرخا فأستحسنه عمر  فشرع في التاريخ (31)، فأصبح التقويم الهجري بذلك فاصلاً تاريخياً بين مرحلتين على غرار التقويم الميلادي .

5 - النظــام المالـي:

وكان نظام الخلافة الاسلامية ، وخاصة النظام المالي من العوامل التي ادت الى قيام التدوين التاريخية وانتشارها اذ ان الحركة المالية قبل الفتح ضعيفة لا تكفي لتسير الحركة الكبيرة التي كانت بعد الفتح ، فكان لا بد من علم  بطرائق تحصيل الاموال وحفظها وصرفها، وان نظام العطاء تغير من عهد عمر فأصبح بحسب الاسبقيـة الـى الاسلام (32)، وكذلك قرابة الرسول (صلى الله عليه وآله) ، ومن الواضح ان هذا النظام يدعو الى البحث في الانساب ، وتأسيس ديوان الجند سنة (17هـ/638م) فالشكل القريب بمثل سجلاً للجيش الاسلامي، اما الحقيقة الفعلية وبقدر اتصالها بالتدوين التاريخي فهي فوق ذلك بكثير اذ انه تضمن اسماء المقاتلين ، وقبائلهم ، واصول أنسابهم وعطاءاتهم والمعارك التي اشتركوا فيها وهو بذلك مصدر في النسب العربي ومورد مهم في الوقائع (33) ، وفي ايضاح توثيق بعض الأحداث التاريخية التي واجهت الجيش العربي الإسلامي وكذلك ما نجده من اثر لذلك في كتب (الطبقات) فقد قسمت أسماء الصحابة على طبقات منها البدريين من المهاجرين (34) ، وكذلك البدريين من الانصار (35) ، ومؤلفو هذه الكتب لا بد ان يكونوا قد استفادوا من اسلوب الديوان في تسجيل اسماء المقاتلة واسبقياتهم ، واول عالم بالأنساب ابو بكر الصديق  الخليفة الاول وممن اشتهر بمعرفة الانساب دغفل النسابة ومحمد بن السائب الكلبي وابنه هشام (36) ، هذا فضلاً عن  حرص الدولة على معرفة البلاد التي فتحت صلحاً او التي اخذت عنوة لما يتبع ذلك من حالات واوضاع من حيث فرض الجزية وتقدير وتوزيع الخـراج ، ومن المؤكد ان الخراج المفروض على البلاد التي فتحها المسلمون كان يختلف في احوال فتحها صلحاً او عنوة او بعهد ، كما يتغير مقدار الخراج تبعاً للأحداث السياسية والاجتماعية التي لازمت الفتح فادى ذلك الى اهتمام ببحث تاريخ الفتـوح فـدون مؤرخـو الاسلام اخبار فتوح البلدان ، ولعل اهم نماذج كتاب الفتوح : كتاب فتوح الشام للواقدي (ت207هـ/ 822م) ، وكتاب فتوح مصر والمغرب لابن عبد الحكم (ت257هـ/870م) ، وفتوح البلدان للبلاذري (ت279هـ/892م) (37).

6- النظـام القضائي:

كما ان حاجة النظام القضائي جعلت معرفة التاريخ ضرورة لازمة وذلك لان نشوء السنة كان يستدعي معرفة الاعمال الداعية الى ذلك وقد كانت دراسة الاحاديث مما ساعد على نشوء فن التراجم وعلم الجغرافية وذلك لان طريقة اختبار صحة الاحاديث كانت تدعو الى معرفة حياة الرواة واخلاقهم وسجاياهم وعقليتهم وتميزهم والبيئة التي عاشوا فيها وتلقوا العلم فيها (38).

7- العصبية القبليـة:  

اما السبب الاخر لرواية اخبار الفتوح والحرص عليها فهو كون هذه الفتوح قد سادتها العصبية القبلية بجانب العصبية الدينية وخاصة بين (عرب الشمال واليمن) وهي ذات طابع سياسي (39)، لذلك حرصت كل قبيلة ان تروي وقائعها وتتزيد فيها أحياناً ويسلمها السلف الى الخلف ولما تحولت العصبية القبلية الى عصبية بلدية تبعتها رواية الاخبار ففخرت البصرة على الكوفة والكوفة على البصرة بالأحداث التاريخية ، كلها ادت الى محاولات تسجيل الاحداث والمفاخر (40)

8 – تشجيع الخلفاء والـولاة: 

من اسباب التوسع في التاريخ رغبة بعض الخلفاء والامراء وتشجيعهم على تدوين الحوادث التاريخية ، وحرص الافراد على معرفة تاريخ امتهم وامجادها وسير ابطالها والوقوف على اخبارها .. وقد اشترك في هذا الحرص بعض سراة العرب ايضاً ، فلجأ بعض الخلفاء الى الوقوف على ما كان عند الامم الاخرى من كيفية سياستها في ادارة البلاد وتنظيمها وطرق حكمها (41) ، فروى المسعودي (42)عن معاوية بن ابي سفيان مؤسس الدولة الاموية انه كان بعد ان يفرغ من عمله يستمر الى ثلث الليل ثم يقوم فيقعد فيحضر الدفاتر فيها سير الملوك واخبار الحروب فيقرأ ذلك عليه غلمان وقد وكلوا بحفظها وقراءتها فتمر بسمعه كل ليلة حمل من الاخبار والسير والاثار وانواع السياسات وغير ذلك من اخبار الامم السالفة وذلك نشداناً للحصول على العظات والعبر التي تساعده على ادارة دفة الحكم .

وكان عروة بن الزبير راوية التاريخ على صلة بعبد الملك وابنه الوليد وبعمر بن عبد العزيز (43)، ولم يقل حرص الخلفاء العباسيين في هذه الناحية عن حرص معاوية وخلفاء بني امية فكثيراً ما كان الخليفة ابو جعفر المنصور ما يستشير اصحاب العقول الراجحة من مستشاريه قبل اقدامه على عمل خطير فيروون له بعض القصص التاريخية التي افادته في تكييف موقفه ازاء العقبات (44). وقد الفت الكثير من الكتب التاريخية بأمر خلفاء بني العباس مثل كتاب السيرة لابن اسحق فانه كتب يطلب من الخليفة ابو جعفر المنصور . كما امر الخليفة المهدي بجمع كتاب الاغاني .. والفت كتب عديدة بعد ذلك للرشيد والمأمون (45)

كما ان بعض الخلفاء ارادوا ان يقفوا على اخبار الامم المفتوحة استفادة في معرفة الامم المجاورة في نظمها وترتيبها لأمورها من جهة ووقوفاً على احوالها حتى يكونوا على استعداد اذا ارادوا ان يداهموهم من جهة ثالثة فلا يمكن ان نتصور ملكاً ضخماً كالدولة الاموية والعباسية لم يكن حلفاؤها واقفين وقوفاً تاماً على معرفة احوال الامم المجاورة التي تصالحها احياناً وتحاربها احياناً والكتب تتناول بينهم وبين ملوكهم ، والمعاهدات التي تبرم بينها وتنقضي وهذا من غير شك يضطرها الى معرفة شيء من تاريخها واحوال ملوكها(46) ، كما رأى المسلمون اهمية ظهور الاسلام والتحولات السياسية والاجتماعية التي اوجدها في المجتمع العربي ومدى تأثيراته على الدول المجاورة امثال الدولة الفارسية والرومانية وغيرها والحاجة الى معرفة الانظمة السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية السابقة على انظمتهم فتحولوا الى المصادر القديمة والى التدوين للتمييز بين الانظمة السابقة والانظمة الاسلامية وللاستفادة من تلك الانظمة التي يمكن ان يتوافق بعضها مع الدين الجديد (47) فكان من الطبيعي ان يكون للعرب تاريخهم ، يظهرون للشعوب الاخرى انهم وان كانوا حديثي العهد بالحضارة لكنهم قادرين على ان يسايروا الحضارات الاخرى وان يستوعبوا منها ما يلائمهم بل وان يتفوقوا عليها (48).

9- الاحـداث السياسيـة:

ان وقائع التاريخ السياسي للإسلام والمتمثل بالخلاف بين المسلمين كالذي كان بين المهاجرين والانصار عقب وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله) فيمن يتولى الخلافة ، والخلاف بين الخليفة عثمان وقاتليه والاحداث التي ظهرت خلال فترة خلافة الامام علي (عليه السلام) وحوادث الانقسام السياسي والفتنة التي ادت الى استشهاد كل من الخليفتين عثمان وعلي(عليه السلام)، ثم اعتلاء معاوية الحكم كلها كانت اسباباً في الاختلاف في العقائد بين المسلمين (49) ، وكذلك النزعة التي ظهرت عند بعض الفرق الاسلامية الفقهية والكلاميـة (50) ،ومسالة الامامـة والخـلافة وظهور الاحزاب السياسية وهناك التصادم بين مبدأ القدر او حرية الارادة ومسؤولية البشر في الشؤون العامة ، وبين مبدأ الجبر او قبول الاوضاع العامة السائدة باعتبارها مقدرة فقد تبنى الامويون مبدأ الجبر وبشروا به ، في حين ان الاحزاب المعارضة بشرت بمبدأ الحرية ومسؤولية البشر عن الاوضاع (51).

 حيث اضطر كل فريق ان يدعم مذهبه بالأحداث التاريخية وتشريعها ، فكانت احداث التاريخ مرجعاً للعقائد كما كانت مرجعاً للتشريع بالدرجة الاولى ومن اجل هذا ايضاً نرى في كتب الحديث ابواباً وفصول في هذه المسائل التاريخية (52).

اما موضوع الخلاف بين العرب والموالي ولاسيما من كانوا من الفرس اصلاً ذلك الخلاف الذي بدأ يتوضح منذ مصرع الخليفة الثاني عمر بن الخطاب وادى هذا الصراع بين الجانبين الى ظهور الحركة الشعوبية والتي تفضل الفرس على العرب وتعدهم اصحاب حضارة ، وهم الذين يصغرون شأن العرب ولا يرون لهم فضلاً على غيرهم(53) وكان من اهدافها هدم العقيدة الاسلامية من قرآن كريم وسنة نبوية شريفة وذلك بالطعن فيها والدس عليها ، وطعن الموروث الحضاري والانساني واحياء التراث الفارسي واصوله ومعتقداته المجوسية .

فأنبرت طائفة من مؤرخي الشعوبية للتحريض في كتبهم بمثالب العرب (54)، كما تعرضوا لشخصية الرسول (صلى الله عليه وآله) ووضع الاحاديث المكذوبة عن النبي (صلى الله عليه وآله) وباشروا بتشويه الانساب العربية والطعن بها مقابل بيان فضل العجم عليهم وتمجيد انسابهم وامجادهم الفارسية ومنهم بشار بن برد العقيلي وهو مولى لبني عقيل في البصرة (55)، وابن عبد الحميد اللاحقي مولى لبني رقاش(56) ، ومعمر بن المثنى الذي التزم جانب الدفاع عن الموالي وكان يهودي فاعتنق الاسلام وغدا من موالي قبيلة تميم، وغيرهم كثير (57)....

ولما كان التاريخ ذاكرة الامة العربية الحية تستمد منه مناقبها ومفاخرها وايام عزها لتواصل ماضيها ، فتصدت الامة العربية لأكبر تحد فكري ، فنهضت تحاربه في كل ميادينه فبدأت نخبة من العلماء والمفكرين العرب بتأليف الكتب للرد على الشعوبية وتفنيد آراءهم بالحجة والدليل (58). فالفلة الكتب بدافع المسؤولية القومية والدينية للتصدي للشعوبية وعقد المجالس والمناظرات وظهرت مدونات الحديث فلم يتخذ التاريخ في الاسلام السياسة محوراً له وانما اتخذ الدين فسجل فكر العلماء والفقهاء والمحدثين والصوفية والشعراء ، فاذا كان تاريخ ما قبل الاسلام ، كما قدمه القرآن ، تاريخ انبياء ، فان تاريخ الاسلام هو تاريخ علماء، وكان تصور المؤرخين المسلمين ان الفعالية في الحضارة الاسلامية للامة جميعاً لا للفراد، وان التاريخ للعلماء اكثر فعالية واعظم قيمـة وابعد اثر (59).

10– ثقافـة العــرب:

لقد كان لثقافة العرب ولاهتمامهم الفكري اثر كبير في توجيه الحركة الفكرية في العالم الاسلامي ، ومن ابرز مظاهر اتجاهاتهم الثقافية والفكرية اهتمامهم بالجوانب الانسانية ، أي بكل ما يتعلق بالإنسان وتصرفاته ولما كان التاريخ من اهم فروع المعرفة الانسانية بل هو المعرفة او العلم الذي يظهر الانسانية على حقيقتها وبما في التاريخ من لذة عند السماع وعبرة عند التفكير وشمول في الميدان ، لذلك كان التاريخ من اوائل العلوم التي اهتموا بها فتدارسوه ورووا اخباره والفوا فيه (60)، وبما ان الصفة الغالبة على المؤرخين هي الاستقلال لذلك كان اكثر مؤرخي العرب مدفوعين الى تدوين التاريخ تحدهم غاية علمية نبيلة وهي الغاية نفسها التي تحدث عنها ابو الريحان البيروني(61) بقوله " انما يخدم العلم للعلم " . وذلك ان ازدهار كثير من العلوم وابتداء حركة التأليف في العلوم الاخرى وازدهار حركة الترجمة وتشجيع الخلفاء لهذه الحركة العلمية قد حفزهم الى الميل للبحوث التاريخية وحرصهم على خدمة المجتمع الاسلامي بصورة عامة ، ويتضح جلياً ان مادة عقلية جديدة قد دخلت على التاريخ العربي وهذه المادة هي الرغبة في المعرفة لذاتها (62)، وكل هذه الحركة التأليفية تدل على ان العقل العربي كان يمر بنقلة حضارية الا وهي التدوين والتأليف (63).

اما بالنسبة لحلقات السمر في عصر صدر الاسلام فقد كان لها الاثر الكبير في انماء حركة التدوين التاريخي عند المسلمين العرب فيما بعد ، تلك التي كانت الحكايات والأساطير مجال حديثها (64). والتي تغذي الشعراء في ميدان الفخر والهجاء والنقائض التي شاعت في هذا العصر، واتسع هذا الفن بشكل واضح في العصر الراشدي ( فروي ان اول من قص في مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله) تميم الداري (ت40هـ/660م) وهو نصراني من نصارى اليمن اسلم سنة (9هـ/630م) (65). واستمر القصاصون يروون القصص عن الحروب لتذكير الناس والهاب حماسهم وهذا النوع من الادب التاريخي هو ما كانت غايته الاعتبار من الماضي (66).

وعند اهتمام الرواة بجمع شعر العرب وحكمهم وتدوين معاني الكلمات وانساقوا الى تدوين جميع الاخبار المتعلقة بكل ذلك ، فأوردوا الرويات التاريخية التي تضمنت تلك الاخبار، ولان الراي السائد عندهم ان الخبر الذي ليس له شاهد شعري ، ليس ذا قيمة وهذا يفسر لنا استمرار استخدام الشعر في مدوناتنا التاريخية (67)، فاصبح القصاصين يؤلفون الاشعار فرووا اشعاراً على لسان ادم (عليه السلام) وباقي الانبياء وغيرهم من الشخصيات(68) ، وبذلك ظهرت لنا الصلة المتينة بين كتب الادب العربي القديمة والتاريخ التي لفتت انظار اللغويين لدراسته من امثال ابو عمرو بن العلاء ، وكان اعلم الناس بالعرب والعربية وبالقراءة والشعر وايام الناس(69). وهذا يعكس جانبين الادب والفن مظهرين من مظاهر الحضارة في كتابة التاريخ.

11 – انتشـار الاسـلام:

ولا يخفى ان السرعة التي تحققت بها الفتوحات الاسلامية ، وامتداد الدولة العربية الاسلامية من جبال البرانس (الحدود الفرنسية الاسبانية) الى حدود الصين، حاملة راية الاسلام، اشعر العرب بالانبهار والافتخار بسلامة نهجهم ، كما اشعرهم بان لهم دوراً ريادياً في التاريخ العالمي، فأخذوا بجمع وتحقيق عناصر هذه التجربة الكبرى التي كان لهم شرف حملها وتبليغها للعالمين ، فكان ذلك مدعاة لعنايتهم بالتاريخ (70)، ومن هنا يمكن القول ان التاريخ العربي نما نموا طبيعياً جاءت به الى الوجود حاجات المجتمع وتتجلى به خصائص خاصة (71).

والمعنى المهم في هذا ان عملية التدوين التاريخي نشأت مستقلة تمام الاستقلال لا في موضوعها واهتماماتها ورجالها فحسب، ولكن حتى في تقويمها الخاص عن تواريخ الامم الاخرى. نشأت في اطار الاسلام نفسه ومن اجله، أي على اساس فكري جديد ومنطق جديـد، ولم يكن الاخباريون من العرب، عالة في ذلك على مؤرخين ايه امة ، ومن خلال هذه القاعدة كان انطلاق عملية التدوين التاريخي عند العرب (72).

__________

(1) مرج ليوث، دراسات عن المؤرخين العرب، ص55؛ جمال الدين، عبد الصاحب، دراسة التاريخ عند العرب وكيف تطورت، ص39.    

(2) ابن عبد البر، جامع بيان العلم وفضله، ج1، ص32. 

(3) مرج ليوث، دراسات عن المؤرخين العرب، ص58.

(4) لا بد من الاشارة ان عملية التدوين بدأت بالحديث اولاً وضوابط تدوين الحديث انسحبت مع تدوين التاريخ لان مؤرخي هذه الحقبة قسم منهم محدثين اولاً ثم مؤرخين ؛ ينظر : نصر ، الصديق بشير ، ضوابط الرواية عند المحدثين ، (طرابلس ، 1992 ) ، ص41-42 وص 137-138 .   

 (5) مرج ليوث، دراسات عن المؤرخين العرب، ص57.   

 (6) الشرقاوي ، عفت ، ادب التاريخ عند العرب ، ص159-160 .   

 (7) مرج ليوث، دراسات عن المؤرخين العرب، ص66.   

 (8) عبد الله ، معجم المؤرخين المسلمين حتى القرن 12هـ ، ص23 .   

 (9) الخالدي ، طريف ، دراسات في تاريخ الفكر العربي الاسلامي ، (بيروت، 1977 ) ، ص37 ؛ يحيى ، لطفي عبد الوهاب ، العرب في العصور القديمة ، ( بيروت ، 1978) ، ص160 .  

 (10) الخالدي، طريف، دراسات في تاريخ الفكر العربي، ص78.

 (11) الشرقاوي ، عفت ، ادب التاريخ عند العرب ، ص210 .    

 (12) صبحي ، احمد محمود ، في فلسفة التاريخ ، منشورات الجامعة الليبية ، كلية الاداب ،( لا . ت ) ، ص77 .

 (13) سورة الحشر ، اية : 2 .

 (14) سورة الفتح ، اية : 24 .

 (15) نصار ، حسين ، نشأة التدوين التاريخي عند العرب ، ص8 ؛ ادهم ، علي ، بعض مؤرخي الاسلام ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، (الكويت 1974 ) ، ص34 ؛ كاشف ، سيدة اسماعيل ، مصادر التاريخ الاسلامي، ط2 ، ( القاهرة ، 1976) ، ص16 .

 (16) صبحي، في فلسفة التاريخ، ص77. 

 (17) مصطفى، شاكر، التاريخ العربي والمؤرخون، ج1، ص60. 

 (18) روزنثال ، علم التاريخ عند المسلمين ، ص40 – 41 . 

 (19) روزنثال ، علم التاريخ عند المسلمين ، ص40 .  

 (20) مصطفى ، شاكر ، التاريخ العربي والمؤرخون ، ج1 ، ص59 ؛ روزنثال  ، علم التاريخ عند المسلمين ، ص40.

 (21) حاطوم ، نور الدين ، المدخل الى التاريخ ، ص178 .   

 (22) كاشف ، سيدة اسماعيل ، مصادر التاريخ الاسلامي ، ص190 .   

 (23) روزنثال ، علم التاريخ عند المسلمين ، ص41 .  

 (24) الرافعي ، تاريخ اداب العرب ، ج1 ، ص282 .   

 (25) كحالة ، عمر رضا ، التاريخ والجغرافية في العصور الاسلامية ، (دمشق، 1972 ) ، ص19 ؛ ادهم ،علي ، بعض مؤرخي الاسلام ، (الكويت ، 1974) ، ص35 .   

 (26) العروي ، عبد الله ، العرب والفكر التاريخي ، ص59 .   

 (27) الجمل ،شوقي عطا الله ،التاريخ عند العرب، المجلة العربية للعلوم الانسانية، (1986)، ص15-16 .   

 (28) الزبيدي ، داود سلمان ، اثر الحديث النبوي الشريف في التدوين التاريخي ، ص56.  

 (29) الصولي، ادب الكاتب ، ج2، ص179 ؛ الدوري، بحث في نشأة علم التاريخ ، ص69 .    

 (30) بن حبيب، المحبر، ص8.

 (31) ابن عساكر ، ابو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله (ت571هـ) ، تاريخ مدينة دمشق ، تحقيق : صلاح الدين المنجد ، (بيروت، 1988 ) ، ج11 ، ص23 ؛ روزنثال ، علم التاريخ عند المسلمين ، ص21 ؛ السخاوي ، الاعلان بالتوبيخ ، ص509 . 

 (32) مصطفى، شاكر، التاريخ العربي والمؤرخون، ج1، ص65. 

 (33) نصار، حسين، نشأة التدوين التاريخي عند العرب، ص10.

 (34) ينظر : ابو يوسف ، يعقوب بن ابراهيم (ت182هـ) ، الخراج ،( بيروت ، 1979 ) ، ص44-46 .  

 (35) ابن سعد ، الطبقات الكبرى ، ج3 ، ص60-418 .  

 (36) ابن سعد ، الطبقات الكبرى ، ج3 ، ص419-627 .     

 (37) مدني ، امين ، التاريخ العربي ومصادره ، ج2 ، ص302 .  

 (38) امين، احمد ، ضحى الاسلام ، ط5 ، (مصر، 1935 )، ج2 ، ص239 .    

(39) امين ، احمد ، ضحى الاسلام ، ج2 ، ص340 .    

 (40) مصطفى، شاكر، التاريخ العربي والمؤرخون، ج1، ص64.    

 (41) كحالة ، عمر رضا ، التاريخ والجغرافية في العصور الاسلامية ، ص32 .    

 (42) كحالة ، عمر رضا ، التاريخ والجغرافية في العصور الاسلامية ، ص18 .  

 (43) مروج الذهب، ج2، ص52.   

 (44) نصار، حسين، نشأة التدوين التاريخي عند العرب، ص10.   

 (45) الدوري، بحث في نشأة علم التاريخ، ص24؛ مصطفى، شاكر، التاريخ العربي والمؤرخون، ج1، ص67.  

 (46) حاطوم ، المدخل الى التاريخ ، ص177 .  

 (47) امين ، احمد ، ضحى الاسلام ، ج2 ، ص350 .  

 (48) حلاف ، حسن ، عطاء العرب الحضاري في ميدان التاريخ ، مجلة افاق الثقافة والتراث ، العدد الاول ، السنة الخامسة ، (الامارات العربية ، 1997 ) ، ص31 .  

 (49) نصار، حسين، نشأة التدوين التاريخي عند العرب، ص9؛ الجمل، التاريخ عند العرب، ص117. 

 (50) امين ، احمد ، ضحى الاسلام ، ج2 ، ص340 ؛ حاطوم ، المدخل الى التاريخ ، ص180 .  

 (51) الخالدي، طريف، دراسات في تاريخ الفكر العربي، ص38.  

 (52) الدوري، بحث في نشأة علم التاريخ عند العرب، ص132.  

 (53) امين ، احمد ، ضحى الاسلام ، ج2 ، ص341 .

 (54) الزمخشري ، ابو القاسم جار الله محمود بن عمر (ت538هـ) ، اساس البلاغة ، ط3 ، (مصر ، 1985 )، ج1، ص193 .    

(55)  حاطوم ، المدخل الى التاريخ ، ص181 ؛ صبحي ، في فلسفة التاريخ ، ص81 .

(56)  ابن النديم ، الفهرست ، ص59 ؛ ابن قتيبة ، المعارف ، ص543 .

(57)  البلاذري ، احمد بن يحيى بن جابر (279هـ) ، انساب الاشراف ، تحقيق : سهيل زكار واخرون ، (بيروت ، 1996) ، ج5 ، ص111.

(58) البلاذري ، انساب الاشراف ، ج5 ، ص113.

 (59) السيوطي ، تاريخ الخلفاء ، تحقيق : محمد محي الدين عبد الحميد ، (القاهرة ، 1378هـ) ، ص271 .

 (60) صبحي، في فلسفة التاريخ، ص82.

 (61) روزنثال ، علم التاريخ عند المسلمين ، ص ب .

 (62) البيروني ، ابو الريحان محمد بن احمد الخوارزمي ( ت440هـ) ، الاثار الباقية عن القرون الخالية ، (لايبـزك، 1823م ) ، ص58 .

 (63) جب ، علم التاريخ ، ص27 .

 (64) نصار، حسين، نشأة التدوين التاريخي عند العرب، ص11.

 (65) بلاشير ، تاريخ الادب العربي ، ترجمة : ابراهيم الكيلاني ، (دمشق ، 1974 ) ، ج3 ، ص404 .

 (66) ابن حجر العسقلاني ، الاصابة ، ج1 ، ص58 ؛ كحالة ، عمر رضا ، التاريخ والجغرافية في العصور الاسلامية ،  ص29 – 30 .

 (67) البلاذري ، انساب الاشراف ، ج5 ، ص13 .

 (68) الرافعي ، تاريخ اداب العرب ، ج1 ، ص360 .

 (69) الرافعي ، تاريخ اداب العرب ، ج1 ، ص360 ؛ الشرقاوي ، عفت ، ادب التاريخ عند العرب ، ص46 .

 (70) الدوري، بحث في نشأة علم التاريخ، ص45؛ صبحي، في فلسفة التاريخ، ص81.

 (71) محل، سالم احمد، المنظور الحضاري في التدوين التاريخي،  ص2.

 (72) مرج ليوث، دراسات عن المؤرخين العرب، ص26.

 (73) روزنثال ، مناهج العلماء المسلمين في البحث العلمي ، ترجمة : انيس فريحة ووليد عرافات ، ( بيروت ، 1961 ) ، ص188 .




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).