أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-10-2014
1699
التاريخ: 3-4-2018
1547
التاريخ: 25-10-2014
1362
التاريخ: 3-07-2015
1491
|
قال بعض العارفين إن الأسماء تنقسم باعتبار الهيئة إلى جمالية كاللطيف والغفار، وجلالية كالمنتقم و القهار، و اللّه سبحانه و إن كان غنيا بذاته عما سواه كما قال عز و جل:
{إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [العنكبوت: 6] و لكن أسماءه الغير المتناهية تقتضي أن يكون لكل منها مظهر في الخارج يظهر فيه أثر ذلك الاسم و معناه، حتى يعرف اللّه بصفات الكمال كلها فإن اللّه سبحانه إنما يخلق و يدبر كل نوع من أنواع الخلائق باسم من أسمائه، و ذلك الاسم هو رب ذلك النوع، و اللّه سبحانه رب الأرباب، و إلى هذا أشير في كلام أهل البيت عليهم السّلام و في أدعيتهم بقولهم: وبالاسم الذي خلقت به العرش، و بالاسم الذي خلقت به الكرسي، و بالاسم الذي خلقت به الأرواح، إلى غير ذلك من هذا النمط.
وعن مولانا الصادق عليه السّلام نحن و اللّه الأسماء الحسنى التي لا يقبل اللّه من العباد عملا إلا بمعرفتنا، وذلك لأنهم عليهم السّلام وسائل معرفة ذاته، و وسائط ظهور صفاته، و أرباب أنواع مخلوقاته، وإنما اختص كل مخلوق باسم بسبب ظهور الصفة التي دل عليها ذلك الاسم فيه، كما أشير إليه في الحديث القدسي: يا آدم هذا محمد و أنا الحميد المحمود في فعالي و شققت له اسما من اسمي، وهذا علي و أنا العلي العظيم شققت له اسما من اسمي. الحديث. فلو لم يكن في الخارج مرحوم و مقهور لم تظهر الرحمانية و القاهرية، ولك أن تقول إن الموجودات بأسرها هي بعينها أسماء اللّه تعالى، لأن الاسم كما عرفت هو الدال على المسمى، وهي تدل على اللّه سبحانه دلالة الاسم على المسمى، فإن الدلالة كما تكون بالألفاظ كذلك تكون بالذوات من غير فرق بينها فيما يؤول إلى المعنى، بل كل موجود بمنزلة كلام صادر عنه تعالى دالّ على توحيده و تمجيده، بل كل منها عند أولي البصائر لسان ناطق بوحدانيته يسبح بحمده و يقدسه عما لا يليق بجنابه كما قال تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} [الإسراء: 44] . بل كل من الموجودات ذكر و تسبيح له تعالى إذ يفهم منه وحدانيته و علمه و اتصافه بسائر صفات الكمال و تقدسه عن صفات النقص والزوال، فإن البراهين قائمة بل العقول السليمة قاضية بوجوب انتهاء كل طلب إلى مطلوب، وكل فقر إلى غنى، وكل نقصان إلى تمام، كما أنها قاضية بوجوب رجوع كل مخلوق إلى خالق، و كل مصنوع إلى صانع، و كل مربوب إلى رب، فنقصانات الخلائق دلائل على كمالات الخالق جل ذكره، و كثراتها و اختلافاتها شواهد وحدانيته و نفي الشريك عنه و الضد و الند كما قال أمير المؤمنين عليه السّلام بتشعيره المشاعر عرف أن لا مشعر له، إلى آخر مما مضى.
واعلم أن كل موجود من الموجودات يطلب من اللّه سبحانه بلسان استعداده الكمال الذي يستعد له، واستعداده لذلك الكمال أيضا من نعمه سبحانه و إليه أشير بقوله عليه السّلام يامبتدئا بالنعم قبل استحقاقها، و إعطائه سبحانه الاستعداد دعاء منه إلى الطلب، فالطلب بهذا الاعتبار إجابة لدعوة الحق، اجيبوا داعي اللّه. و هو باعتبار آخر سؤال منه سبحانه يسأله من في السموات و الأرض، و هذا السؤال إنما هو بلسان الحاجة و الافتقار و على وجه الذل و الاضطرار، وإنما هو باسم من أسمائه جل جلاله مناسب لحاجة السائل، فالفقير مثلا إنما يدعوه بالاسم الغني، و المريض بالاسم الشافي، و المظلوم بالاسم المنتقم، وعلى هذا القياس فكل ذرة من ذرات العالم تدعو اللّه اضطرارا بلسان حالها باسم من أسمائه تعالى، و هو سبحانه يجيب دعوتها في حضرة ذلك الاسم الذي دعاه به كما قال تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ} [النمل: 62] وذلك الاسم هو صورة إجابته تعالى لدعوة ذلك المضطر، و مطالب الكل على حسب مسئولاتهم مبذولة دائما لا يخيب منه أحد قط إلا من كان على بصيرته غشاوة فأخذ يدعو اللّه بلسان المقال خلاف ما يدعوه بلسان الحال و هو قوله تعالى:{وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} [الرعد: 14] وسائر أفعاله عز و جل ترجع إلى هذه الإجابة لدعوة المضطرين، وهي ترجع إلى إفاضة الوجود وإنما تختلف أساميها باختلاف الاعتبارات. روي في كتاب التوحيد بإسناده عن يحيى الخزاعي قال دخلت مع أبي عبد اللّه عليه السّلام على بعض مواليه نعوده فرأيت الرجل يكثر من قول آه فقلت له يا أخي اذكر ربك واستغث به، فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام إن آه اسم من أسماء اللّه تعالى، فمن قال آه فقد استغاث باللّه. وستر هذا الحديث ما قلناه انتهى ملخصا و اللّه العالم بالحال.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|