أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-07-2015
1091
التاريخ: 29-3-2017
937
التاريخ: 29-3-2017
995
التاريخ: 25-10-2014
784
|
أطبق العقلاء على ذلك إلا أهل الظاهر، كداود، والحنابلة كافة، فإنهم قالوا: إنه تعالى جسم يجلس على العرش، ويفضل عنه من كل جانب ستة أشبار بشبره، وأنه ينزل في كل ليلة جمعة على حمار، وينادي إلى الصباح:
" هل من تائب، هل من مستغفر؟ " (1) وحملوا آيات التشبيه على ظواهرها (2).
والسبب في ذلك قلة تمييزهم وعدم تفطنهم بالمناقضة التي تلزمهم، وإنكار الضروريات التي تبطل مقالتهم، فإن الضرورة قاضية بأن كل جسم لا ينفك عن الحركة والسكون، وقد ثبت في علم الكلام: أنهما حادثان. والضرورة قاضية: أن ما لا ينفك عن المحدث فإنه يكون محدثا، فيلزم حدوث الله تعالى. والضرورة الثانية قاضية بأن كل محدث مفتقر إلى محدث، فيكون واجب الوجود مفتقرا إلى مؤثر، ويكون ممكنا، فلا يكون واجبا، وقد فرض أنه واجب، هذا خلف.
وقد تمادى أكثرهم، فقال: إنه تعالى يجوز عليه المصافحة، وأن المخلصين يعانقونه في الدنيا (3). وقال: داود (4): اعفوني عن الفرج، واللحية، واسألوني عما وراء ذلك. وقال: إن معبوده جسم ذو لحم، ودم، وجوارح، وأعضاء، وأنه بكى على طوفان نوح، حتى رمدت عيناه، وعادته الملائكة لما اشتكت عيناه!.
فلينصف العاقل المقلد من نفسه، هل يجوز له تقليد هؤلاء في شيء؟.
وهل للعقل مجال في تصديقهم في هذه المقالات الكاذبة والاعتقادات الفاسدة؟؟
وهل تثق النفس بإصابة هؤلاء في شيء البتة؟.
___________
(1) وفي الأحاديث الواردة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام: أن الله يبعث ملكا ينادي ليلة الجمعة: " هل من تائب، وهل من مستغفر؟ "، من دون أن يتجسم تعالى شأنه (راجع: تعليقة إحقاق الحق ج 1 ص 173).
(2) غير خفي على أولي الألباب: أن أحمد بن حنبل، إمام الحنابلة، كان معتقدا بأن الله جسم، وله أعضاء: كاليد، والوجه، والعين. ويتمسك لذلك بظواهر الآيات المتشابهة، وهكذا قال مالك بن أنس إمام المالكية: (راجع: الملل والنحل ج 1 ص 93 و 104).
(3) روى محمد بن عبد الكريم الشهرستاني هذا القول عن عدة علماء من أهل السنة في كتاب الملل والنحل ج 1 ص 105.
(4) وهو داود الجوارب، من علماء أهل السنة، ذكره الشهرستاني في كتابه الملل والنحل ج 1 ص 105.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|