المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

الأبيات التي اغرق قائلوها في معانيها
18-1-2020
حاسب الي
30-4-2020
علاقة الحب بين الزوجين
5-10-2014
أهمية الجغرافية الحيوية
2024-08-13
حشرات بنجر السكر (فراشة البنجر ذات الاهداب )
21-11-2019
اوضاع الكوفة ايام بيعة الحسن (عليه السلام)
7-4-2021


التربية بالقدوة  
  
2175   01:22 مساءاً   التاريخ: 2-9-2016
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص118-119
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-4-2016 2726
التاريخ: 2-9-2016 3382
التاريخ: 2023-07-19 1080
التاريخ: 29-1-2017 2763

من أهم أساليب التربية التي أكدت عليها كل النظريات التربوية الحديثة , وكذلك أكد عليها الإسلام أسلوب التربية بالقدوة , وذلك بان يكون الاهل بتصرفاتهم وأفعالهم قدوة لأبنائهم , فإذا أرادوا منهم العفو عمن أخطأ بحقهم كخلق حسن عليهم هم أن يعفوا عن أخطاء أبنائهم حتى يظهر للأولاد حسن هذا الخلق فيسعون الى مثله ، وقد ورد في ذلك قول أمير المؤمنين علي(عليه السلام):(من نصب نفسه للناس إمام فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره , وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه , ومعلم نفسه ومؤدبها أحق بالإجلال من معلم الناس ومؤدبهم)(1) .

فإن تكون مؤدبا لغيرك يعني أن تكون ملتزما بتأديب نفسك بشكل تتحول معه الى مدرسة متنقلة تعلم الناس من خلال تصرفاتك , ولذلك قال الإمام(عليه السلام) وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه، ورسول الله(صلى الله عليه واله) المربي الاكبر والذي هو الأسرة الحسنة كان في كل تصرفاته القولية والفعلية مثالا يحتذى , لذلك كان فعله وقوله وتقريره حجة في مقام التعرف على صحة العمل أو استحبابه , وفي هذا المجال يأتي ما ورد عن تلك المرأة التي أتت النبي (صلى الله عليه واله) بابنها طالبة منه(صلى الله عليه واله) أن ينهاه عن أكل التمر فطلب منها أن تأتي به في اليوم التالي حيث نهاه , فسألته تلك المرأة عن سبب تأجيل النهي الى اليوم التالي  فقال لها : لقد كنت بالأمس قد أكلت التمر وخفت أن يشم رائحة التمر من فمي فيوقع ذلك في نفسه شيء .

إذا تمعنا في موقف الرسول هذا فإنه دليل على أن يتنبه المربي من أن يطلب من الذي يربيه أن يترك فعل أمر معين وهو يقوم به وكما قال الشاعر الحكيم أبو الأسود الدؤلي :

(يا أيها المعلـــــــــم غيـــــره         هلا لنفسك كان ذا التعليـــــــــــــم

تصف الدواء لذي السقام وذي         الضنى كي ما يصح به وأنت سقيم

وأراك تلقح بالرشاد قلوبنـــــا          وصفا وأنت عن الرشاد عديـــــــم

فابدأ بنفسك فانهها عن غيهــا          فإن انتهت عنه فأنت حكيـــــــــــم

فهناك نتبع ما تقول ونقتــــدي         باقول منك وينفع التعليـــــــــــــــم

لا تنه عن خلق وتأتي بمثلـــه         عار عليك إذا فعلت عظيــــــــــــم).

___________

1ـ غرر الحكم الحديث 4103 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.