الأسس الجغرافية للتخطيط الاقليمي (الأسس الطبيعية - علم المناخ التطبيقي) |
2666
12:39 مساءاً
التاريخ: 31-8-2016
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-15
1021
التاريخ: 2023-03-14
1119
التاريخ: 14-2-2022
1824
التاريخ: 18-2-2022
2030
|
يحسن قبل ختام الدراسة الخاصة بالمناخ كأساس طبيعي للتخطيط الاقليمي التعرض لجانبه التطبيقي الذي يعكس قيمته ودوره الكبير في مجال التخطيط الاقليمي حيث يبحث علم المناخ التطبيقي في العلاقة بين خصائص العناصر المناخية والانشطة البشرية المختلفة وخاصة ان الانسان نجح في تغيير خصائص بعض عناصر المناخ في اقاليم متعددة من العالم ، مثال ذلك تغير خصائص الرطوبة النسبية وارتفاعها بدرجة ملحوظة في بعض الاقاليم التي انشئ بها شبكات ضخمة من الترع والمصارف أو أقيمت فيها السدود والخزانات المائية والبحيرات الصناعية ، كما تغيرت خصائص مناخ عدد من الاقاليم الحضرية حيث ارتفعت في هوائها نسبة الغازات والمواد العالقة بفعل الادخنة المتصاعدة من مداخن المنشآت الصناعية والعوادم المنبعثة من المركبات المختلفة والتي عملت بدورها على تغيير درجات الحرارة وميلها الى الارتفاع بشكل ملحوظ وخاصة في النطاقات الوسطى من المدن عن مثيلتها السائدة عند الاطراف ، وقد لعبت كثافة الطرق والمباني والانشاءات وحركة النقل والمواصلات وتوزيع السكان دور كبير في هذا التباين الحراري والممكن ملاحظته في أقاليم المدن .
ورغم ان البعض يشير الى ان منهج التطبيق قد لازم علم المناخ منذ نشأته ، الا ان علم المناخ التطبيقي ظهرت أهميته بوضوح أثناء الحرب العالمية الثانية عندما ظهرت الحاجة الى استخدام بيانات الطقس والمعلومات المناخية في العمليات الحربية .
وتسهم فروع علم المناخ التطبيقي في تقديم المادة العلمية التي يحتاج اليها المخطط في المجالات المختلفة ، ويمكن حصر اهم هذه الفروع فيما يلي :
(أ) المناخ الزراعي Agroclimatology :
يدرس العلاقة بين عناصر المناخ وخصائص الزراعة وأساليبها في الاقاليم الزراعية المختلفة ، حيث يركز على تتبع تأثير خصائص العناصر المناخية على التوزيع الجغرافي للمحاصيل المزروعة وفصلية نموها ومستوى اصابتها بالأمراض والآفات المختلفة ، الى جانب التأثير المباشر للمناخ على تحديد مواسم العمل في الحقول الزراعية ، وأساليب الزراعة وشبكات الري والصرف ، بالإضافة الى تلمس تأثير الزراعة كنشاط بشري على خصائص بعض عناصر المناخ .
ويظهر هذا التعريف مدى ثقل وأهمية علم المناخ الزراعي عند تصميم الدورات الزراعة وتحديد محاور التخطيط الزراعي.
(ب) المناخ الهيدرولوجي Hydrological Climatology :
يركز على دراسة العلاقة بين خصائص عناصر المناخ وموارد المياه المتاحة في اقليم ما ، وخاصة أن هذه العلاقة وثيقة للغاية حتى أنه يمكن القول بأن هيدرلوجية أي اقليم (1) تمثل انعكاساً لخصائص عناصر المناخ السائد .
ويفيد علم المناخ الهيدرولوجي عند تحديد حجم وطبيعة موارد المياه المتاحة في الاقليم المراد التخطيط لتنميته .
(جـ) مناخ التربة Soil Climatology :
يدرس هذا الفرع من فروع علم المناخ التطبيقي حرارة التربة السطحية ورطوبتها لتأثيرهما المباشر على قدرة الارض الانتاجية حيث يحددان مستوى التفاعلات البيولوجية الضرورية في التربة ، ومدى توافر العناصر الغذائية بها ، ومستوى حاجتها للمياه والحرارة . ومعنى ذلك أن الاطار العام لمناخ التربة يحدده خصائص المناخ ومكونات التربة .
وتعد درجة الحرارة خمس درجات مئوية للتربة هي صفر النمو للمحاصيل الزراعية ، في حين تبلغ سرعة النمو أقصاها عند درجة حرارة عشرين درجة مئوية للتربة ، وجدير بالذكر ان سرعة انتقال العناصر الغذائية من حيز التربة الى خلايا المحاصيل تأخذ في التناقض عند درجة 13 مْ وتنعدم تماماً عند الاقتراب من الصفر المئوي (2) .
وتفيد دراسات علم مناخ التربة عند تصميم التركيب المحصولي في أي اقليم زراعي وتحديد مستوى احتياجاته المائية وطبيعة المخصبات المطلوبة لرفع قدرة الارض الانتاجية من المحاصيل المختلفة .
(د) المناخ النباتي Plant Climatology :
يبحث في العلاقة بين خصائص النباتات الطبيعية وأنواعها وتوزيعها الجغرافي من ناحية وسمات عناصر المناخ السائدة من ناحية أخرى . أذ أن تباين خصائص النباتات الطبيعية في العلم تعد استجابة لاختلاف الظروف المناخية فالأوراق العريضة لأشجار الغابات المدارية المطيرة تعد وسيلة لتخلص الاشجار من العصارة الزائدة – بفعل غزارة الامطار – عن طريق النتح ، عكس الوضع بالنسبة للغابات المخروطية الباردة التي تتسم أشجارها بالشكل المخروطي وأوراقها بالشكل الابري مما يساعد على التخلص من جزء كبير من الثلوج المتساقطة عليها ، كما أن السمك الكبير للأوراق الابرية يحول دون تعرض عصارة النبات للتجمد ، لذلك فالأشجار هنا دائمة الخضرة . وأدى ضعف الضوء في نطاقات الغابات الاستوائية نتيجة لشدة كثافتها وتشابك أغصانها الى كثرة النباتات المتسلقة التي تسعى للوصول الى سقف الغابة للاستفادة من أشعة الشمس .
وأسهمت شدة الاشعاع الشمسي وارتفاع درجات الحرارة في نطاق السفانا في رقة أوراق حشائش السفانا وخشونتها وتليفها ، عكس الوضع بالنسبة لحشائش الاستبس ذات الاوراق الاعرض .
وأدى الجفاف السائد خلال شهور الصيف في نطاق مناخ البحر المتوسط الى تحايل النباتات الطبيعية على ظروف الجفاف السائدة بعدة طرق منها تغطية الجذوع بقشرة سميكة تقلل من ضياع الرطوبة كأشجار الفلين ، تعمق الجذور في باطن الارض للحصول على المياه الباطنية كأشجار الزيتون والكروم ، تغطية الأوراق – لمنع فقد المياه بفعل النتح – أما بطبقة زيتية كبعض أشجار الموالح أو بطبقة شمعية كأشجار البلوط ، انتشار الاشجار على مسافات متباعدة .
ويفيد علم المناخ النباتي في مجال تحديد هياكل خطط التنمية في مجالي تطوير المراعي الطبيعية ، واعداد الاطار العام لخطط اعادة تشجير النطاقات الغابية .
(هـ) المناخ الحضري Urban Climatology :
من الفروع الهامة لعلم المناخ التطبيقي ، حيث يركز على تتبع وتحليل خصائص المناخ المحلي Micro – Climate للمدينة ، أذ ان المدن الحديثة وتعدد وتراص مبانيها الضخمة وسفلتت شوارعها ، وطبيعة أنماط الحياة بها وسمات وظائفها الاقتصادية الرئيسية وما تبع ذلك من تضخم حجم سكانها ... كلها عوامل أوجدت خصائص متميزة لعناصر المناخ السائدة في أٌقاليم المدن وخاصة درجة الحرارة والرطوبة النسبية وتوزيع الضوء واتجاهات الرياح .
لذلك أصبح المناخ من العوامل الرئيسية التي توضع في الاعتبار عند تخطيط اقاليم الحضر وتحديد مستوى ارتفاع مبانيها ، وتوزيع المنتزهات والمساحات الخضراء ، وامتداد الطرق ومدى اتساعها ، وشكل المباني واتجاهات فتحاتها ، والمواد المستخدمة في سفلتة الطرق وتشجير جوانبها.
وأصبح تخطيط المدن يهتم حاليا بإيجاد الحلول العملية لمشكلة تلوث مناطق الحضر بالغبار الناتج عن التجمعات الكبيرة للسكان والغازات - أخطرها الغازات الكبريتية – التي تلفظها المنشآت الصناعية ووسائل النقل الميكانيكية المختلفة .
(و) المناخ الصناعي Industrial Climatology :
يهتم هذا الفرع من علم المناخ التطبيقي بدراسة تأثير خصائص العناصر المناخية وخاصة درجة الحرارة والرطوبة النسبية والضوء واتجاهات الرياح في المنشآت الصناعية من حيث التوزيع الجغرافي وطبيعة المنتجات المصنعة والتي يمكن حصر أهم معالمها فيما يلي (3) :
1- تحتاج بعض الصناعات الى سيادة نوع معين من الاحوال الجوية كحاجة صناعة غزل ونسج القطن الى نسبة عالية من الرطوبة حتى لاتتصف تلية القطن ، وحاجة صناعة الاغذية المحفوظة الى الجفاف وانخفاض درجة الحرارة للحيلولة دون نمو الفطريات وتكاثرها ، وحاجة صناعة تجفيف الفاكهة الى جو مشمس جاف ، وحاجة صناعة التبغ والسجائر الى درجة حرارة مرتفعة ونسبة رطوبة عالية ، وحاجة صناعة الشيكولاتة الى مناخ بارد لذلك يتركز معظم انتاجها العالمي في الدول الاوربية المستوردة للكاكاو وبينما لا يتم تصنيع الشيكولاتة في غانا الدولة الاولى المنتجة للكاكاو في العالم لوقوعها في العروض المدارية الحارة .
2- اختلاف المادة الخام المستخدمة في تصنيع الآلات تبعاً لطبيعة المناخ السائد في أقاليم تشغيلها ، حيث يقل استخدام العناصر البلاستيكية في تصنيع الآلات اذا كان سيتم تشغيلها في اقاليم حارة ، والعكس صحيح في حالة تشغيلها في أقاليم معتدلة أو باردة .
3- تباين تصميم كل من المكاينات الصناعية والمركبات الهندسية تبعاً لاختلاف الاقاليم مناخياً حيث يختلف ما يشغل منها في الاقاليم الباردة الى حد كبير عن مثيلتها المخصصة للاستخدام في الاقاليم الحارة .
4- اختلاف مركبات وطبيعة الشحوم والدهون الصناعية المستخدمة : الاقاليم الحارة عن مثيلتها المستخدمة في الاقاليم الباردة .
(ز) المناخ العسكري Militarily Climatology :
يفيد هذا الفرع من فروع المناخ التطبيقي في التخطيط العسكري حيث يعالج تأثير خصائص عناصر المناخ ودورها في رسم الخطط العسكرية وتحديد مسارات المعارك الحربية والتوقيت الانسب لبدئها اذ يرجع فشل نابليون بونابرت في غزو روسيا الى عدة أخطاء لعل أهمها غزوه لأراضي روسيا خلال شهور الشتاء قارصة البرودة .
وليس من شك في ان توقيت بدء العمليات الحربية وطبيعة الاسلحة المستخدمة تحددها طبيعة الاحوال الجوية السائدة خلال فصول السنة حيث تقل كفاءة ومستوى تشغيل الأسلحة الثقيلة والطائرات والقذائف الصاروخية خلال مواسم سقوط الارصاد الغزيرة وفترات التقلبات الجوية الشديدة ، لذلك أصبحت الارصاد الجوية من أهم الخدمات المعاونة للعمليات العسكرية وخاصة في العصر الحديث حيث أصبح الطيران يشكل السلاح الفعال والمؤثر في المعارك الحربية ، والمعروف أنه يتأثر اساساً بالظروف الجوية وخاصة الضباب والعواصف والتيارات الهوائية الشديدة والضوء رغم تطور البوصلات الحديثة ووسائل المرئيات العسكرية وخاصة نظارات الاشعة تحت الحمراء .
_____________
(1) تتمثل موارد المياه أو هيدرولوجية أي اقليم في أحد أو بعض الموارد التالية : المياه الجارية ، الامطار ، الجريان السطحي Runoff ، المياه الجوفية السطحية Sallow Groundwater ، المياه الجوفية العميقة Deep Groundwater .
(2) للتوسع في هذه الدراسة انظر :
- Weaver, J. E., Plant Ecology, Third Ed,, London, 1957.
- Fitzpatrick, E., Solis - Their Formation, Classiffication and Distribution, Second Ed., N.Y., 1983.
- Hobbs, J. E., Applied Climatology, London, 1980.
(3) استطاع الانسان التحرر من قيود المناخ في مجال الصناعة بعد التقدم الكبير الذي تحقق في وسائل التدفئة والتبريد بحيث أصبح من الممكن التحكم في الاجواء داخل المنشآت الصناعية حسب حاجة كل صناعة ، ورغم ذلك فإن طبيعة ومستوى وتكاليف تشغيل الماكينات الصناعية يرتبط الى حد كبير بطبيعة الاحوال الجوية السائدة خارج المنشأة الصناعية .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|