المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4878 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

تلوث الهواء Air pollution
13-10-2020
يحيى وصفاته العشر
9-10-2014
بحر الطويل
24-03-2015
تكرار كلامنا
29-4-2017
المعجم (تحليل المعنى المعجمي)
16-4-2019
اثر غياب الخصم على المواعيد في الفقه الاسلامي
15-7-2022


اتصافه الله بالحياة  
  
1045   02:43 صباحاً   التاريخ: 25-10-2014
المؤلف : محمّد آصف المحسني
الكتاب أو المصدر : صراط الحق في المعارف الإسلامية والأُصول الاعتقادية
الجزء والصفحة : ج1- ص189-180
القسم : العقائد الاسلامية / التوحيد / صفات الله تعالى / الصفات الثبوتية / الحياة و الادراك /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-10-2014 695
التاريخ: 25-10-2014 715
التاريخ: 6-3-2019 674
التاريخ: 2-07-2015 640

 قد علم بالضرورة من الدين ، وثبت بالكتاب والسُنّة ، واتّفاق أهل الملل ، أنّه تعالى حي ، وحيث إنّ الحياة المتحقّقة في الحيوان ـ وهي صفة تقتضي الحس والحركة مشروطة باعتدال المزاج ـ غير ممكنة في حقه تعالى ، اختلفوا في تفسيرها على أقوال :

1 ـ إنّها عبارة عن عدم استحالة كونه عالماً وقادراً . نُسب (1) إلى المتكلّمين من الإمامية والمعتزلة ، وقيل (2) : إنّه مذهب الحكماء وأبي الحسين البصري ، ومرجعها إذن إلى الصفات السلبية كما لا يخفى .

2 ـ إنّها صفة توجب صحّة العلم والقدرة ، فهي إذن صفة زائدة على ذاته المتّصفة بالعلم والقدرة . نُقل هذا عن الأشاعرة وجمهور المعتزلة ، أي قدمائهم القائلين بزيادة الصفات (3) .

3 ـ إنّها بمعنى الدرك والفعل ، فكونه تعالى حياً أنّه درّاك فعّال ، أي كون ذاته بحيث تكون درّاكةً وفعّالة ، وإلاّ فهذا القول ظاهر الفساد ، فإنّ حياته التي هي من صفاته الذاتية لا تكون نفس الفعل . وحكى هذا القول من الحكماء ، المجلسي (4) وغيره .

4 ـ معنى كونه حيّاً هو الفعّال المدبّر اختاره الصدوق في كتابه التوحيد (5) .

أقول : الحياة والممات كالحركة والسكون ، والقيام والجلوس منفية عنه تعالى بانتفاء موضوعها، أعني الجسم والجسماني ، فلو كنّا نحن وعقولنا لمّا جوّزنا اتّصافه بالحياة أصلاً ، ولكن لمّا ورد النقل به جوّزناه تعبّداً .

وعليه فجميع هذه الأقوال بلا شاهد ودليل عليها ، بل هي ـ باستثناء الأَوّل ـ ثابتة العدم ، فإنّ القول الثاني يبطل بالمذهب الصحيح من عينية الصفات ، والثالث والرابع مستلزمان قِدم العالم فيبطلان ببطلان لازمها ، والعجب من الصدوق فإنّه مع اعتقاده بحدوث العالم فسّر حياته تعالى وهي من صفاته الذاتية ـ بما يلزم قِدم العالم ، وبالجملة لابدّ أن يقول إمّا بقِدم العالم أو بحدوث الحياة ، وكلا الأمرين باطل عنده .

وأمّا القول الأَوّل ، فاتّصافه بالعلم والقدرة إنّما يُستكشف عن وجوده تعالى ، وأنّه موجود غير معدوم لا عن حياته ، فإنّها لا تكون شرطاً للعلم والقدرة مطلقاً كما لا يخفى .

فالإنصاف أنّه لم يتّضح لنا معنى الحياة الواردة في حقّه تعالى شرعاً ، نعم لو قلنا بأنّ معنى الحياة في الحيوان يتمّ بإدراك وفعل ، كما ادّعاه صاحب الأسفار لكان القول الثالث حقاً ، وحينئذٍ يمكن إثباته عقلاً بقاعدة الملازمة المتقدّمة ، لكن على نحو لا يستلزم قِدم العالم ، إلاّ أنّه غير ظاهر .

ويمكن أن يقال : إنّ هذه الصفة حيث وردت في الكتاب والسنة الملقيَين على عامة الناس حسب عقولهم ، أُريد بها ما هو متفاهم عندهم ، فلا يكون معناها بمجمل ، فيكون حياته بمعنى أنّه يتمكّن من الفعل ، وأنّه يمكن أن يصدر منه آثاره اختياراً ، وليس كالميت حيث لا أثر له ، أو بمعنى أنّه موجود غير معدوم والله العالم .

وأعلم أنّ الحياة على أقسام بحياة الإنسان ، وحياة الحيوان ـ ولعلّها على درجات ـ حياة الملائكة، وحياة الجن ، حياة الموجودات الحية في المجرّات والسماوات ، ولعلّها على أقسام متباينة ، وهناك أقسام أُخر للحياة ، كحياة الخلايا ، وحياة أعضاء البدن ، وحياة الشعر وغيرها ، كما ذكرها الطب الجديد ولقلّتها في كتابنا ( الفقه ومسائل طبيّة ) الذي ألّفناه بعد أكثر من أربعين عاماً أو أكثر من تأليف هذا الكتاب ، ونحن لا نعرف حقيقة حياة هذه المخلوقات ، بل لا نعلم حقيقة حياتنا إلاّ بمقدار أنّها حصلت من تعلّق الروح بالبدن تعلّقاً تدبيرياً ، وأمّا حقيقة حياتنا فهي مجهولة لنا ، إلاّ بآثارها من التغذية ، والنمو ، والحسّ والحركة ، والإدراك ، والتكاثر ونحو ذلك ، كما بُيّنت في علم الإحياء الحديث (البايولوجيا ) ، فكيف نحيط بحياته تعالى ، حتى نحرّفها في الكلام والفلسفة ! والأقوى ردّ جميع الأقوال المذكورة في الكتاب وغيره ، والتوقّف في معرفتها ، وإنّ المذكورات من آثارها الحياة لا منها ولا من لوازمها (6) .

 

إلحاق وإتمام:

قد برهنّا ـ إلى الآن ـ على وجوده ، ووجوبه ، وقدرته ، واختياره ، وبصره وسمعه ، وحياته ، ولكن يرجع اختياره إلى قدرته ، وأمّا سمعه وبصره فقد مرّ أنّهما من أفراد علمه أو من توابعه، على تردّد في ذلك ، وأمّا الوجوب فليس إلاّ الوجود الغير المسبوق بالعدم ، فأُصول صفاته ثلاثة: بعد وجوده : الحياة والعلم والقدرة ، والبقية راجعة إليها .

فإلى الوجود يرجع الأزلية ، والأبدية ، السرمدية ، والبقاء ، والحقّية ، والسالمية ، والدوام ، وأمثالها .

وإلى العلم يرجع رؤيته ، (7) وإحاطته ، وحكمته على أحد الوجهين ، وعينه ، وأمثالها .

وإلى القدرة يرجع قوته ، وبطشه ، وشدّته ، ويده ، وقهره ، ونظائرها .

وستقف إن شاء الله على أنّ هذا التعدّد الثلاثي إنّما يجول في ميدان المفهوم وساحة الاعتبار فقط، وإلاّ ففي واقع المصداق ليس إلاّ الذات الأحدية البسيطة ، فكلّه الوجود والقدرة والعلم ، وعلمه قدرته ووجوده ، وقدرته علمه ووجوده ، ووجوده علمه وقدرته {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ} [طه: 111] .

_______________

(1) بحار الأنوار 4 / 69.

(2) المواقف 3 / 66 وغيرها .

(3) المصدر نفسه .

(4) بحار الأنوار 4 / 68.

(5) بحار الأنوار 4 / 192.

(6) ذكرنا هذه الزيادة عند طبع الكتاب مرّة ثالثة في سنة 1385 هـ . ق = 1427 هـ . ق .

(7) كما قال تعالى : {وَنَرَاهُ قَرِيبًا} [المعارج: 7] .

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.