المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



وفاة الزعيم محمد  
  
3289   05:45 مساءاً   التاريخ: 10-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص204-207.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / موقفه السياسي وولاية العهد /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-8-2016 3327
التاريخ: 19-05-2015 3689
التاريخ: 10-8-2016 2758
التاريخ: 8-8-2016 3016

من المؤسف حقا ان الزعيم الكبير محمد بن ابراهيم قد توفي و ذهبت معظم المصادر التأريخية إلى انه توفي وفاة طبيعية و عزت بعض المصادر وفاته إلى أبي السرايا فقد دس إليه سما فاغتاله ليتخلص منه و اكبر الظن انه توفي حتف انفه و لم يكن‏ لأبي السرايا أي ضلع فيها لأن الثورة كانت في بدايتها و ليس من الممكن بأي حال من الأحوال أن يقدم أبو السرايا على اغتياله في تلك الظروف الحرجة التي لم يتيقن فيها بنجاح ثورته.

و مهما يكن من أمر فان أبا السرايا قام بتجهيز الجثمان الطاهر فغسله و ادرجه في اكفانه و حملوه في غلس الليل البهيم الى (الغري) فدفنوه فيه‏  و رجعوا إلى الكوفة و في الصبح جمع ابو السرايا الناس و نعى إليهم الزعيم الكبير محمد و عزاهم بوفاته فارتفعت الأصوات بالبكاء و التفت إليهم قائلا: لقد اوصى ابو عبد اللّه إلى شبيهه و من اختاره و هو ابو الحسن علي بن عبيد اللّه فان رضيتم به فهو الرضى و إلّا فاختاروا لأنفسكم.

و ساد الوجوم في جميع قطعات الجيش و لم ينبس أحد ببنت شفة و انبرى العلوي محمد بن محمد بن زيد و هو غلام حدث السن فخاطب العلويين قائلا: يا آل علي إن دين اللّه لا ينصر بالفشل و ليست يد هذا الرجل - يعني أبا السرايا- عندنا بسيئة و قد شفى الغليل و ادرك الثأر.

و التفت الي علي بن عبيد اللّه فقال له: ما تقول يا أبا الحسن فقد وصانا بك امدد يدك نبايعك.

و اضاف يقول: ان أبا عبيد اللّه رحمه اللّه قد اختار فلم بعدم الثقة في نفسه و لم يألوا جاهدا في حق اللّه الذي قلده و ما رد وصيته تهاونا بأمره و لا ادع هذا نكولا عنه و لكن أتخوف أن اشتغل به عن غيره مما هو أحمد و أفضل عاقبة فامض رحمك اللّه لأمرك و اجمع شمل بني عمك فقد قلدناك الرئاسة علينا و أنت الرضى عندنا الثقة في أنفسنا.

ثم التفت إلى أبي السرايا فقال له: ما ترى أرضيت به؟.

و سارع أبو السرايا قائلا: رضاي من رضاك و قولي من قولك.

و جذبوا يد محمد بن محمد فبايعوه و قام محمد في الوقت بعزم ثابت فنظم شؤون حكومته و بعث عماله إلى الاقطار الاسلامية التي فتحها أبو السرايا و هذه المناطق التي بعث إليها عماله:

1- الكوفة: و قد ولى عليها اسماعيل بن علي.

2- اليمن: و قد ولى عليها ابراهيم نجل الامام موسى بن جعفر.

3- الاهواز: و قد جعل عليها زيد بن موسى.

4- البصرة: و قد استعمل عليها العباس بن محمد.

5- مكة: و قد جعل عليها واليا الحسن بن الحسن الأفطس.

6- واسط: و قد جعل عليها جعفر بن محمد بن زيد و جعل على شرطته روح بن الحجاج و اسند القضاء إلى عاصم بن عامر.

و ضربت النقود بالكوفة و كتب عليها الآية الكريمة {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} [الصف: 4] ‏ و أخذت الثورة تتسع في مناطق العالم الاسلامي فقد سئم المسلمون من الحكم العباسي و استجابوا بفرح و سرور الى الحكم العلوي.

و ادرك العباسيون الخطر الذي يهدد حياتهم و زوال سلطانهم فقد مني والي العراق الحسن بن سهل بهزيمة ساحقة فكتب إلى طاهر بن الحسين لينضم إليه الى قتال أبي السرايا و لكن كتبت إليه رقعة فيها هذه الابيات و قد اخفى صاحبها اسمه و هي:

قناع الشك يكشفه اليقين‏          و أفضل كيدك الرأي الرصين‏

تثبت قبل ينفذ فيك أمر            يهيج لشره داء دفين‏

أ تندب طاهرا لقتال قوم‏           بنصرتهم و طاعتهم يدين‏

سيطلقها عليك معقلات‏            تصر و دونها حرب زبون‏

و يبعث كامنا في الصدر منه‏     و لا يخفى إذا ظهر المصون‏

فشأنك و اليقين فقد أنارت‏        معالمه و اظلمت الظنون‏

و دونك ما تريد بعزم رأي‏        تدبره ودع ما لا يكون‏

و لما قرأ الحسن هذه الأبيات رجع عن رأيه و كتب إلى هرثمة بن أعين يسأله التعجيل في القدوم إليه و أوفد لمقابلته السندي بن شاهك و كانت بين الحسن‏ و هرثمة شحناء و تنافر فلما التقى به السندي و ناوله الكتاب فقرأه و قال: نوطئ نحن الخلافة و نمهد لهم اكنافها ثم يستبدون بالأمور و يستأثرون بالتدبير علينا فاذا انفتق عليهم فتق بسوء تدبيرهم و اضاعتهم الأمور أرادوا أن يصلحوه بنا لا و اللّه و لا كرامة حتى يعرف امير المؤمنين - يعني المأمون- سوء آثارهم و قبيح أفعالهم.

و تباعد عنه السندي و يئس منه و وردت عليه رسالة من المنصور بن المهدي فلما قرأها استجاب و قفل راجعا إلى بغداد فلما صار الى (النهروان) خرج البغداديون إلى استقباله و في طليعتهم الوجوه و قادة الجيش و حينما رأوه ترجلوا جميعا و نزل في داره و امر الحسن بن سهل بدواوين الجيش فنقلت إليه ليختار من الرجال ما شاء و أطلقت إليه بيوت الأموال و اخذ هرثمة يجمع الجيوش و يعد العدة لمناجزة أبي السرايا و لما كملت جيوشه و كان عددهم ثلاثين الف مقاتل ما بين فارس و راجل زحف بهم نحو الكوفة و اجتاز على (المدائن) فاستولى عليها و هزم عاملها ثم زحف نحو (الكوفة) و التقى جيشه بجيش أبي السرايا فالتحما و دارت بينهما معارك رهيبة و قد قتل من اصحاب ابي السرايا خلق كثير و قد انهارت قواه العسكرية و لم يعد قادرا على حماية (الكوفة) التي هي عاصمته فهرب نحو (القادسية) ثم منها الى (السوس) فاغلق اهلها عليه الأبواب و طلب أبو السرايا منهم أن يفتحوها له ففتحوها و وقعت الحرب بينهم و بين أهالي السوس فانهزم أبو السرايا قاصدا (خراسان) فنزل قرية يقال لها (برقانا) فخرج إليهم عاملها فاجتمع بهم و اعطاهم الأمان فاستجابوا له و في نفس الوقت ارسلهم إلى الحسن بن سهل و كان مقيما بالمدائن فلما انتهوا إليه أمر بقتل أبي السرايا فقتل ثم امر بصلب رأسه في الجانب الشرقي من بغداد كما أمر بصلب بدنه في الجانب الغربي من بغداد  و كانت المدة بين خروجه و قتله عشرة أشهر .

و انتهت بذلك هذه الحادثة الخطيرة و قد قتل فيها ما يقرب من مائتي الف مقاتل و مما لا شبهة فيه ان هذه الثورة و امثالها كانت ناجمة من سوء السياسة العباسية التي لم تألوا جاهدا في ظلم الناس و ارغامهم على الذل و العبودية للحكم العباسي.

و على أي حال فان الحياة السياسية في عصر الامام (عليه السّلام) كانت مضطربة و بشعة فقد شاعت الاضطرابات و انتشر التمرد على الحكم العباسي في معظم البلاد الاسلامية.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.