أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-8-2016
3327
التاريخ: 19-05-2015
3689
التاريخ: 10-8-2016
2758
التاريخ: 8-8-2016
3016
|
من المؤسف حقا ان الزعيم الكبير محمد بن ابراهيم قد توفي و ذهبت معظم المصادر التأريخية إلى انه توفي وفاة طبيعية و عزت بعض المصادر وفاته إلى أبي السرايا فقد دس إليه سما فاغتاله ليتخلص منه و اكبر الظن انه توفي حتف انفه و لم يكن لأبي السرايا أي ضلع فيها لأن الثورة كانت في بدايتها و ليس من الممكن بأي حال من الأحوال أن يقدم أبو السرايا على اغتياله في تلك الظروف الحرجة التي لم يتيقن فيها بنجاح ثورته.
و مهما يكن من أمر فان أبا السرايا قام بتجهيز الجثمان الطاهر فغسله و ادرجه في اكفانه و حملوه في غلس الليل البهيم الى (الغري) فدفنوه فيه و رجعوا إلى الكوفة و في الصبح جمع ابو السرايا الناس و نعى إليهم الزعيم الكبير محمد و عزاهم بوفاته فارتفعت الأصوات بالبكاء و التفت إليهم قائلا: لقد اوصى ابو عبد اللّه إلى شبيهه و من اختاره و هو ابو الحسن علي بن عبيد اللّه فان رضيتم به فهو الرضى و إلّا فاختاروا لأنفسكم.
و ساد الوجوم في جميع قطعات الجيش و لم ينبس أحد ببنت شفة و انبرى العلوي محمد بن محمد بن زيد و هو غلام حدث السن فخاطب العلويين قائلا: يا آل علي إن دين اللّه لا ينصر بالفشل و ليست يد هذا الرجل - يعني أبا السرايا- عندنا بسيئة و قد شفى الغليل و ادرك الثأر.
و التفت الي علي بن عبيد اللّه فقال له: ما تقول يا أبا الحسن فقد وصانا بك امدد يدك نبايعك.
و اضاف يقول: ان أبا عبيد اللّه رحمه اللّه قد اختار فلم بعدم الثقة في نفسه و لم يألوا جاهدا في حق اللّه الذي قلده و ما رد وصيته تهاونا بأمره و لا ادع هذا نكولا عنه و لكن أتخوف أن اشتغل به عن غيره مما هو أحمد و أفضل عاقبة فامض رحمك اللّه لأمرك و اجمع شمل بني عمك فقد قلدناك الرئاسة علينا و أنت الرضى عندنا الثقة في أنفسنا.
ثم التفت إلى أبي السرايا فقال له: ما ترى أرضيت به؟.
و سارع أبو السرايا قائلا: رضاي من رضاك و قولي من قولك.
و جذبوا يد محمد بن محمد فبايعوه و قام محمد في الوقت بعزم ثابت فنظم شؤون حكومته و بعث عماله إلى الاقطار الاسلامية التي فتحها أبو السرايا و هذه المناطق التي بعث إليها عماله:
1- الكوفة: و قد ولى عليها اسماعيل بن علي.
2- اليمن: و قد ولى عليها ابراهيم نجل الامام موسى بن جعفر.
3- الاهواز: و قد جعل عليها زيد بن موسى.
4- البصرة: و قد استعمل عليها العباس بن محمد.
5- مكة: و قد جعل عليها واليا الحسن بن الحسن الأفطس.
6- واسط: و قد جعل عليها جعفر بن محمد بن زيد و جعل على شرطته روح بن الحجاج و اسند القضاء إلى عاصم بن عامر.
و ضربت النقود بالكوفة و كتب عليها الآية الكريمة {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} [الصف: 4] و أخذت الثورة تتسع في مناطق العالم الاسلامي فقد سئم المسلمون من الحكم العباسي و استجابوا بفرح و سرور الى الحكم العلوي.
و ادرك العباسيون الخطر الذي يهدد حياتهم و زوال سلطانهم فقد مني والي العراق الحسن بن سهل بهزيمة ساحقة فكتب إلى طاهر بن الحسين لينضم إليه الى قتال أبي السرايا و لكن كتبت إليه رقعة فيها هذه الابيات و قد اخفى صاحبها اسمه و هي:
قناع الشك يكشفه اليقين و أفضل كيدك الرأي الرصين
تثبت قبل ينفذ فيك أمر يهيج لشره داء دفين
أ تندب طاهرا لقتال قوم بنصرتهم و طاعتهم يدين
سيطلقها عليك معقلات تصر و دونها حرب زبون
و يبعث كامنا في الصدر منه و لا يخفى إذا ظهر المصون
فشأنك و اليقين فقد أنارت معالمه و اظلمت الظنون
و دونك ما تريد بعزم رأي تدبره ودع ما لا يكون
و لما قرأ الحسن هذه الأبيات رجع عن رأيه و كتب إلى هرثمة بن أعين يسأله التعجيل في القدوم إليه و أوفد لمقابلته السندي بن شاهك و كانت بين الحسن و هرثمة شحناء و تنافر فلما التقى به السندي و ناوله الكتاب فقرأه و قال: نوطئ نحن الخلافة و نمهد لهم اكنافها ثم يستبدون بالأمور و يستأثرون بالتدبير علينا فاذا انفتق عليهم فتق بسوء تدبيرهم و اضاعتهم الأمور أرادوا أن يصلحوه بنا لا و اللّه و لا كرامة حتى يعرف امير المؤمنين - يعني المأمون- سوء آثارهم و قبيح أفعالهم.
و تباعد عنه السندي و يئس منه و وردت عليه رسالة من المنصور بن المهدي فلما قرأها استجاب و قفل راجعا إلى بغداد فلما صار الى (النهروان) خرج البغداديون إلى استقباله و في طليعتهم الوجوه و قادة الجيش و حينما رأوه ترجلوا جميعا و نزل في داره و امر الحسن بن سهل بدواوين الجيش فنقلت إليه ليختار من الرجال ما شاء و أطلقت إليه بيوت الأموال و اخذ هرثمة يجمع الجيوش و يعد العدة لمناجزة أبي السرايا و لما كملت جيوشه و كان عددهم ثلاثين الف مقاتل ما بين فارس و راجل زحف بهم نحو الكوفة و اجتاز على (المدائن) فاستولى عليها و هزم عاملها ثم زحف نحو (الكوفة) و التقى جيشه بجيش أبي السرايا فالتحما و دارت بينهما معارك رهيبة و قد قتل من اصحاب ابي السرايا خلق كثير و قد انهارت قواه العسكرية و لم يعد قادرا على حماية (الكوفة) التي هي عاصمته فهرب نحو (القادسية) ثم منها الى (السوس) فاغلق اهلها عليه الأبواب و طلب أبو السرايا منهم أن يفتحوها له ففتحوها و وقعت الحرب بينهم و بين أهالي السوس فانهزم أبو السرايا قاصدا (خراسان) فنزل قرية يقال لها (برقانا) فخرج إليهم عاملها فاجتمع بهم و اعطاهم الأمان فاستجابوا له و في نفس الوقت ارسلهم إلى الحسن بن سهل و كان مقيما بالمدائن فلما انتهوا إليه أمر بقتل أبي السرايا فقتل ثم امر بصلب رأسه في الجانب الشرقي من بغداد كما أمر بصلب بدنه في الجانب الغربي من بغداد و كانت المدة بين خروجه و قتله عشرة أشهر .
و انتهت بذلك هذه الحادثة الخطيرة و قد قتل فيها ما يقرب من مائتي الف مقاتل و مما لا شبهة فيه ان هذه الثورة و امثالها كانت ناجمة من سوء السياسة العباسية التي لم تألوا جاهدا في ظلم الناس و ارغامهم على الذل و العبودية للحكم العباسي.
و على أي حال فان الحياة السياسية في عصر الامام (عليه السّلام) كانت مضطربة و بشعة فقد شاعت الاضطرابات و انتشر التمرد على الحكم العباسي في معظم البلاد الاسلامية.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|