المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

العلاقة بين البيئة و التنمية
NaN-undefine
فرض hypothesis
6-6-2017
The vowels of RP MOUTH
2024-03-12
إحيائه للبقرة باذن اللّه و علمه (عليه السلام)بكلام الحيوانات
17-04-2015
الهامش القاري
4-1-2016
الحركات التكتونية التالية لعصرالجليد
2024-10-10


نص وثيقة ولاية العهد  
  
3327   05:46 مساءاً   التاريخ: 10-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص296-299.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / موقفه السياسي وولاية العهد /

لم تقتصر ولاية العهد بين الامام (عليه السّلام) و بين المأمون على البحوث الكلامية و إنما دونت في وثيقة رسمية وقع عليها الامام و المأمون و شهد عليها كبار رجال الدولة و قد نقلتها جمهرة من مصادر التأريخ و قد اطلع عليها ابن الجوزي و قال: ابتاعها خالي بمأتي دينار و حملها إلى سيف الدولة صدقة بن منصور و كان فيها خطوط جماعة من الكتاب مثل الصولي عبد اللّه بن العباس و الوزير المغربي‏  و قد اطلع عليها علي بن عيسى الأربلي و نقل نصها في كتابة (كشف الغمة) و ذلك في سنة670هـ  و نحن ننقل نصها فقد جاء فيها بعد البسملة:

هذا كتاب كتبه عبد اللّه بن هارون الرشيد أمير المؤمنين لعلي بن موسى بن جعفر.

أما بعد: فإنّ اللّه عزّ و جلّ اصطفى الاسلام دينا و اصطفى من عباده رسلا دالين عليه و هادين إليه يبشر أولهم بآخرهم و يصدق تاليهم ماضيهم حتى انتهت نبوة اللّه إلى محمد (صلّى اللّه عليه و آله) على فترة الرسل و دروس من العلم و انقطاع من الوحي و اقتراب من الساعة فختم اللّه به النبيين و جعله شاهدا لهم و مهيمنا عليهم و انزل عليه كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد بما أحل و حرم و وعد و أوعد و حذر و أنذر و أمر به و نهى عنه لتكون له الحجة البالغة على خلقه ليهلك من هلك عن بينة و يحيا من حيي عن بينة و ان اللّه لسميع عليم , فبلغ عن اللّه رسالته و دعا إلى سبيله بما أمره به من الحكمة و الموعظة الحسنة و المجادلة بالتي هي أحسن ثم بالجهاد و الغلظة حتى قبضه اللّه إليه و اختار له ما عنده (صلّى اللّه عليه و آله) فلما انقضت النبوة و ختم اللّه بمحمد (صلّى اللّه عليه و آله) الوحي و الرسالة جعل قوام الدين و نظام أمر المسلمين بالخلافة و اتمامها و عزها و القيام بحق اللّه فيها بالطاعة التي يقام بها فرائض اللّه تعالى و حدوده و شرائع الاسلام و سننه و يجاهد بها عدوه , فعلى خلفاء اللّه طاعته فيما استحفظهم و استرعاهم من دينه و عباده و على المسلمين طاعة خلفائهم و معاونتهم على إقامة حق اللّه و عدله و أمن السبيل و حقن الدماء و صلاح ذات البين و جمع الالفة و في خلاف ذلك اضطراب حبل المسلمين و اختلالهم و اختلاف ملتهم و قهر دينهم و استعلاء عدوهم و تفرق الكلمة و خسران الدنيا و الآخرة , فحق على من استخلفه اللّه في ارضه و ائتمنه على خلقه أن يجاهد اللّه نفسه و يوثر ما فيه رضى اللّه و طاعته و يعتمد لما اللّه مواقفه عليه و مسائله عنه و يحكم بالحق و يعمل بالعدل فيما أحله اللّه و قلده فإن اللّه عزّ و جلّ يقول لنبيه داود: يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق و لا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل اللّه ان الذين يضلون عن سبيل اللّه لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب و قال اللّه عزّ و جلّ: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الحجر: 92، 93] ‏ و بلغنا ان عمر بن الخطاب قال: لو ضاعت سخلة بشاطئ الفرات لتخوفت أن يسألني اللّه عنها , و أيم اللّه إن المسؤول عن خاصة نفسه الموقوف على عمله فيما بينه و بين اللّه ليعرض على أمر كبير و على خطر عظيم فكيف بالمسؤول عن رعاية الأمة و باللّه الثقة و إليه المفزع و الرغبة في التوفيق و العصمة و التسديد و الهداية إلى ما فيه ثبوت الحجة و الفوز من اللّه بالرضوان و الرحمة.

و أنظر الأمة لنفسه و انصحهم للّه في دينه و عباده من خلائقه في أرضه من عمل بطاعة اللّه و كتابه و سنة نبيه (صلّى اللّه عليه و آله) في مدة أيامه و بعدها و أجاهد رأيه فيمن يوليه عهده و يختاره لامامة المسلمين و رعايتهم بعده و ينصبه علما لهم و مفزعا في جمع الفتهم و لم شعثهم و حقن دمائهم و الأمن باذن اللّه من فرقتهم و فساد ذات بينهم و اختلافهم و رفع نزغ الشيطان و كيده عنهم فان اللّه عزّ و جلّ جعل العهد بعد الخلافة من تمام الاسلام و كماله و عزه و صلاح أهله و ألهم خلفاءه الخلافة من توكيده لمن يختارونه له من بعدهم ما عظمت به النعمة و شملت فيه العافية و نقض اللّه بذلك مكر أهل الشقاق و العداوة و السعي و الفرقة و التربص للفتنة.

و لم يزل امير المؤمنين منذ أفضت إليه الخلافة فاختبر بشاعة مذاقها و ثقل محملها و شدة مؤونتها و ما يجب على من تقلدها من ارتباط طاعة اللّه و مراقبته فيما حمله منها فانصب بدنه و اسهر عينه و أطال فكره فيما فيه عز الدين و قمع المشركين و صلاح الأمة و نشر العدل و اقامة الكتاب و السنة و منعه ذلك من الخفض و الدعة و مهنأ العيش علما بما اللّه سائله عنه و محبة أن يلقى اللّه مناصحا له في دينه و عباده و مختارا لولاية عهده و رعاية الأمة من بعده افضل من يقدر عليه في دينه و ورعه و علمه و أرجاهم للقيام في أمر اللّه و حقه مناجيا بالاستجارة في ذلك و مسألته الهامه ما فيه رضاه و طاعته في آناء ليله و نهاره معملا في طلبه و التماسه في أهل بيته من ولد عبد اللّه بن العباس و علي بن أبي طالب فكره و نظره مقتصرا ممن علم حاله و مذهبه منهم على علمه و بالغا في المسألة عمن خفي عليه أمره جاهده و طاقته حتى استقصى أمورهم معرفة و ابتلى أخبارهم مشاهدة و استبرأ أحوالهم معاينة و كشف ما عندهم مساءلة فكان خيرته بعد استخارته اللّه و إجهاده نفسه في قضاء حقه في عباده و بلاده في البيتين جميعا علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) لما رأى من فضله البارع و علمه النافع و ورعه الظاهر و زهده الخالص و تخليه من الدنيا و تسلمه من الناس.

و قد استبان له ما لم تزل الأخبار عليه متواطئة و الألسن عليه متفقة و الكلمة فيه جامعة و لما لم يزل يعرفه به من الفضل يافعا و ناشئا و حدثا و مكتهلا فعقد له بالخلافة من بعده واثقا بخيرة اللّه في ذلك إذ علم اللّه أنه فعله ايثارا له و للدين و نظرا للإسلام و المسلمين و طلبا للسلامة و ثبات الحجة و النجاة في اليوم الذي يقوم الناس فيه لرب العالمين.

و دعا امير المؤمنين ولده و أهل بيته و خاصته و قواده و خدمه فبايعوا مسرورين عالمين بإيثار امير المؤمنين طاعة اللّه على الهوى في ولده و غيرهم ممن هو أشبك منه رحما و أقرب قرابة.

و سماه الرضا اذ كان رضا عند امير المؤمنين فبايعوا معشر أهل بيت أمير المؤمنين و من بالمدينة المحروسة من قواده و جنده و عامة المسلمين لأمير المؤمنين و للرضا من بعده علي بن موسى على اسمه و بركته و حسن قضائه لدينه و عباده بيعة مبسوطة إليها أيديكم منشرحة لها صدوركم عالمين بما أراد أمير المؤمنين بها و آثر طاعة اللّه و النظر لنفسه و لكم فيها شاكرين اللّه على ما ألهم امير المؤمنين بها من قضاء حقه في رعايتكم و حرصه على رشدكم و صلاحكم راجين عائدة ذلك في جمع الفتكم و حقن دمائكم و لم شعثكم و سد ثغوركم و قوة دينكم و رغم عدوكم و استقامة أموركم و سارعوا إلى طاعة اللّه و طاعة امير المؤمنين فإنه الأمن إن سارعتم إليه و حمدتم اللّه عليه عرفتم الحظ فيه ان شاء اللّه  .

و انتهت هذه الوثيقة و كان تأريخها يوم الأثنين لسبع خلون من شهر رمضان سنة إحدى و مائتين هجرية.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.