أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-05-2015
3847
التاريخ: 16-10-2015
13348
التاريخ: 2-8-2016
3193
التاريخ: 19-05-2015
3210
|
لم يمض قليل من الوقت على تقلد الامام الرضا (عليه السّلام) لولاية العهد حتى تنكر له المأمون كأشد ما يكون التنكر و أضمر له السوء و الغدر و أخذ يبغي له الغوائل و يكيده في غلس الليل و في وضح النهار ففرض عليه الرقابة الشديدة و حبسه في بيته و منع العلماء و الفقهاء من الاتصال به و الانتهال من غير علومه كما منع سواد شيعته من التشرف بمقابلته.
و قد ورم أنف المأمون و تميز غضبا و غيظا بما يتمتع به الامام (عليه السّلام) من المكانة العظمى في نفوس المسلمين و قد ترسخت و ازدادت حينما أسندت إليه ولاية العهد فقد رأوا ترسله و عدم تكلفه و بعده عن مغريات الحياة و زهده في الدنيا و مشاركته للناس في آلامهم و حنوه على الضعفاء و عطفه على البؤساء و سعة علومه و احاطته بما تحتاج إليه الأمة في جميع شئونها و شدة انابته إلى اللّه تعالى و تقواه الى غير ذلك من معالي أخلاقه التي يحار الفكر فيها و التي هي امتداد ذاتي إلى اخلاق جده الرسول (صلّى اللّه عليه و آله) الذي طور الحياة و قضى على جميع التخلف و الانحراف في دنيا العرب و المسلمين.
رأى الناس الأخلاق العلوية الماثلة في الامام الرضا (عليه السّلام) فهاموا بحبه و آمنوا بإمامته في حين أن المأمون و سائر ملوك بني العباس قد اتصفوا بضد ما اتصف به الامام فانهم من حين أن تقلدوا الخلافة لم يؤثر عن أي أحد منهم مكرمة أو فضيلة فقد انسابوا وراء شهواتهم و ملاذاتهم و انفقوا الملايين من أموال المسلمين على لياليهم الحمراء و رحم اللّه أبا فراس الحمداني الشاعر الملهم و الثائر على الظلم و الجور فقد قارن في رائعته الخالدة بين الحياة الرفيعة التي عاشها السادة العلويون و بين الحياة الوضيعة المليئة بالإثم و المنكرات التي عاشها العباسيون يقول:
تمسي التلاوة في أبياتهم سحرا و في بيوتكم الأوتار و النغم
إذا تلوا آية غنى إمامكم: قف بالديار التي لم يعفها قدم
منكم علية أم منهم و كان لكم شيخ المغنين ابراهيم أم لهم؟
ما في بيوتهم للخمر معتصر و لا بيوتهم للشر معتصم
و لا تبيت لهم خنثى تنادمهم و لا يرى لهم قرد له حشم
الركن و البيت و الأستار منزلهم و زمزم و الصفا و الحجر و الحرم
إن سيرة العلويين مشرقة كالشمس بنور الايمان و سيرة خصومهم العباسيين مظلمة قاتمة لا بصيص فيها بنور الايمان و هدي الاسلام و على أي حال فقد جاهد المأمون أن يظهر للمجتمع الاسلامي عدم زهد الامام الرضا (عليه السّلام) في تقليده لولاية العهد إلّا أنه باء بالفشل فقد ظهر الامام عليه كألمع شخصية عرفها العالم الاسلامي في تقواه و ورعه و اقباله على طاعة اللّه و عبادته و عدم اشتراكه باي منحى من المناحي السياسية... .
قدم الامام (عليه السّلام) نصيحة خالصة للمأمون نقية من كثير من المشاكل السياسية فقد أشار عليه أن يعفيه من ولاية العهد و يعفي الفضل بن سهل من الوزارة و بذلك بتخلص من كيد العباسيين و بغيهم عليه إلّا ان المأمون لم يعفهما و انما قام باغتيالهما .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|