المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

‏الجبال وتصفية المياه
18-5-2016
معاملة المرأة بلطف
19-1-2016
Titanium Halides
25-11-2018
التمثيلُ في الآية (41-43) من سورة العنكبوت
11-10-2014
استعمالات قصب السكر
6-3-2017
نصّ خطبة السيدة زينب على رواية أخرى في مجلس يزيد
1-12-2017


نهاية المطاف‏ ونصيحة الرضا الامام للمأمون  
  
3386   09:13 صباحاً   التاريخ: 2-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص368-369.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة /

لم يمض قليل من الوقت على تقلد الامام الرضا (عليه السّلام) لولاية العهد حتى تنكر له المأمون كأشد ما يكون التنكر و أضمر له السوء و الغدر و أخذ يبغي له الغوائل و يكيده في غلس الليل و في وضح النهار ففرض عليه الرقابة الشديدة و حبسه في بيته و منع العلماء و الفقهاء من الاتصال به و الانتهال من غير علومه كما منع سواد شيعته من التشرف بمقابلته.

و قد ورم أنف المأمون و تميز غضبا و غيظا بما يتمتع به الامام (عليه السّلام) من المكانة العظمى في نفوس المسلمين و قد ترسخت و ازدادت حينما أسندت إليه ولاية العهد فقد رأوا ترسله و عدم تكلفه و بعده عن مغريات الحياة و زهده في الدنيا و مشاركته للناس في آلامهم و حنوه على الضعفاء و عطفه على البؤساء و سعة علومه و احاطته بما تحتاج إليه الأمة في جميع شئونها و شدة انابته إلى اللّه تعالى و تقواه الى غير ذلك من معالي أخلاقه التي يحار الفكر فيها و التي هي امتداد ذاتي إلى اخلاق جده الرسول (صلّى اللّه عليه و آله) الذي طور الحياة و قضى على جميع التخلف و الانحراف في دنيا العرب و المسلمين.

رأى الناس الأخلاق العلوية الماثلة في الامام الرضا (عليه السّلام) فهاموا بحبه و آمنوا بإمامته في حين أن المأمون و سائر ملوك بني العباس قد اتصفوا بضد ما اتصف به الامام فانهم من حين أن تقلدوا الخلافة لم يؤثر عن أي أحد منهم مكرمة أو فضيلة فقد انسابوا وراء شهواتهم و ملاذاتهم و انفقوا الملايين من أموال المسلمين على لياليهم الحمراء و رحم اللّه أبا فراس الحمداني الشاعر الملهم و الثائر على الظلم و الجور فقد قارن في رائعته الخالدة بين الحياة الرفيعة التي عاشها السادة العلويون و بين الحياة الوضيعة المليئة بالإثم و المنكرات التي عاشها العباسيون يقول:

تمسي التلاوة في أبياتهم سحرا           و في بيوتكم الأوتار و النغم‏

إذا تلوا آية غنى إمامكم:                            قف بالديار التي لم يعفها قدم

منكم علية أم منهم و كان لكم‏              شيخ المغنين ابراهيم أم لهم؟

ما في بيوتهم للخمر معتصر               و لا بيوتهم للشر معتصم‏

و لا تبيت لهم خنثى تنادمهم‏               و لا يرى لهم قرد له حشم‏

الركن و البيت و الأستار منزلهم‏          و زمزم و الصفا و الحجر و الحرم‏

إن سيرة العلويين مشرقة كالشمس بنور الايمان و سيرة خصومهم العباسيين مظلمة قاتمة لا بصيص فيها بنور الايمان و هدي الاسلام و على أي حال فقد جاهد المأمون أن يظهر للمجتمع الاسلامي عدم زهد الامام الرضا (عليه السّلام) في تقليده لولاية العهد إلّا أنه باء بالفشل فقد ظهر الامام عليه كألمع شخصية عرفها العالم الاسلامي في تقواه و ورعه و اقباله على طاعة اللّه و عبادته و عدم اشتراكه باي منحى من المناحي السياسية... .

قدم الامام (عليه السّلام) نصيحة خالصة للمأمون نقية من كثير من المشاكل السياسية فقد أشار عليه أن يعفيه من ولاية العهد و يعفي الفضل بن سهل من الوزارة و بذلك بتخلص من كيد العباسيين و بغيهم عليه‏ إلّا ان المأمون لم يعفهما و انما قام باغتيالهما .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.