المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4884 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
ترجمة ابن المتأهل العذري
2024-12-03
ترجمة أبي الحجاج الطرطوشي
2024-12-03
ترجمة ابن الجد الفهري
2024-12-03
ترجمة ابن غفرون الكلبي
2024-12-03
ترجمة ابن الجياب
2024-12-03
ترجمة ابن الصباغ العقيلي
2024-12-03



النظر والمعرفة  
  
968   10:15 صباحاً   التاريخ: 22-10-2014
المؤلف : المحقق الحلي
الكتاب أو المصدر : المسلك في اصول الدين وتليه الرسالة الماتعية
الجزء والصفحة : ص96
القسم : العقائد الاسلامية / التوحيد / النظر و المعرفة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-3-2019 1587
التاريخ: 2024-11-19 217
التاريخ: 23-10-2014 3073
التاريخ: 31-3-2018 1530

أما النظر فهو ترتيب علوم أو ظنون ترتيبا صحيحا ليتوصل به إلى علم أو ظن. والدليل هو ما النظر الصحيح فيه يفضي إلى العلم.

إذا عرفت هذا فنقول:

ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻭﺍﺟﺐ ﻭﺟﻬﺎﻥ:

ﺍﻷﻭﻝ: ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻳﺆﻣﻞ ﺑﻪ ﺯﻭﺍﻝ ﺍﻟﺨﻮﻑ، ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺆﻣﻞ ﺑﻪ ﺯﻭﺍﻝ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻓﻬﻮ ﻭﺍﺟﺐ. ﺃﻣﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﺆﻣﻞ ﺑﻪ ﺯﻭﺍﻝ ﺍﻟﺨﻮﻑ، ﻓﻸﻧﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﻳﻌﻮﻟﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻈﺎﺭﻫﻢ ﻋﻨﺪ ﺗﺠﺪﺩ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ، ﻓﻠﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻃﺮﻳﻘﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻟﻤﺎ ﻋﻮﻟﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ. ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺸﻴﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﺣﻴﻦ ﻳﺴﻤﻊ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﻓﻲ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺼﺎﻧﻊ ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ، ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳﺘﻨﺒﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺨﻮﻑ، ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳﺨﻄﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺒﺎﻟﻪ ﺫﻟﻚ. ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺆﻣﻞ ﺑﻪ ﺯﻭﺍﻝ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﺟﺐ، ﻓﻤﻌﻠﻮﻡ ﺿﺮﻭﺭﺓ. (1)

ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺃﻥ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺟﺒﺔ، ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺤﺼﻴﻠﻬﺎ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ، ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺇﻻ ﺑﻪ ﻓﻬﻮ ﻭﺍﺟﺐ. ﺃﻣﺎ ﺃﻥ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺟﺒﺔ، ﻓﻸﻧﻬﺎ ﺩﺍﻓﻌﺔ ﻟﻠﻀﺮﺭ ﻣﻦ ﺧﻮﻑ ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ، ﺃﻭ ﻷﻧﻬﺎ ﻟﻄﻒ ﻓﻲ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ. ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺤﺼﻴﻠﻬﺎ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ، ﻓﻸﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺇﻣﺎ ﺿﺮﻭﺭﻳﺔ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﺩﻓﻌﻪ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﻠﻒ،(2) ﻭﺇﻣﺎ ﻛﺴﺒﻴﺔ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺤﺼﻞ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ، (3) ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ ﺍﻷﻭﻝ، ﻷﻧﺎ ﻧﺮﺍﺟﻊ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻓﻼ ﻧﺮﻯ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﺤﺼﻞ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺟﻪ، ﻓﺘﻌﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﺴﺒﻴﺔ. ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺇﻻ ﺑﻪ ﻓﻬﻮ ﻭﺍﺟﺐ، ﻓﻀﺮﻭﺭﻱ، ﻭﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﺠﺐ، ﻟﻜﺎﻥ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺴﻘﻂ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﻤﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺴﻘﻂ، ﻭﻳﻠﺰﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻝ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺎ ﻓﺮﺿﻨﺎﻩ ﻭﺍﺟﺒﺎ ﻭﺍﺟﺒﺎ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺗﻜﻠﻴﻒ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻄﺎﻕ. ﻭﺇﺫﺍ ﻣﺮ ﻓﻲ ﻛﻼﻣﻨﺎ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺨﺎﻃﺮ، ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺷﺊ ﻣﻦ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ، ﻓﻨﻘﻮﻝ: ﺍﻟﺨﺎﻃﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺨﻮﻑ.

ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ: ﺇﻧﻪ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺃﻭ ﻇﻦ. ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻫﺎﺷﻢ: ﺇﻧﻪ ﻛﻼﻡ ﺧﻔﻲ ﻳﺴﻤﻌﻪ ﺍﻟﻤﻜﻠﻒ، ﺇﻣﺎ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ، ﺃﻭ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻤﻠﻚ. ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ  ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﺷﻴﺎﺀ: ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ، ﻭﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺨﻮﻑ، ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻣﺎﺭﺓ ﺍﻟﺨﻮﻑ، ﻭﻋﻠﻰ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺍﻷﺩﻟﺔ. ﻭﻟﻢ ﺃﺗﺤﻘﻖ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯﻓﺎﺕ، ﺑﻞ ﺃﻗﻮﻝ: ﺇﻥ ﻛﻞ ﻋﺎﻗﻞ ﻋﻨﺪ ﻧﺸﺌﻪ ﻳﺘﻨﺒﻪ ﺃﻥ ﻟﻪ ﺻﺎﻧﻌﺎ، ﻓﺈﺫﺍ ﺗﺼﻮﺭ ﺫﻟﻚ، ﺍﺳﺘﻠﺰﻡ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭ ﻟﻸﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺷﺎﺭﻭﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻔﻚ ﻣﻜﻠﻒ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ.

___________________

(1) ﻓﺈﻥ ﻗﻴﻞ: ﻣﺘﻰ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﺍﻟﻨﻈﺮ؟ ﻗﻠﻨﺎ: ﺇﺫﺍ ﺧﺎﻑ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻪ ﺿﺮﺭﺍ، ﻭﺃﻣﻞ ﺯﻭﺍﻝ ﻣﺎ ﻳﺨﺎﻓﻪ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ، ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﺍﻷﻣﺮﺍﻥ ﻭﺟﺐ ﺍﻟﻨﻈﺮ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺤﺼﻼ ﺃﻭ ﻟﻢ ﻳﺤﺼﻞ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻻ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﻨﻈﺮ. ﻓﺈﻥ ﻗﻴﻞ: ﻣﺘﻰ ﻳﺤﺼﻞ ﺍﻟﺨﻮﻑ؟ ﻗﻴﻞ: ﻳﻤﻜﻦ ﺣﺼﻮﻟﻪ ﻋﻨﺪ ﺃﻣﻮﺭ ﺛﻼﺛﺔ: ﺃﺣﺪﻫﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻧﺎﺷﺌﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﻳﺴﻤﻊ ﺍﺧﺘﻼﻓﻬﻢ ﻭﺗﺨﻮﻳﻒ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻭﺍﺩﻋﺎﺀ ﻛﻞ ﻗﻮﻡ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﻣﻌﻬﻢ، ﻭﺃﻥ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻔﻬﻢ ﻣﺒﻄﻞ ﻫﺎﻟﻚ ﻓﺈﺫﺍ ﺳﻤﻊ ﺫﻟﻚ، ﻭﺭﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﺃﻧﺼﻒ ﻭﺗﺮﻙ ﺣﺐ ﺍﻟﻨﺸﺆ ﻭﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻭﻣﺎ ﺃﻟﻔﻪ، ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺨﺎﻑ، ﻭﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﻭﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﻻ ﺗﺪﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ. ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻨﺒﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺄﻥ ﻳﺠﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺘﺼﺮﻓﺔ ﻣﻨﺘﻘﻠﺔ ﻣﻦ ﺣﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻝ، ﻭﻳﺮﻯ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻻﺋﺤﺔ، ﻭﻗﺪ ﻋﺮﻑ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﺷﻜﺮ ﺍﻟﻤﻨﻌﻢ ﻭﺍﺟﺐ، ﻓﻼ ﻳﺄﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺻﺎﻧﻊ ﺻﻨﻌﻪ، ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ، ﻭﺃﻧﻌﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻀﺮﻭﺏ ﺍﻹﻧﻌﺎﻡ، ﻭﺃﺭﺍﺩ ﻣﻨﻪ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ، ﻭﻣﺘﻰ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﺳﺘﺤﻖ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻪ، ﻓﺤﻴﻨﺌﺬ ﻳﺨﺎﻑ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻪ ﺍﻟﻨﻈﺮ. ﻭﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺧﻠﻖ ﻭﺣﺪﻩ ﻣﻨﻔﺮﺩﺍ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺨﻠﻖ، ﻓﺈﻥ ﻓﺮﺿﻨﺎ ﺧﻠﻘﻪ ﻣﻨﻔﺮﺩﺍ ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺘﻨﺒﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻧﻔﺴﻪ، ﻓﻼ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﺒﻬﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﺑﺄﻥ ﻳﺨﻄﺮ ﺑﺒﺎﻟﻪ ﻛﻼﻣﺎ ﻳﺴﻤﻌﻪ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺃﻣﺎﺭﺍﺗﻪ، ﻭﺍﻟﺨﺎﻃﺮ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﻼﻣﺎ ﻭﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻡ ﻣﻘﺎﻣﻪ ﻓﻲ ﺗﺨﻮﻳﻒ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﻨﺒﻴﻨﻪ ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ. ﺭﺍﺟﻊ ﺗﻤﻬﻴﺪ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺹ 7 ﻭ 199.

(2) ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﺑﻴﻦ: ﺿﺮﻭﺭﻱ ﻭﻣﻜﺘﺴﺐ، ﻓﺎﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﻏﻴﺮﻧﺎ ﻓﻴﻨﺎ، ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺩﻓﻌﻪ ﻋﻦ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ، ﻭﻫﻮ ﺃﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺣﺪ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﻫﻮ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﺑﻪ ﺩﻓﻌﻪ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺸﻚ ﺃﻭ ﺷﺒﻬﺔ ﺇﺫﺍ ﺍﻧﻔﺮﺩ، ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﻭﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ، ﻭﻫﻮ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺿﺮﻭﺭﻳﺎ ﻭﻣﻜﺘﺴﺒﺎ، ﻓﻼ ﻳﺼﺢ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻮﻩ. ﺗﻤﻬﻴﺪ ﺍﻷﺻﻮﻝ 190.

(3) ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺐ، ﻓﻬﻮ ﻛﻞ ﻋﻠﻢ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻓﻌﻠﻨﺎ ﻓﻬﻮ ﻣﻜﺘﺴﺐ، ﻭﻫﻮ ﺃﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺣﺪ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﺇﻧﻪ ﻣﺎ ﺃﻣﻜﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻪ ﻧﻔﻴﻪ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺸﻚ ﺃﻭ ﺷﺒﻬﺔ ﺇﺫﺍ ﺍﻧﻔﺮﺩ، ﻟﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﺒﻠﺪﺍﻥ، ﻷﻧﻪ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻜﺘﺴﺒﺎ، ﻭﻫﺬﺍ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻴﻪ. ﺗﻤﻬﻴﺪ ﺍﻷﺻﻮﻝ 191.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.