المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9142 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

اللفيف
14-8-2022
حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر
26-7-2017
حق الاعتراض في الدستور اليمني الصادر عام 1990والمعدل في عام 1994
25-10-2015
اسواق رأس المال الدولية
23-8-2018
الإعراب والتفسير
24-04-2015
الصخور Rocks
2024-12-16


نماذج من تفسير الامام الرضا للقران  
  
3717   10:19 صباحاً   التاريخ: 31-7-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص309-312.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / التراث الرضوي الشريف /

- قوله تعالى: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ} [الأنعام: 125] .

سأل سليمان النيشابوري الامام الرضا (عليه السّلام) عن تفسير هذه الآية الكريمة فقال: فمن يرد اللّه ان يهديه بأيمانه في الدنيا و الى جنته و دار كرامته في الآخرة يشرح صدره للتسليم للّه و الثقة به و السكون الى ما وعد من ثوابه حتى يطمئن إليه و من يرد أن يضله عن جنته و دار كرامته في الآخرة لكفره به و عصيانه له في الدنيا يجعل صدره ضيقا حرجا حتى يصير كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل اللّه الرجس على الذين لا يؤمنون .

- قوله تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} [الأعراف: 32]

استشهد الامام (عليه السّلام) بهذه الآية الكريمة في حديثه التالي: روى أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: قال لي الامام الرضا: ما تقول في اللباس الخشن؟

فقلت: بلغني أنّ الحسن كان يلبس و أنّ جعفر بن محمد كان يأخذ الثوب الجديد فيأمر به فيغمس في الماء فقال (عليه السّلام): البس و جمّل فإنّ علي بن الحسين كان يلبس الجبّة الخزّ بخمس مائة درهم و المطرف الخزّ بخمسين دينارا فيشتو فيه فإذا خرج الشتاء باعه و تصدّق بثمنه و تلا هذه الآية: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ}  ‏ .

- قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ} [الأعراف: 175] ؛ قال (عليه السّلام) في تفسير هذه الآية: إنه أعطي بلعم بن بأعور الاسم الأعظم و كان يدعو به فيستجاب له فمال الى فرعون فلما أمر فرعون في طلب موسى و أصحابه قال فرعون لبلعم: ادع اللّه على موسى و أصحابه ليحبسه علينا فركب حمارته فاقبل يضربها فانطقها اللّه عزّ و جلّ فقالت: ويلك على ما ذا تضربني؟ أ تريد أن أجيء معك لتدعو على نبي اللّه و قوم مؤمنين؟ و لم يزل يضربها حتى قتلها فانسلخ من لسانه و هو قوله: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ} [الأعراف: 175، 176] و هو مثل ضربه اللّه‏ .

- قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ} [الأنفال: 15]

قال (عليه السّلام) في تفسير هذه الآية المباركة حرم اللّه الفرار من الزحف لما فيه من الوهن في الدين و الاستخفاف بالرسل و الأئمة العادلة و ترك نصرتهم على الأعداء و العقوبة لهم على ترك ما دعوا إليه من الاقرار بالربوبية و اظهار العدل و ترك الجور و اماتة الفساد لما في ذلك من جراءة العدو على المسلمين و ما يكون في ذلك من السبي و القتل و ابطال دين اللّه عزّ و جلّ و غيره من الفساد .

- قوله تعالى: {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} [يونس: 98] .

عرض (عليه السّلام) في حديث له الى قصة يونس لما رفع اللّه عنهم العذاب قال (عليه السّلام):

ان يونس أمره اللّه بما أمره فأعلم قومه فأظلهم العذاب ففرقوا بينهم و بين اولادهم و بين البهائم و أولادها ثم عجوا الى اللّه وضحوا فكف اللّه العذاب عنهم‏ .

- قوله تعالى: {وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ} [هود: 34] .

إن نوح (عليه السّلام) قال لقومه مضمون هذه الآية الكريمة و قد علق الامام الرضا (عليه السّلام) على ذلك بقوله: الأمر الى اللّه يهدي و يضل‏ .

- قوله تعالى: {قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} [هود: 46].

روى الحسن بن علي الوشاء عن الامام الرضا (عليه السّلام) قال: سمعته يقول: قال أبي: قال أبو عبد اللّه (عليه السّلام): ان اللّه عزّ و جلّ قال لنوح: إنه ليس من أهلك لأنه كان مخالفا له و جعل من اتبعه من أهله.

قال - أي الحسن- و سألني كيف يقرءون هذه الآية في ابن نوح؟

فقلت: يقرؤها الناس على وجهين: إنه عمل - جعلوه مصدرا- و انه عمل - جعلوه فعلا ماضيا- فقال: كذبوا هو ابنه و لكن اللّه نفاه حين خالفه في دينه.

قال السيد الطباطبائي: و كأن المراد من قراءة الآية تفسيرها و الراوي يشير بإيراد القراءتين الى تفسير من فسر الآية بأن المراد أن امرأة نوح حملت الأبن من غيره فألحقه بفراشه‏ .

- قوله تعالى: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ} [يوسف: 24] سأل علي بن محمد بن الجهم الامام الرضا (عليه السّلام) في مجتمع حاشد فقال له: يا ابن رسول اللّه أ تقول: بمهمة الأنبياء؟.

- نعم .

ما تقول: في قوله عزّ و جلّ في يوسف و لقد همت به و همّ بها؟.

فأجابه (عليه السّلام) بتفسير الآية و انه ليس كما توهم من الأخذ بظاهره قائلا: إنها - اي زليخا- همت بالمعصية و همّ يوسف بقتلها ان أجبرته لعظيم ما تداخله فصرف اللّه عنه قتلها و هو قوله عزّ و جلّ: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ} [يوسف: 24] و السوء القتل و الفحشاء الزنا.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.