أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-7-2016
1658
التاريخ: 2024-02-22
891
التاريخ: 1-2-2022
1713
التاريخ: 19-6-2022
1768
|
من الناس من أنكر إمكان تحقيق الرضا في أنواع البلاء و فيما يخالف الهوى ، و قال المتمكن فيهما : هو الصبر دون الرضا ، و هو انما أتى من ناحية إنكار المحبة ، إذ بعد ثبوت إمكان الحب للّه و استغراق الهم به لا يخفى ايجابه للرضا بأفعال المحبوب.
وذلك يكون من وجهين : أحدهما - ان يوجب الاستغراق في الحب إبطال الإحساس بالألم ، حتى يجرى عليه المؤلم و لا يحس به ، وتصيبه جراحة و لا يدرك المها , ولا تستعبدن ذلك ، فان المحارب عند خوضه في الحرب ، و عند شدة غضبه أو خوفه ، قد تصيبه جراحة وهو لا يحس بها ، فإذا رأى الدم استدل به على الجراحة ، بل الذي يعدو في شغل مهم قد تصيبه شوكة في قدمه ، ولا يحس بألمها لشغل قلبه.
والسر : أن القلب إذا صار مستغرقا بأمر من الأمور، لم يدرك ما عداه ، فالعاشق المستغرق الهم بمشاهدة المعشوق أو بحبه ، قد يصيبه ما كان يتألم به أو يغتم ، لولا عشقه ، ولا يدرك المه و غمه لاستيلاء الحب على قلبه ، و هذا إذا أصابه من غير حبيبه ، فكيف إذا أصابه من حبيبه.
ولا ريب في ان حب اللّه - تعالى - أشد من كل حب ، و شغل القلب به أعظم الشواغل ، إذ جمال الحضرة الربوبية وجلالها لا يقاس به جمال ، فمن يتكشف له شيء منها ، فقد يبهره بحيث يدهش و يغشى عليه ، ولا يحس بما يجرى عليه.
وثانيهما - الا يبلغ الاستغراق في أحب بحيث لا يحس بالألم و لا يدركه و لكن يكون راضيا به بل راغبا فيه ، مريدا له بعقله ، و ان كان كارها له بطبعه ، كالذي يلتمس من الفصاد الفصد و الحجامة ، فانه يدرك المه ، الا انه راض به و راغب فيه ، فالمحب الخالص للّه ، اذا اصابته بلية من اللّه ، و كان على يقين بأن ثوابها الذي ادخر له فوق ما فاته ، رضى بها و رغب فيها و أحبها و شكر اللّه عليها.
هذا إن كان نظره إلى الثواب و الاجر الذي يجازى به على ابتلائه بالمصائب و البلايا ، و ربما غلب الحب بحيث يكون حظ المحب و لذته و ابتهاجه في مراد حبيبه و رضاه لا لمعنى آخر فيكون مراد حبيبه و رضاه محبوبا عنده و مطلوبا ، و كل ذلك مشاهد محسوس في حب الخلق فضلا عن حب الخالق و الجمال الأزلي الأبدي الذي لا منتهى لكماله المدرك بعين البصيرة التي لا يعتريها الغلط و الخطأ ، فان القلوب إذا وقفت بين جماله و جلاله ، فإذا لا حظوا جلاله هابوا ، و إذا لا حظوا جماله تاهوا : ويشهد بذلك حكايات المحبين ، على ما هو في الكتب مسطور، و في الالسنة و الافواه مذكور , فان للحب عجائب ، من لم يذق طعمها لا يعرفها.
وقد روينا : ان أهل مصر مكثوا أربعة أشهر لم يكن لهم غذاء إلا النظر إلى وجه يوسف الصديق (عليه السلام) ، كانوا إذا جاعوا نظروا إلى وجهه ، فشغلهم جماله عن الإحساس بألم الجوع.
بل في القرآن ما هو أبلغ من ذلك ، وهو قطع النسوة ايديهنّ لاشتهارهن بملاحظة جماله ، حتى ما احسسن بذلك.
وروي: «أن عيسى (عليه السلام) مر برجل أعمى و أبرص ، مقعد مفلوج ، و قد تناثر لحمه من الجذام ، و هو يقول : الحمد للّه الذي عافاني مما ابتلى به كثيرا من الناس! فقال عيسى : يا هذا! أي شيء من البلاء تراه مصروفا عنك؟ , فقال : يا روح الله! انا خير ممن لم يجعل اللّه في قلبه ما جعل في قلبي من معرفته ، فقال : صدقت! هات يدك ، فناوله يده ، فإذا هو أحسن الناس وجها ، و افضلهم هيئة ، قد اذهب اللّه عنه ما كان به ، و صحب عيسى و تعبد به».
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|