المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

شحنة حرة free charge
28-5-2019
((التولّى)) .. موقف السلبي من الذكر
5-05-2015
حماية الطفل من المناخ السيء
18-1-2016
Calculation of pH of a Solution of an Acid or Base
17-7-2017
الحلبات الجليدية
11/9/2022
Polycationic Antibiotics
3-9-2019


التكامل بين المدرسة والبيت  
  
2436   10:47 صباحاً   التاريخ: 26-7-2016
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص123-124
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

بعض الأهالي يعتبرون أن مهمتهم تنتهي عند ذهاب ابنهم الى المدرسة, وانه لم يعد هناك تكليف ملقى على عاتقهم والمهمة اصبحت على عاتق المدرسة وهذا أيضا من الأخطاء الكبيرة , إذ لا تستطيع المدرسة أن تحل مكان الأهل كما أن العكس أيضا صحيح فلكل منهم دوره في إطار تكاملي يؤازر بعضهما البعض للتوصل الى عملية تربوية متكاملة .

فالمطلوب ما بين المدرسة والبيت هو المؤازرة والتكامل لا الاتكالية والإهمال , فلا يمكن للأهل أن يتجاهلوا التطور النفسي لابنهم بعد دخوله المدرسة , فنادرا ما تجد مثلا آباء يتابعون اوضاع اولادهم مع المدرسة، في حين أنهم لو ارادوا السؤال عن أولادهم فإن سؤالهم سينحصر بالتقدم العلمي من دون أدنى اهتمام بالأمور الأخرى التي تدخل في تكوين نفسية وشخصية ابنهم في المستقبل .

وإذا سألت ماذا أقول لهم في المدرسة وأنا لا أدري ماذا يفعل ابني هناك ؟ نقول تستطيع ان تسألهم عن علاقته برفاقه  وكذلك بمدرسيه , وعن حضوره الذهني في الصف أو إهماله , وعن اهتمامه للأمور غير الدراسية المباشرة كاهتمامه بإصلاح ذات البين بين رفيقين له اختلفا , أو أنه يتمتع بمواصفات قيادية , و أنه تابع لغيره منفتح على الآخرين , أو أنه منغلق ومنطوي على ذاته , كل هذه الأمور أن سألت عنها فإنك قد تكشف مشاكل في ولدك يمكن معالجتها قبل استفحالها الى مشكلة مرضية على الصعيد النفسي , فليس دور المدرسة التعليم  فقط بل هو دور تربوي يساهم في بناء شخصية التلميذ من كافة جوانبها .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.