أقرأ أيضاً
التاريخ: 9/9/2022
![]()
التاريخ: 13/9/2022
![]()
التاريخ: 2025-01-11
![]()
التاريخ: 7/9/2022
![]() |
الحلبات الجليدية
تبدو الحلبات الجليدية (Cirques بالفرنسية، وCorrie أو Coire بالجاليسية) ف يشكل تجاويف مدرجة، وهي تعد أكثر الاشكال الارضية المميدة للتعرية الجليدية، فهي ظاهرة نموذجية لها، فلا نجد لها نظيرا خارج نطاق المرتفعات التي أصابها فعل الجليد، وهي في ذلك تتميز على الاودية التي تتخذ شكل الحرف U وعلى الاودية المعلقة، التي كما سبق ان ذكرنا قد نجد لها نظراء خارج نطاق المناطق الجليدية النشأة التي احتدم تجليدها. وهي أيضا أكثر الاشكال الارضية الجليدية النشأة التي أحتدم النقاش في كيفية نشأتها، وماتزال عمليات تكوين جدران رؤوسها واحواضها الصخرية غير مفهومة تماما.
ويتفق كثير من المؤلفين على ان الحلبات قد تكونت أصلا بواسطة عملية تعرية الاذابة الجليدية المحلية Nivation or Snow-Patch Erosion نفي بعض المواضع المحمية من الاشعاع الشمسي فوق السفوح المواجهة للشمال والشمال الشرقي، قد يتراكم الثلج في بعض التجاويف الضحلة، الجداول، بل وحتى فوق بعض أجزاء المنحدر حيثما يستطيع الاستقرار. وتقوم عملية التجوية بواسطة التجمد والذوبان Freeze thaw، اضافة الى نقل الرواسب المسحوقة بواسطة الماء المنصهر بتكوين منخفض عميق مستدير، فيه يتجمع الثلج ويزداد سمكا باستمرار.
ويتبلور هذا الثلج، حينما يزيد عمره عن سنة كاملة، ويبقى في موضعه في المنخفض بسبب قلة فاعلية الانصهار الصيفي، ويتحول الى ثلج حبيبي يعرف باسم Firn بالألمانية وباسم Neve بالفرنسية، ويتم ذلك بالانصهار والتجمد، والضغط، والاندماج، وخروج الهواء من بين ثناياه، وقد قدر أن كل 8م3 من الثلج الحديث تلزم لتكوين متر مكعب واحد من جليد الفيرن Firn-ice. وباستمرار وتواصل هذا التحول يحدث تعديل لطبيعة جليد الفيرن فيصبح لدنا، ومن ثم يبدأ في التحرك نزولا.
وتحتاج تجاويف فعل التجمد والذوبان هذه Nivation Flollows الوصول الى حجم وعمق كبيرين نوعا قبل المراحل النهائية لتكوين الثلاجة الحلبية Cirque Glacier وفي بعض الاحيان تبدو هذه التجاويف مماثلة للحلبات الحقيقية، اذ تتميز بجدران عن رأسها شديدة الانحدار، قد مزقها الصقيع، ذات علو يتراوح بين 35- 70متراز وقد تنزلق المواقد المتحللة عبر جليد الفيرن، وتتراكم عند أسفله مكونة لأكوام من الحطام تشبه الركام، او ما يمكن تسميته بركام سفح صغير (شكل 44أ). وتمكن رؤية تجاويف فعل التجمد والذوبان في مراحلها النهائية مقتربة جدا من أشكال الحلبات الحقيقية في أعالي منحدرات وادي الرون بسويسرا.
وليس هناك شك في ان التحطيم بواسطة فعل الصقيع في جدار رأس الحلبة يستمر في أعقاب ظهور الثلاجة الحلبية. ومن الواضح ايضا ان تحل واجهة الصخر يستمر أسفل مستوى الثلاجة، لان جدران الحلبات المهجورة التي شقها فعل الصقيع قد تكون مرتفعة لبضع مئات من الامتار، وتمتد عند أسافلها الى أرضية التجويف.
ولقد أقترح جونسون W.D.Johnson سنة 1899 رأيا مقبولا لكن مع التحفظ. ففي العادة نرى عند رأس كل ثلاجة حلبية شقا رئيسيا في الجليد، يعرف في الالمانية باسم بيرج شروند Bergschrund وبالعربية باسم الهوة الجليدية الذي قد يخترق الجليد الى عمق يصل الى 50 مترا واكثر، وقد يتمكن هذا الشق، الذي ينشأ عن قوى الشد حالما تنخلع الثلاجة عن جدار رأس الحلبة، من الوصول الى الصخر الذي يرتكز عليه الجليد في بعض الاحيان. ويعتقد جونسون، أن تجوية التجمد والانصهار تنشط عند ذلك، وتؤدي الى اقتلاع كتل صخرية تندمج في الجليد الذي يستخدمها كأداة سحق وكشط لارضية الحلبة (شكل 44ب).
وكما قلنا فان نظرية جونسون مقبولة لكن بتحفظ. أذ ان عملية التجوية المذكورة لا يمكن ان تتم ألا إذا وصلت الهوة الجليدية الى الصخر، ثم ان عمل التجوية في هذه الحالة ينحصر في مكان محدود جدا في الصخر، وهذا خلاف ما يشاهد من تكسير يتم في جميع انحاء الحلبة.
وقد أشار بومان Bowman الى أهمية فعل عملية التقويض Sapping رغم وجود الهوة الجليدية. وقد تلقف لويس Lewis سنة 1940 هذه الفكرة وشرحها بطريقة مقنعة مظهرا أثر أهمية الماء المنصهر وماء المطر الذي ينفذ خلف جليد الفرن والثلاجة وأسفل منال الهوة الجليدية. وفي ذلك يقول بأن ماء المطر وماء ثلج أواخر الشتاء المنصهر ينصب هنا ويسيل هناك، ويجد طريقه ايضا الى أسفل جليد الثلاجات، ويتداخل في الشقوق والفواصل التي تتخلل الصخور. وفي الليل وفي أثناء النوبات الباردة تتجمد المياه ويحدث تمدد الجليد ضغطا هائلا، يسبب كسر الصخور. ويتوقف مدى الضغط على درجة البرودة، وإذا ما كانت الحرارة منخفضة جدا، فإن الضغط الناتج عن تجمد المياه قادر على تفجير قنبلة من الصلب. وبعدما يتكرر التجمد والانصهار تنفصل الكتل الصخرية المهشمة، وتكتسحها الثلاجة معها، ولقد يساعد هذا الحطام الصخري في انتزاع الكتل الصخرية وضمها لحمولة الثلاجة.
ورغم ما تتصف به آراء لويس من وجاهة، فان هناك بعض الامور ما تزال غامضة، وبعض المشاكل بلا حلول. وأهم هذه المشاكل يتصل بالذبذبة الحرارية بني ارتفاع وانخفاض، فهذه ينبغي ان تكون كبيرة لكي تحول المياه الى جليد ، والجليد الى مياه أسفل مئات الامتار من الجليد عند رأس الثلاجة الحلبية، وهذا بالطبع ما لا يمكن تصوره.
وقد تبين من المشاهدات التي سجلها باتيل Battle سنة 1951 أهمية هذه المشكلة. فقد قاس باتيل درجات الحرارة أثناء شهري أغسطس وسبتمبر من عام 1951 في هوة جليدية بمنطقة جليد ((السيدة الشابة)) Jungfraujoch بجبال الالب، فوجد أنها تتراوح بين صفر -1 درجة مئوية ، رغم ان درجات حرارة جو المنطقة تراوحت بين 5ر11 درجة فوق الصفر المئوية و12 درجة تحت الصفر المئوي. وفي فصل الشتاء تراوحت حرارة الهوة الجليدية بين -2 و – 4ر4 مئوية. وتبدو مثل هذه التغيرات الحرارية غير كافية لأحداث تكسير كثير في الصخر كما وانها أقل تأثيرا من هذا في الشق المعروف بالهوة الجانبية Randkuft المحصورة فيما بين جليد الفيرن وجدار الرأس.
وقد لاحظ لويس سنة 1954 امكانية التقويض الصخري بواسطة عملية التجمد والانصهار في الكهوف الموجودة في صخور جدار الرأس بالحلبة الجليدية، خصوصا اذا ما كانت تلك الصخور كثيرة الشقوق والفواصل، ومنها الفواصل الناشئة عن تتابع عملية الضغط وانزياحه. وقد أيدت هذه النظرية بعض مشاهدات باتي Batty سنة 1960 في حلبات جليدية صغيرة بجبال الالب.
وتتمثل المشكلة الرئيسية الثانية فيما يخص الحلبات الجليدية، في كيفية تكوين أحواضها الصخرية والعقبات Sills التي تكتنفها. لاشك ان عملية النحت الرأسي مهمة في هذا المجال، لكن آليتها ليست واضحة تماما، ومع هذا فيمكننا ان نتصور ان حركة الجليد تؤدي اما الى اقتلاع الصخر بمعاونة حمولة القاع المكونة من الكتل الركامية التي انتزعت من جدار رأس الحلبة الجليدية.
وتبقى مشكلة عدم تعرية العتبات Sills دون تفسير، ما لم نفترض تكوينها من صخر صلد متجانس يخلو من الفواصل والشقوق، وهذا محال. أما في حالة الثلاجة الحلبية الحقيقية، ونقصد بها التي تبقى في مجال الحلبة لا تتعداها، فإنه يمكن تفسير محدودية التعرية عند جبهاتها، اي عند العتبة، بما يسمى ((سطوح القص)) Shear-planes، التي تمكن مشاهدتها في مثل هذه الحالة. وتعمل هذه الاسطح على جلب الحطام الصخري المجروف بواسطة الجليد ورفعه الى السطح، فلا يتبقى من حمولة القاع سوى القليل الذي لا يوقى على عملية النحت والبري.
وتبقى نظرية الانزلاق المتناوب للثلاجات التي تقدم لويس W.V.Lewis وقد صاغها بالتناظر مع الانزلاقات الارضية، التي كثيرا ما تتبع سطوح قصي منحنية، ويصاحبها انضغاط الموادي ورفعها عند نهاية الانزلاق. وقد أوحى القطاع العرضي المنحني للحلبات، وسطوح القصي التي شاهدها عند جبهات الثلاجات الحبية في منطقة جليد فاننا يكول Vatnajokull في أيسلندا، والتي تنحني صعدا بمقدار 30- 35 درجة، اوحى هذا كله للويس بنفس الآلية لحركة الثلاجة.
وخلاصة القول ان لويس يرى ان عمليات التكسير والتقويض تهاجم جدار رأس الحلبة، بينما ينشأ الحوض الصخري عن السحق والطحن بواسطة الجليد المنزلق بالتناوب.
|
|
4 أسباب تجعلك تضيف الزنجبيل إلى طعامك.. تعرف عليها
|
|
|
|
|
أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في بريطانيا تستعد للانطلاق
|
|
|
|
|
أصواتٌ قرآنية واعدة .. أكثر من 80 برعماً يشارك في المحفل القرآني الرمضاني بالصحن الحيدري الشريف
|
|
|