أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-12-2015
2929
التاريخ: 28-12-2015
11483
التاريخ: 12-08-2015
1829
التاريخ: 19-06-2015
3839
|
و كل ذلك امّحى و زال، و كأنه كان حلما و استيقظ منه على اليأس و البؤس، و يبكي و يظل يبكي و يذرف الدمع مدرارا، منشدا:
غريب بأرض المغربين أسير سيبكى عليه منبر و سرير
و تندبه البيض الصّوارم و القنا و ينهلّ دمع بينهنّ غزير
فياليت شعري هل أبيتنّ ليلة أمامي و خلفي روضة و غدير
بمنبتة الزّيتون مورثة العلا تغنّى قيان أو ترنّ طيور
بزاهرها السّامي الذّرى جاده الحيا تشير الثريّا نحونا و نشير
لقد أصبح غريبا و أسيرا منفيا في المغرب و إن منبر خطابته و عرش إمارته ليبكيانه و تبكي شجاعته السيوف و الرماح، و يتقاطر دمع غزير، و يتساءل هل يمكن أن ينعم ليلة بما كان فيه من بساتين و رياض بإشبيلية بلدة الزيتون و العز و العلا و القيان المغنيات الجميلات و الطيور الصادحات حول قصوره: الزاهر و الثريا و غيرهما مما تأنق في بنيانه. لقد تحولت كل هذه المباهج التي نعم بها المعتمد في إشبيلية إلى متاعس في أغمات، و حانت منه التفاتة فرأى قمريّة تنوح بفننها و أمامها و كر أو عشّ به حمامتان، و كأنها تبكي أليفها فقال:
بكت أن رأت إلفين ضمّهما وكر مساء و قد أخنى على إلفها الدّهر
بكت لم ترق دمعا و أسبلت عبرة يقصّر عنها القطر مهما همى القطر
و ناحت و باحت و استراحت بسرّها و ما نطقت حرفا يبوح به سرّ
فما لي لا أبكي؟ أم القلب صخرة و كم صخرة في الأرض يجري بها نهر
بكت واحدا لم يشجها غير فقده و أبكى لألاّف عديدهم كثر
و هو يقول إن القمرية بكت حين رأت إلفين في وكر، بينما هي فقدت إلفها، فهي تبكيه بدمع مترقرق في جفونها لا يبلغ تعبيره في الحزن و الشجا القطر مهما همى و سال. و يقول كأنما نواحها أراحها من سرها الدفين سر حزنها على إلفها الذي فقدته، و يخاطب نفسه لماذا لا أبكي ؟ هل أنا صخرة؟ و مع ذلك فالصخر تتشقق منه-و تجري به-الأنهار و المياه الغزيرة، و لقد بكت واحدا شجاها و أحزنها فقده، و حرى بي أن أبكي ألاّفي و خلاّني الذين يخطئهم العد. و يمر به سرب قطا فيهيج وجده و يحرّك شوقه، و يتمنى لو كان مثله حرا ينطلق كما شاء، و يدعو له منشدا:
ألا عصم اللّه القطا في فراخها فإنّ فراخي خانها الماء و الظّلّ
فهو يدعو لكل قطاة أن يعصمها اللّه في فراخها فلا تصاب بظمأ و لا بمسغبة و لا بعناء كما أصيب أولاده من بنين و بنات. و للمعتمد أشعار أخرى كثيرة تصور لوعته لفقده ملكه و حرقة فؤاده على فلذات كبده.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|