أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-7-2016
2221
التاريخ: 5-6-2022
1492
التاريخ: 22-7-2016
1388
التاريخ: 4/10/2022
1777
|
[ذكر النراقي اقسام الخوف المحمود قال : ] (الأول) أن يكون من اللّه سبحانه و من عظمته و كبريائه ، و هذا هو المسمى بالخشية و الرهبة في عرف أرباب القلوب.
(الثاني) من جناية العبد باقترافه المعاصي.
(الثالث) أن يكون منهما جميعا.
وكلما ازدادت المعرفة بجلال اللّه و عظمته و تعاليه و بعيوب نفسه و جناياته ، ازداد الخوف إذ إدراك القدرة القاهرة و العظمة الباهرة و القوة القوية و العزة الشديدة ، يوجب الاضطراب و الدهشة ، و لا ريب في أن عظمة اللّه و قدرته و سائر صفاته الجلالية و الجمالية غير متناهية شدة و قوة و يظهر منها على كل نفس ما يطيقه و يستعد له.
وأنى لأحد من أولى المدارك أن يحيط بصفاته على ما هي عليه ، فإن المدارك عن إدراك غير المتناهي قاصرة.
نعم ، لبعض المدارك العالية أن يدركه على الإجمال , مع أن ما يظهر للعقلاء من صفاته ليس هو من حقيقة صفاته ، بل هو غاية ما تتأدى إليه عقولهم و يتصور كمالا ، و لو ظهر قدر ذرة من حقيقة بعض صفاته لأقوى العقول و أعلى المدارك ، لاحترق من سبحات وجهه ، و تفرقت أجزاؤه من نور ربه.
ولو انكشف من بعضها الغطاء لزهقت النفوس و تقطعت القلوب فغاية ما للمدارك العالية من العقول و النفوس القادسة ، أن يتصور عدم تناهيها في الشدة و القوة ، و كونها في الكمال و البهاء غاية ما يمكن و يتصور و يحتمله ظرف الواقع و نفس الأمر، كما هو الشأن في ذاته سبحانه.
وإدراك هذه الغاية أيضا يختلف باختلاف علو المدارك ، فمن كان في الدرك أقوى و أقدم كان بربه أعرف ، و من كان به أعرف كان منه أخوف ، و لذا قال تعالى : { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر : 28] , و قال سيد الرسل : «أنا أخوفكم من اللّه».
وقد قرع سمعك حكايات خوف زمرة المرسلين و من بعدهم من فرق الأولياء و العارفين ، و عروض الغشيات المتواترة في كل ليلة لمولانا أمير المؤمنين (عليه السلام).
و هذا مقتضى كمال المعرفة الموجب لشدة الخوف ، إذ كمال المعرفة يوجب احتراق القلب فيفيض أثر الحرقة من القلب إلى البدن بالنحول و الصفار و الغشية و البكاء ، و إلى الجوارح بكفها عن المعاصي و تقييدها بالطاعات تلافيا لما فرط في جنب اللّه ، و من لم يجتهد في ترك المعاصي و كسب الطاعات فليس على شيء من الخوف ، و لذا قيل : ليس الخائف من يبكي و يمسح عينيه ، بل من يترك ما يخاف أن يعاقب عليه.
و قال بعض الحكماء : «من خاف شيئا هرب منه ، و من خاف اللّه هرب إليه» ، و قال بعض العرفاء : «لا يكون العبد خائفا حتى ينزل نفسه منزلة السقيم الذي يحتمى مخافة طول السقام». و إلى الصفات بقمع الشهوات و تكدر اللذات ، فتصير المعاصي المحبوبة عنده مكروهة ، كما يصير العسل مكروها عند من يشتهيه إذا عرف كونه مسموما ، فتحترق الشهوات بالخوف ، و تتأدب الجوارح ، و يحصل في القلب الذبول و الذلة و الخشوع و الاستكانة ، و تفارقه ذمائم الصفات ، و يصير مستوعب الهم بخوفه و النظر في خطر عاقبته ، فلا يتفرغ لغيره ، و لا يكون له شغل إلا المجاهدة و المحاسبة و المراقبة و الظنة بالأنفاس و اللحظات ، و مؤاخذة النفس في الخطرات و الكلمات ، و يشتغل ظاهره و باطنه بما هو خائف منه لا متسع فيه لغيره كما أن من وقع في مخالب ضاري السبع يكون مشغول اللهم به و لا شغل له بغيره.
وهذا حال من غلبه الخوف و استولى عليه كما جرى عليه جماعة من الصحابة و التابعين و من يحذوهم من السلف الصالحين فقوة المجاهدة و المحاسبة بحسب شدة الخوف الذي هو حرقة القلب و تألمه ، و هو بحسب قوة المعرفة بجلال الله و عظمته و سائر صفاته و أفعاله ، و بعيوب النفس و ما بين يديها من الأخطار و الأهوال.
وأقل درجات الخوف مما يظهر أثره في الأعمال أن يكف عن المحظورات و يسمى الكف منها (ورعا) ، فإن زادت قوته كف عن الشبهات ، يسمى ذلك (تقوى) إذ التقوى أن يترك ما يريبه إلى ما لا يربيه ، و قد يحمله على ترك ما لا بأس به مخافة ما به بأس ، و هو الصدق في التقوى ، فإذا انضم إليه التجرد للخدمة ، و صار ممن لا يبني ما لا يسكنه ، و لا يجمع ما لا يأكله ، و لا يلتفت إلى دنيا يعلم أنه يفارقها ، و لا يصرف إلى غير الله نفسا عن أنفاسه ، فهو (الصدق) ، و يسمى صاحبه (صديقا) ، فيدخل في الصدق التقوى ، و في التقوى الورع ، و في الورع العفة ، لأنها عبارة عن الامتناع من مقتضى الشهوات.
فإذن يؤثر الخوف في الجوارح بالكف و الإقدام.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|