أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-7-2016
8435
التاريخ: 21-7-2016
2898
التاريخ: 2-8-2016
6360
التاريخ: 19-7-2016
2102
|
اللفظ الدال على معنيين مختلفين او اكثر يسمى (المشترك اللفظي) ويعرفه الجرجاني(1) بقوله : (المشترك ما وضع لمعنى كثير كالعين لاشتراكه بين المعاني).
والخلاف بين العلماء اقراراً او انكاراً بوجود المشترك اللفظي وارد كما هي الحال في اختلافهم بالقول بالترادف، وكان ابن درستورية واحداً من هؤلاء المنكرين لوجود الترادف في اللغة، وقد فسر ذلك بقوله : (فاذا اتفق البناءان في الكلمة والحروف ثم جاءا لمعنيين مختلفين، لم يكن بد من رجوعهما الى معنى واحد يشتركان فيه فيصيران متفقي اللفظ والمعنى)(2).
وقال أيضاً : (فظن من لم يتأمل المعاني، ولم يتحقق الحقائق ان هذا اللفظ واحد قد جاء لمعان مختلفة، وانما هذه المعاني كلها شيء واحد، وهو اصابة الشيء خيراً كان او شراً، وذلك من خلال تأمله في لفظة (وجد) وما دلت عليه من معان مختلفة منها العثور على الشيء، والغضب ، والعشق.
والمشترك اللفظي قليل جداً في اللغة بالرغم مما يبدو من كثرته، انما مصدر هذه الكثرة هو التوسع المجازي في المعنى، وتنويع المعاني انطلاقاً من دلالة واحدة، فالأصل في العين مثلا انها تدل على عضو الابصار الذي يرى به الانسان والحيوان، اما دلالتها على عين الماء، فلان هذه تبدو الموارد عليها من اعالي الصحراء قطعة لامعة من الماء يحف بها النبات فتكون اشبه بالعين بأهدابها... وعين الشيء اي نفسه، تعبير عن الكل بالجزء. والعين بمعنى الاصابة بنظرة حاسدة. لأن العين اي عين الحسود هي المتسببة في هذه الاصابة عند من يعتقدون ذلك، والعين اي ثقب الابرة لان النور يدخل منه كما يدخل من العين المبصرة. لكل هذا توسع، والمعنى اللغوي الاصلي هو العين المبصرة لا غيرها )(3).
ص130
ومن المنكرين للمشترك اللفظي ايضاً ابو علي الفارسي، في حين ذكره احمد بن فارس بقوله(4) : (وتسمى الاشياء الكثيرة بالاسم والواحد).
كما قال به الاصمعي، وابو عبيدة، وابو زيد (والحق ان الاشتراك اللفظي ظاهرة لغوية موجودة في معظم لغات العالم، ومن التعسف انكار وجودها في اللغة العربية، وتأويل جميع امثلتها تأويلاً يخرجها من هذا الباب. ففي بعض شواهده لا نجد بين المعاني التي يطلق عليها اللفظ الواحد اي رابطة تسوغ هذا التأويل)(5).
وتعد التورية، والجناس التام من انواع المشترك اللفظي.
اما اسباب نشأة المشترك اللفظي فتعزى الى : -
1- اختلاف اللهجات :
ويتضح ذلك من تتبعنا لبعض الالفاظ في المعجمات العربية حيث نجد اللهجات العربية القديمة تضع الفاظاً لمعان قد تختلف عما تضعه القبائل الاخرى للفظة نفسها فينشأ عن هذا الطريق الاشتراك اللفظي، فمثلما ورد الترادف والتضاد كذلك ورد المشترك اللفظي في بيئات مختلفة. غير ان المعجمات لا تسعفنا دائماً بنسبة المعاني الى القبائل المختلفة. ولعل ما دخل اللغة المشتركة من هذه المعاني للألفاظ كثير انتقل اليها من تلك اللهجات المتباينة.
2- التطور الصوتي :
ونعني به ما يحصل للفظة من حذف او زيادة او ابدال نتيجة ما يطرأ عليها من تغير صوتي وفقاً لقوانين التطور الصوتي، وبذلك يتطابق اللفظ الجديد مع لفظ آخر وضع لمعنى آخر مثل : جذوة وجثوة، ونغمة نأمة، ومرد ومرث، وجدت وجدف... الخ.
ص131
3- الافتراض اللغوي : -
ربما دخلت الفاظ اجنبية العربية وشابهت في الصورة الفاظاً عربية لمعان مختلفة، ففي العربية السور : حائط المدينة، والسور : الضيافة والمعنى الاول عربي والثاني من الفارسية. وكذلك : السكر نقيض الصحو في العربية القديمة، والسكر سد الشق، فالمعنى الاول عربي اما الثاني فمن الآرامية(6) وللمعرب والدخيل.
4- الاستعمال المجازي : -
ونعني به الانتقال باللفظ من معناه الاصلي الى معان مجازية تختلف عن المعاني الاصول، وبتوالي الاستعمال يشيع المعنى المجازي ويصبح وكأنه المعنى الحقيقي لتلك اللفظة. وامثلة ذلك كثيرة في العربية، فالعين لها دلالات كثيرة ومعروفة، وكذلك الخال، والهلال.
ص132
_____________________
(1) التعريفات 239.
(2) تصحيح الفصيح لابن درستورية 1/ 240 والمزهر 1/ 384.
(3) كلام العرب د. حسن ظاظا 108.
(4) الصاحبي 65.
(5) فقه اللغة وخصائصها 179.
(6) فصول في فقه العربية 331.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|