أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-7-2016
10974
التاريخ: 17-7-2016
5755
التاريخ: 17-7-2016
16271
التاريخ: 18-7-2016
8821
|
نسأل هنا سؤالاً مهماً كيف تشكلت لقريش كل هذه الفصاحة ؟ ولماذا كانت قريش أفصح العرب ؟ وكيف استطاعت قريش أن تزاوج لهجتها باللهجات الأخرى ؟ .
أ- العامل الجغرافي
يقول أبو بكر الصديق (وقريش هم أوسط العرب في العرب دارًا ، وأحسنه جوارا ، وأعربه ألسنة) ، فلقد كانت قريش ذات موقع جغرافي يبعد عن كل ما يمكن أن يعكّر صفو لغتها فلم تكن قريبة من بلاد الروم ولا من بلاد فارس فلا تختلط لغتها العربية بأي لغة أخرى مما قد يؤدي الى انحراف لهجتها عن اللغة الأصلية ناهيك على أنها لم تتعرض لأي احتلال رومي أو فارسيّ أو فارسيّ مما جعلها تحمي لغتها بشكل سليم جداً والإبقاء على نقاء ما لديها .
ص188
ب- العامل الديني :
يقول سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز لنبيه إبراهيم بعد ان اتم بناء الكعبة الشريفة في أرض الحجاز (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى ضامر يأتين من كل فج عميق) (الآية 27 ، سورة الحج)
إذا نحن نتكلم هنا عن أرض بدأت كل القبائل العرب تؤمها منذ زمن سيدنا إبراهيم الى أن بعث الله نبينا محمداً بالإسلام وأنزل عليه القرآن ، فلقد حظيت قريش بشرف خدمة الحجاج الآتين الى كعبته الشريفة وبذلك قدّر للهجتهم أن تختلط مع لهجات العرب الآخرين بكل ما فيها وبما أننا أوضحنا كيف أخذت قريش من لهجات العرب أفضلها وأبعدها عن الكسر والثقل فلقد كانت قريش أكثر العرب احتكاكاً مع غيرهم من القبائل ولذلك كانت أوسعهم اضطلاعاً عن لهجات غيرهم .
ج- العامل الثقافي :
لا يمكن لنا أن نتحدث عن العامل الثقافي دون أن نركز على أهم مركز للثقافة في كل الجزيرة العربية وهو سوق عكاظ ، حيث كانت القبائل العربية تجتمع في تلك السوق وتتبارز بالشعر والخطابة بلهجة قريش وذلك مما أعطى للهجة قريش انتشاراً واسعاً بين القبائل العربية واعتبارها اللهجة الأسهل للتفاهم بين القبائل والتقارب بين اللهجات ومن جانب آخر فإن قريشاً كانت تستمع لما يخرج به عرب القبائل الأخرى من اختيار لأحسن الألفاظ لكي يظهروا مدى قوى لهجاتهم فكانت تتخير قريش أفضلها وتضيفها الى لهجتها .
د- العامل الاقتصادي :
مع فضل الحج للكعبة الشريفة في مكة ، فلقد أصبحت قريش مركزاً تجارياً هائلا بين القبائل فلقد كانت القوافل العربية تنطلق من قريش في الشتاء وفي الصيف ،
ص189
واختلاط التجار القرشيين مع غيرهم من التجار جعل من لغتهم أوسع انتشاراً ، فلقد كانت التجارة على شقيها من حيث التجار القادمين لمكة أو تجار مكة الخارجين منها الى البلاد الأخرى والقبائل البعيدة مما أتاح لفصحاء قريش القدرة على انتقاء ما أعجبهم من لهجات القبائل الأخرى وتصفية لغتهم أيما صفاء .
لعل هذه هي أهم العوامل التي أثرت وبشكل جليّ في تشكّل لهجة قريش وتفردها عن غيرها من اللهجات ، التي أدت فيما بعد من كونها أكثر اللهجات فصاحة واقتراباً من اللهجة الأم ، التي وصلت الى مرحلة من المراحل لتكوين اللهجة الأوسع انتشاراً بين القبائل العربية بكونها لهجة مركزية وشاملة .
ص190
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|