ان معجزة الله سبحانه في فلق الذرة ، فهي متمثلة في القنبلة الذرية ذات الطاقة الجهنمية ، التي يمكن التحكم فيها لتستخدم في الاغراض السلمية . فاذا نظرنا الى العناصر الثقيلة في الجدول الدوري كاليورانيوم ، نجد ان الذرة الواحدة منها والتي لا ترى بالعين تكمن في نواتها الطاقة الهائلة . ويكفي لتحرير هذه الطاقة قذف النواة بنترون ذي طاقة متوسطة ، فتنفلق النواة الى عنصرين جديدين مثل الكربتون والباريوم ، وتنطلق اثناء الانفلاق طاقة كبيرة هي الطاقة الذرية ، التي تظهر على شكل حرارة وضوء وأشعة (غما) القاتلة .

ان كل ذرة هي جيب زاخر بالطاقة ، كجيب المياه المودع في الجبال ، فاذا ما ذفناها بنترون انفجرت عن الطاقة ، كما تنفجر جيوب الماء في الجبال اذا ما ضربناها بالمعول ، عن ينابيع فياضة بالماء . وكما ان بعض الجيوب المائية صعبة التصدع لقوة صخورها وبعدها عن السطح ، كذلك ذرات العناصر ، فانها تتفاوت في قابلية انشطارها وتحطمها ، وكلما كانت الذرة ثقيلة كانت سهلة الانشطار لضعف قوة التماسك بين اجزائها ، كما هو الحال في اليورانيوم الذي رقمه الذري (92) ووزنه الذري (238) وهو من اثقل العناصر الموجودة في الطبيعة.

ولعل هذه الطاقات الهائلة المكنونة المخبوءة هي من الاشياء التي عناها الله سبحانه وتعالى : { أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ } [النمل : 25].